الفرق بين المراجعتين لصفحة: «خطبة الإمام السجاد (ع) في الشام»
Translation (نقاش | مساهمات) ط نقل Translation صفحة خطبة الإمام السجاد في الشام إلى خطبة الإمام السجاد (ع) في الشام |
Translation (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ٥: | سطر ٥: | ||
{{پاسخ}} | {{پاسخ}} | ||
{{درگاه|اندازه=گوچک|امام حسین}} | {{درگاه|اندازه=گوچک|امام حسین}} | ||
'''خطبة الإمام السجّاد (ع) في الشام''' من أشهر الخُطب التي ألقاها بعد واقعة | '''خطبة [[الإمام السجّاد (ع)]] في [[الشام]]''' من أشهر الخُطب التي ألقاها بعد [[واقعة عاشوراء]]، والتي بواسطتها تمكّن الإمام (ع) من زعزعة شرعية الحكم الأموي وإبطال دعاياته التي استمرت أربعين عاماً ضد [[الإمام علي (ع)]] وأهل بيته (ع). | ||
يُعتبر المحور الرئيسي لمضمون هذه الخطبة هو بيان مكانة أهل البيت ( | |||
يُعتبر المحور الرئيسي لمضمون هذه الخطبة هو بيان مكانة [[أهل البيت (ع)|أهل البيت]] (ع)، وذلك توضيحاً لمدى الظلم والجور الذي أصابهم من السلطة الحاكمة جرّاء تعاملها معهم خلال واقعة كربلاء. | |||
كما تُظهر خطبة الإمام السجاد (ع) في الشام شجاعة الإمام، وفصاحته، ودوره في إضاءة طريق الحق من خلال إحياء رسالة نهضة عاشوراء، وقد ورد أن هذه الخطبة كان لها تأثير تنويري فوري؛ حيث قامت اعتراضات الناس على أفعال يزيد بن معاوية، وامتلأ مجلس الخطبة بالبكاء والعويل. | كما تُظهر خطبة الإمام السجاد (ع) في الشام شجاعة الإمام، وفصاحته، ودوره في إضاءة طريق الحق من خلال إحياء رسالة نهضة عاشوراء، وقد ورد أن هذه الخطبة كان لها تأثير تنويري فوري؛ حيث قامت اعتراضات الناس على أفعال يزيد بن معاوية، وامتلأ مجلس الخطبة بالبكاء والعويل. | ||
بحسب المصادر التاريخية، أُلقيت هذه الخطبة بعد واقعة عاشوراء، أثناء أسر سبايا آل البيت ( | بحسب المصادر التاريخية، أُلقيت هذه الخطبة بعد واقعة عاشوراء، أثناء أسر سبايا آل البيت (ع) وإجلائهم إلى الشام. ووفقاً لبعض الروايات، أمر يزيد خطيب البلاط أن يصعد المنبر ويمدح [[معاوية بن أبي سفيان]]، ويقدح في [[الإمام الحسين (ع)]] وأهل بيته، ففعل الخطيب ذلك، فتصدّى له [[الإمام السجاد (ع)]] وطلب الإذن بإلقاء كلمة، ورُفض طلبه في البداية، لكن بعد إصرار الحاضرين، وافق يزيد على أن يخطب الإمام (ع). | ||
==الأهمية== | ==الأهمية== | ||
سطر ٢٠: | سطر ٢١: | ||
==ظروف إلقاء الخطبة== | ==ظروف إلقاء الخطبة== | ||
وفقاً للمصادر التاريخية، أُلقيت خطبة الإمام السجاد ( | وفقاً للمصادر التاريخية، أُلقيت خطبة الإمام السجاد (ع) في الشام بعد واقعة عاشوراء، أثناء أسر سبايا أهل البيت (عليهم السلام) وإجلائهم إلى الشام،<ref>الشهيدي، السيد جعفر، حياة علي بن الحسين(ع)، طهران، ۱۳۶۷ش، ص۷۵.</ref> ووفقاً لبعض الروايات، أمر يزيد بن معاوية خطيب البلاط أن يصعد المنبر، ويستغل حالة السبايا ليمدح معاوية بن أبي سفيان، ويهجو الإمام الحسين (ع) وأهل بيته، فقام الخطيب بذلك، وأسرف في سب الإمام علي والإمام الحسين (عليهما السلام). <ref>مكارم الشيرازي، ناصر، عاشوراء: الجذور الدوافع الأحداث والتداعيات، قم، مدرسه الإمام علي بن أبي طالب (ع)، ۱۳۸۴ش، ص604.</ref> | ||
عندما كان الخطيب يخطب بتلك الأقوال الباطلة ضد أهل البيت (ع)، نهض الإمام زين العابدين (ع) فجأةً وصاح به: "وَيْلَكَ أَيُّهَا الْخَاطِبُ! لَقَدِ اشْتَرَيْتَ مَرْضَاةَ الْمَخْلُوقِ بِسَخَطِ الْخَالِقِ، فَتَبَوَّأْ مَقْعَدَكَ مِنَ النَّارِ"،<ref>ابن طاووس، علي بن موسى، الملهوف على قتلى الطّفوف، تحقيق: فارس حسّون، قم، انتشارات أسوة، ۱۴۱۷هـ، ص۲۱۹.</ref> ثم التفت الإمام (ع) إلى يزيد قائلاً: "أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَرْقَى هَذِهِ الْأَعْوَادَ فَأَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ فِيهِ لِلَّهِ رِضًا، وَلِهَؤُلَاءِ أَجْرٌ وَثَوَابٌ؟". رفض يزيد طلب الإمام (ع) في البداية، لعلمه بأن كلام الإمام سيكشف زيف حكمه ويُفضحه، لكن الحاضرين أصرّوا على منح الإمام الفرصة، فظل يزيد يرفض حتى قال له الناس: "يا أمير المؤمنين! ائذن له ليصعد، فلعلّنا نسمع منه شيئا" فقال لهم: "إن صعد المنبر هذا لم ينزل إلاّ بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان" فقالوا: "وما قدر ما يحسن هذا؟" فقال: "إنّه من أهل بيت قد زقّوا العلم زقاً"، وظل الناس يصرّون على يزيد حتى أذن للإمام (ع) بالصعود إلى المنبر، فبدأ الإمام بحمد الله والثناء عليه، ثم ألقى خطبته المشهورة. <ref>الخوارزمي، موفق بن أحمد، مقتل الحسين عليه السلام، تحقيق محمد السماوي، قم، انتشارات أنوار الهدى، ۱۴۲۳هـ، ج۲، ص۷۶.</ref> | عندما كان الخطيب يخطب بتلك الأقوال الباطلة ضد أهل البيت (ع)، نهض الإمام زين العابدين (ع) فجأةً وصاح به: "وَيْلَكَ أَيُّهَا الْخَاطِبُ! لَقَدِ اشْتَرَيْتَ مَرْضَاةَ الْمَخْلُوقِ بِسَخَطِ الْخَالِقِ، فَتَبَوَّأْ مَقْعَدَكَ مِنَ النَّارِ"،<ref>ابن طاووس، علي بن موسى، الملهوف على قتلى الطّفوف، تحقيق: فارس حسّون، قم، انتشارات أسوة، ۱۴۱۷هـ، ص۲۱۹.</ref> ثم التفت الإمام (ع) إلى يزيد قائلاً: "أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَرْقَى هَذِهِ الْأَعْوَادَ فَأَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ فِيهِ لِلَّهِ رِضًا، وَلِهَؤُلَاءِ أَجْرٌ وَثَوَابٌ؟". رفض يزيد طلب الإمام (ع) في البداية، لعلمه بأن كلام الإمام سيكشف زيف حكمه ويُفضحه، لكن الحاضرين أصرّوا على منح الإمام الفرصة، فظل يزيد يرفض حتى قال له الناس: "يا أمير المؤمنين! ائذن له ليصعد، فلعلّنا نسمع منه شيئا" فقال لهم: "إن صعد المنبر هذا لم ينزل إلاّ بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان" فقالوا: "وما قدر ما يحسن هذا؟" فقال: "إنّه من أهل بيت قد زقّوا العلم زقاً"، وظل الناس يصرّون على يزيد حتى أذن للإمام (ع) بالصعود إلى المنبر، فبدأ الإمام بحمد الله والثناء عليه، ثم ألقى خطبته المشهورة. <ref>الخوارزمي، موفق بن أحمد، مقتل الحسين عليه السلام، تحقيق محمد السماوي، قم، انتشارات أنوار الهدى، ۱۴۲۳هـ، ج۲، ص۷۶.</ref> | ||
سطر ٢٩: | سطر ٣٠: | ||
بيّن الإمام السجاد (ع) في خطبته هذه أبرز ست صفات تميز بها أهل البيت (عليهم السلام)، وهي: العلم، والحلم، والسماحة، والفصاحة، والشجاعة، والمحبة في قلوب المؤمنين، كما عدّد الإمام (ع) سبع خصائص أوجبت الفضيلة لأهل البيت (عليهم السلام) على سواهم، وهي: | بيّن الإمام السجاد (ع) في خطبته هذه أبرز ست صفات تميز بها أهل البيت (عليهم السلام)، وهي: العلم، والحلم، والسماحة، والفصاحة، والشجاعة، والمحبة في قلوب المؤمنين، كما عدّد الإمام (ع) سبع خصائص أوجبت الفضيلة لأهل البيت (عليهم السلام) على سواهم، وهي: | ||
#أن منهم رسول الله (صلى الله عليه وآله). | #أن منهم رسول الله (صلى الله عليه وآله). | ||
#أن منهم الإمام علي بن أبي طالب ( | #أن منهم الإمام علي بن أبي طالب (ع). | ||
#أن منهم جعفر الطيار ( | #أن منهم جعفر الطيار (ع). | ||
#أن منهم حمزة سيد الشهداء ( | #أن منهم حمزة سيد الشهداء (ع). | ||
#أن منهم الإمام الحسن المجتبى ( | #أن منهم الإمام الحسن المجتبى (ع). | ||
#أن منهم الإمام الحسين سيد الشهداء ( | #أن منهم الإمام الحسين سيد الشهداء (ع). | ||
#أنهم ورثة أفضل عباد الله الصالحين. <ref>المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، ۱۴۰۳هـ، ج۴۵، ص۱۳۸.</ref> | #أنهم ورثة أفضل عباد الله الصالحين. <ref>المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، ۱۴۰۳هـ، ج۴۵، ص۱۳۸.</ref> | ||