الصفات الأخلاقية للنبي (ص)
ما هي الصفات التي تحلّى بها النبي (ص)؟
يُعدّ الحِلم، وحسن الخُلق، والصدق، والأمانة، والإخلاص، والشجاعة، والرحمة من الصفات المحمودة للنبي (ص). وقد وُصف النبي في الآية الرابعة من سورة القلم بأنه على "خُلقٍ عظيم". وجاء في الآية 159 من سورة آل عمران: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ.﴾
تحدّثت الكثير من الروايات عن الأخلاق الحسنة والفريدة للنبي (ص). فقد ورد أنّ النبي محمداً (ص) كان أحسن الناس خُلقاً. فلم يكن يشتم، ولم يتفوّه بالألفاظ البذيئة، ولم يُحدث ضجيجًا في الشوارع والأسواق، ولم يقابل السيئة بالسيئة، بل كان يعفو ويصفح. ويقول الإمام علي (ع) في وصف النبي الأكرم (ص): «كان النبي (ص) يأكل على الأرض، ويجلس جلسة العبد، ويخصف نعله بيده، ويرقع ثوبه بنفسه، ويركب الحمار العاري من السرج، ويُردف خلفه غيره. وقد ورد إن النبي (ص) كان لا يحبّ أن يمشي الناس خلفه، وكان يقول: إن مثل هذا العمل يؤدي إلى الكِبر.».
حُسن الخُلق
تُبيّن الآية الرابعة من سورة القلم أن النبي (ص) على خُلقٍ عظيم. ويقول الإمام الصادق (ع) إنّ أخلاق نبي الله كانت تجسيداً لقول الله تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾[١]. وقد قال النبي (ص): قالب:عربی. وجاء في صحيح البخاري أن النبي (ص) كان أحسن الناس خُلقاً.[٢]
ينقل أحمد بن حنبل في مسنده عن عائشة، في إجابتها عن سؤال حول كيفية أخلاق النبي (ص) في البيت، فتقول: قالب:عربی.[٣]
الأمانة
ورد أن قريشًا كانت تُلقّب النبي محمداً (ص) بـ "الأمين" قبل نزول الوحي عليه.[٤] وقد ورد في أوصافه (ص) أنه كان أكرم قومه، وأحسنهم خُلقاً، وأطيبهم معاملة، وأحسنهم جواراً، وأكثرهم حِلماً، وأعظمهم أمانة، وأصدقهم حديثاً، وأبعدهم عن الفحش والأذى. ولم يُرَ قط يتنازع أو يجادل أحداً. وقد جمع الله فيه الأخلاق والخصال الحميدة حتى سمّاه قومه "الأمين"، وكان يُعرف في مكة غالباً بهذا اللقب.[٥]
الصدق
من الصفات الأخلاقية البارزة للنبي (ص) الصدق والأمانة في القول، فالصدق والأمانة في أقوال وأفعال الرسل الإلهيين يؤدي إلى كسب ثقة الناس بهؤلاء الرسل الإلهيين، ويهيئ الأرضية لقبول دعوتهم. وبعبارة أخرى، فإن الاعتقاد بكذب أقوال الرسل الإلهيين يؤدي إلى فقدان ثقة الناس بهم. ويقول رسول الله (ص) في بيان قُبح الكذب: قالب:عربی.[٦]
تقول عائشة، زوجة النبي (ص)، لم تكن هناك صفة أبغض إلى رسول الله من الكذب، وكان إذا اطّلع على أن أحداً من أصحابه كذب، يعرض عنه حتى يعلم أنه قد تاب.[٧]
الشجاعة
يُروى عن الإمام علي (ع) أنه قال:
وجاء في صحيح مسلم أن رسول الله (ص) كان أجمل الناس وأجودهم وأشجعهم. وفي ليلة من الليالي، سمع أهل المدينة صوتاً ففزعوا منه. فخرج ناس نحو الصوت، فاستقبلهم رسول الله (ص) راجعاً وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة عُرْي، وفي عنقه السيف، وهو يقول: قالب:عربی.[٨]
الرِّفق واللُّطف
كانت من أبرز الصفات الأخلاقية للنبي الأعظم (ص) لِين طبعِه ورحمته. هذه الصفة كانت ذات قيمة عظيمة لدرجة أن الله تعالى جعلها سببًا لجذب الناس في عصر البعثة. فقد ذكر الله تعالى في الآية 159 من سورة آل عمران: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ.﴾.[٩]
وفي كتاب "مكارم الأخلاق" نقلاً عن أنس بن مالك: قالب:عربی.[١٠]
التسامح
من الصفات التي الواردة في الآيات القرآنية تسامح النبي (ص). فقد أمر الله تعالى نبيه قائلًا: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ.﴾[١١] كما أن النبي (ص) كان مأمورًا من الله بالصبر. فقد ورد في سورة الأحقاف، الآية 35: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾.[١٢]
ورد في صحيح البخاري، نقلاً عن أنس بن مالك أنّه قال: قالب:عربی.[١٣]
الحياء
رُوي أن النبي (ص) كان أشد حياءً من العذراء في خدرها.[١٤] وكان النبي (ص) يتمتع بدرجة عالية من الحياء، حتى إنه لم يكن يُسأل عن شيء إلا أعطاه.[١٥]
التواضع
من الصفات الأخلاقية البارزة لرسول الله (ص)، والتي كانت سرّ نجاحه وجذب الناس إليه وإلى دين الإسلام، تواضعه وعدم تكبّره. وقال الإمام علي (ع) في وصف هذه الصفة في رسول الله (ص) قائلًا: قالب:عربی.[١٦]
لقد بلغ تواضع النبي (ص) إلى درجة أنه كان يأكل مع الجميع، ويقبل دعوة أي شخص، حتى أفقر الناس. ولم يكن يحبّ أن يمشي الناس خلفه، وكان يقول: إنّ هذا الفعل يؤدي إلى الكبر. [١٧]
قال النبي (ص): قالب:عربی. وفي رواية أخرى، قال النبي (ص): قالب:عربی.[١٨] وقد قيل إن النبي (ص) منذ أن بعثه الله، لم يأكل متكئًا، ولم يكن يحبّ أن يكون مثل الملوك.[١٩]
المصادر
- ↑ الآية 199 من سورة الأعراف
- ↑ محمدي ريشهري، محمد، النبي الأعظم من منظور القرآن وأهل البيت، قم، مؤسسة دار الحديث العلمية والثقافية، ۱۳۸۶ ش، ص ۱۵۳.
- ↑ محمدي ريشهري، النبي الأعظم من منظور القرآن وأهل البيت، ۱۳۸۶ ش، ص ۱۵۵.
- ↑ محمدي ريشهري، النبي الأعظم من منظور القرآن وأهل البيت، ۱۳۸۶ ش، ص ۱۵۵.
- ↑ محمدي ريشهري، النبي الأعظم من منظور القرآن وأهل البيت، ۱۳۸۶ ش، ص ۱۵۷.
- ↑ خصائص وصفات النبي الإسلام (ص)، موقع تبيان، تاريخ الزيارة: ۳۱ شهريور ۱۴۰۳ ش.
- ↑ محمدي ريشهري، النبي الأعظم من منظور القرآن وأهل البيت، ۱۳۸۶ ش، ص ۱۶۱.
- ↑ محمدي ريشهري، النبي الأعظم من منظور القرآن وأهل البيت، ۱۳۸۶ ش، ص ۱۶۵.
- ↑ الصفات الأخلاقية للنبي من منظور القرآن بمنهجية وحدة الأمة الإسلامية، البوابة الشاملة للعلوم والمعارف القرآنية، تاريخ الزيارة: ۳۱ شهريور ۱۴۰۳ ش.
- ↑ محمدي ريشهري، النبي الأعظم من منظور القرآن وأهل البيت، ۱۳۸۶ ش، ص ۱۶۷.
- ↑ سورة الأعراف، الآية 199
- ↑ قرائتي، محسن، سيرة النبي الأكرم بنظرة إلى القرآن الكريم، طهران، المركز الثقافي لدروس من القرآن، ۱۳۸۵ ش، ص ۷۹.
- ↑ محمدي ريشهري، النبي الأعظم من منظور القرآن وأهل البيت، ۱۳۸۶ ش، ص ۱۶۷.
- ↑ محمدي ريشهري، النبي الأعظم من منظور القرآن وأهل البيت، ۱۳۸۶ ش، ص ۱۶۷.
- ↑ محمدي ريشهري، النبي الأعظم من منظور القرآن وأهل البيت، ۱۳۸۶ ش، ص ۱۶۹.
- ↑ الصفات الأخلاقية للنبي من منظور القرآن بمنهجية وحدة الأمة الإسلامية، البوابة الشاملة للعلوم والمعارف القرآنية، تاريخ الزيارة: ۳۱ شهريور ۱۴۰۳ ش.
- ↑ خصائص وصفات النبي الإسلام (ص)، موقع تبيان، تاريخ الزيارة: ۳۱ شهريور ۱۴۰۳ ش.
- ↑ محمدي ريشهري، النبي الأعظم من منظور القرآن وأهل البيت، ۱۳۸۶ ش، ص ۱۶۹.
- ↑ محمدي ريشهري، النبي الأعظم من منظور القرآن وأهل البيت، ۱۳۸۶ ش، ص ۱۷۱.