الفرق بين المراجعتين لصفحة: «خطبة الإمام السجاد (ع) في الشام»

Translation (نقاش | مساهمات)
Translation (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
سطر ١٤: سطر ١٤:
تُعتبر خطبة الإمام السجاد (ع) في الشام من أشهر خطبه وأكثرها فرادةً وقوّةً وبلاغةً، بل ووُصفت بأنها كلامٌ فوق العادة وكلامٌ مُزلزل، فقد استطاعت هذه الخطبة أن تُهزّ شرعيةَ حكم بني أمية، وتُبطلَ حملاتهم الدعائية التي استمرت أربعين عاماً ضد الإمام علي وأهل بيته (عليهم السلام)، <ref>الشهيدي، السيد جعفر، حياة علي بن الحسين(ع)، طهران، ۱۳۶۷ش، ص۷۵؛ مكارم الشيرازي، ناصر، عاشوراء: الجذور الدوافع الأحداث والتداعيات، قم، مدرسه الإمام علي بن أبي‌ طالب (ع)، ۱۳۸۴ش، ص۶۱۰؛ المدرسي، السيد محمد تقي، حياة سيد الساجدين علي بن الحسين (ع)، طهران، انتشارات محبان الحسين(ع)، ۱۳۸۸ش، ص۶۹.</ref>
تُعتبر خطبة الإمام السجاد (ع) في الشام من أشهر خطبه وأكثرها فرادةً وقوّةً وبلاغةً، بل ووُصفت بأنها كلامٌ فوق العادة وكلامٌ مُزلزل، فقد استطاعت هذه الخطبة أن تُهزّ شرعيةَ حكم بني أمية، وتُبطلَ حملاتهم الدعائية التي استمرت أربعين عاماً ضد الإمام علي وأهل بيته (عليهم السلام)، <ref>الشهيدي، السيد جعفر، حياة علي بن الحسين(ع)، طهران، ۱۳۶۷ش، ص۷۵؛ مكارم الشيرازي، ناصر، عاشوراء: الجذور الدوافع الأحداث والتداعيات، قم، مدرسه الإمام علي بن أبي‌ طالب (ع)، ۱۳۸۴ش، ص۶۱۰؛ المدرسي، السيد محمد تقي، حياة سيد الساجدين علي بن الحسين (ع)، طهران، انتشارات محبان الحسين(ع)، ۱۳۸۸ش، ص۶۹.</ref>


كما جسّدت هذه الخطبة شجاعةَ الإمام السجاد (ع) وفصاحته، ومكانته الرائدة في كشف الحق وإحياء رسالة نهضة عاشوراء، وقد كان لخطبته تأثيرٌ تنويري فوري، حيث انتفض الحاضرون ضد أفعال يزيد، وامتلأ المجلس بالبكاء والنحيب، بل إن بعض الحضور غادروا المكان رافضين الاعتراف بشرعية يزيد كخليفة للمسلمين. <ref>مكارم الشيرازي، ناصر، عاشوراء: الجذور الدوافع الأحداث والتداعيات، قم، مدرسه الإمام علي بن أبي‌ طالب (ع)، ۱۳۸۴ش، ص612.</ref>
كما جسّدت هذه الخطبة شجاعةَ الإمام السجاد (ع) وفصاحته، ومكانته الرائدة في كشف الحق وإحياء رسالة نهضة عاشوراء، وقد كان لخطبته تأثيرٌ تنويري فوري، حيث انتفض الحاضرون ضد أفعال يزيد، وامتلأ المجلس بالبكاء والنحيب، بل إن بعض الحضور غادروا المكان رافضين الاعتراف بشرعية يزيد كخليفة للمسلمين.<ref>مكارم الشيرازي، ناصر، عاشوراء: الجذور الدوافع الأحداث والتداعيات، قم، مدرسه الإمام علي بن أبي‌ طالب (ع)، ۱۳۸۴ش، ص612.</ref>


يرى بعض الباحثين أن هذه الخطبة قدّمت نموذجاً للمنابر الحسينية، حيث يمكن للخطباء أن يستلهموا منها منهجاً يجعل كلامهم أكثرَ عمقاً وتأثيراً في قلوب الناس. <ref> المدرسي، السيد محمد تقي، حياة سيد الساجدين علي بن الحسين (ع)، طهران، انتشارات محبان الحسين(ع)، ۱۳۸۸ش، ص۶۹.</ref>
يرى بعض الباحثين أن هذه الخطبة قدّمت نموذجاً للمنابر الحسينية، حيث يمكن للخطباء أن يستلهموا منها منهجاً يجعل كلامهم أكثرَ عمقاً وتأثيراً في قلوب الناس. <ref> المدرسي، السيد محمد تقي، حياة سيد الساجدين علي بن الحسين (ع)، طهران، انتشارات محبان الحسين(ع)، ۱۳۸۸ش، ص۶۹.</ref>
سطر ٢٥: سطر ٢٥:


==المحاور الرئيسية لمضمون الخطبة==
==المحاور الرئيسية لمضمون الخطبة==
يُعتبر بيان مكانة أهل البيت هو جوهر الخطبة التي ألقاها الإمام السجاد (ع) في الشام، وذلك لكشف حجم الظلم والجور الذي مارسته سلطة الخلافة ضدهم في واقعة كربلاء، ولتحقيق هذا الهدف، بدأ الإمام (ع) بتعريف الحاضرين بالنبي محمد (ص)، ثم بالإمام علي (ع) والسيدة فاطمة الزهراء (ع)، مؤكداً أنه ابنهم ووريث فضائلهم، كما ذكر انتسابه للإمام الحسين (ع) والسيدة خديجة الكبرى (ع). <ref>المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، ۱۴۰۳هـ، ج۴۵، ص۱۳۸.</ref>
يُعتبر بيان مكانة أهل البيت هو جوهر الخطبة التي ألقاها الإمام السجاد (ع) في الشام، وذلك لكشف حجم الظلم والجور الذي مارسته سلطة الخلافة ضدهم في واقعة كربلاء،<ref>مكارم الشيرازي، ناصر، عاشوراء: الجذور الدوافع الأحداث والتداعيات، قم، مدرسه الإمام علي بن أبي‌ طالب (ع)، ۱۳۸۴ش، ص611.</ref> ولتحقيق هذا الهدف، بدأ الإمام (ع) بتعريف الحاضرين بالنبي محمد (ص)، ثم بالإمام علي (ع) والسيدة فاطمة الزهراء (ع)، مؤكداً أنه ابنهم ووريث فضائلهم، كما ذكر انتسابه للإمام الحسين (ع) والسيدة خديجة الكبرى (ع). <ref>المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، ۱۴۰۳هـ، ج۴۵، ص۱۳۸.</ref>


بيّن الإمام السجاد (ع) في خطبته هذه أبرز ست صفات تميز بها أهل البيت (عليهم السلام)، وهي: العلم، والحلم، والسماحة، والفصاحة، والشجاعة، والمحبة في قلوب المؤمنين، كما عدّد الإمام (ع) سبع خصائص أوجبت الفضيلة لأهل البيت (عليهم السلام) على سواهم، وهي:
بيّن الإمام السجاد (ع) في خطبته هذه أبرز ست صفات تميز بها أهل البيت (عليهم السلام)، وهي: العلم، والحلم، والسماحة، والفصاحة، والشجاعة، والمحبة في قلوب المؤمنين، كما عدّد الإمام (ع) سبع خصائص أوجبت الفضيلة لأهل البيت (عليهم السلام) على سواهم، وهي: