انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «زيارة القبور من وجهة نظر الوهابية»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
 
سطر ٤: سطر ٤:
{{پایان سوال}}
{{پایان سوال}}
{{پاسخ}}
{{پاسخ}}
لمؤسسي [[الوهابية]] آراء متناقضة حول زيارة القبور، فهم من جهة  يجيزون الزيارة نظرياً، في حين أنهم يحرّمونها عملياً، كما أنهم يعتبرون السفر لأجل زيارة القبور حراماً وسبباً للشرك، ويستندون على ذلك بحديث منسوب لل[[نبي محمد (ص)]].
لمؤسسي [[الوهابية]] آراء متناقضة حول زيارة القبور، فهم من جهة  يجيزون الزيارة نظرياً، في حين أنهم يحرّمونها عملياً، كما أنهم يعتبرون السفر لأجل زيارة القبور حراماً وسبباً للشرك، ويستندون على ذلك بحديث منسوب [[النبي محمد (ص)|للنبي محمد (ص)]].


== حكم زيارة القبور ==
== حكم زيارة القبور ==
سطر ١٣: سطر ١٣:


== تحريم السفر بقصد الزيارة ==
== تحريم السفر بقصد الزيارة ==
يستند الوهابيين في رفضهم لأصل الزيارة على تحريمهم للسفر لأجلها؛ إذ أنهم يعتبرون السفر للزيارة حراماً وبدعة وشركاً دون أي دليل مقنع، وقد ادعى الوهابيون إجماع المسلمين على حرمة السفر للزيارة، مدعين أن كلام العلماء أيضًا يدل بوضوح على عدم جواز السفر لزيارة أي قبر.<ref>ابن تيمية الحراني، أبو العباس أحمد عبد الحليم، كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية، مكتبة ابن تيمية، الطبعة الثانية، بی‌تا، بی‌جا، تحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي، ج 26، ص 150.</ref>
يستند الوهابيون في رفضهم لأصل الزيارة على تحريمهم للسفر لأجلها؛ إذ أنهم يعتبرون السفر للزيارة حراماً وبدعة وشركاً دون أي دليل مقنع، وقد ادعى الوهابيون إجماع المسلمين على حرمة السفر للزيارة، مدعين أن كلام العلماء أيضًا يدل بوضوح على عدم جواز السفر لزيارة أي قبر.<ref>ابن تيمية الحراني، أبو العباس أحمد عبد الحليم، كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية، مكتبة ابن تيمية، الطبعة الثانية، بی‌تا، بی‌جا، تحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي، ج 26، ص 150.</ref>


كما استدل الوهابيون على تحريم السفر للزيارة بحديث: «''لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثِ مَسَاجِدَ: إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى''»<ref>أحمد بن حنبل، مسند أحمد، بيروت، دار صادر، بی‌تا، ج 2، ص 278.</ref> " فبناء على هذا الحديث حرّموا السفر للزيارة، وزعموا عدم وجود خلاف بين أئمة المذاهب في هذا الحكم، وأن الصحابة فهموا من حديث «لا تُشَدُّ الرِّحَال» المنع من السفر وتحريمه.
كما استدل الوهابيون على تحريم السفر للزيارة بحديث: «''لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثِ مَسَاجِدَ: إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى''»<ref>أحمد بن حنبل، مسند أحمد، بيروت، دار صادر، بی‌تا، ج 2، ص 278.</ref> " فبناء على هذا الحديث حرّموا السفر للزيارة، وزعموا عدم وجود خلاف بين أئمة المذاهب في هذا الحكم، وأن الصحابة فهموا من حديث «لا تُشَدُّ الرِّحَال» المنع من السفر وتحريمه.
سطر ٢٠: سطر ٢٠:


==مناقشة استدلال الوهابية==
==مناقشة استدلال الوهابية==
لو كانت زيارة القبور جائزةً كما يقولون، فلا يوجد ما يدل على منع السفر لأجلها، فإذا كانت الزيارة نفسها ليست بدعة ولا حرامًا - وحتى عند ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب لا يوجد مانع شرعي منها - فإن السفر الذي لا شبهة في حرمته أو بدعيته لا يصبح حرامًا أو غير مشروع بمجرد قصد الزيارة المحللة فيه، فيتضح من هذا أن المشكلة عند الوهابيين هي في أصل الزيارة ذاتها، مما جعلهم يحرمون السفر لها.
لو كانت زيارة القبور جائزةً كما يقولون، فلا يوجد ما يدلّ على منع السفر لأجلها، فإذا كانت الزيارة نفسها ليست بدعة ولا حرامًا - وحتى عند ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب لا يوجد مانع شرعي منها - فإنّ السفر الذي لا شبهة في حرمته أو بدعيته لا يصبح حرامًا أو غير مشروع بمجرد قصد الزيارة المحللة فيه، فيتضح من هذا أن المشكلة عند الوهابيين هي في أصل الزيارة ذاتها، مما جعلهم يحرمون السفر لها.


ثم لو كانت الزيارة بدون سفر جائزة عند الوهابيين، فهي لا تُتصور إلا لمن يسكن في المدينة التي فيها القبر، وأما سكان المدن الأخرى، فبحسب منطق الوهابيين، لا يحق لهم الزيارة إلا إذا سافروا لقصد آخر (كالتجارة أو السياحة)؛ وفي هذه الحالة يجوز لهم زيارة القبور تبعًا، فكيف يمكن أن يكون السفر للزيارة - رغم مشروعيتها - حرامًا وبدعة، بينما يباح السفر إذا كان لأغراض دنيوية؟! بل الأكثر من ذلك، وفقاً لرأي الوهابية حتى سكان المدينة - كالمدينة المنورة - لا يجوز لهم الخروج من منازلهم وطي المسافات بقصد زيارة قبر النبي (ص) إلا إذا مرّوا بالصدفة بالقبر أثناء قضاء حاجة أخرى.
ثم لو كانت الزيارة بدون سفر جائزة عند الوهابيين، فهي لا تُتصور إلا لمن يسكن في المدينة التي فيها القبر، وأما سكان المدن الأخرى، فبحسب منطق الوهابيين، لا يحق لهم الزيارة إلا إذا سافروا لقصد آخر (كالتجارة أو السياحة)؛ وفي هذه الحالة يجوز لهم زيارة القبور تبعًا، فكيف يمكن أن يكون السفر للزيارة - رغم مشروعيتها - حرامًا وبدعة، بينما يباح السفر إذا كان لأغراض دنيوية؟! بل الأكثر من ذلك، وفقاً لرأي الوهابية حتى سكان المدينة - كالمدينة المنورة - لا يجوز لهم الخروج من منازلهم وطي المسافات بقصد زيارة قبر النبي (ص) إلا إذا مرّوا بالصدفة بالقبر أثناء قضاء حاجة أخرى.
١٬٠٣٤

تعديل