انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «تكفيرية الفرقة الوهابية»

لا ملخص تعديل
سطر ٢٧: سطر ٢٧:
==نقد كلام الشيخ عبد اللطيف==
==نقد كلام الشيخ عبد اللطيف==
بهذه التبريرات والتأويلات لا يُنقَضُ وسم التكفير عن جبين الوهابية فحسب، بل يُؤكَّد ويُثبَّت. والسبب في ذلك، أولاً: إن دعوة محمد بن عبد الوهاب انطلقت من منطقة كان أهلها جميعاً مسلمين، يقيمون الصلاة، ويصومون، ويحجون، ويتبعون أحد المذاهب الأربعة لأهل السنة، مقرّين بجميع تعاليم الإسلام ملتزمين بها، ولم يكن هناك جهمية ولا قدرية ولا أتباع فرق منحرفة أخرى، بل كان الجميع من أهل السنة، ومع ذلك كفّرهم محمد بن عبدالوهاب ودعاهم إلى مذهبه، ثانياً: إن حروب الوهابيين -أو ما يسمونه بالغزوات- كانت جميعها ضد أهل السنة والجماعة، ففي نطاق هذه الغزوات لم يكن هناك وجود للجهمية ولا القدرية ولا الخوارج ولا حتى الرافضة.
بهذه التبريرات والتأويلات لا يُنقَضُ وسم التكفير عن جبين الوهابية فحسب، بل يُؤكَّد ويُثبَّت. والسبب في ذلك، أولاً: إن دعوة محمد بن عبد الوهاب انطلقت من منطقة كان أهلها جميعاً مسلمين، يقيمون الصلاة، ويصومون، ويحجون، ويتبعون أحد المذاهب الأربعة لأهل السنة، مقرّين بجميع تعاليم الإسلام ملتزمين بها، ولم يكن هناك جهمية ولا قدرية ولا أتباع فرق منحرفة أخرى، بل كان الجميع من أهل السنة، ومع ذلك كفّرهم محمد بن عبدالوهاب ودعاهم إلى مذهبه، ثانياً: إن حروب الوهابيين -أو ما يسمونه بالغزوات- كانت جميعها ضد أهل السنة والجماعة، ففي نطاق هذه الغزوات لم يكن هناك وجود للجهمية ولا القدرية ولا الخوارج ولا حتى الرافضة.
أما القول بأن توحيد أسماء الله وصفاته وتوحيد العبادة محل إجماع المسلمين، فلا شك في ذلك، لكن الوهابيين اتخذوا هذا الشعار ذريعة لقتل المسلمين بسبب إيمانهم بالشفاعة والتوسل والتبرك وزيارة القبور، وهذا كله مسجل في كتب التأريخ مثل "عنوان المجد في تاريخ نجد" وغيره من المصادر التاريخية التي كتبها الوهابيون أنفسهم، ولا يمكن إنكاره، بل إن الشيخ عبد اللطيف نفسه -عن قصد أو غير قصد- قد أقر بهذه الحقيقة في دفاعه، مما أبطَلَ حجته، فهو حين دافع عن اتهام محمد بن عبد الوهاب بتكفير مدن المسلمين، صرّح بأن ابن عبد الوهاب كفّر المدن التي يسكنها المشركون، وهم -حسب زعمه- الذين يعبدون الأنبياء والصالحين والملائكة، ويطلبون منهم الحوائج، ويجعلونهم شفعاء بين الله والناس، والواضح أن مقصود هذا الشيخ الوهابي ليس النصارى ولا اليهود ولا عبدة الأصنام، بل المسلمين غير الوهابيين الذين يؤمنون بهذه الأمور، لكن الوهابيين يفسرون هذه المعتقدات حسب أهوائهم على أنها عبادة، بينما لا يُعتبر أي مسلم -بتعظيمه الأنبياء وطلب الحوائج منهم- عابداً لهم، فبحسب الرؤية الوهابية، جميع المسلمين -بسبب ممارساتهم الدينية- يصنفون كمشركين، وبالتالي يكون دمهم مباحاً، وهذا هو السبب في أن جميع حروب الوهابية كانت ضد المسلمين،<ref>علي زادة الموسوي، السيد مهدي، السلفية والوهابية، ج۱ص۹۴-۹۵. قم، دفتر التبليغات الحوزة علمية في قم، المعاونة الثقافية والتبليغية، الطبعة الأولى، ۱۳۹۱ش.</ref> وما زالت حروبهم ضد المسلمين مستمرة حتى اليوم عبر جماعات مختلفة.
أما القول بأن توحيد أسماء الله وصفاته وتوحيد العبادة محل إجماع المسلمين، فلا شك في ذلك، لكن الوهابيين اتخذوا هذا الشعار ذريعة لقتل المسلمين بسبب إيمانهم بالشفاعة والتوسل والتبرك وزيارة القبور، وهذا كله مسجل في كتب التأريخ مثل "عنوان المجد في تاريخ نجد" وغيره من المصادر التاريخية التي كتبها الوهابيون أنفسهم، ولا يمكن إنكاره، بل إن الشيخ عبد اللطيف نفسه -عن قصد أو غير قصد- قد أقر بهذه الحقيقة في دفاعه، مما أبطَلَ حجته، فهو حين دافع عن اتهام محمد بن عبد الوهاب بتكفير مدن المسلمين، صرّح بأن ابن عبد الوهاب كفّر المدن التي يسكنها المشركون، وهم -حسب زعمه- الذين يعبدون الأنبياء والصالحين والملائكة، ويطلبون منهم الحوائج، ويجعلونهم شفعاء بين الله والناس، والواضح أن مقصود هذا الشيخ الوهابي ليس النصارى ولا اليهود ولا عبدة الأصنام، بل المسلمين غير الوهابيين الذين يؤمنون بهذه الأمور، لكن الوهابيين يفسرون هذه المعتقدات حسب أهوائهم على أنها عبادة، بينما لا يُعتبر أي مسلم -بتعظيمه الأنبياء وطلب الحوائج منهم- عابداً لهم، فبحسب الرؤية الوهابية، جميع المسلمين -بسبب ممارساتهم الدينية- يصنفون كمشركين، وبالتالي يكون دمهم مباحاً، وهذا هو السبب في أن جميع حروب الوهابية كانت ضد المسلمين،<ref>علي زادة الموسوي، السيد مهدي، السلفية والوهابية، ج۱ص۹۴-۹۵. قم، دفتر التبليغات الحوزة علمية في قم، المعاونة الثقافية والتبليغية، الطبعة الأولى، ۱۳۹۱ش.</ref> وما زالت حروبهم ضد المسلمين مستمرة حتى اليوم عبر جماعات مختلفة.




١٬٠٠٥

تعديل