٦٩٤
تعديل
Translation (نقاش | مساهمات) |
Translation (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٣: | سطر ٢٣: | ||
==الصحيفة السجادية في نظر العلماء== | ==الصحيفة السجادية في نظر العلماء== | ||
وصف أعظم العلماء والمفكرين الصحيفة السجادية بعبارات جميلة وذات مغزى عميق. | وصف أعظم العلماء والمفكرين الصحيفة السجادية بعبارات جميلة وذات مغزى عميق. | ||
*قال المرحوم فيض الإسلام -مترجم وشارح الصحيفة السجادية-: "كل من يقرأ هذا الصحيفة السجادية بإخلاص ونية صافية ويستغرق في فهم وتأمل معانيه فإنه يتوجه إلى الله تعالى ويشرق نور الله في قلبه ويخطو على طريق السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة."<ref> | *قال المرحوم فيض الإسلام -مترجم وشارح الصحيفة السجادية-: "كل من يقرأ هذا الصحيفة السجادية بإخلاص ونية صافية ويستغرق في فهم وتأمل معانيه فإنه يتوجه إلى الله تعالى ويشرق نور الله في قلبه ويخطو على طريق السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة."<ref>فيض الإسلام، علي نقي، مقدمة ترجمة وشرح الصحيفة الكاملة السجادية، طهران، نشر مركز نشر آثار فيض الاسلام، ۱۳۶۸ ش، ص۴.</ref> | ||
*وقال الإمام الخميني (ره) في وصيته: "نحن نفخر بأن الأدعية التي تُحيي القلوب، والتي تُسمى بالقرآن الصاعد، هي من أئمتنا المعصومين، نحن نفتخر بأن المناجاة الشعبان للأئمة، ودعاء عرفة للحسين بن علي، والصحيفة السجادية التي هي زبور آل محمد، والصحيفة الفاطمية التي هي كتاب مُلهم من الله تعالى إلى الزهراء المرضية، كلها من تراثنا".<ref> | *وقال الإمام الخميني (ره) في وصيته: "نحن نفخر بأن الأدعية التي تُحيي القلوب، والتي تُسمى بالقرآن الصاعد، هي من أئمتنا المعصومين، نحن نفتخر بأن المناجاة الشعبان للأئمة، ودعاء عرفة للحسين بن علي، والصحيفة السجادية التي هي زبور آل محمد، والصحيفة الفاطمية التي هي كتاب مُلهم من الله تعالى إلى الزهراء المرضية، كلها من تراثنا".<ref>الوصية الإلهية السياسية لآية الله الإمام الخميني.</ref> | ||
*وأشار الشهيد مرتضى مطهري إلى ذلك بقوله: "تعتبر الصحيفة السجادية واحدة من الكنوز العظيمة الموجودة في حياة الشيعة، فوالله إنها كنز من المعرفة، لو لم يكن لدينا أي دليل آخر غير هذه الأدعية التي ورثناها من الإمام زين العابدين (ع)، سواء كانت من الصحيفة السجادية أو غيرها، مثل دعاء أبي حمزة الثمالي، ولم يكن في الإسلام على مدى أربعة عشر قرنًا شيء آخر غير هذا؛ لكفى. هذه الأدعية تمتلك من العلو والرفعة ما يجعلها معجزة بحد ذاتها".<ref> | *وأشار الشهيد مرتضى مطهري إلى ذلك بقوله: "تعتبر الصحيفة السجادية واحدة من الكنوز العظيمة الموجودة في حياة الشيعة، فوالله إنها كنز من المعرفة، لو لم يكن لدينا أي دليل آخر غير هذه الأدعية التي ورثناها من الإمام زين العابدين (ع)، سواء كانت من الصحيفة السجادية أو غيرها، مثل دعاء أبي حمزة الثمالي، ولم يكن في الإسلام على مدى أربعة عشر قرنًا شيء آخر غير هذا؛ لكفى. هذه الأدعية تمتلك من العلو والرفعة ما يجعلها معجزة بحد ذاتها".<ref>مطهري مرتضى، آزادي معنوي، الطبعة الحادية عشر، سال ۱۳۷۸ ش، ص۱۰۸.</ref> | ||
*ويقول السيد علي الخامنئي: "نعم، كتاب الصحيفة السجادية من أوله إلى آخره مليء بالدوافع النبيلة للإنسان، إذا ما تأمل الإنسان في الصحيفة السجادية؛ فإنها لوحدها كافية في توجيه المجتمع وإصلاحه وإيقاظه".<ref> | *ويقول السيد علي الخامنئي: "نعم، كتاب الصحيفة السجادية من أوله إلى آخره مليء بالدوافع النبيلة للإنسان، إذا ما تأمل الإنسان في الصحيفة السجادية؛ فإنها لوحدها كافية في توجيه المجتمع وإصلاحه وإيقاظه".<ref>مجلة "حارس الإسلام"، العدد ۱۰، مهر ۱۳۶۱ش، صفحه ۱۲–۱۳.</ref> | ||
*وكتب الطنطاوي الجوهري في عام 1353هـ رداً على إرسال المرجع السيد المرعشي النجفي نسخة من كتاب الصحيفة السجادية إليه في القاهرة: "وصلني كتابكم الكريم مع نسخة من كتاب الصحيفة السجادية، كلمات الإمام الإسلام الزاهد علي زين العابدين بن الإمام الحسين الشهيد، ريحانة المصطفى. تلقيت الكتاب بكل تقدير، ووجدته كتابًا فريدًا يحتوي على علوم ومعارف وحكم لا تُوجد في غيره. ومن الشّقاء أنّا إلى الآن لم نقف على هذا الأثر القيّم الخالد في مواريث النبوّة وأهل البيت، وإنّي كلّما تأمّلتها رأيتها فوق كلام المخلوق، ودون كلام الخالق".<ref> | *وكتب الطنطاوي الجوهري في عام 1353هـ رداً على إرسال المرجع السيد المرعشي النجفي نسخة من كتاب الصحيفة السجادية إليه في القاهرة: "وصلني كتابكم الكريم مع نسخة من كتاب الصحيفة السجادية، كلمات الإمام الإسلام الزاهد علي زين العابدين بن الإمام الحسين الشهيد، ريحانة المصطفى. تلقيت الكتاب بكل تقدير، ووجدته كتابًا فريدًا يحتوي على علوم ومعارف وحكم لا تُوجد في غيره. ومن الشّقاء أنّا إلى الآن لم نقف على هذا الأثر القيّم الخالد في مواريث النبوّة وأهل البيت، وإنّي كلّما تأمّلتها رأيتها فوق كلام المخلوق، ودون كلام الخالق".<ref>الصحيفة السجادية، طبعة الشيخ أحمد آفرندي مع نقل مقدمة آية الله المرعشي النجفي ومتن رسالة الطنطاوي.</ref> | ||
*وقال المرحوم محمد تقي الفلسفي (ره) في مقدمة شرح دعاء مكارم الأخلاق؛ الذي هو أحد أدعية الصحيفة السجادية: "دعاء مكارم الأخلاق في الصحيفة السجادية يحتوي على تعاليم مهمة ودروس تربوية وإنسانية، وكلما تأمل المؤمنون المخلصون في مضامينه واستوعبوا محتواه وعملوا بتوجيهاته، كلما اقتربوا من السعادة الحقيقية والكمال الإنساني، وتخلقوا بمكارم الأخلاق والصفات الإنسانية الرفيعة".<ref> | *وقال المرحوم محمد تقي الفلسفي (ره) في مقدمة شرح دعاء مكارم الأخلاق؛ الذي هو أحد أدعية الصحيفة السجادية: "دعاء مكارم الأخلاق في الصحيفة السجادية يحتوي على تعاليم مهمة ودروس تربوية وإنسانية، وكلما تأمل المؤمنون المخلصون في مضامينه واستوعبوا محتواه وعملوا بتوجيهاته، كلما اقتربوا من السعادة الحقيقية والكمال الإنساني، وتخلقوا بمكارم الأخلاق والصفات الإنسانية الرفيعة".<ref>الفلسفي، محمد تقي، شرح وتفسير دعاء مكارم الاخلاق از الصحيفة السجادية، نشر مكتب الثقافة الإسلامية، ۱۳۷۰ ش، ج۱، ص۱.</ref> | ||
*وأعرب الأستاذ "أندريه كوفسكي" -العالم المسيحي البولندي- قائلًا: "لقد تأثرت بعمق بأفكار إمام المسلمين الإمام زين العابدين (ع) التي تجلت في صفحات الصحيفة السجادية، دراسة هذا الأثر القيّم والتأمل في مضامينه الغنية بالمعارف أثرت في روحي بعمق وجذبتني إليه، ووهبتني شعورًا بالإلهية".<ref> | *وأعرب الأستاذ "أندريه كوفسكي" -العالم المسيحي البولندي- قائلًا: "لقد تأثرت بعمق بأفكار إمام المسلمين الإمام زين العابدين (ع) التي تجلت في صفحات الصحيفة السجادية، دراسة هذا الأثر القيّم والتأمل في مضامينه الغنية بالمعارف أثرت في روحي بعمق وجذبتني إليه، ووهبتني شعورًا بالإلهية".<ref>نظرة موجزة على 22 عام من عمل مركز نشر المعارف الإسلامية، [د.م.]، مركز نشر المعارف الإسلامية الطبعة الأولى، ۱۳۷۷ش، ص۴۶.</ref> | ||
==المحتوى== | ==المحتوى== | ||
سطر ٣٧: | سطر ٣٧: | ||
===الانسجام مع القرآن في البدء بالحمد والثناء الإلهي=== | ===الانسجام مع القرآن في البدء بالحمد والثناء الإلهي=== | ||
يبدأ القرآن الكريم بعد البسملة بكلمة "الحمد لله"، وكذلك تبدأ الصحيفة السجادية بدعاء "الْحَمْدُ لِلَّهِ الْأَوَّلِ بِلَا أَوَّلٍ كَانَ قَبْلَهُ"،<ref> | يبدأ القرآن الكريم بعد البسملة بكلمة "الحمد لله"، وكذلك تبدأ الصحيفة السجادية بدعاء "الْحَمْدُ لِلَّهِ الْأَوَّلِ بِلَا أَوَّلٍ كَانَ قَبْلَهُ"،<ref>علي بن الحسين، الإمام الرابع عليه السلام، الصحيفة السجادية، قم، مكتب نشر الهادي، الطبعة الأولى، ۱۳۷۶ش، ص۲۸.</ref> ففي هذا الدعاء يحمد الإمام زين العابدين (ع) الله على نعمه الكثيرة، ويطلب منه تعالى حمدًا يكون من آثاره الصعود إلى أعلى علّييّن ومصاحبة الملائكة والأنبياء (عليهم السلام)، ومن خلال التفكر في صفة الخالق المذكورة في الحمد وأفضليته على المخلوقات من حيث كونه الوجود المطلق، ندرك سعة البصيرة الإلهية للإمام (ع)، وفي ختام هذا الدعاء، يطلب الإمام من الله حمداً ينال به ما يتمناه جميع أوليائه "ونصيرُ بِهِ في نظمِ الشُهداءِ بِسُيوفِ أعدائهِ، إنّهُ وليٍّ حميدٌ".<ref>علي بن الحسين، الإمام الرابع عليه السلام، الصحيفة السجادية، قم، مكتب نشر الهادي، الطبعة الأولى، ۱۳۷۶ش، ص32.</ref> | ||
===التشخيص الدقيق للصفات الحسنة=== | ===التشخيص الدقيق للصفات الحسنة=== | ||
تذكر أدعية الصحيفة السجادية حدود الحسن لدى الإنسان، إذ أن وجود الفارق الدقيق بين بعض الصفات الحسنة والصفات السيئة يدفع الإنسان إلى معرفة حدود الصفات جيدًا حتى لا يتجاوزها. وقد تم التعبير عن هذه النقطة في أدعية الإمام (ع) بدقة بالغة خصوصاً في دعاء مكارم الأخلاق، ومن تلك الصفات: | تذكر أدعية الصحيفة السجادية حدود الحسن لدى الإنسان، إذ أن وجود الفارق الدقيق بين بعض الصفات الحسنة والصفات السيئة يدفع الإنسان إلى معرفة حدود الصفات جيدًا حتى لا يتجاوزها. وقد تم التعبير عن هذه النقطة في أدعية الإمام (ع) بدقة بالغة خصوصاً في دعاء مكارم الأخلاق، ومن تلك الصفات: | ||
*الكبر: "وأعزَّني ولا تَبتَليني بالكِبر"<ref> | *الكبر: "وأعزَّني ولا تَبتَليني بالكِبر"<ref>علي بن الحسين، الإمام الرابع عليه السلام، الصحيفة السجادية، قم، مكتب نشر الهادي، الطبعة الأولى، ۱۳۷۶ش، ص92.</ref> فبعد طلب عزّة النفس، يحذر الإمام من الكبر، لأن العزّة قد تتجاوز حدودها وتصيب الإنسان بالكبر. | ||
*العُجب: "وعبّدني لكَ ولا تُفسِد عبادَتي بالعُجب" حيث أن العبودية بكل أهميتها تقترن بخطر العُجب الذي يهدد العبد.<ref> | *العُجب: "وعبّدني لكَ ولا تُفسِد عبادَتي بالعُجب" حيث أن العبودية بكل أهميتها تقترن بخطر العُجب الذي يهدد العبد.<ref>علي بن الحسين، الإمام الرابع عليه السلام، الصحيفة السجادية، قم، مكتب نشر الهادي، الطبعة الأولى، ۱۳۷۶ش، ص92.</ref> | ||
*المنّ: "وأجرِ للناسِ على يديَّ الخير ولا تُمحقهُ بالمنِّ"<ref> | *المنّ: "وأجرِ للناسِ على يديَّ الخير ولا تُمحقهُ بالمنِّ"<ref>علي بن الحسين، الإمام الرابع عليه السلام، الصحيفة السجادية، قم، مكتب نشر الهادي، الطبعة الأولى، ۱۳۷۶ش، ص92.</ref> هنا يذكر خطر المنّ على الأعمال الحسنة، وهو ما يتوافق مع آيات القرآن: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى﴾ (البقرة: 264). | ||
===الاقتداء بالأخيار وأولياء الله=== | ===الاقتداء بالأخيار وأولياء الله=== | ||
سطر ٤٩: | سطر ٤٩: | ||
===مسألة الإمامة وقيادة المجتمع=== | ===مسألة الإمامة وقيادة المجتمع=== | ||
طرح الإمام زين العابدين (ع) في عدة مواضع من أدعيته بعض المسائل السياسية، ومنها مسألة الإمامة وقيادة المجتمع الإسلامي، ففي الدعاء السابع والأربعين من الصحيفة السجادية ذكر الإمام (ع) أئمة الحق بذكر صفاتهم حتى لا ينخدع الناس والباحثون عن الحق بالادعاءات الباطلة لبعض المتلبسين بالقيادة، وليتمكنوا من تمييز القادة الحقيقيين وحجج الدين الحقيقين وحماة الشريعة الحق.<ref> | طرح الإمام زين العابدين (ع) في عدة مواضع من أدعيته بعض المسائل السياسية، ومنها مسألة الإمامة وقيادة المجتمع الإسلامي، ففي الدعاء السابع والأربعين من الصحيفة السجادية ذكر الإمام (ع) أئمة الحق بذكر صفاتهم حتى لا ينخدع الناس والباحثون عن الحق بالادعاءات الباطلة لبعض المتلبسين بالقيادة، وليتمكنوا من تمييز القادة الحقيقيين وحجج الدين الحقيقين وحماة الشريعة الحق.<ref>علي بن الحسين، الإمام الرابع عليه السلام، الصحيفة السجادية، قم، مكتب نشر الهادي، الطبعة الأولى، ۱۳۷۶ش، ص210.</ref> | ||
وفي الدعاء 47 من الصحيفة، يطلب الإمام من الله أن يصلي على الأئمة (ع): "رَبِّ صَلِّ عَلَى أَطَايِبِ أَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ لِأَمْرِكَ" ثم يعدد بعض صفات الأئمة المعصومين، وهي: | وفي الدعاء 47 من الصحيفة، يطلب الإمام من الله أن يصلي على الأئمة (ع): "رَبِّ صَلِّ عَلَى أَطَايِبِ أَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ لِأَمْرِكَ" ثم يعدد بعض صفات الأئمة المعصومين، وهي: | ||
سطر ٥٩: | سطر ٥٩: | ||
#المعصومون من الذنوب: "وطَهَّرْتَهُمْ مِنَ الرِّجْسِ وَالدَّنَسِ تَطْهِيراً بِإِرَادَتِكَ" | #المعصومون من الذنوب: "وطَهَّرْتَهُمْ مِنَ الرِّجْسِ وَالدَّنَسِ تَطْهِيراً بِإِرَادَتِكَ" | ||
#الوسيلة إلى الله: "وجَعَلْتَهُمُ الْوَسِيلَةَ إِلَيْكَ" | #الوسيلة إلى الله: "وجَعَلْتَهُمُ الْوَسِيلَةَ إِلَيْكَ" | ||
#الطريق إلى الجنة: "والْمَسْلَكَ إِلَى جَنَّتِك"<ref> | #الطريق إلى الجنة: "والْمَسْلَكَ إِلَى جَنَّتِك"<ref>علي بن الحسين، الإمام الرابع عليه السلام، الصحيفة السجادية، قم، مكتب نشر الهادي، الطبعة الأولى، ۱۳۷۶ش، ص216.</ref> | ||
===مسائل اعتقادية=== | ===مسائل اعتقادية=== | ||
سطر ٦٥: | سطر ٦٥: | ||
#العدل: جاء في جزء من الدعاء الثامن والأربعين: "وَقد عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي حُكْمِكَ ظُلْمٌ، وَلَا فِي نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ.. إِلَهِي، إِنْ عَفَوْتَ عَنَّا فَبِفَضْلِكَ وَإِحْسَانِكَ، وَإِنْ عَذَّبْتَنَا فَبِعَدْلِكَ وَقَضَائِك" | #العدل: جاء في جزء من الدعاء الثامن والأربعين: "وَقد عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي حُكْمِكَ ظُلْمٌ، وَلَا فِي نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ.. إِلَهِي، إِنْ عَفَوْتَ عَنَّا فَبِفَضْلِكَ وَإِحْسَانِكَ، وَإِنْ عَذَّبْتَنَا فَبِعَدْلِكَ وَقَضَائِك" | ||
#النبوة والإمامة: ذكر في جزء من الدعاء الثامن والأربعين: "اللَّهُمَّ وَاجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ وَالْإِيمَانِ بِكَ، وَالتَّصْدِيقِ بِرَسُولِكَ، وَالْأَئِمَّةِ الَّذِينَ حَتَمْتَ طَاعَتَهُمْ مِمَّنْ يَجْرِي ذَلِكَ بِهِ وعَلَى يَدَيْهِ" | #النبوة والإمامة: ذكر في جزء من الدعاء الثامن والأربعين: "اللَّهُمَّ وَاجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ وَالْإِيمَانِ بِكَ، وَالتَّصْدِيقِ بِرَسُولِكَ، وَالْأَئِمَّةِ الَّذِينَ حَتَمْتَ طَاعَتَهُمْ مِمَّنْ يَجْرِي ذَلِكَ بِهِ وعَلَى يَدَيْهِ" | ||
#المعاد: ورد في جزء من الدعاء الرابع عشر: "اللَّهُمَّ وَإِنْ كَانَتِ الْخِيَرَةُ لِي عِنْدَكَ فِي تَأْخِيرِ الْأَخْذِ لِي وَتَرْكِ الِانْتِقَامِ مِمَّنْ ظَلَمَنِي إِلَى يَوْمِ الْفَصْلِ وَمَجْمَعِ الْخَصْمِ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَيِّدْنِي مِنْكَ بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ وصَبْرٍ دَائِمٍ" | #المعاد: ورد في جزء من الدعاء الرابع عشر: "اللَّهُمَّ وَإِنْ كَانَتِ الْخِيَرَةُ لِي عِنْدَكَ فِي تَأْخِيرِ الْأَخْذِ لِي وَتَرْكِ الِانْتِقَامِ مِمَّنْ ظَلَمَنِي إِلَى يَوْمِ الْفَصْلِ وَمَجْمَعِ الْخَصْمِ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَيِّدْنِي مِنْكَ بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ وصَبْرٍ دَائِمٍ" | ||
===فروع الدين=== | ===فروع الدين=== | ||
#الصلاة: في الدعاء الرابع والأربعين يقول الإمام السجاد (ع): "وَقِفْنَا فِيهِ عَلَى مَوَاقِيتِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ بِحُدُودِهَا الَّتِي حَدَّدْتَ، وَفُرُوضِهَا الَّتِي فَرَضْتَ، وَوَظَائِفِهَا الَّتِي وَظَّفْتَ، وَأَوْقَاتِهَا الَّتِي وَقَّتَّ" | #الصلاة: في الدعاء الرابع والأربعين يقول الإمام السجاد (ع): "وَقِفْنَا فِيهِ عَلَى مَوَاقِيتِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ بِحُدُودِهَا الَّتِي حَدَّدْتَ، وَفُرُوضِهَا الَّتِي فَرَضْتَ، وَوَظَائِفِهَا الَّتِي وَظَّفْتَ، وَأَوْقَاتِهَا الَّتِي وَقَّتَّ" | ||
سطر ١٠٨: | سطر ١٠٨: | ||
#المتوكل بن هارون. | #المتوكل بن هارون. | ||
عمير بن المتوكل الثقفي هو الوحيد الذي نقل الصحيفة عن أبيه المتوكل بن هارون، وقد روى عنه رواة آخرون هم: أحمد بن مسلم المطهري، وعلي بن النعمان الأعلم، ومحمد بن صالح، وحسين بن أشكيب المروزي، وعبيد الله بن فضل النبهاني، وعلي بن حماد بن العلاء،<ref> | عمير بن المتوكل الثقفي هو الوحيد الذي نقل الصحيفة عن أبيه المتوكل بن هارون، وقد روى عنه رواة آخرون هم: أحمد بن مسلم المطهري، وعلي بن النعمان الأعلم، ومحمد بن صالح، وحسين بن أشكيب المروزي، وعبيد الله بن فضل النبهاني، وعلي بن حماد بن العلاء،<ref>عمادي الحائري، محمد، «الصحيفة السجادية»، موسوعة عالم الإسلام، ج۲۹، طهران، مؤسسة دائرة المعارف الإسلامية، ۱۴۰۰ش، ص۳۹۴</ref> وللصحيفة السجادية روايات متعددة، أشهرها رواية بهاء الشرف.<ref>الصدرائي الخوئي، علي، فهارس النسخ الخطية للحديث وعلوم الحديث عند الشيعة، قم، دار الحديث ۱۳۸۲ش، ج۹، ص۴۵۶.</ref> | ||
تُعرف الصحيفة السجادية بأنها من الكتب القليلة التي كُتبت في القرن الأول الهجري، وقد انتشرت بين الشيعة منذ البداية، وأشار إليها الشيخ المفيد (توفي 413هـ) في كتابه "الإرشاد"، والخزاز القمي في كتابه "كفاية الأثر"، والشيخ الطوسي في كتابيه "الفهرست" و"رجال الطوسي"، والنجاشي في كتابه "رجال النجاشي"، بالإضافة إلى ذلك، نقل الشيخ الطوسي في كتابه الدعائي "مصباح المتهجد" ثمانية أدعية من الصحيفة السجادية، كما نقل القطب الراوندي (نوفي 573هـ)، والسيد ابن طاووس (توفي 664هـ)، والشهيد الأول، والكفعمي في "المصباح"، وغيرهم أدعية الصحيفة السجادية في كتبهم. | تُعرف الصحيفة السجادية بأنها من الكتب القليلة التي كُتبت في القرن الأول الهجري، وقد انتشرت بين الشيعة منذ البداية، وأشار إليها الشيخ المفيد (توفي 413هـ) في كتابه "الإرشاد"، والخزاز القمي في كتابه "كفاية الأثر"، والشيخ الطوسي في كتابيه "الفهرست" و"رجال الطوسي"، والنجاشي في كتابه "رجال النجاشي"، بالإضافة إلى ذلك، نقل الشيخ الطوسي في كتابه الدعائي "مصباح المتهجد" ثمانية أدعية من الصحيفة السجادية، كما نقل القطب الراوندي (نوفي 573هـ)، والسيد ابن طاووس (توفي 664هـ)، والشهيد الأول، والكفعمي في "المصباح"، وغيرهم أدعية الصحيفة السجادية في كتبهم. | ||
==نسخ الصحيفة السجادية وطبعاتها== | ==نسخ الصحيفة السجادية وطبعاتها== | ||
تُعتبر الصحيفة السجادية من الكتب التي لها نسخًا خطية كثيرة،<ref> | تُعتبر الصحيفة السجادية من الكتب التي لها نسخًا خطية كثيرة،<ref>الطباطبائي، محمد كاظم، تاريخ حديث الشيعة، ۱۳۸۸ش، ج۱، ص۱۳۶.</ref> ففي إيران تم تسجيل أكثر من ثلاثة آلاف نسخة خطية لهذا الكتاب،<ref>الطباطبائي، محمد كاظم، تاريخ حديث الشيعة، ۱۳۸۸ش، ج۱، ص۱۳۶.</ref> وواحدة من أقدم نسخ الصحيفة (تاريخ النسخ: 695هـ) محفوظة في مكتبة آية الله المرعشي النجفي،<ref>الطباطبائي، محمد كاظم، تاريخ حديث الشيعة، ۱۳۸۸ش، ج۱، ص۱۳۶.</ref> كما تم العثور على نسخة قديمة أخرى أثناء ترميم حرم الإمام الرضا (ع) في عام 1348 ش، ويعود تاريخ نسخها إلى عام 416هـ،<ref>الطباطبائي، محمد كاظم، تاريخ حديث الشيعة، ۱۳۸۸ش، ج۱، ص۱۳۶.</ref> وجميع رواة هذه النسخة من أهل السنة،<ref>الحسيني الطهراني، محمد حسين، معرفة الإمام، ۱۴۲۵هـ، ج۱۵، ص۱۱۰.</ref> وقد قامت مكتبة العتبة الرضوية بطباعة هذه النسخة، التي تختلف عن النسخ المشهورة.<ref>الطباطبائي، محمد كاظم، تاريخ حديث الشيعة، ۱۳۸۸ش، ج۱، ص۱۳۷.</ref> | ||
تمت طباعة الصحيفة السجادية لأول مرة عام 1248هـ في مدينة كلكتا بالهند، وفيما بعد طبع في المدينة نفسها بترجمات إلى لغات مختلفة إضافة إلى الشروح، كما تمت طباعته لأول مرة في إيران عام 1262هـ، وفي مصر عام 1322هـ، وفي دمشق عام 1330هـ، وفي العراق عام 1352هـ.<ref> | تمت طباعة الصحيفة السجادية لأول مرة عام 1248هـ في مدينة كلكتا بالهند، وفيما بعد طبع في المدينة نفسها بترجمات إلى لغات مختلفة إضافة إلى الشروح، كما تمت طباعته لأول مرة في إيران عام 1262هـ، وفي مصر عام 1322هـ، وفي دمشق عام 1330هـ، وفي العراق عام 1352هـ.<ref>جليسة، مجيد، «نظرة إجمالية على طبعات الصحيفة السجادية في العصر القاجاري والعصر البهلوي»، مرآة التحقيق، فرفردين واردبهشت ۱۴۰۰ش، العدد ۱، ص۳۰۷.</ref> | ||
==ترجمات الصحيفة السجادية== | ==ترجمات الصحيفة السجادية== | ||
سطر ١٢٢: | سطر ١٢٢: | ||
==شروح الصحيفة السجادية== | ==شروح الصحيفة السجادية== | ||
نظرًا لأهمية الصحيفة السجادية ومكانتها وعمق معانيها؛ تمت كتابة العديد من الشروح عليها باللغتين العربية والفارسية، وقد ذكر العلامة آقا بزرك الطهراني في كتابه "الذريعة" حوالي خمسين شرحًا للصحيفة السجادية،<ref> | نظرًا لأهمية الصحيفة السجادية ومكانتها وعمق معانيها؛ تمت كتابة العديد من الشروح عليها باللغتين العربية والفارسية، وقد ذكر العلامة آقا بزرك الطهراني في كتابه "الذريعة" حوالي خمسين شرحًا للصحيفة السجادية،<ref>بيشوائي، مهدي، سيرة القادة، قم، مؤسسة الإمام الصادق(ع)، ۱۳۸۰ش، ص۲۶۹–۲۷۱.</ref> ومن بين الشروح العربية شرح بعنوان "رياض السالكين" ويتألف من أربعة وخمسين روضة بعدد أدعية الصحيفة، ألّفه علي بن أحمد معصوم الحسيني (توفي 1120هـ) والمعروف بسيد علي خان الشارح، ويُعتبر شرحه أكبر شرح كُتب على الصحيفة الكاملة حتى الآن.<ref>عزيزي، عباس، فضائل وسيرة المعصومين الأربعة عشر في آثار العلامة حسن زادة الآملي، انتشارات صلاة، ۱۳۸۲ش، ص۳۲۹.</ref> | ||
بالإضافة إلى الصحيفة المشهورة والمعروفة باسم "الصحيفة الكاملة" قام بعض العلماء بتجميع أربع صحائف أخرى تحتوي على مجموعات أخرى من أدعية الإمام زين العابدين (ع)، وتمت طباعتها تحت أسماء: الصحيفة الثانية، الصحيفة الثالثة، الصحيفة الرابعة، والصحيفة الخامسة.<ref> | بالإضافة إلى الصحيفة المشهورة والمعروفة باسم "الصحيفة الكاملة" قام بعض العلماء بتجميع أربع صحائف أخرى تحتوي على مجموعات أخرى من أدعية الإمام زين العابدين (ع)، وتمت طباعتها تحت أسماء: الصحيفة الثانية، الصحيفة الثالثة، الصحيفة الرابعة، والصحيفة الخامسة.<ref>سيرة القادة، ص۲۷۴، نقلاً عن الذريعة، الشيخ آقا بزرك الطهراني، ج۱۵، ص۱۹–۲۱.</ref> | ||
==فهرس أدعية الصحيفة السجادية== | ==فهرس أدعية الصحيفة السجادية== | ||
كانت الصحيفة السجادية في البداية مجموعة من 75 دعاء ومناجاة أملاهم الإمام زين العابدين (ع) على ولديه الإمام الباقر وزيد بن علي، ولهذا كُتبت النسخة الأولى في نسختين،<ref> | كانت الصحيفة السجادية في البداية مجموعة من 75 دعاء ومناجاة أملاهم الإمام زين العابدين (ع) على ولديه الإمام الباقر وزيد بن علي، ولهذا كُتبت النسخة الأولى في نسختين،<ref>الطباطبائي، السيد محمد كاظم، تاريخ حديث الشيعة، طهران، سمت، ۱۳۸۸ش، ج۱، ص۱۳۴.</ref> وقد سلّم يحيى بن زيد النسخة التي كتبها أبوه زيد إلى المتوكل بن هارون البلخي (أول راوٍ للصحيفة السجادية)، ثم أخذ المتوكل تلك النسخة إلى الإمام الصادق (ع) وقارنها بالنسخة التي وصلته من الإمام الباقر (ع)، ولم يجد أي اختلاف بينهما، فأملى الإمام الصادق (ع) الكتاب على المتوكل بن هارون، لكن المتوكل فقد 11 دعاءً منها،<ref>الصحيفة السجادية، المقدمة.</ref> ولم يبقَ سوى 64 دعاءً، وأسقطت بعض تلك الأدعية في الفترات اللاحقة، ولهذا فإن نسخ الصحيفة السجادية الحاليّة تحتوي على 54 دعاءً فقط.<ref>الطباطبائي، السيد محمد كاظم، تاريخ حديث الشيعة، طهران، سمت، ۱۳۸۸ش، ج۱، ص۱۳۴.</ref> | ||
بعض أدعية الصحيفة مخصصة لأيام معينة (مثل دعاؤه يوم عرفة، ودعاؤه في وداع شهر رمضان، ودعاؤه عند رؤية الهلال)، بينما بعض الأدعية الأخرى ليست مخصصة ليوم معين،<ref> | بعض أدعية الصحيفة مخصصة لأيام معينة (مثل دعاؤه يوم عرفة، ودعاؤه في وداع شهر رمضان، ودعاؤه عند رؤية الهلال)، بينما بعض الأدعية الأخرى ليست مخصصة ليوم معين،<ref>عمادي الحائري، السيد محمد، «الصحيفة السجادية»، موسوعة عالم الإسلام، ج۲۹، طهران، مؤسسة دائرة المعارف السلامية، ۱۴۰۰ش، ص۳۹۲.</ref> وفهرس عناوينها كالتالي: | ||
*التَّحْميدُ لِلَّه عَزَّوَجَلَّ | *التَّحْميدُ لِلَّه عَزَّوَجَلَّ | ||
*الصَّلاةُ عَلي مُحَمَّدٍ وآلِهِ | *الصَّلاةُ عَلي مُحَمَّدٍ وآلِهِ | ||
سطر ١٨٦: | سطر ١٨٦: | ||
{{پایان پاسخ}} | {{پایان پاسخ}} | ||
== منابع == | |||
{{پانویس|۲}} | |||
{{شاخه | |||
| شاخه اصلی = حدیث | |||
| شاخه فرعی۱ = دعا | |||
| شاخه فرعی۲ = | |||
| شاخه فرعی۳ = | |||
}} | |||
{{پایان متن}} | |||
[[رده:صحیفه سجادیه| ]] | |||
[[رده:امام سجاد(ع)]] | |||
{{پانویس}} | {{پانویس}} |
تعديل