الفرق بين أصول الدين وفروع الدين
ما الفرق بين أصول الدين وفروع الدين؟
أصول الدين تتعلق بالعقائد الأساسية، بينما فروع الدين تتعلق بالأعمال والسلوكيات. أصول الدين تتطلب اليقين والاطمئنان، أما في فروع الدين فيجوز التقليد. وفي أصول الدين يجب الوصول إلى اليقين عن طريق العقل، بينما في فروع الدين لا يلزم الإثبات العقلي.
مكانة
قال العلماء الدينيون إن لكل شريعة أصولًا وفروعًا. والمقصود بالأصول هي ركائز الدين الأساسية التي يجب الالتزام بها أولًا، ثم العمل بالفروع التي تقوم على تلك الأصول.[١]
يرى العديد من العلماء المسلمين أن التقليد في أصول الدين غير جائز، وأن اليقين فيها يجب أن يعتمد على الدليل والعقل. وقد ادُّعي الإجماع على هذا الأمر أيضًا. بينما يرى فريق آخر من العلماء، منهم أبو حنيفة، وسفيان الثوري، والأوزاعي، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وأهل الحديث، أنه وإن كان الاستدلال في الأصول الاعتقادية واجبًا وتركه يُعد معصية، إلا أن الإيمان الناتج عن التقليد مقبول.[٢]
يعتبر علماء الشيعة أن أصول الدين تشمل خمسة مبادئ، بينما تتضمن الفروع ثمانية أو عشرة فروع. وأحيانًا يعدّون كل ما يواجه الأصول ويصنّف ضمن الأحكام العملية من فروع الدين.[٣]
أصول الدين
قالب:المقالة الرئيسية: أصول الدين يعتبر علماء الدين أن الأصول العقائدية في الإسلام هي الإيمان بتوحيد الله، والنبوة، والمعاد. وقد اعتُبرت هذه الأصول الثلاثة أساس الدين الإسلامي.[٤] أما علماء الشيعة فقد أضافوا أصلي العدل والإمامة إلى هذه الأصول الثلاثة، فأصبحت أصول الدين عند الشيعة خمسة أصول.[٥]
فروع الدين
قالب:المقالة الرئيسية: فروع الدين جزء مهم من مجموعة الأعمال والسلوكيات العبادية في الثقافة الإسلامية يُعرف بـ"فروع الدين". وبجانب الأصول الاعتقادية، تركز فروع الدين على الجوانب العملية للدين الإسلامي. في تعاليم الشيعة الاثني عشرية، تشمل فروع الدين: الصلاة، الصيام، الزكاة، الخمس، الحج، الجهاد، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر، التولي، والتبري.
أما المذاهب السنية فلا تركز على بعض هذه الفروع بنفس القدر.[٦]
الاختلافات
- أصول الدين تتناول مسائل الاعتقاد، حيث يشترط فيها العقل، والفهم، والإيمان. أما فروع الدين فتتعلق بالأعمال، سواء كان العمل في فعل أمر أو تركه. [٧]
- ويُطلق على الجانب العقائدي "الأصول" بينما يُطلق على الأحكام العملية "الفروع".
- في أصول الدين، لا يجوز التقليد، بينما في فروع الدين يمكن اتباع أهل الخبرة.[٨] في المسائل العملية للدين، يجب الرجوع إلى العلماء الموثوقين والاعتماد عليهم، ويُطلق على هذا الاعتماد والعمل تقليدًا.[٩] أما في أصول الدين، فعلى الإنسان أن يصل إليها عبر التحقيق والدراسة.
- في أصول الدين، يجب الوصول إلى اليقين من خلال العقل، بينما لا يلزم الإثبات العقلي في فروع الدين.
- تُعدّ العبادات جزءًا مهمًا من مجموعة الأعمال والسلوكيات التي تُعرف في الثقافة الإسلامية بفروع الدين. وبجانب الأصول الاعتقادية، تركز فروع الدين على الأبعاد العملية للدين الإسلامي.[١٠]
- ترتبط أصول الدين بفكر الإنسان وعقيدته، ومن ثم ينبغي أن تكون على شكل إيمان واعتقاد. أما فروع الدين فهي ترتبط بأفعال وسلوكيات الإنسان. تشكّل أصول الدين هوية الإنسان الفكرية وبنيته العقائدية، وتحدد أسلوب سلوك المؤمنين. تشكّل أصول الدين الأساس للدين، وبدونها لا يكون للدين أصول أساسية تفقد أهدافه ومقاصده.[١١]
- أصول الدين تتعلق بالأخبار والوصف، بينما فروع الدين تتضمن الأوامر والنواهي.
- النسخ في فروع الدين جائز، ولكنه لا يطال أصول الدين بأي حال.[١٢]
المصادر
- ↑ سجادى، جعفر، معجم المعارف الإسلامية، كومش، ج١، ص٢٢٣.
- ↑ مجموعة من الباحثين، "أصول الدين"، موسوعة الكلام الإسلامي، ص٥١.
- ↑ خطيبي كوشكك، محمد وزملاؤه، معجم الثقافة الشيعية، قم: زمزم الهداية، ٢٠٠٧، ص٣٦٠.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، "الإسلام"، الموسوعة الإسلامية الكبرى، طهران: مركز الموسوعة الإسلامية الكبرى، ج٨، تحت المدخل.
- ↑ مجموعة من الباحثين، "أصول الدين"، موسوعة الكلام الإسلامي، ص٥١.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، "الإسلام"، الموسوعة الإسلامية الكبرى، طهران: مركز الموسوعة الإسلامية الكبرى، ج٨، تحت المدخل.
- ↑ مجموعة من الباحثين، "أصول الدين"، موسوعة الكلام الإسلامي، ص٥١.
- ↑ خطيبي كوشكك، محمد وزملاؤه، معجم الثقافة الشيعية، قم: زمزم الهداية، ٢٠٠٧، ص٣٥٩.
- ↑ كاشفي، محمد رضا، الكلام الشيعي، قم: أكاديمية العلوم والثقافة الإسلامية، ٢٠٠٧، ص٢٥٧.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، "الإسلام"، الموسوعة الإسلامية الكبرى، طهران: مركز الموسوعة الإسلامية الكبرى، ج٨، تحت المدخل.
- ↑ مجلة الحوزة، مخلصي عباس، "نظرة في الأفكار الكلامية"، ج٨١، ص٨٩.
- ↑ خطيبي كوشكك، محمد وزملاؤه، معجم الثقافة الشيعية، قم: زمزم الهداية، ٢٠٠٧، ص٣٥٩.