أصول الدين

From ويكي باسخ
  1. تغییر_مسیر الگو:پاسخ
سؤال

ما هي أصول الدين؟

أصول الدين في الإسلام هي التوحيد والنبوة والمعاد. وقد اعتبرت هذه الأصول الثلاثة أساس الدين وقاعدته. وقد أضاف علماء الشيعة العدل والإمامة إلى هذه الأصول الثلاثة؛ لذلك فإن أصول الدين عند الشيعة خمسة. وعدم معرفة أصول الدين والاعتقاد بها يخرج الإنسان من الإسلام. لم يرد مصطلح أصول الدين في القرآن والأحاديث، وإنما وضعه بعض المتكلمين. ولا يُعرف متى بدأ تداول هذا المصطلح ومن وضعه. وقد سمّيت هذه المعتقدات بأصول الدين؛ لأنّ من وضع هذا المصطلح يرى أن العلوم الدينية مثل الحديث والفقه والتفسير تستند إليها.

تاريخ المصطلح

مصطلح أصول الدين شائع جداً ولعب دوراً بارزاً في تاريخ الفكر الديني في الإسلام، لكن لا يوجد في القرآن وفي أحاديث الشيعة وأهل السنة تقسيم للمعارف الدينية إلى أصول وفروع. وهذا يدلّ على أن هذين المصطلحين وضعهما بعض المتكلمين. ويرى بعض العلماء المسلمين مثل ابن تيمية (المتوفى 728هـ) أن علم الكلام والعلوم العقلية والفلسفية مخالفة للدين والتدين ولديهم وجهة نظر متطرفة جداً في هذا المجال، حيث يعتبرون وضع هذا المصطلح مخالفاً لتعاليم النبي (ص)؛ لأن أصول الدين ليس تعبيراً قرآنياً أو حديثياً، وعلى أي حال، لا يُعرف متى بدأ تداول مصطلح أصول الدين ومن وضعه. وقد نسب ابن النديم رسالة باسم "أصول الدين" إلى أبي موسى مردار، مما يدل على أن هذا المصطلح كان مألوفاً وراسخاً في أوائل القرن الثالث الهجري.[١]

المكانة

الأصول العقائدية للإسلام هي الإيمان والاعتقاد بالتوحيد والنبوة والمعاد. وقد اعتبرت هذه الأصول الثلاثة أساس الدين الإسلامي، بحيث أن جميع القضايا التي وردت في هذا الدين تستمد معناها من أحد هذه الأصول أو من جميعها. ولهذا السبب، فإن جميع الذين اعتنقوا الدين الإسلامي، وعلى الرغم من وجود اختلافات كبيرة وأحياناً متناقضة في تفاصيل وتفسير هذه المعتقدات، إلا أنهم جميعاً يؤمنون بهذه الأصول.[٢]

يختلف متكلمو الإمامية في عدد أصول الدين وما تتضمنه من موضوعات. والرأي المشهور أن أصول الدين تشمل ثلاثة موضوعات: التوحيد، والنبوة، والمعاد؛ لكن ينبغي إضافة العدل والإمامة إليها كأصول للمذهب.[٣] وعدم معرفة أصول الدين والاعتقاد بها يُخرج الإنسان من الإسلام، وعدم معرفة أصول المذهب والاعتقاد بها يُخرجه من مذهب التشيع.[٤]

يعتقد الكثير من العلماء المسلمين أنه لا يجوز التقليد في أصول الدين، وأن اليقين أو الاطمئنان في أصول الدين يجب أن يكون مبنياً على الدليل. وقد ادُّعي الإجماع على هذا الأمر. أما مجموعة أخرى، يُعد من بينهم أبو حنيفة، وسفيان الثوري، والأوزاعي، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل وأهل الحديث، يعتقدون أنه على الرغم من أن الاستدلال على الأصول العقائدية واجب وتركه معصية، إلا أن الإيمان الناتج عن التقليد مقبول.[٥]

يرى الكثير من علماء الدين، أنه لا يمكن تحقق الإسلام بدون الإيمان بأصول الدين، وإنكار أي منها يؤدي إلى الكفر واستحقاق العذاب. وقد أطلق واضعو هذا المصطلح تسمية أصول الدين على هذه المعتقدات؛ لأنهم يرون أن العلوم الدينية مثل الحديث والفقه والتفسير تستند إليها؛ وقد قيل إن الدين كالشجرة التي لها جذور، وأصول الدين هي جذور الدين التي تتوقف حياة الشجرة على وجودها.[٦]

مصاديق أصول الدين

التوحيد

التوحيد هو العقيدة الأساسية في الإسلام وله جوانب نظرية وعملية متعددة. ووفقاً لمفهوم التوحيد، فإن الله واحد، له جميع الصفات الكمالية، لا مثيل له، منزه عن التغيير، الخالق الوحيد للعالم وليس له شريك؛ يدير العالم بإرادته وعلمه وقدرته المحيطة بكل شيء؛ يجب على جميع المخلوقات عبادته وهذه العبادة لا تحتاج إلى وساطة. ووفقاً للقرآن، فإن الاعتقاد بالتوحيد متجذر في فطرة الإنسان، وأي اعتقاد أو سلوك غير توحيدي هو علامة على الانحراف عن هذا الأساس الوجودي وناتج عن عوامل نفسية وبيئية وجغرافية وتاريخية وغيرها. وقد كان جميع الأنبياء دعاة للتوحيد، وكان جل اهتمامهم إزالة الشرك والطقوس والسلوكيات الشركية.[٧]

النبوة

الإيمان بالنبوة يعني أن النبي محمد (ص) هو رسول الله ومبعوثه، وقد اختير من قبل الله كخاتم لسلسلة من الأنبياء. والقرآن الكريم هو مجموعة من كلام الله الذي أوحي إليه.[٨]

المعاد

المعاد يعني العودة.[بحاجة لمصدر] والمقصود بالمعاد في كلام المتكلمين والفلاسفة هو الحياة بعد الموت حيث يُبعث الإنسان مرة أخرى. ويُطلق المعاد على اليوم الذي تُحاسب فيه الناس على أعمالها، فيُجازى المحسنون على إحسانهم ويُعاقب ويعذب المسيئين على أعمالهم السيئة. ومن المسائل المهمة التي حظيت باهتمام الأديان والمتكلمين والفلاسفة منذ القدم هي مسألة الحياة بعد الموت والمعاد. وأتباع الأديان يؤمنون بالحياة بعد الموت ويعتبرونها من أهم المسائل الدينية.[٩]

العدل

رغم أن صفة "العدل" هي إحدى صفات الله الفعلية؛ إلا أن أهميتها وبروزها كان بسبب النزاع الشديد الذي حصل بين الأشاعرة والشيعة والمعتزلة حولها، مما جعل المعتزلة والشيعة يُعرفون بالعدلية، وتدريجياً أصبح مبدأ العدل إلى جانب الإمامة من مميزات المذهب الشيعي. علماً أن كثيراً من صفات الله الفعلية تعود في حقيقتها إلى أصل العدل، ونظراً للمفهوم الواسع للعدل الذي يشمل العدالة العقائدية والأخلاقية والاجتماعية، فمن المناسب أن يُقدم هذا الأصل العقائدي كأحد أركان الإسلام.[١٠]

الإمامة

الإمامة منصب إلهي، وجميع وظائف الأنبياء -باستثناء تلقي الوحي وما شابهه- ثابتة للأئمة. ولذلك فإن العصمة التي هي شرط للنبوة موجودة أيضاً في الإمام. وهذا الاختلاف يجعلنا نعتبر الإمامة من أصول الدين.[١١] والإمامة بلا شك تحتل المكانة والدور المحوري في منظومة الفكر الكلامي للشيعة الإمامية. ويمكن أن يدل على أهمية هذه المكانة الاعتقاد بـ"النص" و"العصمة" من جهة، والدور الذي يعتقده الإمامية في المكانة الروحية للإمام، أي المرجعية الدينية المنحصرة بالأئمة من جهة أخرى.[١٢]

المصادر

  1. الغذشتة، ناصر، «أصول الدين»، دانشنامه إيران، طهران، مركز دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ج 4، ذيل مدخل.
  2. مجموعة من المؤلفين، «الإسلام»، دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، طهران، مركز دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ج 8، ذيل مدخل.
  3. الغدشتة، ناصر، «أصول الدين»، دانشنامه إيران، طهران، مركز دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ج 4، ذيل مدخل.
  4. مجموعة من الباحثين، «أصول الدين»، دانشنامه كلام إسلامي، ص 51.
  5. مجموعة من الباحثين، «أصول الدين»، دانشنامه كلام إسلامي، ص 51.
  6. الغذشتة، ناصر، «أصول الدين»، دانشنامه إيران، طهران، مركز دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ج 4، ذيل مدخل.
  7. طارمي راد، حسن، وآخرون، «التوحيد»، دانشنامه جهان إسلام، مؤسسة دائرة المعارف الإسلامية، 1393ش، ج 8، ذيل مدخل.
  8. مجموعة من المؤلفين، «الإسلام»، دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، طهران، مركز دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ج 8، ذيل مدخل.
  9. سجادي، جعفر، فرهنگ معارف إسلامي، ج 3، ص 1815.
  10. «العدل من أصول الدين»، موقع مكتب آية الله مكارم شيرازي، نشر: 10 مهر 1397ش، زيارة: 9 آبان 1402ش.
  11. «تعريف الإمامة»، موقع مكتب آية الله مكارم شيرازي، نشر: 29 فروردين 1395ش، زيارة: 9 آبان 1402ش.
  12. أنصاري، حسن، «الإمامة»، دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، طهران، مركز دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ذيل مدخل.