الحقد

من ويكي باسخ
المسألة

ما هو الحقد؟ ما هي آثاره وأسبابه وسبل معالجته؟

الحقد من الرذائل الأخلاقية ومن الحالات النفسية التي يخفي فيها الإنسان عداوته تجاه الآخرين في صدره، ثم يُظهرها عند توفر الفرصة المناسبة. ويُعتبر الحقد من النتائج الناجمة عن الغضب. سبل علاج الحقد تشمل التأمل في آثاره السلبية، تعزيز روح التسامح، والحرص على التعامل بودية مع الشخص الذي يكنّ له الحقد.

أسباب الحقد تتمثل في الشعور بالنقص الذي يدفع الفرد إلى الحقد على نجاحات الآخرين. كما أن الجدال اللفظي، التوبيخ، الغيبة، السخرية، الدعاء بالشر، والشتم تُعدّ من الأسباب الأخرى التي تجعل الطرف الآخر يحمل في قلبه حقدًا تجاه من أقدم على مثل هذه الأفعال.

مفهوم الحقد ومكانته

الحقد هو حالة نفسية يخبئ فيها الإنسان عداءه تجاه الآخر ويظل ينتظر الفرصة المناسبة ليعبّر عن هذا العداء.[١] والحقد لا يُعتبر سوى حالة قلبية، وإذا تم تفعيل الحقد وتحقيقه على أرض الواقع، يُطلق عليه اسم «العداوة» أو «العداء».[٢]

ويُعتبر الحقد من آثار الغضب؛ لأن الشخص عندما يغضب من آخر ولا يستطيع أن يظهر غضبه، يتراكم الغضب في قلبه ويؤدي إلى نشوء الحقد. وقد ورد في الأحاديث أن الشخص الحاقد مُحرَم من الإيمان الحقيقي.[٣]

عوامل الحقد

تم ذكر عدة عوامل تؤدي إلى نشوء الحقد، وهي كالتالي:

  • الجدال اللفظي: في الأحاديث النبوية، تم النهي عن الاستمرار في المناقشات العلمية التي تتحول إلى جدال حيث يرفض كل طرف قبول رأي الآخر؛ لأن استمرار هذا الجدال يؤدي إلى خلق الحقد والعداوة.[٤]
  • المِراء: المِراء يعني الانتقاد والتقليل من قول الآخرين، وهذا يؤدي إلى تدمير العلاقات ويُسبب نشوء الحقد.[٥]
  • التوقعات المبالغة واللوم: وفقًا للأحاديث، إذا كان الإنسان يتوقع من الآخر أكثر مما يستطيع أن يقدمه، ثم يلومه على عدم تحقيق توقعاته، فهذا يؤدي إلى ظهور الحقد في قلبه.[٦]
  • الإحساس بالنقص: الشخص الذي يشعر بنقص في ذاته عندما يرى نجاح الآخرين قد يشعر بالحقد تجاههم.[٧]
  • الغيبة: أحيانًا، يؤدي غيبة شخص ما إلى أن يشعر هذا الشخص الذي تمت غيبته بالحقد تجاه من اغتابه، لأنه قد أضر بسمعته بين الناس.[٨]
  • السخرية: إذا سخر شخص من آخر ولم يتمكن الأخير من الدفاع عن نفسه، فإنه سيشعر بالغضب، ويتراكم في قلبه ليتحول إلى حقد، وقد يتمنى الانتقام منه في المستقبل.[٩]
  • الدعاء بالشر (اللعن): المقصود باللعن والنقمة في هذا السياق هو اللعن غير المقبول، حيث إن هناك حالات يجوز فيها اللعن والنقمة.[١٠]
  • الشتم: السب والشتم يؤديان إلى أن يحمل الناس في قلوبهم الحقد تجاه الشخص الذي يقوم بالشتم.[١١]

آثار الحقد

الشخص الحاقد يعاني من عذاب دائم ولا يشعر بالراحة النفسية. بسبب عدم التزامه بالصداقة، يكون له أصدقاء قلة. وقد تم اعتبار الشخص الحاقد أسوأ رفيق. الشخص الحاقد مُحرَم من الإيمان الحقيقي، حيث يُروى أن المؤمن لا يحمل الحقد في قلبه لحظة واحدة، وعندما يبتعد عن أخيه المؤمن، لا يحتفظ في قلبه بأي حقد تجاهه.[١٢] الحقد يؤدي إلى ارتكاب معاصي أخرى مثل الحسد، الغيبة، التهم، اللوم، التأنيب، واحتقار الآخرين.

علاج الحقد

تم ذكر بعض الطرق لعلاج الحقد كما يلي:

  • التأمل في آثار الحقد: الوعي بأن الحقد لا يعود بالفائدة على الشخص الحاقد، بل يؤدي إلى أن يعيش دائمًا في حالة من الهم والضيق.
  • تعزيز روح التسامح: إذا تعرض الشخص للأذى أو الإهانة من قبل آخر، يجب عليه أن يتجاوز ذلك بصفة التسامح بدلاً من الغضب والحقد، لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إن العفو يعزز عزّة الإنسان ويزيد من مكانته.[١٣]
  • التعامل الودّي مع الشخص المحقود عليه: ينبغي بذل الجهد في تلبية احتياجاته وتقديم المساعدة له، كما يُستحب ذكر محاسنه في المجالس.[١٤]

المصادر

  1. نراقي، أحمد، معراج السعادة، ناشر: كشف الغطاء، چاپ أول، 82، ص 200.
  2. نراقي، أحمد، معراج السعادة، ناشر: كشف الغطاء، چاپ أول، 82، ص 200.
  3. محمدي ري شهري، ميزان الحكمة، ترجمة: حميدرضا مشايخي، نشر دار الحديث، چاپ أول، 1377، ج 3، ص 1221، باب حقد.
  4. عاملي جُبَعي، زين الدين بن علي (المعروف بالشهيد الثاني)، منية المريد في أدب المفيد والمستفيد، باب المراء.
  5. تهراني، مجتبى، أخلاق إلهي، ناشر: مؤسسة فرهنگي دانش و انديشه معاصر، چاپ أول، 1381 ش، ج 4، ص 173–174.
  6. محمدي ري شهري، ميزان الحكمة، ترجمة: حميدرضا مشايخي، نشر دار الحديث، چاپ أول، 1377، ج 3، ص 1221، باب حقد.
  7. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 20 جزء، بيروت، دار إحياء التراث، 1385 هـ، ج 20، ص 322، ح 696 وص 327، ح 743.
  8. تهراني، مجتبى، أخلاق إلهي، ناشر: مؤسسة فرهنگي دانش و انديشه معاصر، چاپ أول، 1381 ش، ج 4، ص 95 أو 65.
  9. تهراني، مجتبى، أخلاق إلهي، ناشر: مؤسسة فرهنگي دانش و انديشه معاصر، چاپ أول، 1381 ش، ج 4، ص 295.
  10. تهراني، مجتبى، أخلاق إلهي، ناشر: مؤسسة فرهنگي دانش و انديشه معاصر، چاپ أول، 1381 ش، ج 4، ص 247.
  11. تهراني، مجتبى، أخلاق إلهي، ناشر: مؤسسة فرهنگي دانش و انديشه معاصر، چاپ أول، 1381 ش، ج 4، ص 270.
  12. محمدي ري شهري، ميزان الحكمة، ترجمة: حميدرضا مشايخي، نشر دار الحديث، چاپ أول، 1377، ج 3، ص 1221، باب حقد.
  13. عبد الله شبر، أخلاق شبر، ناشر: هجرة، چاپ دوم، 1377، ص 253–254.
  14. نراقي، أحمد، معراج السعادة، ص 201.