كون السيدة فاطمة (عليها السلام) قدوة

From ويكي باسخ
  1. تغییر_مسیر الگو:پاسخ
سؤال

من أي ناحية تعتبر السيدة فاطمة (ع) قدوة للنساء المسلمات؟

تُعد السيدة فاطمة الزهراء (ع) من أعظم نساء العالم الإسلامي، وقد عُرفت بسبب فضائلها وخصالها الأخلاقية كقدوة للنساء. قال رسول الله (ص) عن ابنته فاطمة الزهراء (ع) أن الإيمان بالله قد تغلغل في أعماق قلبها وباطنها. وعندما سأل النبي (ص) الإمام عليًا (ع) عن زوجته، وصف فاطمة (ع) بأنها نعم العون له على طاعة الله.

كانت السيدة الزهراء (ع) كثيرة الصدقة والإنفاق. فقد تصدقت بطعامها للفقراء مرارًا وبقيت جائعة، كما أنها تصدقت في ليلة عرسها بثوب زفافها لفقير.

ومن فضائلها الأخلاقية الأخرى أُنسها بالقرآن وتعليمه لأبنائها، وفهمها للقضايا السياسية والاجتماعية. وقد اعتُبرت حياتها الشخصية، بما في ذلك تعاملها المفعم بالعطف والحنان مع زوجها وأبنائها، نموذجًا يُحتذى به للأمهات والنساء.

خصائص السيدة الزهراء (ع)

ورد عن الإمام الحسن (ع):

« رَأَيْتُ أُمِّي فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) قَائِمَةً فِي مِحْرَابِهَا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، فَلَمْ تَزَلْ رَاكِعَةً سَاجِدَةً حَتَّى انْفَجَرَ[2] عَمُودُ الصُّبْحِ، وَ سَمِعْتُهَا تَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ، وَ تُسَمِّيهِمْ، وَ تُكْثِرُ الدُّعَاءَ لَهُمْ، وَ لَا تَدْعُو لِنَفْسِهَا بِشَيْ‌ءٍ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّاهْ، لِمَ لَا تَدْعِينَ لِنَفْسِكِ كَمَا تَدْعِينَ لِغَيْرِكِ؟ فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ، الْجَارَ ثُمَّ الدَّارَ.».[١]

لقد تركت السيدة الزهراء (عليها السلام) في حياتها القصيرة نموذجًا مثاليًا للإنسان والمرأة الكاملة. ومن خصائصها: كثرة العبادة، وعلاقتها الوثيقة مع أمها، وكونها سرًا وسندًا لأبيها، وعفتها وحجابها، والزوجة المثالية، وبساطة عيشها، وأُنسها بالقرآن وتعليمه لأولادها، والتزامها بالنظام والقوانين في حياتها، وتقسيم الأعمال المنزلية مع خادمتها (رغم وجود الجارية في البيت)، واهتمامها بالجيران، واحترامها لشخصية الأطفال، ومراعاتها للعدل بين أولادها.[٢]

الإيمان والتقوى والعبادة

  1. قال رسول الله (ص): «ياسلمان إن ابنتي فاطمة ملا الله قلبها وجوارحها إيمانا إلى مشاشها تفرغت لطاعة الله.».[٣]
  2. قال الحسن البصري (21-110هـ)، أحد أشهر الزهاد في تاريخ الإسلام: «ما كان في الدنيا أعبد من فاطمة، كانت تقوم حتى تتورم قدماها.».[٤]
  3. قالت عائشة، زوجة رسول الله (ص): «ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة غير أبيها.».[٥]

يقول علي شريعتي:

«أردت أن أقول: فاطمة هي بنت محمد (ص)، وجدت أنها ليست فاطمة. أردت أن اقول: فاطمة هي زوجة علي (ع). وجدت أنها ليست فاطمة. أردت أن أقول: فاطمة هي أم الحسنين (ع). وجدت أنها ليست فاطمة. أردت أن أقول: فاطمة هي أم زينب (ع). وجدت أنها ليست فاطمة. كلا! فهذه كلها هي، وليست هي كلها! ففاطمة هي فاطمة!».[٦]

الحجاب والعفاف

لقد اضطرت السيدة فاطمة الزهراء (ع) بعد وفاة رسول الله (ص) للتحدث مع غير المحارم. فقد خطبت في المسجد، لكنها طلبت من نساء بني هاشم أن يرافقنها عند ذهابها إلى المسجد. وقد وضعوا ستارًا في المسجد ليكون حاجز بين النساء والرجال، فخطبت من وراء الستار. لم يتعارض حضورها في المجتمع مع عفتها، بل عُرفت في المجتمع كأكثر النساء حجابًا وعفةً.[٧]

معاملتها مع زوجها

كانت السيدة فاطمة (ع) رفيقة دائمة لزوجها منذ لحظة دخولها بيت الإمام علي (ع) البسيط حتى آخر يوم في حياتها. وعندما سأل النبي (ص) الإمام عليًا (ع) عن زوجته، وصف فاطمة (ع) بأنها نعم العون له على طاعة الله.[٨]

يقتضي أدب واحترام الزوجين لبعضهما ألا يذكرا عيوب بيتهما للآخرين. جاءت فاطمة (ع) يوماً إلى أبيها وكانت آثار الضعف والجوع ظاهرة على وجهها. فلما رأى رسول الله (ص) هذا الحال، رفع يديه إلى السماء وقال: « اللهم مشبع الجوعة ورافع الضيعة أشبع فاطمة بنت محمد.».[٩]

معاملتها مع أولادها

يقول سلمان: رأيت يومًا فاطمة (ع) تطحن بالرحى، وكان ابنها الحسين (ع) يبكي متألماً. فقلت: دعيني أطحن عنك أو أهدئ الطفل. فقالت: « أنا بتسكينه أرفق وأنت تطحن الشعير.».[١٠]

كانت فاطمة الزهراء (ع) في لحظاتها الأخيرة قلقة بشأن أولادها. وكان أكثر قلقها من حرمانهم من الأم. لذلك اقترحت على الإمام علي (ع) أن يتزوج بعدها امرأة تستطيع أن تربي أولادها تربية صحيحة.[١١]

روي أن السيدة الزهراء (ع) كانت تلعب مع ابنها الإمام الحسن (ع) وترفعه عالياً وتقول: « أشبه أباك ياحسن / واخلع عن الحق الرسن / واعبد إلها ذا منن / ولا توال ذا الاحن.».[١٢]

معاملتها مع الناس

جاءت امرأة إلى فاطمة (ع) وقالت: « قال أبو محمد العسكري ( عليه السلام ) : « حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، فقالت : إن لي والدة ضعيفة ، وقد لبس عليها في أمر صلاتها شئ ، وقد بعثتني إليك أسألك ، فاجابتها فاطمة ( عليها السلام ) عن ذلك ، فثنت فأجابت ، ثم ثلثت إلى أن عشرت فأجابت ، ثم خجلت من الكثرة فقالت : لا أشق عليك يا ابنة رسول الله : قالت فاطمة ( عليها السلام ) : هاتي وسلي عما بدا لك ، أرأيت من اكتري يوما يصعد إلى سطح بحمل ثقيل وكراه مائة ألف دينار ، يثقل عليه؟ فقالت : لا ، فقالت : اكتريت أنا لكل مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤا ، فأحرى أن لا يثقل علي ، سمعت أبي ( صلوات الله عليه ) يقول : إن علماء شيعتنا يحشرون فيخلع عليهم من خلع الكرامات ، على كثرة علومهم ، وجدهم في ارشاد عباد الله ...».[١٣]

الصدقة والإنفاق

كانت السيدة الزهراء (ع) كثيرة الصدقة والإنفاق؛ فقد جاء فقير إلى باب بيتها بعد انتهاء حفل زفافها من الإمام علي (ع) يطلب المساعدة، فأعطته ثوب زفافها ولبست ثوباً قديماً.[١٤] كما أنها كثيراً ما تصدقت بطعامها للفقراء وبقيت جائعة.[١٥]

المصادر

  1. ‏الاربلي، علي بن عيسى، ‏تحقيق: إبراهيم ميانجي، ‏طهران، ‏منشورات الإسلامية، 1382 ش.
  2. المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403 هـ، ج 43، ص 91.
  3. المجلسي، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة، ج 43، ص 46.
  4. المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403 هـ، ج 43، ص 84.
  5. شريعتي، علي، فاطمة فاطمة است، طهران، منشورات سلمان، 1357 ش، ص 134.
  6. شريعتي، علي، فاطمة فاطمة است، طهران، منشورات سلمان، 1357 ش، ص 134.
  7. ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله، شرح نهج البلاغة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، قم، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، 1414 هـ، ج 16، ص 249.
  8. المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403 هـ، ج 43، ص 117.
  9. المجلسي، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة، ج 43، ص 62.
  10. المجلسي، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة، ج 43، ص 280.
  11. المجلسي، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة، ج 43، ص 178.
  12. المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403 هـ، ج 43، ص 286.
  13. النوري، حسين بن محمد تقي، مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، قم، مؤسسة آل البيت عليهم السلام، ج 17، ص 317–318.
  14. الصفوري، عبد الرحمن بن عبد السلام، نزهة المجالس ومنتخب النفائس، ج 2، ص 175، مصر، المطبعة الكاستلية، 1283 هـ؛ الشوشتري، قاضي نور الله، إحقاق الحق وإزهاق الباطل، ج 10، ص 401، قم، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، ط 1، 1409 هـ.
  15. المحلاتي، ذبيح الله، رياحين الشريعة، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1396 ش، ج 1، ص 72.