حجاب المرأة في صدر الإسلام

From ويكي باسخ
  1. تغییر_مسیر الگو:پاسخ
سؤال

كيف كان الحجاب في صدر الإسلام؟ وما هي توصيات النبي والأئمة في هذا الشأن؟ وما هو حكم حجاب النساء المسنات؟


كانت النساء في صدر الإسلام بعد نزول آيات الحجاب يغطّين رؤوسهنّ وأعناقهنّ، ويمتنعن عن ارتداء الملابس الشفافة أو التي تصف الجسم. وتشير الأخبار التاريخية إلى أن النساء قبل ظهور الإسلام لم يكنّ يولين اهتماماً خاصاً بالحجاب، ولكن مع ظهور الإسلام حدث تحوّل في طريقة لباسهن. وقد دلّت آيات من القرآن الكريم على وجوب الحجاب. كما وردت روايات عن النبي (ص) والمعصومين الآخرين تبيّن حدود الحجاب وأهميته. غير أن الحجاب ليس واجباً على النساء المسنّات وكبيرات السنّ، بشرط ألا يتزيّنّ وأن يكنّ قد فقدن جاذبيتهن الجنسية.

آيات وجوب الحجاب

وفقاً للمفسرين مثل الطبرسي[١] ومكارم الشيرازي[٢] والعلامة الطباطبائي[٣]، كانت نساء العرب عادةً يرتدين ثياباً ذات صدر مفتوح، وكن يضعن أغطية على رؤوسهن بطريقة لا تغطي الرقبة والصدر، وكانت آذانهن وأجزاء من صدورهن مكشوفة. لذلك نزلت الآية ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ(النور:٣٠) التي أمرت بأن يضعن أغطية على رؤوسهن بطريقة تغطي الأجزاء المذكورة، وأن يغطين شعورهن وصدورهن ورقابهن وما تحت حناجرهن.

وبحسب الروايات، بعد نزول الآية ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ(الأحزاب:٥٩)، رحّبت نساء المدينة بهذا الأمر الإلهي وعدّلن لباسهن وفقاً لأمر الله.[٤]

حجاب نساء الأنصار

تشير المصادر الروائية إلى أنّه بعد نزول الآية ٣٠ من سورة النور، ارتدت نساء المدينة المقانع والعباءات السوداء وتستّرن بها. وقد نُقل عن أبي سلمة أن نساء الأنصار خرجن من بيوتهن وكأن غرباناً سوداء قد حطت على رؤوسهن؛ بسبب الثياب السوداء التي كن يرتدينها.[٥]

كما ورد في رواية أن عائشة، وفي رواية أخرى أم سلمة، كانتا تمدحان نساء الأنصار دائماً؛ بسبب التزامهن بالحجاب واستخدامهن للباس الأسود.[٦]

وقد نُقل أن السيدة فاطمة (ع) كانت عندما تريد الخروج من المنزل والذهاب إلى النبي (ص) تستخدم أغطية خاصة مثل العباءة وغطاء الوجه. وفي حادثة غصب فدك، خرجت السيدة الزهراء (ع) بشكل خاص من الحجاب والستر، حيث شدت المقنعة على رأسها عند خروجها من المنزل، وكانت ترتدي الجلباب والعباءة بطريقة تغطي جسدها كاملاً بحيث أن أطرافها تصل إلى الأرض، وتوجهت إلى المسجد مع مجموعة من النساء.[٧]

تبيين حدود الحجاب من قبل المعصومين (ع)

وردت روايات عديدة عن تبيين حدود الحجاب من قبل المعصومين (ع)، منها:

  • عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: «ما يحل للرجل أن يرى من المرأة إذا لم يكن محرما؟ قال: الوجه والكفان والقدمان[٨]
  • عن أبي عبدالله علیه السلام قال : قال أمير المؤمنين علیه السلام : «عليكم بالصفيق من الثياب، فان من رق ثوبه رق دينه[٩]
  • عن دِحْيَةَ بن خَليفة الكلبي أنه قال: «أُتِيَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وآله وسلم - بِقباطيّ، فأعطاني منها قُبْطّيةً، فقال: اصْدَعْها صِدْعَينِ، فاقْطَعْ أحدَهما قميصاً، وأعْطِ الآخرَ امرأتَك تَخْتَمِرْ بهِ، فلما أدبر، قال: وأْمرِ امرأتَكَ أن تجعلَ تحتَه ثوباً لايَصِفُها.[١٠]

حجاب النساء المسنات

يستثني القرآن النساء المسنات من قاعدة الحجاب، وإن كان يعتبر التزامهن بالحجاب أفضل ويوصي به؛ ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(النور:٦٠). ووفقاً لتفسير الأمثل، فإن لهذا الاستثناء شرطين:

  1. أن تصل المرأة إلى سنّ لا تأمل فيه بالزواج وتكون قد فقدت جاذبيتها الجنسية.
  2. ألا تتزيّن عند وضع الحجاب.[١١]

المصادر

  1. طبرسي، مجمع البيان، کتاب‌فروشی الإسلامي، ج 5، ص 138.
  2. مكارم شيرازي، تفسير نمونه، دارالكتب الإسلامية، ج 14، ص 440.
  3. طباطبائي، الميزان، دارالكتب الإسلامية، ج 15، ص 126.
  4. سيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، الدر المنثور، دار الفكر، بيروت، ج 6، ص 659.
  5. سيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، الدر المنثور، دار الفكر، بيروت، ج 6، ص 659.
  6. زمخشري، الكشاف، بيروت، دار الكتاب العربي، ج 3، ص 231 / ذيل آية 31 النور؛ أبو داود، السنن، تحقيق: محيي الدين عبد الحميد، بيروت، مكتبة العصرية، ج 4، ص 61.
  7. طبرسي، الاحتجاج، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ج 1، ص 98.
  8. حرّ عاملي، وسائل الشيعة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، بي‌تا، ج 14، ص 146.
  9. مجلسي، بحار الأنوار، طهران، مكتب الإسلامية، ط 2، 1366، ج 83، ص 184.
  10. أبو داود، السنن، ج 4، ص 65.
  11. مكارم شيرازي، ناصر، تفسير نمونه، طهران، دارالكتب الإسلامية، ط 32، 1374ش، ج 14، ص 542.