تقييم الروايات التي تُطبِّق الآيات على أهل البيت(ع)

سؤال

إلى أي مدى يمكن الاعتماد على الروايات التي تُطبِّق الآيات على أهل البيت(ع)؟

ورد في المصادر الإسلامية روايات كثيرة تُطبِّق آيات القرآن الكريم على أهل البيت وولايتهم. والعديد من هذه الروايات مقبولة وقد تم الاعتماد عليها، كما أن تطبيق الآيات على أهل البيت(ع) أو غيرهم يُعتبر أمرًا عقلانيًّا وضروريًّا وفقًا لقاعدة الجري والتطبيق. ومع ذلك، فقد رفض بعض الباحثين عددًا من هذه الروايات؛ وذلك بسبب وجود ضفع في أسانيدها، حيث إن بعض هذه الأسانيد تحتوي على أشخاص متهمين بالغلو أو فساد العقيدة وفقًا للكتب الرجالية المعتبرة.

بالإضافة إلى المشاكل السندية، يرى علماء الشيعة أن هناك مشاكل في مضمون بعض هذه الروايات، حيث أنّ بعضها يتعارض مع النص وظاهر الآيات القرآنية، ويُعتبر البعض الآخر إهانة لأهل البيت(ع). كما أن بعض هذه الروايات لا تتلاءم للقواعد الأدبية أو للحقائق التاريخية.

يعتقد الباحثون أن بعض الأفراد قد وضعوا أحاديث بهدف تشويه سمعة أهل البيت(ع)، وقد بذل علماء الشيعة جهودًا كبيرة لتفادي هذه الأحاديث الموضوعة حتى لا تتحقق أهداف الغلاة عن غير قصد. وقد اعتبر الشيخ الصدوق، أحد كبار علماء الشيعة، أن أخبار تطبيق الآيات على أهل البيت وأعدائهم هي إحدى المواضع التي أساء فيها مخالفو مدرسة أهل البيت(ع) الاستخدام.

أصل تطبيق الآيات على أهل البيت(ع)

يعتقد الباحثون أن أصل تطبيق الآيات على أهل البيت(ع) أو غيرهم هو أمر عقلاني وضروري وفقًا لقاعدة الجري والتطبيق. ووفقًا لما ذكره العلامة الطباطبائي في كتابه "القرآن في الإسلام"، فإن القرآن كتاب عالمي وخالد، وآياته قابلة للتطبيق على الماضي والمستقبل كما هي قابلة للتطبيق على الحاضر. لذلك، فإن نزول آية في سياق معين لا يمنع من إمكانية تطبيقها في سياقات أخرى غير تلك التي نزلت فيها، ويرى العلامة الطباطبائي أن الآية التي نزلت بشأن شخص أو أشخاص معينين لا تنحصر في هؤلاء الأفراد فقط، بل يمكن أن تشمل أي حالة أو شخصية تتوفر فيها الصفات والخصائص المماثلة.

ويرى الباحثون أن قاعدة الجري والتطبيق ليست منحصرة بالقرآن، بل إن هناك العديد من الأمثلة الأخرى التي تتمتع بهذه الخاصية، بما في ذلك القوانين الوضعية للدول، حيث يمكن تطبيقها على حالات متعددة بناءً على التشابه في الظروف والخصائص.

الآيات المنطبقة على أهل البيت(ع) في الروايات التفسيرية

توجد العديد من الروايات التي تُطبِّق آيات القرآن الكريم على أهل البيت(ع) وولايتهم. وفقًا لبحث أُجري حول روايات التطبيق، فإنّ مجموع هذه الروايات في الكتب الحديثية يصل إلى ألفين ومئة وثلاثين رواية.[١]

ووفقًا لهذا البحث، فإنّ عدد الأحاديث المروية عن النبي(ص) وعن كل واحد من الأئمة(ع) على حدة تكون كما يلي:

إسم المعصوم عدد الروايات التي ت

طبق الآيات على المعصومين

نبي الإسلام (صلى الله عليه وسلم) ۱۹۰
الإمام علي (ع) ۱۳۶
الإمام الحسن (ع) ۲۱
الإمام الحسين (ع) ۶
الإمام السجاد (ع) ۴۰
الإمام الباقر (ع) ۷۱۳
الإمام الصادق (ع) ۸۲۰
الإمام موسى الكاظم (ع) ۶۹
الإمام الرضا (ع) ۹۲
الإمام الجواد (ع) ۴
الإمام الهادي (ع) ۲
الإمام الحسن العسكري (ع) ۳۴
إمام الزمان (ع) ۳

أما بالنسبة لوضع أسانيد هذه الروايات، فقد أظهر بحث أُجري في هذا الصدد[١]، أنّ عدد الروايات المقطوعة السند أو المرسلة بلغ تسعمئة وواحدة وخمسين رواية، بينما بلغ عدد الروايات المسندة ألفًا ومئة وتسعًا وسبعين رواية.[٢]

وقد وجد الباحثون أن بعض هذه الروايات تحتوي على إشكالات؛ حيث إن أسانيد ست مئة وتسع وأربعين رواية من هذه الروايات تحتوي على أشخاص متهمين بالغلو أو فساد العقيدة وفقًا لكتب الرجالية المعتمدة.[٢] كما أن بعض هذه الروايات تُعتبر مخالفة لنص وظاهر الآيات القرآنية، و يُعتبر بعضها الآخر إهانة لأهل البيت(ع). بالإضافة إلى ذلك، فإن بعضها يتعارض مع القواعد الأدبية أو الحقائق التاريخية.[٣] ومع ذلك، فإن هذه المخالفات لا تُعتبر مانعًا من قبول بعض هذه الروايات.

سبب تطبيق العديد من الآيات على أهل البيت(ع)

يرى الباحثون أن سبب تطبيق العديد من آيات القرآن على الأئمة من أهل البيت(ع) في الروايات يعود إلى أن مسألة الخلافة والولاية التي أصبحت بعد رحيل النبي محمد(ص) أهم قضية سياسية ودينية. فقد اتخذ الصراع بين الحق والباطل في تلك المدة أشد أشكاله وضوحًا في المواجهة بين أنصار أهل البيت(ع) ومعارضيهم. في مثل هذه الظروف، قام أئمة الشيعة بتطبيق آيات من القرآن على الأحداث والمواقف التي عاصروها.

موارد من الروايات الموضوعة

قالب:جعبه نقل قول

يعتقد الباحثون أن البعض وضعوا أحاديث لتشويه سمعة أهل البيت. حيث كان واضعوا هذا النوع من الروايات يصوّرون الأئمة بصورة غير طبيعية وغير ملائمة مع الطبيعة البشرية، بهدف إبعاد الناس عن أهل البيت، وأحياناً كانوا يظهرون عدم احترامهم بحجة الثناء على أهل البيت. لقد بذل علماء الشيعة جهودًا كبيرة لتجنب الروايات الموضوعة في مباحث الجري والتطبيق، حتى لا تتحقق أهداف الغلاة عن غير قصد. واعتبر الشيخ الصدوق، أحد كبار علماء الشيعة، في كتابه "عيون أخبار الرضا" أن أخبار تطبيق الآيات على أهل البيت وأعدائهم هي أحد المواضع التي استغلّها مخالفو مدرسة أهل البيت.

وقد ذكر الباحثون موارد من الروايات الموضوعة وهي على النحو التالي:

  • في بعض الروايات، تم تفسير كلمة "الإنسان" في الآيات: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالهَا* وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا* وَ قَالَ الْانسَانُ مَا لهَا(زلزلة:۱–۳) بأنه الإمام علي(ع). وفي بعض الروايات ورد أن زلزالًا حدث في زمن خلافة أبي بكر، ولم يستطع أبو بكر وعمر وعثمان فعل شيء، فالتجئوا إلى علي(ع)، فضرب الأرض بقدمه وقال لها: «ما لكِ؟!» فسكنت الأرض.[٤] في سند هذا التطبيق، يوجد غلاة ورواة ضعفاء مثل أبي عبد الله الرازي، ومحمد بن سنان، وإبراهيم بن إسحاق النهاوندي، وحسن بن محمد بن جمهور، بالإضافة إلى عدد من الرواة المجهولين.
  • في روايات أخرى، قيل إن المقصود بـ "الثقلان" في الآية: ﴿سَنَفْرُغُ لَکُمْ أَیُّهَ الثَّقَلان[٥] هم القرآن وأهل البيت.[٦] وفي سند هذه الروايات التي قدمت هذا التفسير، يوجد محمد بن عيسى اليقطيني (غالٍ) وأبان بن عثمان (فاسد المذهب).
  • في روايات أخرى، قيل إن المقصود ببني إسرائيل في القرآن هم أهل بيت النبي(ص)، وقد بينت الرايات أن "إسرائيل" في اللغة تعني عبد الله، وأن أهل البيت هم أبناء النبي، وكان اسم والد النبي عبد الله.

المصادر

  1. ١٫٠ ١٫١ زهرا حسیني، جمع‌آوري روایات تطبیق در تفاسیر روایي شیعة و….
  2. ٢٫٠ ٢٫١ زهرا حسیني، جمع‌آوري روایات تطبیق در تفاسیر روایي شیعة و….
  3. محمد كاظم شاكر طرق تأويل قرآن
  4. تفسير برهان ج٤ ص٤٩٣ و٤٩٤
  5. سورة الرحمن ٥٥ آية ٣١
  6. تفسير برهان ج٤ ص٢٦٧

رده:امام‌شناسی در قرآن

قالب:تکمیل مقاله


رده:امامان شیعه