الهجوم على مسجد جوهرشاد

    سؤال

    ما هي قصة الهجوم على مسجد جوهرشاد؟

    حدث الهجوم على مسجد جوهرشاد في 12 يوليو 1935م (21 تير 1314ش) من قبل قوات رضا شاه البهلوي. وكان هذا الهجوم قمعًا لانتفاضة الشعب احتجاجًا على السياسات القمعية لرضا شاه. تُعتبر انتفاضة جوهرشاد ملحمة في الدفاع عن القيم الإسلامية والاحتجاج على السياسات القمعية لرضاخان، والتي انتهت بمجزرة وحشية.

    أصدرت الحكومة في عهد رضا شاه تعميمًا إلزاميًا يفرض على الشعب الإيراني التخلّي عن القبعة البهلوية (ذات الحافة الواحدة) وارتداء قبعة دولية ذات حافة كاملة تُسمى "شابو". في مواجهة هذا التعميم، قام الشعب، وخاصة سكّان مشهد، بتنظيم احتجاجات وتجمّعوا في أماكن مختلفة بما في ذلك مسجد جوهرشاد. وكانت التجمعات في المسجد تزداد يومًا بعد يوم، حيث فقدت المدينة طبيعتها الاعتيادية، وألقى الخطباء خطابات نارية. حاول نظام رضا شاه قمع هذه التجمعات وتفريق الشعب، ولكن بعد عدّة إخفاقات، قام في 12 يوليو 1935م بمجزرة ضد المتظاهرين والمحتجين.

    انتفاضة الشعب ضد السياسات القمعية لرضا شاه في الشؤون الثقافية

    في 21 تير 1314 ش، تم قمع انتفاضة شعب مشهد احتجاجًا على السياسات الثقافية الإلزامية التي فرضتها حكومة فروغي، بما في ذلك سياسة توحيد الملابس. أصدرت حكومة محمد علي فروغي في خرداد 1314 ش (يونيو 1935)، تعميمًا إلزاميًا نتيجة لزيارة رضا شاه إلى تركيا في 12 خرداد 1313 ش، يلزم الشعب الإيراني بالتخلّي عن القبعة البهلوية وارتداء قبعة "شابو" الدولية.[١] [٢]

    قرر علماء ومجتهدو مشهد في اجتماعات سرّية مواجهة هذه الخطوة وإيقاف الحكومة عن تنفيذها. في أحد هذه الاجتماعات، تم اقتراح أن يتوجّه آية الله حاج آقا حسين القمي إلى طهران للتفاوض مع رضا شاه في محاولة لإقناعه بالتخلي عن قراراته. عندما وصل آية الله القمي إلى طهران، تم اعتقاله على الفور ومنعه من التواصل مع الآخرين. وفي الوقت نفسه، قام علماء آخرون بتوعية الناس في المساجد والمجالس. وكان مسجد جوهرشاد أحد أماكن تجمع الشعب. كانت التجمعات تزداد يوميًا، وفقدت المدينة طبيعتها الاعتيادية، حيث كان الخطباء يلقون خطابات نارية.[٣][٤]

    بالتزامن مع اعتقال حاج آقا حسين القمي، تم اعتقال علماء آخرين في مشهد بأمر من الحكومة، مثل الشيخ غلامرضا الطبسي والشيخ النيشابوري. في صباح يوم الجمعة 20 تير 1314 ش، تحركت القوات العسكرية في مشهد لتفريق الشعب وفتحت النار عليهم، مما أدّى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من الأشخاص. ومع ذلك، قاوم الشعب، وانسحبت القوات بناءً على أوامر تلقّتها. بعد هذه الحادثة، توجه العديد من سكان مشهد بالمجارف والمناجل وغيرها من الأدوات نحو المسجد. في اليوم التالي، نظّم عدد كبير من سكان مشهد مظاهرات حاشدة ضد إجبارية ارتداء قبعة "شابو" وتوحيد الملابس، وتوجّهوا إلى مسجد جوهرشاد. قام القادة العسكريون والأمنيّون في مشهد، بناءً على أوامر رضاخان، بنشر قوّاتهم بكثافة في النقاط الحساسة، وجلبوا البنادق والأسلحة الآلية وحتى المدافع لقمع الشعب. خلال تجمّع الشعب في جوهرشاد، ألقى الشيخ محمد تقي بهلول خطابات حادّة ضد الحكومة وحثّ الشعب على المقاومة. كانت استجابة الحكومة لهذا الاحتجاج السلمي والمدني لمشهد هي مجزرة المحتجّين. حوالي الظهيرة، هاجمت القوات الأمنية والعسكرية الشعب من جميع الجهات وبدأت بقتلهم داخل المسجد.[٥] [٦]

    كان لمحمد تقي بهلول تأثير كبير على الناس تجاه سياسات رضا شاه من خلال خطاباته في مسجد جوهرشاد.

    بعد الواقعة

    بعد حادثة مسجد جوهرشاد، هرب محمد تقي بهلول إلى أفغانستان بسبب ملاحقته. كما قام نظام البهلوي في نفس العام بنفي آية الله سيد حسين الطباطبائي القمي من إيران إلى العراق.[٧] تُعتبر انتفاضة جوهرشاد ملحمة في الدفاع عن القيم الإسلامية والاحتجاج على السياسات القمعية لرضاخان، والتي انتهت بمجزرة وحشية. بعد انتصار الثورة الإسلامية، تم تسمية هذا اليوم بيوم الحجاب والعفاف.[٨]

    كان نائب المتولّي للعتبة الرضوية في وقت حادثة جوهرشاد شخص يُدعى محمد ولي أسدي. وكان أسدي، الذي كانت له علاقات واسعة مع علماء المحافظة، يعتقد أن مشهد مدينة دينية وللعلماء نفوذ كبير فيها. ويجب أن يكون ارتداء قبعة "شابو" في هذه المدينة اختياريًا، وإلا فإنّ الشعب سيثور وسيحدث سفك للدماء. أمّا رضاخان، الذي كان غاضبًا جدًا من حادثة جوهرشاد وأصدر أوامر بالتحقيق في الأمر، قام بإقالة رئيس شرطة مشهد. وفي تقرير قدّمه عملاء رضاخان، تمّ اتّهام أسدي نائب التولية بتحريض الشعب. فتمت محاكمة أسدي في محكمة عسكرية وحُكم عليه بالإعدام. حاول فروغي، رئيس الوزراء، الذي كانت ابنته متزوجة من ابن أسدي، التوسط لدى الشاه من أجله، لكن الشاه كان غاضبًا لدرجة أنّه أمر بإقالة فروغي من منصبه كرئيس للوزراء وجعله تحت الإقامة الجبرية. قيل لاحقًا أن سبب غضب الشاه الشديد من فروغي كان رسالة سرّية تم العثور عليها أثناء تفتيش منزل فروغي. في هذه الرسالة التي كتبها فروغي إلى أسدي، تم اقتباس بيت شعر من مولوي: «في قبضة الأسد المتعطّش للدماء / ما الحلّ غير التسليم والرضا؟» وهكذا، أصبح فرض قبعة "شابو" في إيران مرتبطًا بحادثة دموية وقعت في مسجد.[٩]

    عدد القتلى

    وفقًا للمصادر التاريخية، قُتل وأصيب حوالي ألفي شخص في هذه المأساة الوطنية.[١٠] وذكر محمد علي الشوشتري، نقلاً عن شهود عيان، عدد القتلى بـ 1670 شخصًا. كما ذكر أحمد بهار في جريدة "بهار" بتاريخ 1321/3/7ش عدد القتلى بـ 1750 شخصًا، وأكّد علي رضا بايغان، الذي كان شاهدًا على الواقعة، العدد نفسه البالغ 1670 شخصًا.[١١]


    المصادر

    1. خاطره تلخ امام از كشتار در مسجد گوهرشاد، موقع الإمام الخميني، تاريخ المشاهدة:‌ 25 ارديبهشت 1403.
    2. واقعه مسجد گوهرشاد؛ تقابل رضاخان با اعتقادات مذهبي، تاريخ المشاهدة: 25 ارديبهشت 1403.
    3. خاطره تلخ امام از كشتار در مسجد گوهرشاد، موقع الإمام الخميني، تاريخ المشاهدة:‌ 25 ارديبهشت 1403.
    4. واقعه مسجد گوهرشاد، تاريخ المشاهدة: 25 ارديبهشت 1403.
    5. قيام گوهرشاد، دردناك‌ترين حادثه تاريخ معاصر ايران، موقع إيسنا، تاريخ المشاهدة: 25 ارديبهشت 1403.
    6. خاطره تلخ امام از كشتار در مسجد گوهرشاد، موقع الإمام الخميني، تاريخ المشاهدة:‌ 25 ارديبهشت 1403.
    7. واقعه مسجد گوهرشاد، موقع تابناك، تاريخ المشاهدة: 25 ارديبهشت 1403.
    8. واقعه مسجد گوهرشاد؛ تقابل رضاخان با اعتقادات مذهبي، وكالة إرنا للأنباء، تاريخ المشاهدة: 25 ارديبهشت 1403.
    9. جزئياتي درباره ايستادگي مردم مشهد در برابر اجباري شدن گذاشتن كلاه شاپو توسط رضا خان، موقع همشهري أونلاين، تاريخ المشاهدة: 25 ارديبهشت 1403.
    10. خاطره تلخ امام از كشتار در مسجد گوهرشاد، موقع الإمام الخميني، تاريخ المشاهدة:‌ 25 ارديبهشت 1403.
    11. واقعه مسجد گوهرشاد، موقع تابناك، تاريخ المشاهدة: 25 ارديبهشت 1403.

    رده:تاریخ معاصررده:تاریخ ایران