مستخدم:Translation/ملعب1
(((هذه الصفحة لمستخدم أحمد)))
.
===========
.
ما هي الإجراءات التي اتخذها السيد جمال الدين الأسد آبادي في مكافحة الاستعمار في إيران؟
كانت الإجراءات المناهضة للاستعمار التي اتخذها السيد جمال الدين الأسد آبادي في إيران تهدف إلى جذب وتنمية الكفاءات الواعدة لتوعية الشعب الإيراني ورفع مستوى وعي العلماء لمكافحة الاستعمار في أحداث مثل حركة التبغ.
السيد جمال الدين الأسد آبادي أو السيد جمال الدين الأفغاني (1254 - 1314 هـ) كان عالمًا مسلمًا مؤمنًا بمكافحة الاستعمار وتقريب المذاهب الإسلامية، وقد اعتبر أن أخطر وأكثر الأمراض استمرارًا في المجتمع الإسلامي هي الاستبداد الداخلي والاستعمار الخارجي. وخلال حياته، كافح هذين العاملين بشدّة. وكان الأسد آبادي يرى أن الوعي السياسي والمشاركة الفعالة للمسلمين في السياسة ضروريان لمكافحة هذين العاملين.
خلال فترة وجوده في إيران، دعا السيد جمال الدين الأسد آبادي أفرادًا وضمّهم إلى نفسه، لتوجيه مختلف شرائح المجتمع الإيراني في مواجهة الاستبداد الداخلي واستعمار الدول الأجنبية. ومن ناحية أخرى، سعى إلى رفع مستوى الوعي السياسي لعلماء عصره. كما كانت إحدى أنشطته المناهضة للاستعمار معارضة منح امتياز التبغ للحكومة الاستعمارية البريطانية.
الاستعمار في نظر السيد جمال الدين
لقد توصّل السيد جمال الدين الأسد آبادي إلى أنّ أخطر وأكثر الأمراض استمرارًا في المجتمع الإسلامي هو الاستبداد الداخلي والاستعمار الخارجي. وخلال حياته، كافح هذين العاملين بشدّة. وكان الأسد آبادي يرى أن الوعي السياسي والمشاركة الفعالة للمسلمين في السياسة ضروريان لمكافحة هذين العاملين.[١] كان السيد جمال الدين الأسد آبادي يعتقد أن أخطر عواقب الاستعمار الحديث هي القضاء على الثقافة وهوية الأمم. ومن وجهة نظره، فإنّ الاستعمار الثقافي يمهّد الطريق للاستعمار السياسي والاقتصادي.[٢]
لقد لاقت الإجراءات التي اتخذها السيد جمال الدين في مكافحة الاستعمار اهتمامًا في العالم الإسلامي؛ حيث كانت الحركات الإسلامية اللاحقة بشكل عام متأثرة بأفكاره وتوجهاته المناهضة للاستعمار. في هذا الصدد يعتقد محمد محيط طباطبائي (1280-1371 ش)، الباحث في تاريخ وثقافة إيران، أن المستشرقين والباحثين الأوروبيين سعوا إلى دراسة وتحديد مبادئ الحركات السياسية والاجتماعية في الدول الإسلامية، وفي أبحاثهم، لاحظوا مكانة السيد جمال الدين في نمو الحركات الإسلامية؛ حيث اكتشفوا أنّ له آثارًا منفصلة في جميع الحركات السياسية والاجتماعية والأدبية والفلسفية والتربوية والثورية في الشرق الإسلامي، وقد أثرت هذه الآثار في إثارة الحركات الإسلامية.[٣]
جذب وتنمية الكفاءات الواعدة لتوعية الشعب الإيراني
خلال فترة وجوده في إيران، دعا السيد جمال الدين الأسد آبادي أفرادًا وضمّهم إلى نفسه، لتوجيه مختلف شرائح المجتمع الإيراني في مواجهة الاستبداد الداخلي واستعمار الدول الأجنبية.[٤]
ومن بين الأفراد الذين تعاونوا مع السيد جمال الدين يمكن ذكر ميرزا آقاخان كرماني، والشيخ أحمد روحي، وميرزا حسن خان خبير الملك. هؤلاء الأفراد غادروا إيران خلال فترة استبداد ناصر الدين شاه وذهبوا إلى إسطنبول، حيث تجمع المثقفون الإيرانيون في ذلك الوقت، وشكّلوا مركزًا للحركة الإيرانية وعملوا على إيقاظ أفكار الشعب الإيراني.[٥]
رفع مستوى وعي العلماء لمكافحة الاستعمار
بحسب الخبراء فإنّ جهود السيد جمال الدين الأسد آبادي في رفع مستوى الوعي السياسي لعلماء عصره، سواء من العلماء الشيعة أو السنة، كان لها تأثير كبير. فقد تأثر علماء عصر القاجار تدريجيًا بالسيد جمال الدين في مسار مناهضة الاستعمار، مما جعلهم أكثر نشاطًا وجدّية في مناهضة الاستبداد؛ حيث دعاهم أولاً إلى التفكير الجدي في القضايا السياسية، ثم عزّز من ارتباطهم الاجتماعي والسياسي بالشعب، ووسّع من زعامتهم في المجالات السياسية. ونتيجة لذلك، زادت حدة تعارضهم مع الجهاز الحاكم.[٦]
خلال إقامته في إيران وتواصله المباشر مع علماء إيران ومن خلال أعماله ورسائله إلى العلماء والمراجع في ذلك الوقت، مثل الرسالة التي أرسلها إلى الميرزا الشيرازي، أصبح السيد جمال الدين مصدرًا لتوعية كبيرة في إيران. ويرى البعض إنّه لفهم تأثير جمال الدين الأسد آبادي، يجب ملاحظة أن معظم العلماء الأحرار في عصر ناصر الدين شاه القاجاري، أي على أعتاب النهضة الدستورية كانوا من تلامذته والمتأثرين بأفكاره.[٧]
وفي رسالة إلى علماء إيران، أشار السيد جمال الدين إلى مخططات الدول الأوروبية للتسلل إلى البلاد، وكتب عن مؤامراتهم: أينما ضعفت فيه قوة العلماء، زادت قوة الأوروبيين، إلى الحد الذي حطّم هيبة الإسلام ومحى اسم الدين من هناك.[٨]
يقول الشهيد مطهري في هذا الصدد إنّ أسلوب السيد جمال الدين تجاه علماء الشيعة كان له تأثير كبير، سواء في حركة التبغ التي قام بها العلماء أو في حركة الدستور الإيرانية التي قادها العلماء وأيدوها.[٩]
إجراءات السيد جمال الدين في حركة التبغ
قالب:مفصلة كانت إحدى الأنشطة المناهضة للاستعمار التي قام بها السيد جمال الدين الأسد آبادي معارضة منح امتياز التبغ للحكومة الاستعمارية البريطانية. تم توقيع اتفاقية منح امتياز التبغ في 28 رجب 1307 هـ في خمسة عشر فصلًا.[١٠] وأدّى توقيع مثل هذه الاتفاقية إلى معارضة شديدة من قبل السيد جمال الدين. وفي وقت توقيع هذه الاتفاقية، كان السيد جمال الدين، الذي تم طرده من إيران بسبب معارضته لمثل هذه الإجراءات، موجودًا في البصرة، فأرسل رسالة مفصلة إلى مرجع الشيعة في ذلك الوقت الميرزا الشيرازي. وفي تلك الرسالة، حذّر من مخاطر توقيع مثل هذه المعاهدات.[١١]
تأثر الميرزا الشيرازي برسالة السيد جمال الدين، وأرسل برقية إلى الشاه يعترض فيها على وجود مثل هذه الاتفاقيات نيابة عن العلماء وعامة الشعب، وطالب بإلغائها. لكن الشاه القاجاري لم يأخذ هذه الرسالة بعين الاعتبار. إمّا الميرزا الشيرازي، الذي اعتبر إلغاء هذا الامتياز واجبًا دينيًا، رغم تجاهل الشاه، أرسل مرة أخرى برقية إلى ناصر الدين شاه.[١٢] وبما أن هذه البرقية الثانية قوبلت مرة أخرى بتجاهل الشاه، أصدر الميرزا -ردًا على استفتاء حول استعمال التبغ- حكمًا بتحريمه وأصدر فتواه التاريخية.[١٣]
المصادر
- ↑ مطهري، مرتضى، بررسي اجمالي نهضتهاي اسلامي در صد ساله اخير، طهران، انتشارات صدرا، 1373ش، ص15.
- ↑ صاحبي، محمدجواد، انديشه اصلاحي در نهضتهاي اسلامي، قم، مطبعة مكتب الإعلام الإسلامي، 1376ش، ص156–157.
- ↑ محيط الطباطبائي، السيد محمد، سيد جمالالدين اسد آبادي وبيداري مشرقزمين، الإشراف: السيد هادي خسروشاهي، طهران، كلبه شروق، 1380ش، ص4.
- ↑ رائين، اسماعيل، انجمنهاي سري در انقلاب مشروطيت، طهران، دار جاويدان للنشر، 1345ش، ص38-39.
- ↑ رائين، انجمنهاي سري در انقلاب مشروطيت، ص38-39.
- ↑ زرگرينژاد، غلامحسين، رسائل مشروطيت، طهران، كوير، 1374ش، ص78.
- ↑ زرگرينژاد، رسائل مشروطيت، طهران، ص78.
- ↑ صاحبي، انديشه اصلاحي در نهضتهاي اسلامي، ص156–157.
- ↑ مطهري، مرتضى، نهضتهاي اسلامي در صد سال اخير، طهران، مؤسسة صدرا للنشر، 1382ش، ص18.
- ↑ قدسي زاده، بروين، «تحريم تنباكو»، دانشنامه جهان اسلام (دائرة معارف العالم الإسلامي)، طهران، مؤسسة دايرة المعارف الإسلامية، 1393، نص المقال.
- ↑ محيط الطباطبائي، السيد جمالالدين اسد آبادي وبيداري مشرقزمين، ص73.
- ↑ ناظم الإسلام الكرماني، محمد بن علي، تاريخ بيداري ايرانيان، الإشراف: علي أكبر سعيدي السيرجاني، طهران، 1357ش، ج1، ص34.
- ↑ كدي، نيكي، تحريم تنباكو در ايران، ترجمۀ شاهرخ قائممقامي، طهران، شركت سهامي انتشارات كتابهاي جيبي، 1358ش، ص125.