الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مستخدم:Translation/ملعب1»

    من ويكي باسخ
    لا ملخص تعديل
    لا ملخص تعديل
    سطر ١٣: سطر ١٣:
    .
    .


     
    {{شروع متن}}
     
    {{سوال}}
    هل سند حديث تساوي ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني والإمام الحسين (ع) موثوق به؟ هذا الحديث منقول عن الإمام الهادي (ع)، فهل كانت وفاة عبدالعظيم الحسني بعد استشهاد الإمام الهادي (ع)؟ إذا كان الأمر كذلك، فكيف يمكن قبول مضمون هذا الحديث؟
    هل سند حديث تساوي ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني والإمام الحسين (ع) موثوق به؟ هذا الحديث منقول عن الإمام الهادي (ع)، فهل كانت وفاة عبدالعظيم الحسني بعد استشهاد الإمام الهادي (ع)؟ إذا كان الأمر كذلك، فكيف يمكن قبول مضمون هذا الحديث؟
     
    {{پایان سوال}}
    '''حديث تساوي ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني والإمام الحسين (ع)''' ورد في كتابَي ثواب الأعمال للشيخ الصدوق وكامل الزيارات لابن قولويه، وهو من حيث السند ضعيف. وسبب ضعفه هو عدم ذكر اسم أحد الرواة في سلسلة السند. ومع ذلك، هناك قرائن تقلّل من ضعف السند؛ مثل وجود رواية تشير إلى أن ثواب زيارة الأصدقاء الصالحين لأهل البيت (ع) يعادل ثواب زيارة أهل البيت (ع)، مما يؤيّد مضمون هذه الرواية.
    '''حديث تساوي ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني والإمام الحسين (ع)''' ورد في كتابَي ثواب الأعمال للشيخ الصدوق وكامل الزيارات لابن قولويه، وهو من حيث السند ضعيف. وسبب ضعفه هو عدم ذكر اسم أحد الرواة في سلسلة السند. ومع ذلك، هناك قرائن تقلّل من ضعف السند؛ مثل وجود رواية تشير إلى أن ثواب زيارة الأصدقاء الصالحين لأهل البيت (ع) يعادل ثواب زيارة أهل البيت (ع)، مما يؤيّد مضمون هذه الرواية.


    تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني أيضًا محل خلاف؛ فالبعض يعتبرون وفاته بعد استشهاد الإمام الهادي (ع)، وبالتالي يعتبرون هذه الرواية غير صحيحة. وحجّتهم في ذلك هي ذكر اسم عبدالعظيم الحسني بين أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع). بينما يرفض آخرون هذا الاستدلال ولا يعتبرون عبدالعظيم من أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع). ومع ذلك، فإن تحديد تاريخ وفاة عبدالعظيم بدقة غير ممكن.
    تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني أيضًا محل خلاف؛ فالبعض يعتبرون وفاته بعد استشهاد الإمام الهادي (ع)، وبالتالي يعتبرون هذه الرواية غير صحيحة. وحجّتهم في ذلك هي ذكر اسم عبدالعظيم الحسني بين أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع). بينما يرفض آخرون هذا الاستدلال ولا يعتبرون عبدالعظيم من أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع). ومع ذلك، فإن تحديد تاريخ وفاة عبدالعظيم بدقة غير ممكن.


    ==تعريف موجز بعبدالعظيم الحسني==
    ==تعريف موجز بعبدالعظيم الحسني==  
    {{مفصلة|السید عبد العظیم الحسنی}}
    {{مفصلة|السيد عبد العظيم الحسني}}
    عبدالعظيم الحسني هو أحد المحدّثين الجليلين الذين جمعوا بين شرف النسب وفضيلة العلم والتقوى. كان سيدًا شريفًا وعظيمًا، ومن مشايخ الحديث ومن الزهاد والعباد في زمانه. ينتهي نسبه بأربع وسائط إلى الإمام الحسن المجتبى (ع).<ref>شیخ الشرف عبیدلی، محمد بن محمد، تهذیب الأنساب و نهایة الأعقاب، قم، مکتبة‌ آیة الله المرعشی النجفی، ۱۴۱۳هـ، ص۱۳۹.</ref>  
    عبدالعظيم الحسني هو أحد المحدّثين الجليلين الذين جمعوا بين شرف النسب وفضيلة العلم والتقوى. كان سيدًا شريفًا وعظيمًا، ومن مشايخ الحديث ومن الزهاد والعباد في زمانه. ينتهي نسبه بأربع وسائط إلى الإمام الحسن المجتبى (ع).<ref>الشيخ الشرف عبيدلي، محمد بن محمد، تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب، قم، مكتبة‌ آية الله المرعشي النجفي، 1413هـ، ص139.</ref>  


    وقد ورد في شخصيته: أنّه كان يقضي معظم أيام حياته صائمًا، وكان يقضي لياليه في العبادة وتمجيد الله تعالى.<ref>شریف رازی، محمد، زندگانی حضرت عبدالعظیم، ص28.</ref> كان لديه إخلاص واعتقاد كامل بأئمة أهل البيت (ع)، وقد التقى بثلاثة من الأئمة المعصومين (ع) وروى عنهم الحديث. وتشير الروايات بوضوح إلى أنّه كان محبوبًا وموثوقًا لدى الأئمة الأطهار (ع). الرسالة التي أرسلها الإمام الرضا (ع) إلى شيعته، وحديث عرض الدين الذي حدث لدى الإمام الهادي (ع) وتصديق اعتقادات عبدالعظيم من قبله، كلّها أدلة واضحة على إيمانه وقداسته وثبات عقيدته بأئمة أهل البيت (ع) والمذهب الجعفري.<ref>القمی، عباس، منتهى الآمال، قم، الدلیل، ۱۳۷۹،ص461.</ref>
    وقد ورد في شخصيته: أنّه كان يقضي معظم أيام حياته صائمًا، وكان يقضي لياليه في العبادة وتمجيد الله تعالى.<ref>شريف رازي، محمد، زندگاني حضرت عبدالعظيم، ص28.</ref> كان لديه إخلاص واعتقاد كامل بأئمة أهل البيت (ع)، وقد التقى بثلاثة من الأئمة المعصومين (ع) وروى عنهم الحديث. وتشير الروايات بوضوح إلى أنّه كان محبوبًا وموثوقًا لدى الأئمة الأطهار (ع). الرسالة التي أرسلها الإمام الرضا (ع) إلى شيعته، وحديث عرض الدين الذي حدث لدى الإمام الهادي (ع) وتصديق اعتقادات عبدالعظيم من قبله، كلّها أدلة واضحة على إيمانه وقداسته وثبات عقيدته بأئمة أهل البيت (ع) والمذهب الجعفري.<ref>القمي، عباس، منتهى الآمال، قم، الدليل، 1379،ص461.</ref>


    ==ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني==
    ==ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني==  
    وردت توصيات من الإمام المعصوم (ع) بأهمية زيارة عبدالعظيم الحسني. في رواية نقلها ابن قولويه القمي في كتاب كامل الزيارات، عن رجل من الري قال: كنت في طريق عودتي من كربلاء، فدخلت إلى سامراء ولقيت الإمام الهادي (ع)، فقال لي: أين كنت؟ فقلت: كنت في زيارة سيد الشهداء (ع). فقال لي:<blockquote>أَمَا إِنَّكَ لَوْ زُرْتَ قَبْرَ عَبْدِ الْعَظِيمِ عِنْدَكُمْ لَكُنْتَ كَمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ (ع).<ref>صادقی اردستانی، أحمد، زندگانی عبدالعظیم(ع)، طهران، حافظ نوین، ۱۳۸۰، ص208.</ref><ref>جعفر بن محمد قمی (ابن قولویهکامل الزیارات، النجف، المطبعة المبارکة المرتضویة، ۱۳۷۷، ص۳۲۱.</ref>
    وردت توصيات من الإمام المعصوم (ع) بأهمية زيارة عبدالعظيم الحسني. في رواية نقلها ابن قولويه القمي في كتاب كامل الزيارات، عن رجل من الري قال: كنت في طريق عودتي من كربلاء، فدخلت إلى سامراء ولقيت الإمام الهادي (ع)، فقال لي: أين كنت؟ فقلت: كنت في زيارة سيد الشهداء (ع). فقال لي:<blockquote>أَمَا إِنَّكَ لَوْ زُرْتَ قَبْرَ عَبْدِ الْعَظِيمِ عِنْدَكُمْ لَكُنْتَ كَمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ (ع).<ref>صادقي الأردستاني، أحمد، زندگاني عبدالعظيم(ع)، طهران، حافظ نوين، 1380، ص208.</ref><ref>جعفر بن محمد قمي (ابن قولويهكامل الزيارات، النجف، المطبعة المباركة المرتضوية، 1377، ص321.</ref>


    </blockquote>وفي رواية أخرى، أن شيعيًا من الري ذهب إلى الإمام الهادي (ع)، وعندما سأله الإمام أين كان، أجاب أنه كان في زيارة الإمام الحسين (ع). فقال له الإمام: «أَمَا إِنَّكَ لَوْ زُرْتَ قَبْرَ عَبْدِ الْعَظِيمِ عِنْدَكُمْ لَكُنْتَ كَمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ».<ref>،ابن قولویه، جعفر بن محمد، کامل الزیارات، النجف، المطبعة المبارکة المرتضویة، 1356، ص۳۲۴.</ref>
    </blockquote>وفي رواية أخرى، أن شيعيًا من الري ذهب إلى الإمام الهادي (ع)، وعندما سأله الإمام أين كان، أجاب أنه كان في زيارة الإمام الحسين (ع). فقال له الإمام: «أَمَا إِنَّكَ لَوْ زُرْتَ قَبْرَ عَبْدِ الْعَظِيمِ عِنْدَكُمْ لَكُنْتَ كَمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ».<ref>،ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات، النجف، المطبعة المباركة المرتضوية، 1356، ص324.</ref>


    ==تقییم السند==
    ==تقييم السند==  
    رواية تساوي ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني والإمام الحسين (ع) وردت في كتابي كامل الزيارات لابن قولويه (توفي 368 هـ)<ref>،ابن قولویه، جعفر بن محمد، کامل الزیارات، النجف، المطبعة المبارکة المرتضویة، 1356، ص۳۳۴.</ref> وثواب الأعمال للشيخ الصدوق (توفي 381 هـ).<ref>الشیخ الصدوق، محمد بن علی، ثواب الأعمال و عقاب الأعمال‏، قم، دار الشریف الرضی للنشر، ۱۴۰۶هـ، ص۹۹.</ref>
    رواية تساوي ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني والإمام الحسين (ع) وردت في كتابي كامل الزيارات لابن قولويه (توفي 368 هـ)<ref>،ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات، النجف، المطبعة المباركة المرتضوية، 1356، ص334.</ref> وثواب الأعمال للشيخ الصدوق (توفي 381 هـ).<ref>الشيخ الصدوق، محمد بن علي، ثواب الأعمال وعقاب الأعمال‏، قم، دار الشريف الرضي للنشر، 1406هـ، ص99.</ref>


    === ضعف السند ===
    === ضعف السند ===
    نقل الشيخ الصدوق<ref>شیخ صدوق، محمد بن علی، ثواب الأعمال و عقاب الأعمال‏، قم، دار الشریف الرضی للنشر، ۱۴۰۶ق، ص۹۹.</ref> وابن قولويه هذه الرواية بسندين مختلفين، ولكن كلاهما عن محمد بن يحيى العطار، وهو روى عن رجل من أهل الري، عن الإمام الهادي (ع). ففي كلا السندين، لم يذكر اسم الراوي الذي نقل الحديث عن الإمام (ع)، وبالتالي فإن الرواية مرسلة وضعيفة.<ref>ابن قولویه، جعفر بن محمد، کامل الزیارات، به تحقیق و تصحیح عبدالحسین امینی، نجف، دار المرتضویه، ۱۳۵۶ش، ص۳۳۴.</ref>
    نقل الشيخ الصدوق<ref>الشيخ الصدوق، محمد بن علي، ثواب الأعمال وعقاب الأعمال‏، قم، دار الشريف الرضي للنشر، 1406هـ، ص99.</ref> وابن قولويه هذه الرواية بسندين مختلفين، ولكن كلاهما عن محمد بن يحيى العطار، وهو روى عن رجل من أهل الري، عن الإمام الهادي (ع). ففي كلا السندين، لم يذكر اسم الراوي الذي نقل الحديث عن الإمام (ع)، وبالتالي فإن الرواية مرسلة وضعيفة.<ref>ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات، تحقيق وتصحيح: عبدالحسين أميني، النجف، دار المرتضوية، 1356ش، ص334.</ref>


    === قرائن تقوية ضعف السند ===
    === قرائن تقوية ضعف السند ===
    هناك قرائن تقلّل من ضعف السند وتعزّزه، منها:
    هناك قرائن تقلّل من ضعف السند وتعزّزه، منها:


    # الراوي الرئيسي للحديث هو محمد بن يحيى، وهو من أساتذة الشيخ الكليني، وقد وثّقه علماء الرجال الشيعة ومدحوه بالصدق والعلم والتقوى. <ref>النجاشی، أحمد، رجال نجاشی، قم، جمعیة المدرسین، ۱۳۵۶، ص250.</ref><ref>میر داماد، محمد باقر، التعلیقه علی کتاب الکافی، قم، خیام، چاپ اول، ۱۴۰۳، ج۱، ص۷۶ و ۳۶۵.</ref> لذلك، فإنّ تجاوز هذه الرواية ورفضها، وإن كان الراوي مجهولًا، ليس سهلًا.
    # الراوي الرئيسي للحديث هو محمد بن يحيى، وهو من أساتذة الشيخ الكليني، وقد وثّقه علماء الرجال الشيعة ومدحوه بالصدق والعلم والتقوى. <ref>النجاشي، أحمد، رجال نجاشي، قم، جمعية المدرسين، 1356، ص250.</ref><ref>مير داماد، محمد باقر، التعليقة علي كتاب الكافي، قم، خيام، الطبعة 1، 1403، ج1، ص76 و365.</ref> لذلك، فإنّ تجاوز هذه الرواية ورفضها، وإن كان الراوي مجهولًا، ليس سهلًا.
    # وفقًا لرواية نقلها الشيخ الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه، فقد أوصى الإمام بأنّ من لا يستطيع زيارة أهل البيت (ع)، فليزُر أصدقاءهم الصالحين، لأنّه سيُكتب له ثواب زيارة أهل البيت (ع).<ref>ابن بابویه، محمد، من لا یحضره الفقیه، قم، دفتر انتشارات اسلامی، چاپ دوم، ۱۴۱۳ق، ج۲، ص۷۳.</ref>{{ملاحظة|وردت رواية قریبة من هذه الروایة فی کتاب وسائل الشیعة، ج۱۴، ص۵۸۱، «بَابُ اسْتِحْبَابِ زِیَارَه الْمُؤْمِنِینَ خُصُوصاً الصُّلَحَاء»}} هذه الرواية وردت أيضًا في كتاب كامل الزيارات.<ref>ابن قولویه، جعفر، کامل الزیارات، نجف اشرف، دار المرتضویه، چاپ اول، ۱۳۵۶ش، ص۳۱۹.</ref> وقد اعتبر محمد تقي المجلسي هذه الرواية صحيحة.<ref>مجلسی، محمدتقی، لوامع صاحبقرانی مشهور به شرح فقیه، قم، اسماعیلیان، چاپ دوم، ۱۴۱۴، ج‏۶، ص۱۴۴.</ref>
    # وفقًا لرواية نقلها الشيخ الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه، فقد أوصى الإمام بأنّ من لا يستطيع زيارة أهل البيت (ع)، فليزُر أصدقاءهم الصالحين، لأنّه سيُكتب له ثواب زيارة أهل البيت (ع).<ref>ابن بابويه، محمد، من لا يحضره الفقيه، قم، مكتب النشر الإسلامي، الطبعة 2، 1413هـ، ج2، ص73.</ref>{{ملاحظة|وردت رواية قريبة من هذه الرواية في كتاب وسائل الشيعة، ج14، ص581، «بَابُ اسْتِحْبَابِ زِيَارَه الْمُؤْمِنِينَ خُصُوصاً الصُّلَحَاء»}} هذه الرواية وردت أيضًا في كتاب كامل الزيارات.<ref>ابن قولويه، جعفر، كامل الزيارات، النجف الأشرف، دار المرتضوية، الطبعة 1، 1356ش، ص319.</ref> وقد اعتبر محمد تقي المجلسي هذه الرواية صحيحة.<ref>المجلسي، محمد تقي، لوامع صاحبقراني الشهير بشرح فقيه، قم، إسماعيليان، الطبعة 2، 1414، ج‏6، ص144.</ref>
    # ويرى البعض أن الظاهر يدلّ على أن هذا الرجل لم يكن يعرف مقام عبدالعظيم أو فضله، ولذا أراد الإمام الهادي (ع) أن يعرّفه بمقامه وفضله، ويُعرِّف الآخرين بشخصيته الروحية العظيمة، حتى یذهبون لزیارته.<ref>عطاردی قوچانی، عزیز الله، راویان امام رضا در مسند الرضا، مشهد، منشورات مؤتمر الإمام الرضا، ۱۳۶۷، ص240 ـ 254.</ref>
    # ويرى البعض أن الظاهر يدلّ على أن هذا الرجل لم يكن يعرف مقام عبدالعظيم أو فضله، ولذا أراد الإمام الهادي (ع) أن يعرّفه بمقامه وفضله، ويُعرِّف الآخرين بشخصيته الروحية العظيمة، حتى يذهبون لزيارته.<ref>عطاردي القوچاني، عزيز الله، راويان امام رضا در مسند الرضا، مشهد، منشورات مؤتمر الإمام الرضا، 1367، ص240 ـ 254.</ref>
     
    ==الخلاف حول تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني==
    هناك اختلاف في تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني. فقد ذكر آغا بزرك الطهراني تاريخ وفاته في 15 شوال 252 هـ. وبالتالي، فإنّ وفاته كانت قبل استشهاد الإمام الهادي (ع) (254 هـ).<ref>آغا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، النجف، مطبعة الغري، ج7، ص190.</ref>
     
    ويعتبر رضا الاستادي، الأستاذ والباحث الشيعي، أنّ وفاة عبدالعظيم الحسني، بناءً على رواية كامل الزيارات وثواب الأعمال، كانت قبل استشهاد الإمام الهادي (ع). ويقول إنّه لا يوجد دليل لتحديد تاريخ وفاته بدقة، ويرفض تواريخ مثل 250 هـ أو قبل عامين من استشهاد الإمام الهادي (ع) أو في عام استشهاده.<ref>شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني وشهر ري، مقاله آشنايي با حضرت عبدالعظيم ومصادر شرح حال او، آيت الله رضا استادي، قم، دار الحديث، 1، 1382، صص67–69.</ref>
     
    بينما يعتقد البعض أن وفاة عبدالعظيم الحسني كانت بعد استشهاد الإمام الهادي (ع)، وذلك لأن بعض كتب الرجال ذكرته ضمن أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع).<ref>الطوسى، محمد بن الحسن، رجال الطوسي، قم، مؤسسة النشر الاسلامي، الطبعة 3، 1373 ش، ص401.</ref> لكن رضا الاستادي يرفض هذا الاستدلال، لأنّه يعتقد أن عبدالعظيم لم يكن من أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع)، ولم يروِ عنه أيّ حديث. ويشير إلى أنّ السبب في خطأ بعض علماء الرجال قد يكون استخدام لقب العسكري للإمام الهادي (ع) في بعض الروايات.<ref>استادي، رضا، مقاله آشنايي با حضرت عبدالعظيم ومصادر شرح حال او، صص67–69.</ref>
     
    {{پایان پاسخ}}
     
    == المصادر==
    {{پانویس|۲}}


    ==الخلاف حول تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني==
    {{شاخه
    هناک اختلاف فی تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني. فقد ذکر آغا بزرك الطهراني تاريخ وفاته في 15 شوال 252 هـ. وبالتالي، فإنّ وفاته كانت قبل استشهاد الإمام الهادي (ع) (254 هـ).<ref>آقا بزرگ طهرانی، محمد محسن، الذریعه الی تصانیف الشیعه، نجف، مطبعه الغری، ج۷، ص۱۹۰.</ref>
    | شاخه اصلی = حدیث
    | شاخه فرعی۱ = منبع‌شناسی
    | شاخه فرعی۲ =  
    | شاخه فرعی۳ =
    }}


    ويعتبر رضا الاستادي، الأستاذ والباحث الشيعي، أنّ وفاة عبدالعظيم الحسني، بناءً على رواية كامل الزيارات وثواب الأعمال، كانت قبل استشهاد الإمام الهادي (ع). ويقول إنّه لا يوجد دليل لتحديد تاريخ وفاته بدقة، ويرفض تواريخ مثل 250 هـ أو قبل عامين من استشهاد الإمام الهادي (ع) أو في عام استشهاده.<ref>شناخت نامه حضرت عبدالعظیم حسنی و شهر ری، مقاله آشنایی با حضرت عبدالعظیم و مصادر شرح حال او، آیت الله رضا استادی، قم، سازمان چاپ و نشر دار الحدیث، اول، ۱۳۸۲، صص۶۷–۶۹.</ref>
    {{پایان متن}}


    بينما يعتقد البعض أن وفاة عبدالعظيم الحسني كانت بعد استشهاد الإمام الهادي (ع)، وذلك لأن بعض كتب الرجال ذكرته ضمن أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع).<ref>طوسى، محمد بن الحسن، رجال الطوسي، قم، مؤسسه النشر الاسلامي، چاپ سوم، ۱۳۷۳ ش، ص۴۰۱.</ref> لكن رضا الاستادي يرفض هذا الاستدلال، لأنّه يعتقد أن عبدالعظيم لم يكن من أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع)، ولم يروِ عنه أيّ حديث. ويشير إلى أنّ السبب فی خطأ بعض علماء الرجال قد يكون استخدام لقب العسكري للإمام الهادي (ع) في بعض الروايات.<ref>استادی، رضا، مقاله آشنایی با حضرت عبدالعظیم و مصادر شرح حال او، صص۶۷–۶۹.</ref>
    [[رده:فقه الحدیث]]
    [[رده:زیارت]]
    [[رده:امام حسین(ع)]]
    [[رده:درگاه امام حسین(ع)]]

    مراجعة ١٢:٠٢، ٢٢ مارس ٢٠٢٥


    (((هذه الصفحة لمستخدم أحمد)))
    


    .


    ===========

    .


    سؤال

    هل سند حديث تساوي ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني والإمام الحسين (ع) موثوق به؟ هذا الحديث منقول عن الإمام الهادي (ع)، فهل كانت وفاة عبدالعظيم الحسني بعد استشهاد الإمام الهادي (ع)؟ إذا كان الأمر كذلك، فكيف يمكن قبول مضمون هذا الحديث؟

    حديث تساوي ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني والإمام الحسين (ع) ورد في كتابَي ثواب الأعمال للشيخ الصدوق وكامل الزيارات لابن قولويه، وهو من حيث السند ضعيف. وسبب ضعفه هو عدم ذكر اسم أحد الرواة في سلسلة السند. ومع ذلك، هناك قرائن تقلّل من ضعف السند؛ مثل وجود رواية تشير إلى أن ثواب زيارة الأصدقاء الصالحين لأهل البيت (ع) يعادل ثواب زيارة أهل البيت (ع)، مما يؤيّد مضمون هذه الرواية.

    تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني أيضًا محل خلاف؛ فالبعض يعتبرون وفاته بعد استشهاد الإمام الهادي (ع)، وبالتالي يعتبرون هذه الرواية غير صحيحة. وحجّتهم في ذلك هي ذكر اسم عبدالعظيم الحسني بين أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع). بينما يرفض آخرون هذا الاستدلال ولا يعتبرون عبدالعظيم من أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع). ومع ذلك، فإن تحديد تاريخ وفاة عبدالعظيم بدقة غير ممكن.

    تعريف موجز بعبدالعظيم الحسني

    قالب:مفصلة عبدالعظيم الحسني هو أحد المحدّثين الجليلين الذين جمعوا بين شرف النسب وفضيلة العلم والتقوى. كان سيدًا شريفًا وعظيمًا، ومن مشايخ الحديث ومن الزهاد والعباد في زمانه. ينتهي نسبه بأربع وسائط إلى الإمام الحسن المجتبى (ع).[١]

    وقد ورد في شخصيته: أنّه كان يقضي معظم أيام حياته صائمًا، وكان يقضي لياليه في العبادة وتمجيد الله تعالى.[٢] كان لديه إخلاص واعتقاد كامل بأئمة أهل البيت (ع)، وقد التقى بثلاثة من الأئمة المعصومين (ع) وروى عنهم الحديث. وتشير الروايات بوضوح إلى أنّه كان محبوبًا وموثوقًا لدى الأئمة الأطهار (ع). الرسالة التي أرسلها الإمام الرضا (ع) إلى شيعته، وحديث عرض الدين الذي حدث لدى الإمام الهادي (ع) وتصديق اعتقادات عبدالعظيم من قبله، كلّها أدلة واضحة على إيمانه وقداسته وثبات عقيدته بأئمة أهل البيت (ع) والمذهب الجعفري.[٣]

    ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني

    وردت توصيات من الإمام المعصوم (ع) بأهمية زيارة عبدالعظيم الحسني. في رواية نقلها ابن قولويه القمي في كتاب كامل الزيارات، عن رجل من الري قال: كنت في طريق عودتي من كربلاء، فدخلت إلى سامراء ولقيت الإمام الهادي (ع)، فقال لي: أين كنت؟ فقلت: كنت في زيارة سيد الشهداء (ع). فقال لي:

    أَمَا إِنَّكَ لَوْ زُرْتَ قَبْرَ عَبْدِ الْعَظِيمِ عِنْدَكُمْ لَكُنْتَ كَمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ (ع).[٤][٥]

    وفي رواية أخرى، أن شيعيًا من الري ذهب إلى الإمام الهادي (ع)، وعندما سأله الإمام أين كان، أجاب أنه كان في زيارة الإمام الحسين (ع). فقال له الإمام: «أَمَا إِنَّكَ لَوْ زُرْتَ قَبْرَ عَبْدِ الْعَظِيمِ عِنْدَكُمْ لَكُنْتَ كَمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ».[٦]

    تقييم السند

    رواية تساوي ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني والإمام الحسين (ع) وردت في كتابي كامل الزيارات لابن قولويه (توفي 368 هـ)[٧] وثواب الأعمال للشيخ الصدوق (توفي 381 هـ).[٨]

    ضعف السند

    نقل الشيخ الصدوق[٩] وابن قولويه هذه الرواية بسندين مختلفين، ولكن كلاهما عن محمد بن يحيى العطار، وهو روى عن رجل من أهل الري، عن الإمام الهادي (ع). ففي كلا السندين، لم يذكر اسم الراوي الذي نقل الحديث عن الإمام (ع)، وبالتالي فإن الرواية مرسلة وضعيفة.[١٠]

    قرائن تقوية ضعف السند

    هناك قرائن تقلّل من ضعف السند وتعزّزه، منها:

    1. الراوي الرئيسي للحديث هو محمد بن يحيى، وهو من أساتذة الشيخ الكليني، وقد وثّقه علماء الرجال الشيعة ومدحوه بالصدق والعلم والتقوى. [١١][١٢] لذلك، فإنّ تجاوز هذه الرواية ورفضها، وإن كان الراوي مجهولًا، ليس سهلًا.
    2. وفقًا لرواية نقلها الشيخ الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه، فقد أوصى الإمام بأنّ من لا يستطيع زيارة أهل البيت (ع)، فليزُر أصدقاءهم الصالحين، لأنّه سيُكتب له ثواب زيارة أهل البيت (ع).[١٣]قالب:ملاحظة هذه الرواية وردت أيضًا في كتاب كامل الزيارات.[١٤] وقد اعتبر محمد تقي المجلسي هذه الرواية صحيحة.[١٥]
    3. ويرى البعض أن الظاهر يدلّ على أن هذا الرجل لم يكن يعرف مقام عبدالعظيم أو فضله، ولذا أراد الإمام الهادي (ع) أن يعرّفه بمقامه وفضله، ويُعرِّف الآخرين بشخصيته الروحية العظيمة، حتى يذهبون لزيارته.[١٦]

    الخلاف حول تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني

    هناك اختلاف في تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني. فقد ذكر آغا بزرك الطهراني تاريخ وفاته في 15 شوال 252 هـ. وبالتالي، فإنّ وفاته كانت قبل استشهاد الإمام الهادي (ع) (254 هـ).[١٧]

    ويعتبر رضا الاستادي، الأستاذ والباحث الشيعي، أنّ وفاة عبدالعظيم الحسني، بناءً على رواية كامل الزيارات وثواب الأعمال، كانت قبل استشهاد الإمام الهادي (ع). ويقول إنّه لا يوجد دليل لتحديد تاريخ وفاته بدقة، ويرفض تواريخ مثل 250 هـ أو قبل عامين من استشهاد الإمام الهادي (ع) أو في عام استشهاده.[١٨]

    بينما يعتقد البعض أن وفاة عبدالعظيم الحسني كانت بعد استشهاد الإمام الهادي (ع)، وذلك لأن بعض كتب الرجال ذكرته ضمن أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع).[١٩] لكن رضا الاستادي يرفض هذا الاستدلال، لأنّه يعتقد أن عبدالعظيم لم يكن من أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع)، ولم يروِ عنه أيّ حديث. ويشير إلى أنّ السبب في خطأ بعض علماء الرجال قد يكون استخدام لقب العسكري للإمام الهادي (ع) في بعض الروايات.[٢٠]


    المصادر

    1. الشيخ الشرف عبيدلي، محمد بن محمد، تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب، قم، مكتبة‌ آية الله المرعشي النجفي، 1413هـ، ص139.
    2. شريف رازي، محمد، زندگاني حضرت عبدالعظيم، ص28.
    3. القمي، عباس، منتهى الآمال، قم، الدليل، 1379،ص461.
    4. صادقي الأردستاني، أحمد، زندگاني عبدالعظيم(ع)، طهران، حافظ نوين، 1380، ص208.
    5. جعفر بن محمد قمي (ابن قولويه)، كامل الزيارات، النجف، المطبعة المباركة المرتضوية، 1377، ص321.
    6. ،ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات، النجف، المطبعة المباركة المرتضوية، 1356، ص324.
    7. ،ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات، النجف، المطبعة المباركة المرتضوية، 1356، ص334.
    8. الشيخ الصدوق، محمد بن علي، ثواب الأعمال وعقاب الأعمال‏، قم، دار الشريف الرضي للنشر، 1406هـ، ص99.
    9. الشيخ الصدوق، محمد بن علي، ثواب الأعمال وعقاب الأعمال‏، قم، دار الشريف الرضي للنشر، 1406هـ، ص99.
    10. ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات، تحقيق وتصحيح: عبدالحسين أميني، النجف، دار المرتضوية، 1356ش، ص334.
    11. النجاشي، أحمد، رجال نجاشي، قم، جمعية المدرسين، 1356، ص250.
    12. مير داماد، محمد باقر، التعليقة علي كتاب الكافي، قم، خيام، الطبعة 1، 1403، ج1، ص76 و365.
    13. ابن بابويه، محمد، من لا يحضره الفقيه، قم، مكتب النشر الإسلامي، الطبعة 2، 1413هـ، ج2، ص73.
    14. ابن قولويه، جعفر، كامل الزيارات، النجف الأشرف، دار المرتضوية، الطبعة 1، 1356ش، ص319.
    15. المجلسي، محمد تقي، لوامع صاحبقراني الشهير بشرح فقيه، قم، إسماعيليان، الطبعة 2، 1414، ج‏6، ص144.
    16. عطاردي القوچاني، عزيز الله، راويان امام رضا در مسند الرضا، مشهد، منشورات مؤتمر الإمام الرضا، 1367، ص240 ـ 254.
    17. آغا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، النجف، مطبعة الغري، ج7، ص190.
    18. شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني وشهر ري، مقاله آشنايي با حضرت عبدالعظيم ومصادر شرح حال او، آيت الله رضا استادي، قم، دار الحديث، 1، 1382، صص67–69.
    19. الطوسى، محمد بن الحسن، رجال الطوسي، قم، مؤسسة النشر الاسلامي، الطبعة 3، 1373 ش، ص401.
    20. استادي، رضا، مقاله آشنايي با حضرت عبدالعظيم ومصادر شرح حال او، صص67–69.

    رده:منبع‌شناسی


    رده:فقه الحدیث رده:زیارت رده:امام حسین(ع) رده:درگاه امام حسین(ع)