٦٦٢
تعديل
Translation (نقاش | مساهمات) |
Translation (نقاش | مساهمات) |
||
سطر ٣٨: | سطر ٣٨: | ||
==حرمة التجسس على الآخرين== | ==حرمة التجسس على الآخرين== | ||
الفقهاء حرمة التجسس، وذلك استناداً للآية 12 من سورة الحجرات والأحاديث المتعددة، كما أن البحث والتحرّي عن أسرار وأخطاء المؤمنين، وكذلك إفشاء وكشف هذه الأمور، يعتبر حرامًا بناءً على آيات القرآن، بما في ذلك الآية التاسعة عشرة من سورة النور. | الفقهاء حرمة التجسس، وذلك استناداً للآية 12 من سورة الحجرات والأحاديث المتعددة، كما أن البحث والتحرّي عن أسرار وأخطاء المؤمنين، وكذلك إفشاء وكشف هذه الأمور، يعتبر حرامًا بناءً على آيات القرآن، بما في ذلك الآية التاسعة عشرة من سورة النور.<ref>رحمان ستايش، محمد كاظم، «التجسّس»، رسالة عالم الإسلام، طهران، دائرة المعارف الإسلامية، ذيل المدخل.</ref> | ||
وقد صرّح القرآن الكريم بمنع التجسس في الآية 12 من سورة الحجرات، وبما أنه لم يضع أي قيد أو شرط على هذا المنع، فإن ذلك يدل على أن البحث في شؤون الآخرين ومحاولة كشف أسرارهم هو ذنب يجب اجتنابه. ومع ذلك، فإن القرائن الموجودة داخل الآية وخارجها تشير إلى أن هذا الحكم يتعلق بالحياة الشخصية والخاصة للأفراد، وينطبق أيضًا على الحياة الاجتماعية طالما لا يؤثر ذلك على مصير المجتمع. وقيل إنه عندما يتعلق الأمر بمصير الآخرين وكيان المجتمع، فإن المسألة تأخذ شكلاً آخر. لذلك، كان النبي (ص) يعين بعض الأفراد لجمع المعلومات، وكان يطلق عليهم اسم «العيون»، وذلك لتجميع المعلومات التي تتعلق بمصير المجتمع الإسلامي داخليًا وخارجيًا. | |||
كلمة «تجسس» بالجيم تعني تتبع واستقصاء أمور الناس، خاصة الأمور التي يحاول الناس إبقاءها مخفية، وكلمة «تحسس» بالحاء تعني الشيء نفسه، ولكن الفرق هو أن «التجسس» يستخدم في الشر، بينما «التحسس» يستخدم في الخير، ولهذا السبب قال بعض المفسرين بأن معنى الآية هو النهي عن تتبع عيوب المسلمين، ومحاول كشف الأمور التي يرغبون في إبقائها مخفية. | وقد صرّح القرآن الكريم بمنع التجسس في الآية 12 من سورة الحجرات، وبما أنه لم يضع أي قيد أو شرط على هذا المنع، فإن ذلك يدل على أن البحث في شؤون الآخرين ومحاولة كشف أسرارهم هو ذنب يجب اجتنابه. ومع ذلك، فإن القرائن الموجودة داخل الآية وخارجها تشير إلى أن هذا الحكم يتعلق بالحياة الشخصية والخاصة للأفراد، وينطبق أيضًا على الحياة الاجتماعية طالما لا يؤثر ذلك على مصير المجتمع.<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ۱۳۷۱ش، ج16، ص546.</ref> وقيل إنه عندما يتعلق الأمر بمصير الآخرين وكيان المجتمع، فإن المسألة تأخذ شكلاً آخر. لذلك، كان النبي (ص) يعين بعض الأفراد لجمع المعلومات، وكان يطلق عليهم اسم «العيون»، وذلك لتجميع المعلومات التي تتعلق بمصير المجتمع الإسلامي داخليًا وخارجيًا.<ref>قرشي بنابي، علي أكبر، تفسير احسن الحديث، طهران، مؤسسة البعثة، ۱۳۷۵ش، ج۱۰، ص۲۸۱؛ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ۱۳۷۱ش، ج26، ص546.</ref> | ||
كلمة «تجسس» بالجيم تعني تتبع واستقصاء أمور الناس، خاصة الأمور التي يحاول الناس إبقاءها مخفية، وكلمة «تحسس» بالحاء تعني الشيء نفسه، ولكن الفرق هو أن «التجسس» يستخدم في الشر، بينما «التحسس» يستخدم في الخير، ولهذا السبب قال بعض المفسرين بأن معنى الآية هو النهي عن تتبع عيوب المسلمين، ومحاول كشف الأمور التي يرغبون في إبقائها مخفية.<ref>الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ۱۳۹۰هـ، ج۱۸، ص۳۲۳.</ref> | |||
وفي الروايات، تم اعتبار التجسس في حياة الآخرين أمرًا مكروهًا، ومن هذه الروايات: | وفي الروايات، تم اعتبار التجسس في حياة الآخرين أمرًا مكروهًا، ومن هذه الروايات: | ||
• النبي (ص): "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْكَذِبِ، وَكُونُوا إِخْوَاناً فِي اللَّهِ كَمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ، لَا تَتَنَافَرُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا". | • عن النبي (ص): "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْكَذِبِ، وَكُونُوا إِخْوَاناً فِي اللَّهِ كَمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ، لَا تَتَنَافَرُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا".<ref>الحميري، عبد الله بن جعفر، قرب الإسناد، قم، مؤسسة آل البيت، الطبعة الأولى، ۱۴۱۳هـ، ص۲۹.</ref> | ||
• | • وعنه (ص): "إنّي لم أومر أن أنقب على قلوب النّاس ولا أشقّ بطونهم".<ref>پباينده، أبو القاسم، نهج الفصاحة(مجموعة كلمات قصار للرسول صلى الله عليه وآله) - طهران، دنيا دانش، الطبعة الرابعة، ۱۳۸۲ش، ص۳۴۸.</ref> | ||
• | • وعنه (ص): "لا ترموا المؤمنين، ولا تتبعوا عثراتهم، فإنه من يتبع عثرة مؤمن يتبع الله عز وجل عثرته، ومن يتبع الله عز وجل عثرته فضحه في بيته".<ref>الكوفي الأهوازي، الحسين بن سعيد، المؤمن، قم، مؤسسة الإمام المهدي، ۱۴۰۴هـ، ص۶۹.</ref> | ||
• الإمام الصادق (ع): "لا تفتش الناس عن أديانهم فتبقى بلا صديق". | • وعن الإمام الصادق (ع): "لا تفتش الناس عن أديانهم فتبقى بلا صديق".<ref>الريشهري، محمد، ميزان الحكة، دار الحديث، ج1، ص45.</ref> | ||
== المصادر == | |||
{{پانویس|۲}} | |||
{{شاخه | |||
| شاخه اصلی = علوم و معارف قرآن | |||
| شاخه فرعی۱ =معارف قرآنی | |||
| شاخه فرعی۲ = | |||
| شاخه فرعی۳ = | |||
}} | |||
{{پایان متن}} |
تعديل