التوسل من وجهة نظر الوهابية
ما هو موقف الوهابيين من التوسل بالقرآن وأهل البيت وكيف يمكن الردّ عليهم؟
یعتبر التوسل بالأنبياء وأهل البيت (ع) في المذهب الشيعي عملاً مشروعاً ومؤثراً. ويعتقد المؤمنون بأنّ أهل البيت (ع)، بصفتهم وسطاء بين الله وعباده، يمكنهم الشفاعة في الدنيا والآخرة، والاستجابة لدعوات وطلبات المؤمنين في الأوقات العصيبة. ويُنظر إلى هذا العمل على أنه وسيلة للتقرب إلى الله وقبول الدعوات.
تُظهر التجارب التاريخية أن المؤمنين قد توسلوا بأهل البيت (ع) وطلبوا منهم المساعدة في أوقات مختلفة. وتُعدّ الزيارات المشهورة مثل زيارة عاشوراء، وزيارة الجامعة الكبيرة أمثلة على التوسل في الأدعية والزيارات، حيث تتمّ الإشارة فيها إلى شفاعة أهل البيت (ع). ويساعد هذا العمل على تقوية الإيمان والتقرب إلى الله.
من المواضيع التي كانت شائعة بين جميع المسلمين عبر التاريخ هو موضوع الاستغاثة وطلب الحاجات من أولياء الله، وهو أمر يقبله جميع المسلمين ـ باستثناء الوهابية- حيث يعتبرون هذا العمل مشروعاً وجائزاً. في الواقع، عندما يستغيث الإنسان، فإنه يجعل من المقام المقدس للنبي (ص) والأئمة المعصومين (ع) واسطة للفيض، ويعتقد أن جميع الأمور تحت سلطة الله تعالى، ويجعل الشخص الأئمة المعصومين (ع) واسطة بينه وبين الله تعالى. ومع ذلك، فإنّ علماء الوهابية لديهم آراء خاصة ولا يعتبرون هذا العمل جائزاً.
ليس لدى الوهابيين موقف ثابت حول التوسل. فمحمد بن عبد الوهاب يعتبره ناقضاً للإسلام ودليلاً على الكفر بشكل مطلق. لكنّه يجيز التوسل بأسماء الله وصفاته والقرآن. أما الوهابيون المعاصرون فقد أصبح لديهم تفصيل في مسألة التوسل. والمسلمون من غير الوهابيين لديهم رأي مخالف لرأي الوهابيين في التوسل. كما توجد أدلة على جواز التوسل في القرآن والروايات وأقوال العلماء.
المقدمة
المصطلحات
۱. التوسل
في اللغة، تأتي من مادة "وسل" من باب تفعّل، ويعني التقرب والاقتراب بواسطة عمل.[١] يقول الفيومي في معناه: "توسل إلى ربه بوسيلة تقرب إليه بعمل"، والمقصود من "توسل إلى ربه" بوسيلة هو التقرب إلى الله بواسطة عمل[٢]، وهو المعنى الذي يوافق عليه صاحب لسان العرب أيضًا.[٣]
التوسل في الاصطلاح يعني التقرب والاقتراب، لأن التوسل غالباً يعني أن يجعل العبد شيئاً أو شخصاً واسطة عند الله تعالى ليقبل الله دعاءه ويصل إلى مبتغاه؛ ولذلك قالوا في الاصطلاح "فالتوسل هو التوصل إلى المراد والسعي في تحقيقه".[٤] ويذكر صاحب كتاب الزيارة والتوسل في تعريفه: أن يتقرب العبد إلى الله بواسطة شيء يكون وسيلة له لاستجابة الدعاء وتحقيق المطلوب.[٥] لكن هذا لا يعني أن يطلب شيئاً من شخص النبي أو الإمام بشكل مستقل، بل المقصود هو أن يطلب من الله شيئاً بواسطة الأعمال الصالحة أو باتباع النبي والإمام، أو بشفاعتهم أو بالقسم على الله بمقامهم ومنزلتهم.[٦] وعليه، فإن هناك تناسباً بين المعنى اللغوي والاصطلاحي للتوسل، وفي كليهما يُلحظ التقرب والوصول إلى المقصود.
۲. الاستغاثة
كلمة الاستغاثة مرتبطة في معناها مع كلمة التوسل، وهي مشتقة من مادة "غوث" وتعني النصرة والإعانة.[٧] وعندما يُستخدم معنى الطلب في باب "استفعال" فيها، تعطي معنى طلب المساعدة، ومن ثَمَّ تصبح مرادفة للتوسل، كما ورد في الحديث النبوي حيث استُخدمت "الاستغاثة" مكان التوسل: قالب:عربی.[٨]
۳. الشفاعة
الشفاعة مشتقة من مادة "ش ف ع"، التي تدل على اقتران شيئين أو أكثر مع بعضهما؛ ولذلك فإن المعنى الذي تحمله الشفاعة هو طلب العون والمساعدة من الأولياء والأنبياء في يوم القيامة للنجاة من النار، وهذا نوع من التوسل؛ يذكر السمهودي:
- «التوسل به صلى الله تعالى عليه وسلم في عرصات القيامة فيشفع إلى ربه تعالى.».[٩] وتجدر الإشارة إلى أن كلمة الشفاعة بهذا المفهوم تُستخدم أحياناً بمعنى التوسل المطلق.
التوسل في المذهب الوهابي
وجهة نظر الوهابية
قسّم بعض الوهابيين التوسل إلى مشروع وغير مشروع. ومن التوسل المشروع التوسل بأسماء الله وصفاته؛ أي إنّ التوسل إلى الله عن طريق أسمائه وصفاته جائز من وجهة نظر الوهابيين، والآية الكريمة التي تقول: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾(اعراف:۱۸۰) تدل على هذا المعنى.[١٠] وحسب بعض آيات القرآن مثل: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾(الجن:۱۸)، ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾(الزمر:۴۴)، ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾(یونس:۱۸)، فإن كل نوع من الوساطة بين الله والإنسان يُعتبر شركاً.[١١][١٢][١٣][١٤]
إذن، الوهابية يجيزون التوسل بالقرآن على أساس أنّ القرآن من صفات الله. يقولون إن التوسل بالقرآن جائز لأن القرآن من حيث اللفظ والمعنى هو كلام الله، وكلام الله صفة من صفات الله. وبالتالي، فإن التوسل بالقرآن هو توسل بصفة من صفات الله إلى الله. وهذا الأمر لا يتعارض مع التوحيد ولا يؤدي إلى الشرك.[١٥]
أما التوسل بالأولياء والأنبياء وأهل بيت رسول الله (ص)، فإنهم لا يجيزونه. يقول محمد بن عبد الوهاب:
رؤية الوهابية المعاصرة
حاول الوهابيون المعاصرون التوفيق في هذه المسألة وقسّموا التوسل بأولياء الله إلى عدة أقسام[١٨]:
- النوع الأول: أن يطلب الإنسان من ولي الله الحي أن يدعو الله له بسعة الرزق أو شفاء المريض وما شابه ذلك. هذا النوع من التوسل يعتبرونه جائزًا.
- النوع الثاني: أن ينادي الله ويتوسل بحبه لرسول الله (ص) أو بحبه لأولياء الله. هذا النوع أيضًا يعتبرونه جائزًا. مثال ذلك: «اللهم إنی أسألك بحبی لنبیك واتباعی له وبحبی لأولیائك أن تعطینی كذا».
- النوع الثالث: التوسل بجاه ومقام النبي أو أولياء الله. مثال ذلك: «اللهم إنی أسألك بجاه نبیك أو بجاه الحسین». هذا النوع من التوسل يعتبرونه غير جائز، لأنه يقع بعد وفاة الأنبياء والأولياء، حتى وإن كان مقامهم عظيمًا.
- النوع الرابع: التوسل بأولياء الله بشكل مباشر، حيث يطلب من الله حاجته عن طريق الولي. مثال ذلك: «اللهم إنی أسألک کذا بولیک فلان أو بحق نبیک فلان». هذا النوع من التوسل أيضًا يعتبرونه غير جائز. الوهابية يقولون إنه لا يوجد مخلوق له حق على الله بحيث يُقسم به ليُقضي حاجة. ويعتبرون هذا النوع من التوسل من أسباب الشرك الواضح.
رؤية محمد بن عبدالوهاب
يعتبر محمد بن عبد الوهاب التوسل من نواقض الإسلام. ويقول إذا وضع شخص وسائط بينه وبين الله وطلب الشفاعة منهم، فإن ذلك يؤدي إلى الكفر.[١٩]
ردود علماء أهل السنة على الوهابية
أول ردّ من قِبل علماء أهل السنة على محمد بن عبد الوهاب كان في كتاب "الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية"، الذي كتبه سليمان بن عبد الوهاب، شقيق محمد بن عبد الوهاب.
كان انحراف الوهابية في مسألة التوسل دائمًا موضع انتقاد من قبل أهل السنة. كما أشار إلى ذلك السلمي بقوله: «القول بجواز التوسل و استجابه هو قول جمهور علماء اهل السنه و الجماعه، بل هو قول المسلمین بجمیع فرقهم و مذاهبهم الا المذهب الذی ینتسب الیه مدعو السلفیه».[٢٠] هذا يوضح أن الوهابية في موقفها الرافض للتوسل يتعارض مع الإجماع العام لعلماء المسلمين، بما في ذلك علماء أهل السنة.
يقول السقاف القرشي:
- «طلب الشفاعة والاستعانة بالنبي (ص) من الله لم ينكره أحد من السابقين ولا اللاحقين، حتى جاء ابن تيمية فأنكره وانحرف عن الطريق المستقيم، وابتدع ما لم يقله عالم قبله. إذا كان كلام ابن تيمية صحيحًا، فلماذا علم النبي (ص) رجلاً لكي يتوسل به إلى الله قائلًا: «اللهم إنی أتوجه الیک بنبیک محمد نبی الرحمة»، فهل التوسل شرك بالله العظيم؟ وهل يعلم النبي (ص) الناس ما يؤدي بهم إلى الشرك؟ تعالى الله عن ذلك، فهذا القول بهتان عظيم».[٢١]
توسل الإمام الشافعي بأهل بيت النبي (ص)
ينقل ابن حجر المكي في كتابه "الصواعق المحرقة" عن الإمام الشافعي، إمام المذهب الشافعي المعروف لدى أهل السنة، أنه كان يتوسل بأهل بيت النبي (ص). ويذكر له هذا البيت الشعري المشهور[٢٢]: قالب:شعرقالب:شعر
يُستفاد من هذه الروايات بوضوح أن التوسل بالنبي الكريم (ص) لقضاء الحاجات والاحتياجات جائز، بل إن رسول الله (ص) -وفقًا للحديث الأول- أمر الرجل الأعمى أن يتوسل به بينه وبين الله ليطلب حاجته من الله. فلسفة التوسل الحقيقية هي أن يحتاج الإنسان الضعيف أو المذنب إلى وسيط من أولياء الله والمقربين إليه ليصل إلى مراده.
التوسل في المذهب الشیعي
وجهة نظر الشیعة
التوسل في اللغة يعني اختيار الوسيلة، والوسيلة تعني الشيء الذي يقرب الإنسان من غيره. يقول لسان العرب: التوسل إلى الله واختيار الوسيلة هو أن يقوم الإنسان بعمل يقربه من الله، والوسيلة تعني الشيء الذي يستعين به الإنسان للتقرب من شيء آخر؛ وبالتالي فإن الوسيلة تعني التقرب كما تعني الشيء الذي يساعد على التقرب من الآخر.[٢٣]
يكمن خطأ الوهابيين في اعتقادهم أنّ التوسل بأولياء الله يعني اعتبارهم مستقلين في دفع الضرر وقضاء الحوائج، بينما ليس هذا هو المعنى الصحيح للتوسل. لأنّنا عندما نتوسل بالنبي الأكرم (ص)، لا نعتبره مستقلًا في التأثير أو كاشفًا للضرر حتى نعبده. التوسل الذي دعا إليه القرآن هو أن نتقرب إلى الله بواسطته، أي أن يشفع لنا عند الله.[٢٤] مثال توضيحي: شخص يريد أن يذهب إلى شخص عظيم لا يعرفه، فيطلب من شخص يعرفه أن يرافقه إليه ليعرّفه به ويطلب منه المساعدة. هذا الفعل ليس عبادة ولا استقلالاً في التأثير، ولذلك فإن القول بأن التوسل شرك بالله هو ادّعاء بلا دليل.[٢٥]
بالإضافة إلى ذلك، فإن رأي الوهابية يتعارض مع تعاليم القرآن، ولذلك يرفضه علماء السنة والشيعة ويعتبرونه من اختراعات الوهابية. الوهابيون يروجون لمثل هذه الأفكار لتكفير المسلمين واستغلالهم لمصلحتهم. وقد قال السُبكي، أحد علماء أهل السنة:
- «التوسل والاستعانة والشفاعة بالنبي (ص) إلى الله أمر محمود، ولم ينكره أحد من السلف أو الخلف حتى جاء ابن تيمية فأنكره وانحرف عن الصراط المستقيم، وابتدع شيئًا لم يقله أي عالم قبله، مما تسبب في خلق انقسام بين المسلمين». هذا يؤكد أن موقف الوهابية من التوسل ليس له أساس في الإسلام، بل هو انحراف عن الإجماع العام لعلماء المسلمين.[٢٦]
التوسل في القرآن
هذا الاعتقاد الوهابي يتعارض بشكل واضح مع العديد من آيات القرآن الكريم. هناك آيات متعددة في القرآن تدل على جواز التوسل لقضاء الحاجات ومغفرة الذنوب والتقرب إلى الله. من هذه الآيات: يقول الله تعالى: {قرآن|یا أَیهَا الَّذینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ابْتَغُوا إِلَیهِ الْوَسیلَه وَ جاهِدُوا فی سَبیلِهِ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ|سوره=المائدة|آیه=۳۵}}.
يقول صاحب تفسير المراغي، وهو من علماء أهل السنة: «المقصود بالوسيلة في هذه الآية الكريمة هو الشيء الذي يُتوسل به لجلب رضى الله والتقرب إليه». ثم ينقل حديثًا من صحيح البخاري وغيره من كتب السنن، حيث جُعل فيه رسول الله (ص) وسيلة. قال رسول الله (ص) في هذا الحديث: «من قال حین یسمع النداء (الاذان) اللهم رب هذاه الدعوه التامه و الصلاة القائمة آت محمدا الوسیلة والفضیلة و ابعثه المقام المحمود الذی وعدته، حلت له شفاعتی یوم القیامه.».
يدلّ هذا الحديث بوضوح على أن النبي (ص) نفسه هو وسيلة للتقرب إلى الله، ولهذا منحه الله المقام المحمود ليكون شفيعًا للمؤمنين يوم القيامة. إذن التوسل لا يؤدي أبدًا إلى الشرك أو الكفر. لو كان التوسل شركًا، لكان اعتبار النبي (ص) وسيلة يؤدي إلى الكفر والشرك، وهذا غير صحيح. فالتوسل بالنبي (ص) أو بأولياء الله هي وسيلة مشروعة في الإسلام لتقريب العبد إلى ربه، وليس فيه أي مخالفة لأصل التوحيد.[٢٧]
التوسل في الروايات
يُعتبر موضوع التوسل من الأمور الواضحة جدًا في المصادر الشيعية ولا يحتاج إلى نقل أحاديث لإثباته. ومع ذلك سنذكر كأمثلة بعض الروايات التي وردت في كتب أهل السنة المشهورة:
۱. التوسل بالنبي (ص) لإنهاء القحط
بالإضافة إلى عدم وجود أي شبهة شرك أو كفر في التوسل، فإنّ التوسل بالنبي الأكرم (ص) بعد وفاته دليل واضح على جواز هذا النوع من التوسل. نُقل أنه حدثت مجاعة شديدة في المدينة، فذهب مجموعة من الناس إلى عائشة يطلبون الحل، فقالت عائشة: قالب:متن عربی«اذهبوا إلى قبر النبي (ص) وافتحوا ثقبًا في السقف فوق القبر بحيث تُرى السماء منه، وانتظروا النتيجة.. ففعلوا ذلك، وبدأ المطر يهطل بغزارة حتى أصبحت الصحاري خضراء وازدادت الإبل سمنًا.[٢٨]
۲. توسل الرجل الأعمى بالنبي (ص)
روى أحمد بن حنبل في مسنده عن عثمان بن حنيف[٢٩][٣٠][٣١][٣٢]:
- «أن رجلاً أعمى جاء إلى النبي (ص) وقال: «ادع الله أن يعيد لي بصري». فقال النبي (ص): «إن شئت صبرت وهو خير لك، وإن شئت دعوت لك». فقال الرجل: «ادعُ لي». فأمره النبي (ص) أن يتوضأ ويصلي ركعتين، ثم يقول: «اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي، اللهم فشفعه فيّ». ففعل الرجل ذلك، فعاد إليه بصره.
۳. توسل عمر بن الخطاب
روى أنس بن مالك[٣٣]: «ان عمر بن الخطاب کان اذا قحطوا استسقی بالعباس بن عبدالمطلب، فقال: اللهم انا کنا نتوسل الیک بنبینا فتسقینا، و انا نتوسل الیک بعم نبینا فاسقنا، قال: فیسقون.».
۴. دعاء النبي (ص) لفاطمة بنت أسد
وفي روايات أخرى نقرأ[٣٤][٣٥][٣٦]:
- «عندما توفيت فاطمة بنت أسد، جلس رسول الله (ص) بجانبها وقال: يا أمي بعد أمي، رحمك الله. ثم طلب من أسامة وأبي أيوب وعمر بن الخطاب وغلام أسود أن يحفروا قبرها. عندما تم تجهيز القبر، صنع النبي (ص) اللحد بنفسه وأخرج التراب بيده، ثم استلقى في القبر على جنبه ودعا قائلًا: اللهم الذي يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسع عليها في قبرها، بحق نبيك وبحق الأنبياء الذين من قبلي».
۵. توبة آدم (ع)
نقل مجموعة من المفسرين والمحدثين والمؤرخين من أهل السنة بسند عن عمر بن الخطاب أن النبي (ص) قال [٣٧][٣٨][٣٩]:
- «عندما أخطأ آدم، رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم إني أسألك بحق محمد أن تغفر لي. فأوحى الله إليه: من محمد؟ فقال آدم: عندما خلقتني، رفعت رأسي إلى العرش فرأيت مكتوبًا: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله). فقلت في نفسي: محمد أعظم مخلوقاتك والذي جعلت اسمه بجانب اسمك. فأوحى الله إليه: إنه آخر الأنبياء من ذريتك، ولولاه ما خلقتك».
المصادر
- ↑ فراهیدی، خلیل بن احمد (1409). كتاب العين. ج1. مؤسسة دار الهجرة. ص871.
- ↑ ابوالعباس فيومي، أحمد بن محمد (1428). المصباح المنير. ج2. المكتبة العصرية. ص660.
- ↑ ابن منظور، محمد بن مكَرِّم (1408). لسان العرب. ج11. دار إحياء التراث العربي. ص724.
- ↑ نخبة من العلماء (1421). اصول الايمان في ضوء الكتاب والسنة. ج1. وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. ص57.
- ↑ صائب، عبد الحميد (1421). الزيارة والتوسل. قم: مركز الرسالة. ص6.
- ↑ مكارم شيرازي، ناصر (1374). تفسير نمونه. ج4. تهران: دار الكتب الإسلامية. ص365.
- ↑ إبن اثير جزري، مبارك بن محمد (1979). النهاية في غريب الحديث والأثر. ج3. بيروت: المكتبة العلمية. ص393.
- ↑ بخاري، محمد بن إسماعيل (1407). الجامع الصحيح. ج5. بيروت: دار الكثیر. ص474.
- ↑ سمهدي، علي بن عبدالله (1419). وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى. ج1. بيروت: دار الكتب العلمية. ص196.
- ↑ الزاملي عسيري، أحمد بن علي (1431). منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين. بإشراف عبد الرحمن بن عبدالله بن عبد المحسن التركي. الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ص276.
- ↑ محمد بن عبد الوهاب. مجموعة المؤلفات. ص385.
- ↑ محمد بن عبد الوهاب. مجموعة المؤلفات. ج6. ص9.
- ↑ محمد بن عبد الوهاب. مجموعة المؤلفات. ج6. ص68.
- ↑ محمد بن عبد الوهاب. مجموعة المؤلفات. ج6. ص213.
- ↑ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، فتاوى اللجنة الدائمة، المجموعة الأولى، عربستان، الرياض، رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء - الإدارة العامة للطبع، جمع وترتيب: أحمد بن عبد الرزاق الدويش، ج1، ص519.
- ↑ محمد بن عبد الوهاب، تطهير الاعتقاد، بدون مكان، بدون تاريخ، ص36؛ رسائل عملية، بدون مكان، بدون تاريخ، ص145.
- ↑ محمد بن عبد الوهاب، تطهير الاعتقاد، ص36.
- ↑ عسيري، أحمد بن علي الزاملي. منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين. صص274–277.
- ↑ سليمان تميمي نجدي، محمد بن عبد الوهاب. مجموعة رسائل في التوحيد والإيمان. بإشراف إسماعيل بن محمد الأنصاري. الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعود. ص385.
- ↑ سلامي، عبد الرحمن (1415). حقيقة الحوار مع الشيخ الجعفري. عربستان السعودية: الدعوة والإرشاد. ص85.
- ↑ سقاف القريشي، حسن بن علي (1991). صحيح شرح العقيدة الطحاوية من فكر آل البيت. ص36.
- ↑ نبماني، يوسف بن إسماعيل. شواهد الحق في الاستفاثة بسيد الخلق. بإشراف أوفست/حسين حلمي بن سعيد استانبولي. ص167.
- ↑ ابن منظور، محمد بن مكَرِّم. لسان العرب. ج8. نشر أدب الحوزة. ص69.
- ↑ مكارم شيرازي، ناصر. شيعة يجيبون. قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب «ع». ص233.
- ↑ مكارم شيرازي، ناصر. شيعة يجيبون. قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب «ع». ص234.
- ↑ مناوي، عبد الرؤوف (1356). فيض القدير شرح جامع الصغير. ج2. مصر: المكتبة التجارية الكبرى. ص135.
- ↑ مراغي، أحمد بن مصطفى. تفسير المراغي. ج6. ص109.
- ↑ دارمي، عبد الله بن بهرام. سنن دارمي. ج1. ص44. مطبعة الاعتدال. دمشق. 1349.
- ↑ ابن حنبل، أحمد بن حنبل. "حكاية 17240". المسند. ج28. ص478.
- ↑ نسائي، أحمد بن شعيب. "حكاية 10419". سنن النسائي الكبرى. ج9. ص244.
- ↑ ابن ماجه قزويني، محمد بن يزيد. "كتاب الصلاة. باب 189. حديث 1385". سنن ابن ماجه. ص441.
- ↑ ترمذي، أبو عيسى. "كتاب الدعوات. باب 119. ح 3578". السنن الترمذي. ج5. ص569.
- ↑ بخاري، محمد بن إسماعيل. "كتاب الاستسقاء. باب 3. ح 1010". صحيح البخاري. ج2. ص27.
- ↑ أصفهاني، أحمد بن عبد الله. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء. ج3. ص121.
- ↑ طبراني، سليمان بن أحمد. "باب الفاء". معجم الكبير. ج24. ص351.
- ↑ هيثمي، علي بن أبي بكر (1408). مجمع الزوائد ومنبع الفوائد. بيروت: دار الكتب العلمية. ص257.
- ↑ متقي هندي، علي بن حسام. "حكاية 32138". كنز العمال. ج11. ص455.
- ↑ هيثمي، علي بن أبي بكر. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد. ج8. بيروت: دار الكتب العلمية. ص253.
- ↑ طبراني، سليمان بن أحمد. "حكاية 6502". معجم الأوسط. ج6. ص313.