أمثلة للإختبارات الإلهية
جاء في فلسفة الكوارث أن الله یرید أن يختبر عباده ألا توجد طريقة أخرى لاختار عباده؟
إن أحدی السنن الإلهية التي لا مفر منها والمذكورة في الآيات والأحاديث هي مسألة إختبار المؤمنين؛ تستخدم جميع آيات القرآن أن الإختبار الإلهي لا ينفرد بنوع معين و لكن كل جماعة و كل فرد يتم إختباره من قبل الله بطريقة ما و هذه الإختبارات بأشكال مختلفة؛ منها الكوارث والحرمان والنعم و الثروة و الأسرة والأطفال والحياة والمجد.
الإختبار بالكوارث و النقص
إن الله يختبر بعض الناس بالحرمان والمصائب والنقصان وهو مذكور في سورة البقرة ﴿وَ لَنَبْلُوَنَّکُمْ بِشَیْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الَّثمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِینَ﴾[١]
يفقد بعض الناس صبرهم في أوقات الضيق والمصاعب في الحياة و يفتحون ألسنتهم بالشكوى أمام الله والتشكيك في عدل الله وحكمته أو اليأس من نعمة الله ورحمته؛ فبدلاً من الرجاء في الله أكثر من ذي قبل والاستعانة به في حل هذه العقبات والمشاکل يصبحون بعيدين تمامًا عن الله و ناكرين للجميل؛ لكن بعضهم يخرج مرفوع الرأس من هذا الاختبار والله يغفر ذنوبهم ويرفع درجاتهم.
الإختبار بالنعم والاموال
من أجل تدريب الإنسان يختبره الله تعالی بأشياء مختلفة؛ و ليس الأمر أن اختبارات الله تمر دائمًا بأحداث صعبة ومؤسفة و لكنه يختبره احیانا بالنعم والراحة كما يقول الله في سورة الأنبياء: ﴿وَ نَبْلُوکُمْ بِالشَّرِّ وَ الْخَیْرِ فِتْنَه﴾[٢] هذا النوع له أمثلة وأنواع و یذکر بعضها فیما یلي:
الإختبار بالأولاد والاموال
أحد الأشياء التي يختبر الناس به هو امتلاك المال والأطفال؛ و قد ذكر الله هذا النوع من الإختبارات في سورة التغابان: ﴿أَنَّما أَمْوالُکُمْ وَ أَوْلادُکُمْ فِتْنَه﴾ تعتبر الاموال والأولاد من أهم وسائل اختبار الناس لأن جاذبية الاموال و المحبة والعاطفة للأطفال تخلق قوة جذب في الإنسان و ربما في بعض الحالات تنفصل إرضاء الله عن رضاهم و يكون الإنسان كذلك تحت ضغط كبير؛ وعليه اتخاذ قرار من أجله سيكون الأمر صعبًا.
كيفية الحصول على الاموال و كيفية إنفاقها و كيفية الحفاظ عليها و مدى ارتباطك بها و حبها، كلها مجالات للتجارب البشرية؛ هناك الكثير من الأشخاص الذين يتسمون بالصرامة و الحذر فيما يتعلق بالعبادة العادية و يتظاهرون بالدين و لكن عندما يتعلق الأمر بمسألة مالية فإنهم ينسون كل شيء أو يرتكبون أي أعمال محظورة و ظالمة من أجل رفاهية أسرهم وأولادهم.
الامتحان بالمكانة والمقامات الدنيوية
إن الحصول على المنصب والمكانة من نعم الله التي يختبر بها الناس؛ وهذا ما قاله الله في هذا الأمر علی لسان النبي سليمان في سورة النمل: هذا من فَضْلِ ربّی لیبلونی أاشکر ام اکفر﴾[٣]
الإختبار بنعمة الجمال
الجمال الظاهري أو الجمال الباطني کالعلم هو أيضًا من نعم الله التي يستخدمها الله كوسيلة لإختبار الإنسان؛ سواء تم استخدامه بالطريقة الصحيحة أو استخدامه كوسيلة للشر.