أسلوب التعامل مع الجهلة

من ويكي باسخ
المسألة

ما هو رأي القرآن الكريم في معاملة الجهلة؟

القرآن الكريم يعتبر الصبر والابتعاد عن الجاهل خير علاج؛ قال الله تعالى في سورة الفرقان: «و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما» و تعتبر هذه التحية علامة على عدم الاکثراث بالجهال مع حفظ الکرامة و ليس علامة ضعف؛ السلام في هذه الآية نابع من عدم القیام بالمثل مع الجاهل. آية أخرى تنصح المؤمنين أن يصفحوا عن الجهال و مسامحتهم؛ كما ينصح الابتعاد عن الجهلاء حتى لا يتأذوا ولا يتورط المؤمنون و لا يتأثرون منهم.

معنى الجهل في الروايات

يقول الإمام علي (ع): "الجاهل من لا يعرف نفسه و لا يعلم بقيمته و روي عنه: الجاهل هو المطیع لهواه و من يرتكب معاصی الله و یعصیه. و یُعرف من هذه الروايات أن الجاهل الحقيقي هو من لا يعرف قيمته الحقيقية و لا يدرك المهام الموكلة إليه؛ هؤلاء متعلقون بآمالهم الطویلة.

الصبر

قال الله تعالى في سورة الفرقان: ... وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا (الفرقان: 63) و قد وردت تأويلات مختلفة لهذه الآية؛ و قد فسر آية الله الشیخ ناصر مكارم الشيرازي هذه الآية على النحو التالي: التحية التي هي علامة على عدم الاکتراث مصحوبة بالشهامة لا الضعف. التحية التي تأتي من عدم القیام بالمثل ازاء الجاهل. هذه التحية ليست علامة حب و صداقة. تشير هذه الآية إلى الصبر والاحترام على الجاهل و هي من الصفات المهمة في التعامل مع الجهلة؛ و من أسباب هذا النوع من المواقف الأمل في أن يدركوا جهلهم و أن يتخلوا عن عنادهم ليصبحوا أرضية لقبول الحقيقة و توجيههم؛ يقول القرآن الكريم: وَلا تَسْتَوِی الْحَسَنَه وَلا السَّیِّئَه ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِی بَیْنَکَ وَبَیْنَهُ عَدَاوَه کَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیم (فصلت:۳۴)

الإعراض عن الجهلة

الجهل له مراحل مختلفة؛ أحياناً يؤدي النهج الصحيح و السلمي إلى الاصلاح و الصحوة و وعي الجاهل؛ لكن الجهل أحيانًا لا يمكن اصلاحه بالطرق السلمية و قد يصاب الإنسان نفسه بآثاره السیئة. لذلك يجب أن نتجنب هؤلاء الأشخاص: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِینَ(اعراف:۱۹۹) قد ورد فی التفسیر الامثل لهذه الآية: ابتعد عن الجهل و لا تقاتل معهم؛ القادة و الدعاة في طريقهم سيواجهون المتعصبين و العنيدین و الجهلاء و الاشخاص الذين هم أدنى بكثير من مستوى تفكيرهم وأخلاقهم و یسمعون منهم الإهانات و غیرها؛ الطريقة للتغلب على هذه المشكلة ليس المواجهة مع الجهلة و لكن أفضل طريقة هي التسامح و الصبر و تجاهل مثل هؤلاء الأشخاص. و أخلاق المؤمنين انهم لا يلتفتون إلى كلام الجهلة المهين و يتجاهلونهم؛ المؤمنون إذا كانوا في معارضة أو الدفاع عن النفس فسوف يجبرون على الانخراط في السلوك الخاطیء و الكلام الاحمق.