عناصر الکوارث المعنوية

المسألة

ما هي العناصر المعنویة التي يمكن أن تسبب الكوارث؟

يمكن أن تسبب العناصر المادية و المعنویة المختلفة فی تسبب المصائب و المشاكل الدنيوية. من الأسباب المعنویة للكوارث الخطايا کالظلم و الربا و قطیعة الرحم؛ عد علماء المسلمين الاختبار البشري كأحد أسباب الكوارث و الصبر عليها يمكن أن يؤدي إلى نمو الإنسان و تميزه الروحي؛ كلما عانى الإنسان من الغفلة و الكبریاء فإن المعاناة من هذة الالمصاعب و الکوارث باستطاعتها ان توجه الانسان الی الله تعالی.

بالطبع بالإضافة إلى العناصر المعنویة هناك أيضًا عناصر مادية تسبب المشاكل بشكل طبيعي و بالتالي لم یعتبروا كل معاناة البشر بالضرورة من الخطايا التی یقترفها

العقوبات الالهیة لعض المعاصي

تظهر بعض العقوبات الإلهية في العالم على شكل أمراض و مشاكل و آلام ناتجة عن عناصر مادية و معنویة مختلفة؛ و من أسباب العقوبات الإلهية الظلم و الجور: وَ لَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا... (يونس: 13).

و في آي القرآن فإن عقوبات بعض الناس لاکلهم الربا التي ستظهر في الدنيا و الآخرة؛ أيضًا بالنسبة لقاطع الرحم فقد تم ذكر عقوبة دنیویة و التی ستظهر بسبب أفعال الانسان. و ستكون هذة العقوبة بعد اتمام الحجة و انتهاء الامهال أي أن الله تعالی في المرحلة الأولى يصيب الإنسان بالبلایاكالزلازل و الجفاف و الأمراض و المجاعات حتى يستيقظ من نومة غفلته و يقترب من الله سبحانه؛ إذا لم تنجح هذة البلایا فسيتم امهاله و استدراجه؛ ثم بعد بعد ذلك ستظهر العقوبات الإلهية في شكل أسباب مادية کالامراض و الفيضانات و ما إلى ذلك؛ لذلك فإن سنة العقاب الإلهي هو نتيجة الظلم البشري و يصبح ضروريًا بعد الانتهاء الامهال و الاستدراج.

اختبار البشر

أحد أهداف الكوارث هو اختبار البشر؛ اختبار البشر هو من سنن الله تعالی التی یختبر بها عباده دائما في مشاهد مختلفة؛ سلامة البحارين. وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ(البقرة 2: 155) كما يمتحن الله الإنسان بالشرور و الخیرات: ... وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً... قالوا: كيف حالك يا أمراء المؤمنين؟ قال الإمام: إنه شر! قالوا: هذة الكلمة لاتناسب مثلك! قال الإمام رداً عليهم استنادا الی الآية السابقة: «فَالْخَيرُ الصِّحَّةُ وَ الْغِنَى‏ وَ الشَّرُّ الْمَرَضُ وَ الْفَقْرُ ابْتِلَاءً وَ اخْتِبَاراً؛ و عليه فسر الإمام "الخير" بالصحة و "الشر" بالمرض و الفقر. [5]

الصحوة من الغفلة

بعض الكوارث هي عامل ليعود الانسان إلى الطريق الصحيح و يصحو من غفلته و كبرياءه؛ الغفلة دائما أحد أسباب السقوط و أحد معوقات سعادة الإنسان؛ الأحداث الطارئة و الأمراض غير المتوقعة هي إحدى طرق القضاء على الغفلة و إحياء ذكرى الله في القلوب المیتة؛ جاء في القرآن: وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ وقد تناولت الأحاديث و الادعیة المروية عن الأئمة علیهم السلام الآثار التربوية للامراض و الصحة؛ عن النبي موسى علیه السلام قال لله: "لا المرض الذي یقعدنی و لا الصحة التي تغفلنی بل حالة بینهما امرض أحيانًا لأكون ممتنًا لك و أحيانًا أكون بصحة جيدة لأكون ممتنًا لك.

كفارة الذنوب

أحيانًا يصاب الإنسان بمصائب ومصاعب و أمراض حتى يغسل جزء من ذنوبه في هذة الدنيا و قبل أن یموت و کی لا يصاب بآلام شديدة ومؤلمة في الآخرة. لقد عد الإمام علي (ع) المرض لتقليل المعاصي و عرفه الإمام الرضا (ع) كمصدر للتطهير و الرحمة.