انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مستخدم:Translation/ملعب1»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٢٢: سطر ٢٢:
{{پاسخ}}
{{پاسخ}}
{{درگاه|غدیر}}
{{درگاه|غدیر}}
حديث '''لا تسبّوا عليّاً فإنه ممسوس في ذات الله تعالى''' هو حديث منسوب إلى النبي (ص)، وقد فُسِّر بأنه يشير إلى انجذاب الإمام علي (ع) وشغفه بذات الله العليّة. ومع ذلك، فإن سند هذا الحديث يُعتبر ضعيفًا بسبب وجود رواة مجهولين في سلسلة السند، إلا أنّ مضمونه مؤيّد بروايات أخرى صحيحة.
حديث '''لا تسبّوا عليّاً فإنه ممسوس في ذات الله تعالى''' هو حديث منسوب إلى [[النبي (ص)]]، وقد فُسِّر بأنه يشير إلى انجذاب [[الإمام علي (ع)]] وشغفه بذات الله العليّة. ومع ذلك، فإن سند هذا الحديث يُعتبر [[الحديث الضعيف|ضعيفًا]] بسبب وجود رواة مجهولين في سلسلة السند، إلا أنّ مضمونه مؤيّد بروايات أخرى صحيحة.


وقد فسّر بعض العلماء جملة "ممسوس في ذات الله" بأنّها تشير إلى شجاعة الإمام علي (ع) وعدم خوفه، وكذلك إلى اختلاط لحمه ودمه بمحبة الله. هذا الحديث ذكره أبو القاسم الطبراني، من علماء أهل السنة في القرن الرابع الهجري، في كتابه "المعجم الأوسط"، كما ذكره منتجب الدين الرازي، من علماء القرن السادس الهجري، في كتابه "الأربعين عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين (ع)".
وقد فسّر بعض العلماء جملة "ممسوس في ذات الله" بأنّها تشير إلى شجاعة الإمام علي (ع) وعدم خوفه، وكذلك إلى اختلاط لحمه ودمه بمحبة الله. هذا الحديث ذكره أبو القاسم الطبراني، من علماء [[أهل السنة]] في القرن الرابع الهجري، في كتابه "المعجم الأوسط"، كما ذكره [[منتجب الدين الرازي]]، من علماء القرن السادس الهجري، في كتابه "الأربعين عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين (ع)".


==النص ==
==النص ==
سطر ٣١: سطر ٣١:


==سند الحديث ==
==سند الحديث ==
حديث "'''لا تسبّوا عليّاً''' فإنّه (علي) ممسوس في ذات الله" رواه منتجب الدين الرازي في كتابه "الأربعين عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين (ع)" عن النبي (ص).<ref>منتجب الدين الرازي، علي، الأربعون حديثا عن اربعين شيخا من اربعين صحابيا في فضائل الإمام أمير المؤمنين (ع) قم، مدرسة الإمام المهدي، الطبعة 1، 1408هـ، ص54، حديث 26.</ref> وقد اختلف في انتماء منتجب الدين الرازي، فبعضهم اعتبره شيعيًا،<ref>الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات، تحقيق: أسد الله إسماعيليان، قم، دهاقاني (إسماعيليان)، 1390ش، ج4، ص317.</ref>
حديث "'''لا تسبّوا عليّاً''' فإنّه (علي) ممسوس في ذات الله" رواه منتجب الدين الرازي في كتابه "الأربعين عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين (ع)" عن [[النبي (ص)]].<ref>منتجب الدين الرازي، علي، الأربعون حديثا عن اربعين شيخا من اربعين صحابيا في فضائل الإمام أمير المؤمنين (ع) قم، مدرسة الإمام المهدي، الطبعة 1، 1408هـ، ص54، حديث 26.</ref> وقد اختلف في انتماء [[منتجب الدين الرازي]]، فبعضهم اعتبره [[الشيعة|شيعيًا]]،<ref>الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات، تحقيق: أسد الله إسماعيليان، قم، دهاقاني (إسماعيليان)، 1390ش، ج4، ص317.</ref>
<ref>الأفندي، عبد الله، رياض العلماء وحياض الفضلاء، تحقيق: أحمد الحسيني الأشكوري، بيروت، مؤسسة التاريخ العربي، 1431هـ، ج4، ص141 و142.</ref> بينما اعتبره آخرون من أهل السنة.<ref>القزويني، آقا رضي، ضيافة الإخوان، نقلًا عن الأفندي، عبد الله، رياض العلماء وحياض الفضلاء، تحقيق: أحمد الحسيني الأشكوري، بيروت، مؤسسة التاريخ العربي، 1431هـ، ج4، ص141 و142.</ref>  
<ref>الأفندي، عبد الله، رياض العلماء وحياض الفضلاء، تحقيق: أحمد الحسيني الأشكوري، بيروت، مؤسسة التاريخ العربي، 1431هـ، ج4، ص141 و142.</ref> بينما اعتبره آخرون من أهل السنة.<ref>القزويني، آقا رضي، ضيافة الإخوان، نقلًا عن الأفندي، عبد الله، رياض العلماء وحياض الفضلاء، تحقيق: أحمد الحسيني الأشكوري، بيروت، مؤسسة التاريخ العربي، 1431هـ، ج4، ص141 و142.</ref>  


سطر ٤١: سطر ٤١:
* يزيد بن أبي زياد: مجهول في كتب الرجال.<ref>الجواهري، محمد، المفيد من معجم رجال الحديث، ص669.</ref>  
* يزيد بن أبي زياد: مجهول في كتب الرجال.<ref>الجواهري، محمد، المفيد من معجم رجال الحديث، ص669.</ref>  
* إسحاق بن كعب بن عُجرَة: مجهول عند علماء أهل السنة.<ref>ابن حجر العسقلاني، أحمد، تقريب التهذيب، بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة 2، 1415هـ، ج1، ص84.</ref>  
* إسحاق بن كعب بن عُجرَة: مجهول عند علماء أهل السنة.<ref>ابن حجر العسقلاني، أحمد، تقريب التهذيب، بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة 2، 1415هـ، ج1، ص84.</ref>  
* كعب بن عجرة (والد إسحاق): من أصحاب النبي (ص) والإمام علي (ع).<ref>الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث، ج14، ص117.</ref>  
* كعب بن عجرة (والد إسحاق): من أصحاب [[النبي (ص)]] و<nowiki/>[[الإمام علي (ع)]].<ref>الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث، ج14، ص117.</ref>  
* عبد الرحمن بن عبد الله الحَصيري البصير: اعتبره بعض علماء أهل السنة ثقة.<ref>الذهبي، محمد، الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة، جدّة، دار القبلة للثقافة الإسلامية، الطبعة 1، 1413هـ، ج1، ص632.</ref> <ref>السبكي، عبد الوهاب، طبقات الشافعية الكبرى، بدون مكان، دار إحياء الكتب العربية، بدون تاريخ، ج7، ص150.</ref>
* عبد الرحمن بن عبد الله الحَصيري البصير: اعتبره بعض علماء أهل السنة [[الثقة|ثقة]].<ref>الذهبي، محمد، الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة، جدّة، دار القبلة للثقافة الإسلامية، الطبعة 1، 1413هـ، ج1، ص632.</ref> <ref>السبكي، عبد الوهاب، طبقات الشافعية الكبرى، بدون مكان، دار إحياء الكتب العربية، بدون تاريخ، ج7، ص150.</ref>


وفقًا لعلماء الحديث فإنّ الحديث الذي يحتوي سنده على راوٍ مجهول أو أكثر يعتبر حديثًا ضعيفًا.<ref>مؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي، [https://lib.eshia.ir/23017 فرهنگ فقه فارسي]، إشراف: السيد محمود الهاشمي الشاهرودي، مؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي، ج3، ص269.</ref>
وفقًا لعلماء الحديث فإنّ الحديث الذي يحتوي سنده على راوٍ مجهول أو أكثر يسمّى [[الحديث المجهول]]، ويعتبر ضعيفًا.<ref>مؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي، [https://lib.eshia.ir/23017 فرهنگ فقه فارسي]، إشراف: السيد محمود الهاشمي الشاهرودي، مؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي، ج3، ص269.</ref>


وقد ورد هذا الحديث أيضًا في بعض كتب أهل السنة، مثل "المعجم الأوسط" لأبي القاسم الطبراني (توفي 360 هـ)،<ref>الطبراني، أبو القاسم، المعجم الأوسط، تحقيق: طارق بن عوض الله بن محمد وعبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، القاهرة، دار الحرمين، بدون تاريخ، ج9، ص142.</ref> و"حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" لأبي نعيم الأصفهاني (توفي 430 هـ).<ref>الأصبهاني، أبو نعيم، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، مصر، السعادة، 1394هـ، ج1، ص68.</ref> واعتبر محمد ناصر الدين الألباني، العالم السلفي (توفي 1420 هـ)، سند هذا الحديث ضعيفًا.<ref name=":0" />
وقد ورد هذا الحديث أيضًا في بعض كتب أهل السنة، مثل "المعجم الأوسط" لأبي القاسم الطبراني (توفي 360 هـ)،<ref>الطبراني، أبو القاسم، المعجم الأوسط، تحقيق: طارق بن عوض الله بن محمد وعبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، القاهرة، دار الحرمين، بدون تاريخ، ج9، ص142.</ref> و"حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" لأبي نعيم الأصفهاني (توفي 430 هـ).<ref>الأصبهاني، أبو نعيم، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، مصر، السعادة، 1394هـ، ج1، ص68.</ref> واعتبر محمد ناصر الدين الألباني، العالم [[السلفية|السلفي]] (توفي 1420 هـ)، سند هذا الحديث ضعيفًا.<ref name=":0" />


==معنى "ممسوس في ذات الله" ==
==معنى "ممسوس في ذات الله" ==


* فسّر الفيض الكاشاني، الحكيم والمحدّث الشيعي في القرن الحادي عشر الهجري، "ممسوس في ذات الله" بأنه الشخص الذي انقطع عن نفسه واتصل بالله، ورأى كل القوى غارقة في قوة الله.<ref name=":1" /> كما رأى أن كل العلوم مستمدة من العلم الإلهي، وكل كمال وإرادة من الله.<ref name=":1">الفيض الكاشاني، محمد محسن، الوافي، أصفهان، مكتبة الإمام أمير المؤمنين، الطبعة 1، 1406هـ، ج‏3، ص515.</ref>
* فسّر [[الفيض الكاشاني]]، الحكيم والمحدّث الشيعي في القرن الحادي عشر الهجري، "ممسوس في ذات الله" بأنه الشخص الذي انقطع عن نفسه واتصل بالله، ورأى كل القوى غارقة في قوة الله.<ref name=":1" /> كما رأى أن كل العلوم مستمدة من العلم الإلهي، وكل كمال وإرادة من الله.<ref name=":1">الفيض الكاشاني، محمد محسن، الوافي، أصفهان، مكتبة الإمام أمير المؤمنين، الطبعة 1، 1406هـ، ج‏3، ص515.</ref>
* ويعتقد السيد علي خان المدني، العالم الشيعي في القرن الثاني عشر الهجري، أن مثل هذا الشخص لا ينبغي أن يُسبّ، لأنّ كلّ صفاته وكمالاته إلهية.<ref>كبير مدني، علي خان، رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين، قم، مكتب النشر الإسلامي، الطبعة 1، 1409هـ، ج1، ص34.</ref>
* ويعتقد [[السيد علي خان المدني]]، العالم الشيعي في القرن الثاني عشر الهجري، أن مثل هذا الشخص لا ينبغي أن يُسبّ، لأنّ كلّ صفاته وكمالاته إلهية.<ref>كبير مدني، علي خان، رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين، قم، مكتب النشر الإسلامي، الطبعة 1، 1409هـ، ج1، ص34.</ref>
* وقد فُسِّر "ممسوس" أيضًا بأنّه يعني الانجذاب والشغف بالله، حيث ذكر العلامة المجلسي في شرحه لهذا الحديث أنّ محبة الإمام علي (ع) لله كانت شديدة لدرجة أنّه كان كالمجنون بالله. كما أشار إلى احتمال أن "ممسوس" يعني اختلاط لحم ودم الإمام علي (ع) بمحبة الله.<ref>المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة 2، 1403هـ، ج39، ص313.</ref>
* وقد فُسِّر "ممسوس" أيضًا بأنّه يعني الانجذاب والشغف بالله، حيث ذكر [[العلامة المجلسي]] في شرحه لهذا الحديث أنّ محبة الإمام علي (ع) لله كانت شديدة لدرجة أنّه كان كالمجنون بالله. كما أشار إلى احتمال أن "ممسوس" يعني اختلاط لحم ودم الإمام علي (ع) بمحبة الله.<ref>المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة 2، 1403هـ، ج39، ص313.</ref>
* ويرى البعض أن النبي (ص) وصف الإمام علي (ع) بـ "ممسوس في ذات الله" بمعنى "مجنون الله"، لأنّه كما أنّ المجنون لا يهتمّ بكلام الآخرين، فإنّ عليًا (ع) لم يكن يخاف في طريق الله ولا يهتمّ بكيفية حكم الناس عليه.<ref>رحماني الهمداني، أحمد، الإمام علي بن أبي طالب، بدون مكان، مركز فرهنگي انتشاراتي منير، الطبعة 1، 1377ش، ص132.</ref>
* ويرى البعض أن النبي (ص) وصف الإمام علي (ع) بـ "ممسوس في ذات الله" بمعنى "مجنون الله"، لأنّه كما أنّ المجنون لا يهتمّ بكلام الآخرين، فإنّ عليًا (ع) لم يكن يخاف في طريق الله ولا يهتمّ بكيفية حكم الناس عليه.<ref>رحماني الهمداني، أحمد، الإمام علي بن أبي طالب، بدون مكان، مركز فرهنگي انتشاراتي منير، الطبعة 1، 1377ش، ص132.</ref>
==معرض الصور  ==
==معرض الصور  ==
<gallery mode=packed height="100px">
<gallery mode="packed" height="100px">
علی ممسوس فی ذات الله۳.jpg|قطعة خطّية لـ "علي ممسوس في ذات الله" على شكل "هو"، تشير إلى غرق الإمام علي (ع) في ذات الله.   
علی ممسوس فی ذات الله۳.jpg|قطعة خطّية لـ "علي ممسوس في ذات الله" على شكل "هو"، تشير إلى غرق الإمام علي (ع) في ذات الله.   
علی ممسوس فی ذات الله۵.jpg|قطعة خطّية لـ "علي ممسوس في ذات الله" بخط الثلث، من عمل محسن سليماني (1391 ش).   
علی ممسوس فی ذات الله۵.jpg|قطعة خطّية لـ "علي ممسوس في ذات الله" بخط الثلث، من عمل محسن سليماني (1391 ش).   
٨٤٩

تعديل