٧٢٠
تعديل
Translation (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
Translation (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ١٢: | سطر ١٢: | ||
[[ملف:بروجردی آیت الله.jpg|250px|تصغير|تُعتبر أفكار آية الله البروجردي التقريبية من أبرز ملامح فترة مرجعيته.]] | [[ملف:بروجردی آیت الله.jpg|250px|تصغير|تُعتبر أفكار آية الله البروجردي التقريبية من أبرز ملامح فترة مرجعيته.]] | ||
==سيرته== | ==سيرته== | ||
السيد حسين الطباطبائي البروجردي (1254-1340 هـ ش)، كان فقيهًا مشهورًا ومن مراجع الإمامية البارزين. وُلد في عائلة روحانية وثريّة في بروجرد، وكان أسلافه من سادات الطباطبائي في أصفهان، الذين ينسبون إلى [[إسماعيل الديباج]].<ref>تولاّيي، علي، «بروجردي»، دانشنامه بزرگ اسلامي (دائرة المعارف الإسلامية الكبرى)، مركز دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ج12، | السيد حسين الطباطبائي البروجردي (1254-1340 هـ ش)، كان فقيهًا مشهورًا ومن مراجع الإمامية البارزين. وُلد في عائلة روحانية وثريّة في بروجرد، وكان أسلافه من سادات الطباطبائي في أصفهان، الذين ينسبون إلى [[إسماعيل الديباج]].<ref>تولاّيي، علي، «بروجردي»، دانشنامه بزرگ اسلامي (دائرة المعارف الإسلامية الكبرى)، مركز دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ج12، نص المدخل.</ref> | ||
والده السيد علي الطباطبائي، كان من علماء المدينة، وأمه السيدة آغا بيگم، ابنة السيد محمد علي الطباطبائي. ينتهي نسب البروجردي باثنين وثلاثين واسطة إلى [[الإمام الحسن (ع)]]. كان البروجردي زعيم [[الحوزة العلمية في قم]] لمدة سبعة عشر عامًا، ومرجعًا عامًا للشيعة في العالم لمدة خمسة عشر عامًا. كان آية الله البروجردي من تلامذة [[الآخوند الخراساني]]، وبعد عودته من [[النجف]] استقر في بروجرد. بعد عدة سنوات من وفاة [[عبد الكريم الحائري اليزدي]]، استجاب لدعوة المراجع الثلاثة (الحجة، الخوانساري، الصدر) وانتقل إلى قم وتولى رئاسة الحوزة العلمية فيها. بعد وفاة [[السيد أبو الحسن الأصفهاني|السيد أبي الحسن الأصفهاني]]، أصبح البروجردي أهمّ مرجع للشيعة، وفي عقد 1330 هـ ش كان يُعتبر المرجع العام للشيعة. توسعت في عهده، الحوزة العلمية في قم وازداد عدد الطلاب بشكل غير مسبوق. وتمّ بدعمه إحياء ونشر العديد من الأعمال الحديثية والفقهية. كما تم تدوين مجموعة "[[جامع أحاديث الشيعة]]" الكبيرة تحت إشرافه.<ref>«[https://www.taghrib.org/fa/n5925 آيتالله سيد حسين بروجردي]»، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، تاريخ النشر: 12 دي 1397ش، تاريخ المشاهدة: 8 مهر 1402 هـ ش.</ref> | والده السيد علي الطباطبائي، كان من علماء المدينة، وأمه السيدة آغا بيگم، ابنة السيد محمد علي الطباطبائي. ينتهي نسب البروجردي باثنين وثلاثين واسطة إلى [[الإمام الحسن (ع)]]. كان البروجردي زعيم [[الحوزة العلمية في قم]] لمدة سبعة عشر عامًا، ومرجعًا عامًا للشيعة في العالم لمدة خمسة عشر عامًا. كان آية الله البروجردي من تلامذة [[الآخوند الخراساني]]، وبعد عودته من [[النجف]] استقر في بروجرد. بعد عدة سنوات من وفاة [[عبد الكريم الحائري اليزدي]]، استجاب لدعوة المراجع الثلاثة (الحجة، الخوانساري، الصدر) وانتقل إلى قم وتولى رئاسة الحوزة العلمية فيها. بعد وفاة [[السيد أبو الحسن الأصفهاني|السيد أبي الحسن الأصفهاني]]، أصبح البروجردي أهمّ مرجع للشيعة، وفي عقد 1330 هـ ش كان يُعتبر المرجع العام للشيعة. توسعت في عهده، الحوزة العلمية في قم وازداد عدد الطلاب بشكل غير مسبوق. وتمّ بدعمه إحياء ونشر العديد من الأعمال الحديثية والفقهية. كما تم تدوين مجموعة "[[جامع أحاديث الشيعة]]" الكبيرة تحت إشرافه.<ref>«[https://www.taghrib.org/fa/n5925 آيتالله سيد حسين بروجردي]»، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، تاريخ النشر: 12 دي 1397ش، تاريخ المشاهدة: 8 مهر 1402 هـ ش.</ref> | ||
سطر ٣٢: | سطر ٣٢: | ||
كتب مرتضى مطهري في مقال بعنوان "مزايا وخدمات آية الله البروجردي": إنّ من مزايا سماحته الاهتمام الكبير الذي كان يوليه لقضية الوحدة الإسلامية، وتحسين التفاهم والتقريب بين المذاهب الإسلامية. كان هذا الرجل، بسبب معرفته بتاريخ الإسلام والمذاهب الإسلامية، يدرك مدى تأثير سياسات الحكام السابقين في إثارة الفرقة وإشعال نار الخلاف. كما كان يدرك أنّ السياسات الاستعمارية في العصر الحالي تستغلّ هذه الفرقة إلى أقصى حد، بل وتعمل على تأجيجها. كما كان يدرك أن ابتعاد الشيعة عن الفرق الأخرى أدّى إلى عدم معرفتهم بالشيعة وتشكيل تصورات خاطئة عنهم. ولهذه الأسباب، كان حريصًا على إقامة تفاهم بين الشيعة والسنة، بحيث يتمّ تحقيق الوحدة الإسلامية، التي هي الهدف الأسمى لهذا الدين المقدس، ومن ناحية أخرى، يتم تعريف أهل السنة - الذين يشكلون أغلبية المسلمين - بفقه الشيعة ومعارفه كما هي.<ref>مطهري، مرتضى، مجموعة آثار، طهران، صدرا، 1388ش، ج20، ص154.</ref> | كتب مرتضى مطهري في مقال بعنوان "مزايا وخدمات آية الله البروجردي": إنّ من مزايا سماحته الاهتمام الكبير الذي كان يوليه لقضية الوحدة الإسلامية، وتحسين التفاهم والتقريب بين المذاهب الإسلامية. كان هذا الرجل، بسبب معرفته بتاريخ الإسلام والمذاهب الإسلامية، يدرك مدى تأثير سياسات الحكام السابقين في إثارة الفرقة وإشعال نار الخلاف. كما كان يدرك أنّ السياسات الاستعمارية في العصر الحالي تستغلّ هذه الفرقة إلى أقصى حد، بل وتعمل على تأجيجها. كما كان يدرك أن ابتعاد الشيعة عن الفرق الأخرى أدّى إلى عدم معرفتهم بالشيعة وتشكيل تصورات خاطئة عنهم. ولهذه الأسباب، كان حريصًا على إقامة تفاهم بين الشيعة والسنة، بحيث يتمّ تحقيق الوحدة الإسلامية، التي هي الهدف الأسمى لهذا الدين المقدس، ومن ناحية أخرى، يتم تعريف أهل السنة - الذين يشكلون أغلبية المسلمين - بفقه الشيعة ومعارفه كما هي.<ref>مطهري، مرتضى، مجموعة آثار، طهران، صدرا، 1388ش، ج20، ص154.</ref> | ||
أدت العلاقات الودّية والمراسلات بين آية الله البروجردي والشيخ محمود شلتوت إلى إصدار الفتوى التاريخية الشهيرة لشلتوت، التي اعترفت بالمذهب الشيعي.<ref>جودكي، محبوبه، «تقريب»، دانشنامه جهان اسلام (دائرة معارف العالم الإسلامي، طهران، مؤسسة دايرة المعارف الإسلامي، ج7، 1393ش، | أدت العلاقات الودّية والمراسلات بين آية الله البروجردي والشيخ محمود شلتوت إلى إصدار الفتوى التاريخية الشهيرة لشلتوت، التي اعترفت بالمذهب الشيعي.<ref>جودكي، محبوبه، «تقريب»، دانشنامه جهان اسلام (دائرة معارف العالم الإسلامي، طهران، مؤسسة دايرة المعارف الإسلامي، ج7، 1393ش، نص المدخل.</ref> | ||
وفي مؤتمر عُقد في طهران لتكريم آية الله البروجردي والشيخ محمود شلتوت، طرح هاشمي رفسنجاني فكر البروجردي التقريبي، قائلًا: "كان آية الله البروجردي يقول في دروسه: إنّ الخلاف بيننا وبين أهل السنة في اتجاهين: الأول هو مسألة الخلافة، والثاني هو أقوال الأئمة. وما يهمّنا هو مسألة الحُجّية، أما الخلافة فهي مسألة تاريخية لا يمكن تكرارها اليوم. ويجب مناقشة أهل السنة حول حجية أقوال الأئمة، لأنّ ذلك هو المؤثر في عصرنا. لم يكن الهدف من التقريب والوحدة في نظر آية الله البروجردي هو اندماج مجموعة في أخرى، بل كان يؤكّد على أن يتمّ تعزيز الصداقة والمحبة بين جميع المجموعات من خلال إبراز النقاط المشتركة، بحيث يصبح الجميع "يدًا واحدة" في مواجهة أعداء الإسلام."<ref>أبو الحسيني، رحيم، «پيشگامان تقريب: آيت الله بروجردي: آيت اخلاص»، مجلّة انديشه تقريب، 1384ش، رقم 5، ص99 تا 118.</ref> | وفي مؤتمر عُقد في طهران لتكريم آية الله البروجردي والشيخ محمود شلتوت، طرح هاشمي رفسنجاني فكر البروجردي التقريبي، قائلًا: "كان آية الله البروجردي يقول في دروسه: إنّ الخلاف بيننا وبين أهل السنة في اتجاهين: الأول هو مسألة الخلافة، والثاني هو أقوال الأئمة. وما يهمّنا هو مسألة الحُجّية، أما الخلافة فهي مسألة تاريخية لا يمكن تكرارها اليوم. ويجب مناقشة أهل السنة حول حجية أقوال الأئمة، لأنّ ذلك هو المؤثر في عصرنا. لم يكن الهدف من التقريب والوحدة في نظر آية الله البروجردي هو اندماج مجموعة في أخرى، بل كان يؤكّد على أن يتمّ تعزيز الصداقة والمحبة بين جميع المجموعات من خلال إبراز النقاط المشتركة، بحيث يصبح الجميع "يدًا واحدة" في مواجهة أعداء الإسلام."<ref>أبو الحسيني، رحيم، «پيشگامان تقريب: آيت الله بروجردي: آيت اخلاص»، مجلّة انديشه تقريب، 1384ش، رقم 5، ص99 تا 118.</ref> | ||
سطر ٤٢: | سطر ٤٢: | ||
على الرغم من أنّ آية الله البروجردي لم يكن من مؤسسي دار التقريب، إلا أنّه دعمها بقوة منذ بداية نشاطها، ولم يبخل في تقديم الدعم المالي لها. وبالإضافة إلى المراسلات مع شيخ الأزهر عبد المجيد سليم، ومن بعده مع الشيخ محمود شلتوت، عزّز البروجردي علاقات العالَم الشيعي مع العالَم الإسلامي، وحوّل العديد من سوء الفهم وعدم الثقة إلى صداقة ومحبة.<ref>أبو الحسيني، رحيم، «پيشگامان تقريب: آيت الله بروجردي: آيت اخلاص»، مجلّة انديشه تقريب، 1384ش، رقم 5، ص99 تا 118.</ref> | على الرغم من أنّ آية الله البروجردي لم يكن من مؤسسي دار التقريب، إلا أنّه دعمها بقوة منذ بداية نشاطها، ولم يبخل في تقديم الدعم المالي لها. وبالإضافة إلى المراسلات مع شيخ الأزهر عبد المجيد سليم، ومن بعده مع الشيخ محمود شلتوت، عزّز البروجردي علاقات العالَم الشيعي مع العالَم الإسلامي، وحوّل العديد من سوء الفهم وعدم الثقة إلى صداقة ومحبة.<ref>أبو الحسيني، رحيم، «پيشگامان تقريب: آيت الله بروجردي: آيت اخلاص»، مجلّة انديشه تقريب، 1384ش، رقم 5، ص99 تا 118.</ref> | ||
كان آية الله البروجردي يقدّم الدعم المالي والعلمي للمؤسسة، وبعد وفاته توقّف هذا الدعم، وتوقّفت أعمال دار التقريب التي كانت تعتمد على هذه المساعدات.<ref>واعظ زاده خراساني، «[https://www.cgie.org.ir/popup/fa/system/contentprint/4678 فقه مقارن وتقريب مذاهب در نگاه «آيتالله بروجردي]»، مركز دايرةالمعارف بزرگ اسلامي، تاريخ المشاهدة: 8 مهر 1402هـ ش.</ref> تمثّل اهتمام البروجردي بقضية الوحدة الإسلامية في دعمه لـ "دار التقريب بين المذاهب الإسلامية" وإقامة علاقات ودّية مع مفتي مصر ورؤساء جامعة الأزهر - الشيخ عبد المجيد سليم والشيخ محمود شلتوت - مما أدّى في النهاية إلى الفتوى التاريخية لشلتوت في 7 ربيع الأول 1378 هـ، التي أجازت الالتزام بالمذهب الجعفري.<ref>تولاّيي، علي، «بروجردي»، دانشنامه بزرگ اسلامي (دائرة المعارف الإسلامية الكبرى)، مركز دائرة المعارف بزرگ اسلامي، ج12، | كان آية الله البروجردي يقدّم الدعم المالي والعلمي للمؤسسة، وبعد وفاته توقّف هذا الدعم، وتوقّفت أعمال دار التقريب التي كانت تعتمد على هذه المساعدات.<ref>واعظ زاده خراساني، «[https://www.cgie.org.ir/popup/fa/system/contentprint/4678 فقه مقارن وتقريب مذاهب در نگاه «آيتالله بروجردي]»، مركز دايرةالمعارف بزرگ اسلامي، تاريخ المشاهدة: 8 مهر 1402هـ ش.</ref> تمثّل اهتمام البروجردي بقضية الوحدة الإسلامية في دعمه لـ "دار التقريب بين المذاهب الإسلامية" وإقامة علاقات ودّية مع مفتي مصر ورؤساء جامعة الأزهر - الشيخ عبد المجيد سليم والشيخ محمود شلتوت - مما أدّى في النهاية إلى الفتوى التاريخية لشلتوت في 7 ربيع الأول 1378 هـ، التي أجازت الالتزام بالمذهب الجعفري.<ref>تولاّيي، علي، «بروجردي»، دانشنامه بزرگ اسلامي (دائرة المعارف الإسلامية الكبرى)، مركز دائرة المعارف بزرگ اسلامي، ج12، نص المدخل.</ref> | ||
==منع الإساءة إلى الخلفاء وكبار أهل السنة== | ==منع الإساءة إلى الخلفاء وكبار أهل السنة== |
تعديل