انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المحكم والمتشابه»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
سطر ٤: سطر ٤:
{{پایان سوال}}  
{{پایان سوال}}  
لقد ورد ذكر وجود الآيات المحكمات والمتشابهات بوضوح في [[الآية ٧ من سورة آل عمران]]، حيث وصفت الآيات المحكمات بـ"[[أم الكتاب]]". وكلمة "محكم" تعني ما هو ثابت ويمنع أي نوع من الخلل أو الفساد. أما "متشابه" فيعني ما هو مشابه، بحيث يؤدي هذا التشابه إلى إحداث خلط بين الحق والباطل.
لقد ورد ذكر وجود الآيات المحكمات والمتشابهات بوضوح في [[الآية ٧ من سورة آل عمران]]، حيث وصفت الآيات المحكمات بـ"[[أم الكتاب]]". وكلمة "محكم" تعني ما هو ثابت ويمنع أي نوع من الخلل أو الفساد. أما "متشابه" فيعني ما هو مشابه، بحيث يؤدي هذا التشابه إلى إحداث خلط بين الحق والباطل.
وقد ذُكرت عدة أسباب لوجود الآيات المتشابهات في القرآن، منها قصور الألفاظ في نقل المعاني السامية، وعدم قدرة العقل البشري على فهم ما وراء الطبيعة والعالم الآخر بشكل كامل، ودعوة أصحاب العقول للتأمل والتفكر في القرآن، وإحالة الناس إلى الراسخين في العلم مثل النبي (صلى الله عليه وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام).
وقد ذُكرت عدة أسباب لوجود الآيات المتشابهات في القرآن، منها قصور الألفاظ في نقل المعاني السامية، وعدم قدرة العقل البشري على فهم ما وراء الطبيعة والعالم الآخر بشكل كامل، ودعوة أصحاب العقول للتأمل والتفكر في القرآن، وإحالة الناس إلى الراسخين في العلم مثل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام).


== المعنى اللغوي والاصطلاحي ==  
== المعنى اللغوي والاصطلاحي ==  
سطر ١٨: سطر ١٨:
== المتشابهات في القرآن ==   
== المتشابهات في القرآن ==   
* طبقاً للآية: {{قرآن|هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ|سوره=آل عمران|آیه=٧}}، يُذكر وجود المتشابهات في القرآن إلى جانب المحكمات. وقد نشأ التشابه في القرآن نتيجة إيجاز الألفاظ وعمق المعاني. على سبيل المثال، تستخدم الآيات التي تتحدث عن الله وأفعاله عادةً بشكل مجازي أو ضمني أو استعاري.   
* طبقاً للآية: {{قرآن|هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ|سوره=آل عمران|آیه=٧}}، يُذكر وجود المتشابهات في القرآن إلى جانب المحكمات. وقد نشأ التشابه في القرآن نتيجة إيجاز الألفاظ وعمق المعاني. على سبيل المثال، تستخدم الآيات التي تتحدث عن الله وأفعاله عادةً بشكل مجازي أو ضمني أو استعاري.   
* مثال على ذلك، الآية: {{قرآن|فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى|سوره=الأنفال|آیه= ١٧}}. استند بعضهم إلى هذه الآية للقول بأن الإنسان لا إرادة له وأن جميع الأفعال هي من الله وحده، وهذا استدلال غير صحيح.<ref>رضا، محمد رشيد، تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار)، بيروت، دار المعرفة، الطبعة الأولى، 1414 هـ، ج 10، ص 138.</ref> بدراسة متأنية، نجد أن الآية لا تنفي قتل المسلمين أو رمي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، بل تؤكد أن تغلّبهم على الكفار لم يكن أمراً عادياً وطبيعياً. لقد أنزل الله ملائكة لدعم المؤمنين وترهيب الكفار، وساعدهم على هزيمتهم.<ref>- طباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ترجمة: محمد باقر الموسوي الهمداني، قم، مكتب نشر الإسلام، الطبعة الخامسة، 1374 ش، ج 9، ص 47.</ref>
* مثال على ذلك، الآية: {{قرآن|فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى|سوره=الأنفال|آیه= ١٧}}. استند بعضهم إلى هذه الآية للقول بأن الإنسان لا إرادة له وأن جميع الأفعال هي من الله وحده، وهذا استدلال غير صحيح.<ref>رضا، محمد رشيد، تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار)، بيروت، دار المعرفة، الطبعة الأولى، 1414 هـ، ج 10، ص 138.</ref> بدراسة متأنية، نجد أن الآية لا تنفي قتل المسلمين أو رمي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، بل تؤكد أن تغلّبهم على الكفار لم يكن أمراً عادياً وطبيعياً. لقد أنزل الله ملائكة لدعم المؤمنين وترهيب الكفار، وساعدهم على هزيمتهم.<ref>- طباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ترجمة: محمد باقر الموسوي الهمداني، قم، مكتب نشر الإسلام، الطبعة الخامسة، 1374 ش، ج 9، ص 47.</ref>
* ومثال آخر علي الآية: {{قرآن|يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ|سوره=الإخلاص|آیه=٤٢}}. استعمال "الساق" في اللغة العربية كناية تدل على شدة وخطورة الأمر، وكشف الساق كناية عن الاستعداد التام للقيام بعمل، أي كما يُقال "شمر عن ساقه". ويشير هذا المعنى في الآية إلى أن يوم القيامة ستشتد الأمور وتزداد سوءاً للكفار الذين سيواجهون صعوبة بالغة.<ref>الزمخشري، محمود بن عمر، الكشاف، بيروت، دار الكتاب العربي، الطبعة الثالثة، 1407 هـ، ج 4، ص 593.</ref>
* ومثال آخر علي الآية: {{قرآن|يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ|سوره=الإخلاص|آیه=٤٢}}. استعمال "الساق" في اللغة العربية كناية تدل على شدة وخطورة الأمر، وكشف الساق كناية عن الاستعداد التام للقيام بعمل، أي كما يُقال "شمر عن ساقه". ويشير هذا المعنى في الآية إلى أن يوم القيامة ستشتد الأمور وتزداد سوءاً للكفار الذين سيواجهون صعوبة بالغة.<ref>الزمخشري، محمود بن عمر، الكشاف، بيروت، دار الكتاب العربي، الطبعة الثالثة، 1407 هـ، ج 4، ص 593.</ref>


سطر ٢٩: سطر ٢٩:
# استقبال الإنسان للمعرفة الإلهية: القرآن كله محكم، لكن عند نزوله إلى ساحة الفكر البشري يظهر التشابه. كما أن المطر لا يكون فيه زبد قبل نزوله، لكن حين يتحرك على الأرض يتكون الزبد؛ كذلك المعرفة الإلهية لم تنزل مشوهة، وإنما جعلها القصور البشري متشابهة.<ref>جوادي آملي، عبد الله، القرآن في القرآن، ص 416.</ref>
# استقبال الإنسان للمعرفة الإلهية: القرآن كله محكم، لكن عند نزوله إلى ساحة الفكر البشري يظهر التشابه. كما أن المطر لا يكون فيه زبد قبل نزوله، لكن حين يتحرك على الأرض يتكون الزبد؛ كذلك المعرفة الإلهية لم تنزل مشوهة، وإنما جعلها القصور البشري متشابهة.<ref>جوادي آملي، عبد الله، القرآن في القرآن، ص 416.</ref>
# تشجيع أهل العقل على التأمل: تشجع الآيات المتشابهات أصحاب العقول والعلماء على التفكر والتدبر، ليصلوا إلى مراد الله الحقيقي، ويظهر بذلك فضلهم على غيرهم ويترقون إلى المراتب العليا في العلم والمعرفة.<ref>- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأولى، ج 2، ص 396.</ref>
# تشجيع أهل العقل على التأمل: تشجع الآيات المتشابهات أصحاب العقول والعلماء على التفكر والتدبر، ليصلوا إلى مراد الله الحقيقي، ويظهر بذلك فضلهم على غيرهم ويترقون إلى المراتب العليا في العلم والمعرفة.<ref>- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأولى، ج 2، ص 396.</ref>
# التوجه نحو النبي وأهل البيت: سبب آخر هو توجيه الناس نحو النبي (صلى الله عليه وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام)، حيث تؤكد الروايات حاجة الناس الشديدة إلى الأئمة الإلهيين (الراسخين في العلم) لفهم القرآن، وهذا يدفع الناس إلى طلب العلم منهم.<ref>مکارم الشيرازي، ناصر، تفسير نمونه، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة العاشرة، 1371 ش، ج 2، ص 432.</ref>
# التوجه نحو النبي وأهل البيت: سبب آخر هو توجيه الناس نحو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام)، حيث تؤكد الروايات حاجة الناس الشديدة إلى الأئمة الإلهيين (الراسخين في العلم) لفهم القرآن، وهذا يدفع الناس إلى طلب العلم منهم.<ref>مکارم الشيرازي، ناصر، تفسير نمونه، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة العاشرة، 1371 ش، ج 2، ص 432.</ref>
== مطالعة إضافية ==  
== مطالعة إضافية ==  
# المحكم والمتشابه في القرآن، لمحمد حسيني بهشتي.
# المحكم والمتشابه في القرآن، لمحمد حسيني بهشتي.
trustworthy
٣٦٩

تعديل