١٬٠٠٥
تعديل
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «تاريخ الطبري (كتاب)»
لا يوجد ملخص تحرير
Translation (نقاش | مساهمات) |
Translation (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
| سطر ٥٢: | سطر ٥٢: | ||
==الأهمية== | ==الأهمية== | ||
تاريخ الطبري أو تاريخ الرسل والملوك،'''{{یادداشت|ذكر هذا الكتاب باسماء مختلفة من قبيل تاريخ الرسل والملوك، وتاريخ الأمم والملوك، والتاريخ الكبير، وتاريخ الرسل والملوك و اخبارهم و من كان في زمن كل واحد منهم. (الشهابي، أحوال وآثار محمد بن جرير الطبري، ص۳. جعفريان، مصادر تاريخ الإسلام، ص۲۵۵).}}''' من أهم الكتب التاريخية التي كُتبت في الحضارة الإسلامية،<ref>الشهابي، علي أكبر، أحوال وآثار محمد بن جرير الطبري، طهران، انتشارات اساطير، ۱۳۷۵ش، ص۴۴.</ref> وقد لُقب بأبي التواريخ الإسلامية،<ref>جعفريان، رسول، «[http://manuscripts.ir/fa/report/90-news/مقالات/2921-تاریخ-طبری-ابوالتواریخ-است تاريخ الطبري أبو التواريخ]»، منصة النسخ الخطية، تاريخ الإدراج: ۱ مهر ۱۳۹۴ش، تاريخ المشاهدة: ۲۸ آبان ۱۴۰۲ش.</ref> ووصفه البعض بأنه أصح وأدق كتاب في التاريخ الإسلامي،<ref>ابن خلكان، أحمد بن محمد، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق إحسان عباس، قم، منشورات الشریف الرضي، ۱۳۶۴ش، ج۴، ص۱۱۹.</ref> لقي تاريخ الطبري قبولاً منذ بداية تأليفه بين عامة الناس والعلماء،<ref>حمزة الأصفهاني، حمزة بن حسن، تاريخ السني لملوك الأرض والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، بيروت، دار مكتبة الحياة، [[د.ت.]]، ص۱۱۷.</ref> وكانت مكانة تاريخ الطبري لدى العلماء اللاحقين كبيرة لدرجة أنهم اعتمدوا على نقوله في تواريخهم، وأدرجوا ملخصات منه في كتبهم.<ref>جعفريان، رسول، مصادر تاريخ الإسلام، طهران، نشر علم، ۱۴۰۰هـ، ص۲۵۵.</ref> | |||
ويدل على الاهتمام بتاريخ الطبري وجود نسخ عديدة منه في القرون الأولى بعد تأليفه، <ref>تكميل همايون، ناصر، «أهمية الطبري في التأريخ الإسلامي»، يادنامه طبري، طهران، دبيرخانه طبري، ۱۳۶۹ش، ص۴۳۰.</ref> كما ورد في بعض المصادر أن ابن كثير الذي هو مؤرخ في القرن الثامن الهجري ذكر وجود 1220 نسخة من كتاب تاريخ الطبري ضمن المكتبة الفاطمية في مصر التي كانت تحتوي على مليوني كتاب، <ref>ابن كثير، اسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، تحقيق علي شيري، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ۱۴۰۸هـ، ج۱۲، ص۳۳۱.</ref> كما أشار المقريزي، المؤرخ المصري في القرن التاسع الهجري، إلى وجود عشرين نسخة من تاريخ الطبري في خزانة مكتبة الفاطميين في مصر، إحداها كانت مكتوبة بخط الطبري نفسه. <ref>المقريزي، أحمد بن علي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية، تحقيق خليل منصور، بيروت، دار الكتب العلمية، ۱۴۱۸هـ، ج۲، ص۲۹۰.</ref> | ويدل على الاهتمام بتاريخ الطبري وجود نسخ عديدة منه في القرون الأولى بعد تأليفه، <ref>تكميل همايون، ناصر، «أهمية الطبري في التأريخ الإسلامي»، يادنامه طبري، طهران، دبيرخانه طبري، ۱۳۶۹ش، ص۴۳۰.</ref> كما ورد في بعض المصادر أن ابن كثير الذي هو مؤرخ في القرن الثامن الهجري ذكر وجود 1220 نسخة من كتاب تاريخ الطبري ضمن المكتبة الفاطمية في مصر التي كانت تحتوي على مليوني كتاب، <ref>ابن كثير، اسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، تحقيق علي شيري، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ۱۴۰۸هـ، ج۱۲، ص۳۳۱.</ref> كما أشار المقريزي، المؤرخ المصري في القرن التاسع الهجري، إلى وجود عشرين نسخة من تاريخ الطبري في خزانة مكتبة الفاطميين في مصر، إحداها كانت مكتوبة بخط الطبري نفسه. <ref>المقريزي، أحمد بن علي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية، تحقيق خليل منصور، بيروت، دار الكتب العلمية، ۱۴۱۸هـ، ج۲، ص۲۹۰.</ref> | ||
| سطر ٦٣: | سطر ٦٣: | ||
تم تأليف تاريخ الطبري في الفترة ما بين عامي 283و290هـ، وفيما بعد طالع الطبري الوقائع التاريخية حتى ربيع الثاني سنة 302هـ ليدرجها في كتابه، كما ألّف مصنّفه ذيلاً بعنوان "ذيل المذيل" لكتاب تاريخه، تناول فيه سير الصحابة والتابعين، لكن فقد الأصل منه. <ref>جعفريان، مصادر تاريخ الإسلام، ص۲۵۶.</ref> | تم تأليف تاريخ الطبري في الفترة ما بين عامي 283و290هـ، وفيما بعد طالع الطبري الوقائع التاريخية حتى ربيع الثاني سنة 302هـ ليدرجها في كتابه، كما ألّف مصنّفه ذيلاً بعنوان "ذيل المذيل" لكتاب تاريخه، تناول فيه سير الصحابة والتابعين، لكن فقد الأصل منه. <ref>جعفريان، مصادر تاريخ الإسلام، ص۲۵۶.</ref> | ||
ويتألف تاريخ الطبري من قسمين، '''القسم الأول''': التاريخ قبل الإسلام، وفيه تم تناول مواضيع مثل بداية الخلق، وهبوط آدم (ع)، | ويتألف تاريخ الطبري من قسمين، '''القسم الأول''': التاريخ قبل الإسلام، وفيه تم تناول مواضيع مثل بداية الخلق، وهبوط [[آدم (ع)]]، و<nowiki/>[[قصة هابيل وقابيل]]، ثم انتقل إلى تاريخ الأنبياء، وتاريخ الأمم، وتاريخ إيران من البداية حتى فتحها على يد المسلمين، ولم تُنقل الروايات في هذا القسم بترتيب زمني، بل تم عرضها موضوعيًا وفقًا لأهميتها التاريخية، '''القسم الثاني''': تاريخ الإسلام، حيث تم نقل الروايات من عصر [[النبي (ص)]] حتى عام 302 هـ بشكل زمني سنوي. <ref>آيينهوند، صادق، «مكتب تأريخ الطبري»، يادنامه طبري، تهران، دبيرخانه طبري، ۱۳۶۹ش، ص۳۴۴. جعفريان، منابع تاريخ اسلام، ص۲۵۸.</ref> | ||
تمت كتابة روايات تاريخ الطبري بأسلوب حديثي، حيث يتم ذكر سند الرواية أولاً، ثم تنقل الرواية، ومعظم النقول في تاريخ الطبري كانت من مصادر مكتوبة متوفرة عند الطبري، وقد استخدم الطبري إجازات الرواية التي كانت لديه دون أن يذكر اسم الكتاب فنقل الروايات من الكتب مع ذكر السند وذكر مشايخه،<ref>جعفريان، مصادر تاريخ الإسلام، ص۲۵۷.</ref> كما أورد في تاريخه روايات مختلفة عن حدث واحد بأسانيد متعددة، ولم يُبدِ رأيه الشخصي إلا في حالات نادرة جدًا. <ref>جعفريان، مصادر تاريخ الإسلام، ص۲۵۷.</ref> | تمت كتابة روايات تاريخ الطبري بأسلوب حديثي، حيث يتم ذكر سند الرواية أولاً، ثم تنقل الرواية، ومعظم النقول في تاريخ الطبري كانت من مصادر مكتوبة متوفرة عند الطبري، وقد استخدم الطبري إجازات الرواية التي كانت لديه دون أن يذكر اسم الكتاب فنقل الروايات من الكتب مع ذكر السند وذكر مشايخه،<ref>جعفريان، مصادر تاريخ الإسلام، ص۲۵۷.</ref> كما أورد في تاريخه روايات مختلفة عن حدث واحد بأسانيد متعددة، ولم يُبدِ رأيه الشخصي إلا في حالات نادرة جدًا. <ref>جعفريان، مصادر تاريخ الإسلام، ص۲۵۷.</ref> | ||
| سطر ٧٩: | سطر ٧٩: | ||
[[ملف:تاریخ بلعمی.PNG|250px|تصغير|أقدم ترجمة لتاريخ الطبري والمنسوبة للبلعمي]] | [[ملف:تاریخ بلعمی.PNG|250px|تصغير|أقدم ترجمة لتاريخ الطبري والمنسوبة للبلعمي]] | ||
ذُكرت عدة مزايا لتاريخ الطبري مقارنة بكتب التاريخ الأخرى، ومن تلك المزايا: | ذُكرت عدة مزايا لتاريخ الطبري مقارنة بكتب التاريخ الأخرى، ومن تلك المزايا: | ||
#'''حفظ الكتابات التاريخية''': يُعتبر أهم ميزة في تاريخ الطبري أنه حفظ العديد من الكتابات التاريخية الشائعة وغير الشائعة من عصر المؤلف، والتي لم تصل إلينا اليوم. ومن بين هذه الكتابات: | #'''حفظ الكتابات التاريخية''': يُعتبر أهم ميزة في تاريخ الطبري أنه حفظ العديد من الكتابات التاريخية الشائعة وغير الشائعة من عصر المؤلف، والتي لم تصل إلينا اليوم. ومن بين هذه الكتابات: [[مقتل الحسين لأبي مخنف]] (توفي 157 هـ) وجزء من "المغازي" في سيرة ابن إسحاق. <ref>جعفريان، منابع تاريخ اسلام، ص۲۵۸.</ref> | ||
#'''تعدد الروايات والأسانيد''': قيل إن ذكر روايات مختلفة عن حدث واحد مع سلسلة أسانيد متعددة في تاريخ الطبري وفر للباحثين الفرصة لدراسة وجهات النظر المتعارضة حول ذلك الحدث باستخدام المنهجيات العلمية. <ref>جعفريان، منابع تاريخ اسلام، ص۲۵۸.</ref> | #'''تعدد الروايات والأسانيد''': قيل إن ذكر روايات مختلفة عن حدث واحد مع سلسلة أسانيد متعددة في تاريخ الطبري وفر للباحثين الفرصة لدراسة وجهات النظر المتعارضة حول ذلك الحدث باستخدام المنهجيات العلمية. <ref>جعفريان، منابع تاريخ اسلام، ص۲۵۸.</ref> | ||
#'''الأسلوب الزمني (السنوي)''': يُعتبر تاريخ الطبري نموذجًا شاملًا في أسلوب نقل التاريخ بشكل زمني (سنوي)، وقد أصبح مرجعًا لمن اختاروا لاحقًا هذا الأسلوب في كتابة التاريخ. <ref>آيينه وند، «مكتب تأريخ الطبري»، ص۳۴۵.</ref> | #'''الأسلوب الزمني (السنوي)''': يُعتبر تاريخ الطبري نموذجًا شاملًا في أسلوب نقل التاريخ بشكل زمني (سنوي)، وقد أصبح مرجعًا لمن اختاروا لاحقًا هذا الأسلوب في كتابة التاريخ. <ref>آيينه وند، «مكتب تأريخ الطبري»، ص۳۴۵.</ref> | ||
#'''جمع الروايات الإسلامية''': بما أن أسلوب المحدثين كان الأساس في تاريخ الطبري، فقد تم جمع جميع الروايات التاريخية الإسلامية معًا في مكان واحد، وقد اعتُبر حفظ هذه الروايات خدمة قيمة لتاريخ الإسلام. <ref>آيينه وند، «مکتب تأريخ الطبري»، ص۳۴۹.</ref> | #'''جمع الروايات الإسلامية''': بما أن أسلوب المحدثين كان الأساس في تاريخ الطبري، فقد تم جمع جميع الروايات التاريخية الإسلامية معًا في مكان واحد، وقد اعتُبر حفظ هذه الروايات خدمة قيمة لتاريخ الإسلام. <ref>آيينه وند، «مکتب تأريخ الطبري»، ص۳۴۹.</ref> | ||
#'''التفاصيل الدقيقة''': بسبب المنهج الروائي للمؤلف، تم تقديم تفاصيل كثيرة حول الأحداث التاريخية في تاريخ الطبري، وفي حالات عديدة، لم ترد هذه التفاصيل في أي مصدر آخر. <ref>جعفريان، منابع تاريخ اسلام، ص۲۵۷.</ref> | #'''التفاصيل الدقيقة''': بسبب المنهج الروائي للمؤلف، تم تقديم تفاصيل كثيرة حول الأحداث التاريخية في تاريخ الطبري، وفي حالات عديدة، لم ترد هذه التفاصيل في أي مصدر آخر. <ref>جعفريان، منابع تاريخ اسلام، ص۲۵۷.</ref> | ||
#'''ذكر تاريخ إيران''': يحتوي تاريخ الطبري على روايات عن تاريخ إيران لا توجد في أي نص عربي معتبر آخر،<ref>آيينه وند، «مكتب تأريخ الطبري»، ص۳۵۰.</ref> وقد أدت أهمية هذه الروايات إلى قيام ثيودور نولدكه (1836–1930م) أحد أبرز المستشرقين الألمان، بترجمة جزء تاريخ الساسانيين من تاريخ الطبري إلى الألمانية مع إدراج تعليقات مهمة. <ref>زرين كوب، عبد الحسين، «[https://www.noormags.ir/view/fa/articlepage/1420921/خاموشي-دريا خاموشي دريا]»، بخارا، العدد ۱۰۴، بهمن واسفند ۱۳۹۳ش، ص۱۰۲–۱۰۳.</ref> {{ | #'''ذكر تاريخ إيران''': يحتوي تاريخ الطبري على روايات عن تاريخ إيران لا توجد في أي نص عربي معتبر آخر،<ref>آيينه وند، «مكتب تأريخ الطبري»، ص۳۵۰.</ref> وقد أدت أهمية هذه الروايات إلى قيام ثيودور نولدكه (1836–1930م) أحد أبرز المستشرقين الألمان، بترجمة جزء تاريخ الساسانيين من تاريخ الطبري إلى الألمانية مع إدراج تعليقات مهمة. <ref>زرين كوب، عبد الحسين، «[https://www.noormags.ir/view/fa/articlepage/1420921/خاموشي-دريا خاموشي دريا]»، بخارا، العدد ۱۰۴، بهمن واسفند ۱۳۹۳ش، ص۱۰۲–۱۰۳.</ref> {{یادداشت|ترجم عباس زرياب الخوئي (۱۲۹۷–۱۳۷۳ش)هذا الكتاب بعنوان "تاريخ الإيرانيين والعرب في زمن الساسانيين (زرين كوب، «خاموشي دريا»، ص۱۰۲–۱۰۳)}} | ||
#'''الدقة في تاريخ الروم''': على الرغم من قلة المصادر المتعلقة بتاريخ الروم، إلا أن تاريخ الطبري تميز بالدقة في هذا الجانب. <ref>آيينه وند، «مكتب تأريخ الطبري»، ص۳۵۰.</ref> | #'''الدقة في تاريخ الروم''': على الرغم من قلة المصادر المتعلقة بتاريخ الروم، إلا أن تاريخ الطبري تميز بالدقة في هذا الجانب. <ref>آيينه وند، «مكتب تأريخ الطبري»، ص۳۵۰.</ref> | ||
#'''الحياد النسبي''': حيث أدى أسلوب الرواية في تاريخ الطبري إلى تحقيق درجة من الحياد في نقل الروايات. <ref>آيينه وند، «مكتب تأريخ الطبري»، ص۳۵۰.</ref> | #'''الحياد النسبي''': حيث أدى أسلوب الرواية في تاريخ الطبري إلى تحقيق درجة من الحياد في نقل الروايات. <ref>آيينه وند، «مكتب تأريخ الطبري»، ص۳۵۰.</ref> | ||