١٬٠٠٥
تعديل
Translation (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
Translation (نقاش | مساهمات) |
||
سطر ٣٧: | سطر ٣٧: | ||
إن خطر هذه المتطلبات التي يواجهها البشر في الزمان والمكان المعاصرين ليس بأيّ حال من الأحوال أقلّ من متطلبات الزمان والمكان في العصر الجاهلي في شبه الجزيرة العربية أو في العصور الوسطى وما بعدها في الغرب. الآثار المدمّرة والكارثية لهذه المطالب الزمانية والمكانية لم تؤثر فقط على شخصية المرأة، بل هدّدت التقدم المادي والمعنوي للبشرية جمعاء. بلا شك، فإنّ النظرة الإسلامية لهذه المتطلبات سلبية أيضًا، ولا تتكيف الأحكام الإسلامية بأيّ حال من الأحوال مع هذه المطالب المشؤومة. | إن خطر هذه المتطلبات التي يواجهها البشر في الزمان والمكان المعاصرين ليس بأيّ حال من الأحوال أقلّ من متطلبات الزمان والمكان في العصر الجاهلي في شبه الجزيرة العربية أو في العصور الوسطى وما بعدها في الغرب. الآثار المدمّرة والكارثية لهذه المطالب الزمانية والمكانية لم تؤثر فقط على شخصية المرأة، بل هدّدت التقدم المادي والمعنوي للبشرية جمعاء. بلا شك، فإنّ النظرة الإسلامية لهذه المتطلبات سلبية أيضًا، ولا تتكيف الأحكام الإسلامية بأيّ حال من الأحوال مع هذه المطالب المشؤومة. | ||
== الاجتهاد الحيوي == | |||
الاجتهاد في الفقه الشيعي هو استنباط الأحكام في مختلف الموضوعات من الكتاب والسنة والعقل والإجماع والأصول العملية الشرعية والعقلية. وبعبارة أخرى، يحاول الفقيه باستخدام المصادر المذكورة أعلاه استنباط الإرادة الإلهية بشأن مختلف القضايا؛ وليس التعبير عن كل ما | الاجتهاد في الفقه الشيعي هو استنباط الأحكام في مختلف الموضوعات من الكتاب والسنة والعقل والإجماع والأصول العملية الشرعية والعقلية. وبعبارة أخرى، يحاول الفقيه باستخدام المصادر المذكورة أعلاه استنباط الإرادة الإلهية بشأن مختلف القضايا؛ وليس التعبير عن كل ما يُعجب البعض بناءً على الأذواق والأهواء والمطالب غير المشروعة للزمان والمكان. يواجه المجتهد في مجال استنباط الأحكام نوعين من القضايا: النوع الأول هو القضايا التي كانت موجودة في زمن ظهور الإسلام وتعامل معها الأئمة (ع)، والنوع الثاني هو القضايا التي تنشأ مع مرور الوقت وتغيّر الظروف ومتطلبات الزمان والمكان، وتُعرف بالقضايا المستحدثة. | ||
يمكن للمجتهد، باستخدام الأدوات الأربعة (القرآن، السنة، العقل، الإجماع) وفي إطار الأصول والمباني الاستنباطية التي قدمها الأئمة المعصومون (ع) للفقيه، تحديد واستنباط الإرادة الإلهية بشأن حكم القضايا القديمة أو المستحدثة والجديدة. | يمكن للمجتهد، باستخدام الأدوات الأربعة (القرآن، السنة، العقل، الإجماع) وفي إطار الأصول والمباني الاستنباطية التي قدمها الأئمة المعصومون (ع) للفقيه، تحديد واستنباط الإرادة الإلهية بشأن حكم القضايا القديمة أو المستحدثة والجديدة. | ||
وبعبارة أخرى، يجب أن تصدر جميع الأحكام أو تغييرات الأحكام بالاستناد إلى المبادئ واللوائح التي | وبعبارة أخرى، يجب أن تصدر جميع الأحكام أو تغييرات الأحكام بالاستناد إلى المبادئ واللوائح التي حدّدها الأئمة المعصومون والقرآن، حتى لا يحلّ حرام الله أو يحرّم حلاله. ومن ناحية أخرى، فإنّ أحد مبادئ وأسس الأحكام الإلهية هو أنّ {{متن عربی|حَلاَلُ مُحَمَّدٍ حَلاَلٌ أَبَداً إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ وَ حَرَامُهُ حَرَامٌ أَبَداً إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ}}. | ||
بالطبع، هذا لا يعني عدم وجود حيوية أو عدم إمكانية التغيير في الأحكام الإلهية؛ بل | بالطبع، هذا لا يعني عدم وجود حيوية أو عدم إمكانية التغيير في الأحكام الإلهية؛ بل إنّ إمكانية التغيير في الأحكام الإلهية هي نفسها أحد الأحكام الإلهية التي يمكن تحقيقها وفقًا لمبادئ وقواعد معينة حدّدها الأئمة المعصومون (ع) والتعاليم القرآنية. وهذا يعني أنّ الأحكام الإلهية تتبع المصالح والمفاسد الحقيقية التي يجب على المجتهد استنباطها بالطريقة التي وفّرها له القرآن وأهل البيت. | ||
== خصائص الفقه الحيوي والاجتهاد الإسلامي == | == خصائص الفقه الحيوي والاجتهاد الإسلامي == |
تعديل