٦٩٤
تعديل
Translation (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
Translation (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢: | سطر ٢: | ||
تشير الآية 169 من سورة البقرة إلى وساوس الشيطان، | تشير الآية 169 من سورة البقرة إلى وساوس الشيطان، حيث يأمر بثلاثة أشياء: | ||
1. السوء: ويعني الشرّ، ويشمل كل فعل سيء، ويعطي معنى الذنب. | 1. السوء: ويعني الشرّ، ويشمل كل فعل سيء، ويعطي معنى الذنب. | ||
سطر ١٤: | سطر ١٤: | ||
==معنى السوء== | ==معنى السوء== | ||
إنّ الشيطان يأمر بالسوء والشرّ. والسوء هو ما تنفر منه العقول والشرائع.<ref> | إنّ الشيطان يأمر بالسوء والشرّ. والسوء هو ما تنفر منه العقول والشرائع.<ref> البلاغي، محمد جواد، تفسير آلاء الرحمن في تفسير القرآن، قم، وجداني، ج1، ص147.</ref> والسوء مقابل الخير،<ref>سورة آل عمران، الآية 30.</ref> <ref>سورة النساء، الآية 149.</ref> وهو الذنب نفسه.<ref>الطبرسي، الفضل بن الحسن، ترجمة تفسير مجمع البيان، ج4، طهران، فراهاني، ص34؛ الآية 25 من سورة يوسف.</ref> ومن مصاديق السوء الظلم.<ref>سورة النمل، الآية 11.</ref> | ||
</ref> ومن مصاديق السوء الظلم.<ref>سورة النمل، الآية | |||
==معنى الفحشاء== | ==معنى الفحشاء== | ||
الفحشاء هي إحدى الأشياء التي يدعو الشيطان الإنسان إليها. والفحشاء مشتقة من "فحش"، وتعني كل عمل يخرج عن الاعتدال، ويشمل جميع المنكرات.<ref>راغب | الفحشاء هي إحدى الأشياء التي يدعو الشيطان الإنسان إليها. والفحشاء مشتقة من "فحش"، وتعني كل عمل يخرج عن الاعتدال، ويشمل جميع المنكرات.<ref>راغب الأصفهاني، حسين (1412)، المفردات في غريب القرآن، ج1، بيروت، دار الشامية، ص626.</ref> ولكن استخدام هذا اللفظ اليوم في الأعمال المنافية للعفة أو في الذنوب التي تُقام عليها الحدود الشرعية هو من باب استعمال اللفظ العام في بعض مصاديقه.<ref>مكارم الشيرازي، ناصر (1371)، تفسير نمونه، ج1، طهران، دار الكتب الإسلامية، ص570.</ref> وقد قال بعضهم إنّها أقبح أنواع الذنوب<ref>مغنية، محمد جواد (1424)، تفسير الكاشف، ج1، قم، دار الكتاب الإسلامي، ص259.</ref> وأكبرها.<ref>البلاغي النجفي، محمد جواد، آلاء الرحمن في تفسير القرآن، ج1، قم، وجداني، ص147.</ref> | ||
وقد ذكر المفسرون عدة مصاديق للفحشاء. فيعتبر بعضهم كل ذنب تُقام عليه الحدود الشرعية فحشاء.<ref> | وقد ذكر المفسرون عدة مصاديق للفحشاء. فيعتبر بعضهم كل ذنب تُقام عليه الحدود الشرعية فحشاء.<ref>ميبدي، رشيد الدين أبو الفضل (1371)، كشف الأسرار وعدة الأبرار، ج1، طهران، أمير كبير، ص451.</ref> ويرى بعضهم أن الفحشاء هي الزنا فقط أو أي معصية عظيمة وفاحشة.<ref>الرازي، أبو الفتوح (1408)، روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن، ج2، مشهد، العتبة الرضوىة، مؤسسة البحوث الإسلامىة، ص288.</ref> | ||
==المراد من "أن تقولوا على الله ما لا تعلمون"== | ==المراد من "أن تقولوا على الله ما لا تعلمون"== | ||
إحدى وساوس الشيطان هي إغواء الإنسان لينسب إلى الله ما لا يعلم. وقد ذكر المفسرون عدة مصاديق للافتراء على الله: | إحدى وساوس الشيطان هي إغواء الإنسان لينسب إلى الله ما لا يعلم. وقد ذكر المفسرون عدة مصاديق للافتراء على الله: | ||
# '''تحريم بعض الأطعمة الحلال''': قد يكون المقصود تحريم بعض الأطعمة الحلال التي كان العرب في الجاهلية ينسبونها إلى الله، وحتى أن بعض المفسرين الكبار ذكروا أن بقايا هذه العقلية بقيت لدى بعض المسلمين الجدد.<ref> | # '''تحريم بعض الأطعمة الحلال''': قد يكون المقصود تحريم بعض الأطعمة الحلال التي كان العرب في الجاهلية ينسبونها إلى الله، وحتى أن بعض المفسرين الكبار ذكروا أن بقايا هذه العقلية بقيت لدى بعض المسلمين الجدد.<ref>الطباطبائي، محمد حسين (1390)، الميزان في تفسير القرآن، ج1، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ص424.</ref><ref>شاه عبد العظيمي الحسيني، حسين بن أحمد (1363)، تفسير اثني عشري، ج1، طهران، ميقات، ص313.</ref><ref>النجفي الخميني، محمد جواد، تفسير آسان، ج1، ص362.</ref> يقول الطبرسي: المقصود هو أنّ الشيطان يغويكم لتعتبروا شيئًا حلالًا أو حرامًا دون علم بحلّيته أو حرمته.<ref>الطبرسي، الفضل بن الحسن، ترجمة جوامع الجامع، ج1، ص220.</ref> | ||
# [[البدعة]]: نسبة شيء إلى الله دون أن يثبت بالعقل أو الشرع هو افتراء وكذب على الله. والبدعة تعني إضافة شيء إلى الدين ليس منه، والمبتدع في الشرائع الإلهية كافر ومستحق للنار، وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة في ذم وعقاب أهل البدع.<ref> | # [[البدعة]]: نسبة شيء إلى الله دون أن يثبت بالعقل أو الشرع هو افتراء وكذب على الله. والبدعة تعني إضافة شيء إلى الدين ليس منه، والمبتدع في الشرائع الإلهية كافر ومستحق للنار، وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة في ذم وعقاب أهل البدع.<ref>طيب، عبد الحسين (1369)، أطيب البيان في تفسير القرآن، ج2، طهران، إسلام، ص291.</ref> <ref>صادقى الطهرانى، محمد (1419)، البلاغ في تفسير القرآن بالقرآن، قم، مكتبة محمد صادقي الطهراني، ص26.</ref> وتعتبر نسبة شيء خارج الدين إلى الدين من قِبَل مَن لا يوقنون به بدعةً، والمبتدع يضع أحكامًا دينية (من واجبات ومحظورات) من عنده.<ref>الحسيني الشيرازي، السيد محمد، تبيين القرآن، ص37.</ref> | ||
وفقًا لهذه الآية، فإن إبداء الرأي في أحكام الدين وإصدار الفتوى دون علم حرام. وقد قال المفسرون إنّه حتى في حالة الشك، لا ينبغي نسب شيء إلى الله، فكيف بالأمور التي نعلم أنها ليست من كلام الله.<ref> | وفقًا لهذه الآية، فإن إبداء الرأي في أحكام الدين وإصدار الفتوى دون علم حرام. وقد قال المفسرون إنّه حتى في حالة الشك، لا ينبغي نسب شيء إلى الله، فكيف بالأمور التي نعلم أنها ليست من كلام الله.<ref>قرائتي، محسن (1388)، تفسير نور، ج1، طهران، مركز فرهنگى درسهايى از قرآن، ص258.</ref> إنّ جملة {{قرآن|أَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}} تدلّ على النهي عن اتباع الظن.<ref>الكاشاني، فتح الله، منهج الصادقين فى إلزام المخالفين، ج1، طهران، مكتبة الإسلامية، ص363.</ref> وهناك آيات أخرى في القرآن تصرّح بعدم اتباع الظنّ،<ref>الآية 116 من سورة الأنعام، الآية 66 من سورة يونس، الآية 148 من سورة الأنعام، الآية 24 من سورة الجاثية، الآية 157 من سورة النساء، الآية 60 من سورة يونس، الآية 12 من سورة الحجرات، الآية 154 من سورة آل عمران، </ref> مثل قوله تعالى: {{قرآن|إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}} (يونس: 36). |
تعديل