٦٩٤
تعديل
Translation (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
Translation (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
ما هي خصائص الحرب والجهاد من وجهة نظر الإمام علي (ع)؟ | ما هي خصائص الحرب والجهاد من وجهة نظر الإمام علي (ع)؟ | ||
يُعتبر الدافع الإلهي والسير في سبيل الله من أهم خصائص الحرب والجهاد في نظر الإمام علي (ع). فقد أوصى الإمام بأن لا | يُعتبر الدافع الإلهي والسير في سبيل الله من أهم خصائص الحرب والجهاد في نظر الإمام علي (ع). فقد أوصى الإمام بأن لا يُدخل المجاهدون أحقادهم الشخصية في صراعهم مع العدو. وكان الإمام (ع) يعتبر الحرب آخر الحلول، ويؤكّد على ضرورة منع نشوب الحرب من خلال النصيحة والإرشاد. کما كان يرى أن السلام أفضل من الحرب، حيث أوصى مالك الأشتر بالسلام إذا رأى فيه مصلحة البلاد ورضا الله. وكان الإمام علي (ع) يعتبر بدء الحرب دون إتمام الحجة عملاً خاطئًا، وكان يسعى جاهدًا لإرشاد الطرف الآخر. | ||
==خصائص الجهاد في كلام الإمام علي (ع)== | ==خصائص الجهاد في كلام الإمام علي (ع)== | ||
سطر ٧: | سطر ٧: | ||
=== الحرب والجهاد في سبيل الله (الإخلاص في النية)=== | === الحرب والجهاد في سبيل الله (الإخلاص في النية)=== | ||
من وجهة نظر الإمام علي (ع)، الحرب والجهاد تكون ذات قيمة وأهمية إذا كانت بدافع إلهي وفي سبيل الله. كان الإمام يوصي أصحابه بعدم القتال بدافع الأحقاد الشخصية، بل أن يكون قتالهم في سبيل الله. فقد أوصى الإمام "معقل بن قيس"، أحد قادته العسكريين، قائلاً: "وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ شَنَآنُهُمْ عَلَى قِتَالِهِم؛ لا تقاتلوا العدو بدافع الكراهية الشخصية". [1] | من وجهة نظر الإمام علي (ع)، الحرب والجهاد تكون ذات قيمة وأهمية إذا كانت بدافع إلهي وفي سبيل الله. كان الإمام يوصي أصحابه بعدم القتال بدافع الأحقاد الشخصية، بل أن يكون قتالهم في سبيل الله. فقد أوصى الإمام "معقل بن قيس"، أحد قادته العسكريين، قائلاً: ///"وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ شَنَآنُهُمْ عَلَى قِتَالِهِم؛ لا تقاتلوا العدو بدافع الكراهية الشخصية". [1] | ||
ونقل عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه عندما واجه | ونقل عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه عندما واجه جيشُ الإمام علي (ع) جيش الشام في صفين، ألقى الإمام خطابًا قال فيه: "أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ إِنَّهُ مَنْ رَأَى عُدْوَاناً يُعْمَلُ بِهِ وَ مُنْكَراً يُدْعَى إِلَيْهِ فَأَنْكَرَهُ بِقَلْبِهِ فَقَدْ سَلِمَ وَ بَرِئ". [2] | ||
كما أوصى الإمام علي (ع) أولاده قبل وفاته قائلاً: "وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الْجِهَادِ بِأَمْوَالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ وَ أَلْسِنَتِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ اتقوا الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله". [3] | كما أوصى الإمام علي (ع) أولاده قبل وفاته قائلاً: "وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الْجِهَادِ بِأَمْوَالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ وَ أَلْسِنَتِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ اتقوا الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله". [3] | ||
===الحرب | ===الحرب كحلّ أخير=== | ||
كان الإمام علي (ع) يعتبر الحرب آخر الحلول، وكان يؤكد على ضرورة منع نشوبها من خلال النصيحة والإرشاد. كان يرى أن السلام أفضل من الحرب، حيث قال لمالك الأشتر: "وَ لَا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ إِلَيْهِ عَدُوُّكَ و لِلَّهِ فِيهِ رِضًا فَإِنَّ فِي الصُّلْحِ دَعَةً لِجُنُودِكَ وَ رَاحَةً مِنْ هُمُومِكَ وَ أَمْناً | كان الإمام علي (ع) يعتبر الحرب آخر الحلول، وكان يؤكد على ضرورة منع نشوبها من خلال النصيحة والإرشاد. كان يرى أن السلام أفضل من الحرب، حيث قال لمالك الأشتر: "وَ لَا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ إِلَيْهِ عَدُوُّكَ و لِلَّهِ فِيهِ رِضًا فَإِنَّ فِي الصُّلْحِ دَعَةً لِجُنُودِكَ وَ رَاحَةً مِنْ هُمُومِكَ وَ أَمْناً لِبِلَادِكَ". [4] | ||
وكان الإمام يعتقد أنه إذا لم تنجح الأساليب السياسية في منع الحرب، فيجب استخدام كل فرصة لإنهاء الحرب وإعادة السلام. فقد كتب الإمام إلى أحد قادته حول مجموعة من المتمردين قائلاً: "فَإِنْ عَادُوا إِلَى ظِلِّ الطَّاعَةِ فَذَاكَ الَّذِي | وكان الإمام يعتقد أنه إذا لم تنجح الأساليب السياسية في منع الحرب، فيجب استخدام كل فرصة لإنهاء الحرب وإعادة السلام. فقد كتب الإمام إلى أحد قادته حول مجموعة من المتمردين قائلاً: "فَإِنْ عَادُوا إِلَى ظِلِّ الطَّاعَةِ فَذَاكَ الَّذِي نُحِبُّ". [5] | ||
وقبل معركة الجمل، قال الإمام | وقبل معركة الجمل، قال الإمام إنّه يأمل في السلام إذا قبل الطرف الآخر، ولكن إذا رفضوا، فلا بدّ من اللجوء إلى الحرب كحلّ أخير. [6] وقبل المعركة، سأل رفاعة بن رافع الإمام علي (ع): "يا أمير المؤمنين، أيّ شيء تريد و أين تذهب بنا؟ قال أما الذي نريد و ننوي فإصلاح إن قبلوا منا و أجابوا إليه. قال: فإن لم يقبلوا؟ قال: ندعوهم و نعطيهم من الحق ما نرجو أن يرضوا به. قال: فإن لم يرضوا؟ قال: ندعهم ما تركونا. قال: فإن لم يتركونا؟ قال: نمتنع منهم. قال فنِعم إذا." [7] | ||
وقبل معركة صفين، أعرب جيش الإمام عن استيائهم من التأخير في القتال. فأوضح الإمام أن التأخير كان على أمل أن | وقبل معركة صفين، أعرب جيش الإمام عن استيائهم من التأخير في القتال. فأوضح الإمام أن التأخير كان على أمل أن ينضمّ بعض الأعداء إليه ويهتدوا: "فَوَاللَّهِ مَا دَفَعْتُ الْحَرْبَ يَوْماً إِلَّا وَ أَنَا أَطْمَعُ أَنْ تَلْحَقَ بِي طَائِفَةٌ فَتَهْتَدِيَ بِي وَ تَعْشُوَ إِلَى ضَوْئِي وَ ذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْتُلَهَا عَلَى ضَلَالِهَا وَ إِنْ كَانَتْ تَبُوءُ بِآثَامِهَا". [8] | ||
=== منع الحرب قبل إتمام الحجة=== | === منع الحرب قبل إتمام الحجة=== | ||
تعديل