العزلة الاربعین یوما

المسألة

ما هي عزلة الاربعین یوما؟


عزلة الاربعین هو مراسیم خاصة يقضي فيها الناس أربعين يومًا و ليلة في عزلة في مكان خاص و يمارسون التقشف من أجل صقل أرواحهم؛ و بحسب مقولة العرفاء و الصوفیة فإن هذة المراسیم لها شروط و تعليمات مثل عدم الكلام و عدم الأكل و الذكر المستمر و كلها يجب أن تتم تحت إشراف استاذ كامل. الحكمة في هذه المراسیم هي إزالة الموانع لنمو الروح. بعض العلماء و المتصوفة عارضوا موضوع الاربعین؛ اعتبر معارضو الاربعین أنها نوع من الرهبنة حيث يتجاهل الشخص المجتمع البشري و بدلاً من إصلاح نفسه و الآخرين لا يفكر إلا في خلاص شخصه.

المفاهيم

عزلة الاربعین هي مراسیم خاصة يقضي فيها السالک أربعين يومًا وليلة في عزلة في مكان خاص ويقوم بالتقشف من أجل صقل أرواحهم.

سبب التسمية

يعتمد اختيار المتصوفة و المعرفاء للرقم 40 على الروایات التي تحدثت عن ميزات وفوائد الرقم 40؛ و العرفاء بالإشارة إلى الأحاديث التی تشیر الي الرقم 40 أن الرقم 40 مفيد لكمال الكائنات. و هناك حالات أخرى في الكتب الإسلامية والتاريخية ذكرها الصوفیون في اختيار هذا الرقم؛ مثلا مرور الإنسان في مراحل خلقه علی أربعين يومًا على شكل حيوان منوي و أربعين يومًا على شكل علقة و أربعين يومًا على شكل مضغة حتى يصل إلى كماله أو ما شابه ذلك؛ او ان النبي داود عليه السلام بعد تركه للأولی سجد أربعين یوماً و ليلة حتى غفر له؛ و من الأمثلة الأخرى مصیر النبي موسى علیه السلام و ميقاته لمدة أربعين يوما و لیلة.


الحكمة و الشروط

وفقًا للفيلسوف الشيعي شهاب الدين السهروردي فإن السالک الي الله تعالی يزيل حجابًا واحدًا (المانع أمام لوصوله الی الشهود) كل يوم بسبب اخلاص أفعاله في الی الله حتى انه في اليوم الأربعين يتم إزالة كل الحجب و ينكشف فيه نور الحقيقة و يصل إلى الملاحظة الداخلية لجمال الحقيقة. ذكر عز الدين النسفي (أحد المتصوفة في القرن السابع القمري) اثناعشر شرطًا للعزلة؛ و اعتبر كل هذة الشروط كاملة و مثالية مشروطة بارشاد المربي و توجيهاته؛ و بحسب معتقده لا يمكن القیام بالعزلة بدون خطة؛ الشروط التي ذكرها هي كالتالي:

  • اختيار الزمان والمكان المناسبين؛
  • تجديد الايمان كل ساعة؛
  • تجدید التوبة في كل ساعة؛
  • الطهارة والدوام في الوضوء؛
  • ترک حق الناس و حق الله تعالی؛
  • المثابرة على الصيام؛
  • قلة الأكل؛
  • تناول الطعام الحلال؛
  • قلة الکلام؛
  • قلة النوم؛
  • التعرف على الأفكار کالأفكار الرحمانیة و الفلکیة و النفسانیة والشيطانية؛
  • الذكر المستمر و الدائم.[١]

المعارضون مع العزلة

عارض عدد من العلماء و المتصوفة مع هذة العزلة؛ وفقًا لمعتقدهم فان التعاليم الإسلامية تعارض إهمال الإنسان للمجتمع البشري و ان لا يفكر إلا في خلاص نفسه بدلاً من إصلاح نفسه والآخرين؛ و حسب معتقدهم لم يقبل القرآن هذا الشكل من التقشف[٢] كما أن الرهبنة محظورة في الإسلام.[٣] الشمس التبريزي و المولی جلال الدین البلخي رغم أنهما قاموا بالعزلة في بداية سلوکهما؛ لكنهما عارضا هذا العمل في النهایة.[٤]

المصادر

  1. مصاحب، غلام حسین، الموسوعة الفارسیة؛ طهران: امیر کبیر، ۱۳۸۳، المجلد الثاني، الجزء الاول.
  2. طبرسی، مجمع البیان؛ ذیل الآیه ۲۷، سورة الحدید.
  3. طبرسی، مجمع البیان؛ ذیل الآیه ۲۷، سورة الحدید.
  4. نقلا عن الموسوعة الفارسیة.