انتشار الأمراض من وجهة نظر الإسلام

من ويكي باسخ
مراجعة ١٠:٤١، ٢٢ مايو ٢٠٢٣ بواسطة Zarvandi (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'{{شروع متن}} {{سوال}} قد نُقل عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "لا عدوى في الإسلام" بمعنى أنه ليس لدينا عدوى في الإسلام؛ فباعتبار انتشار الكورونا وحساسية الناس بالنسبة لانتشار المرض في المجتمع أليس هذا القول ضد العلم والعقل؟ {{پایان سوال}} {{پاسخ}} من الواضح...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
المسألة

قد نُقل عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "لا عدوى في الإسلام" بمعنى أنه ليس لدينا عدوى في الإسلام؛ فباعتبار انتشار الكورونا وحساسية الناس بالنسبة لانتشار المرض في المجتمع أليس هذا القول ضد العلم والعقل؟


من الواضح انه لا يؤمن الإسلام بحقيقة انتشار المرض فحسب، بل يعتبر أيضًا الاصل في الامراض ان تکون معدية ما لم يثبت خلاف ذلك؛ و ينصح بزيارة المريض فقط إذا كان المرض غير معدٍ.

لكن رواية "لا عدوی في الاسلام" تسببت في بعض المفاهيم الخاطئة؛ هذة الروایة ضعيفة الاسناد؛ لسوء الحظ فإن بعض المتطرفين في مجال الطب التقليدي لا يتجنبون الأمراض المعدية استنادا الي هذة الرواية و یشجعون الآخرين على الإهمال في هذا المجال؛ و هذة الرواية تتعارض مع روايات عديدة تنهى عن مجالسة المرضی.

العدوى في الروايات

ذكرت المصادر الدينية انتشار بعض الأمراض و لا شك في أصلها:

  • في رواية نقل عن نبي الإسلام قوله: "لا يذهب المريض إلى السليم" لكن الظاهر منها انها تتعارض مع روایات استحباب زیارة المرضی لکن هذة الروایة في حالة عدم وضوح نوع المرض من حيث کونه معدیا او لا؛ و بحسب هذة الرواية فإن الأصل في الامراض ان تکون معدیة؛ و استحباب زیارة المرضی انما یکون فقط عندما نتیقن بعدم کون المرض معدیا.
  • و روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (اهرب من المجذوم هروبک من الأسد)؛ و في روایة اخری ان مجذوما اتی النبي صلى الله عليه وآله وسلم کی یبایعه فالنبي قبله بیعته دون ان یصافحه[3] و أهل البيت عليه السلام [4] قد تناولوا الطعام مع المجذومین [5] و لا تعارض بين روايات الهروب من الجذام و روايات تناول الطعام مع المجذومین؛ لأن هناك نوعين من الجذام؛ النوع الجاف غير المعدي ؛ و النوع المعدي؛ لذلك منع الجذامیون المصابون بمرض معدٍ من دخول المدن و بين الناس؛ على الأرجح أن المجذومین الذين أكلوا الطعام مع المعصومین علیه السلام لم يكون مرضهم معديا.
  • سأل شخص الإمام كاظم علیه السلام: إذا أتى الطاعون في مدينة و أنا هناك فهل أغادر؟ قال الإمام: "نعم". سأل "ماذا لو كان في قرية؟" قال: نعم.

سأل "إذا كان في المنزل؟" قال: نعم اخرج؛ سأل الراوي: "نروى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الهروب من الطاعون کالهروب من الجهاد!" قال الإمام علیه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلک لمن كان في المناطق الحساسة و حدود المعركة مع العدو فلما جاء الطاعون هرب الجنود خوفا و تركوا ساحة القتال ". [6]

  • قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تفرط في النظر إلى المصابين بالتآکل و عندما تتحدث إليهم ابتعد عنهم مسافة سهم واحد" لكن مسافة الرمح المذكورة في الرواية حوالي مترين و هذا الحجم لا يزال موصى به من قبل الخبراء لمنع انتشار المرض.
  • لعن الإمام سجاد علیه السلام أعداء الإسلام وقال: (اللهم اخلط ماءهم بالوباء و طعامهم مع الآلام (أمراض)) و هو يطلب من الله أن يخلط ماء الأعداء بهذا الميكروب حتى يصابون به؛ ومن هذه الرواية يتبين أن الإمام علیه السلام يؤمن بالعدوى و أن وجود الأمراض المعدية من مبادئ الإسلام.

تحليل رواية "لا عدوي في الإسلام"

رواية "لا عداوة في الإسلام" تسبب في بعض المفاهيم الخاطئة؛ هذه الرواية التي یكون اسنادها ضعيف جداً عند الشيعة قد اعتُبر صحيحًا في المصادر السنية نظرًا لذکره في صحيح مسلم وصحيح البخاري [9] على الرغم من أنه تسبب في تحديات لدی اهل السنة و حدثت الخلافات بسبب تعارضه مع الروايات الأخرى. [10]

وقد وردت هذه الرواية في المصادر الشيعية على النحو التالي:

يقول نضر بن قرواش جمّال: سألت الإمام الصادق علیه السلام عن ناقة مصابة بالجرب (مرض جلدي) فهل أفصلها عن بقیة الجمال خوفا من انتشار الجرب؟ قال الإمام علیه السلام: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله! صادفت أغنامًا و بقرًا و جمالًا رخيصة مصابة بالجرب و لا أحب شرائها لئلا ينتشر الجرب إلى الجمال والأغنام؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فمن أصاب الأول؟ ثم قال: لا عدوى و... في الإسلام ". [11]

إن بعض المتطرفين في مجال الطب البدیل بناءً على ظهور هذه الرواية لا يتجنبون الأمراض المعدية و يشجعون الآخرين على الإهمال في هذا المجال؛ يعتقدون أن معنى الرواية أن المسلم لا يمرض باعتماده أسلوب حياة إسلامي و بالرجوع إلى روايات المعصومین الذين يتقاسمون الطعام مع البرص و يعتقدون أن التوكل على الله تعالی هو حل المشكلة؛ هذا التبرير يتعارض مع روايات تجنب الأمراض المعدية كما أن الفرق بين الجذام المعدي و الجذام غير المعدي يخدش حجته.

قبول مبدأ العدوى و رفض حكمها

في أحاديث أخرى ورد ذكر "العدوی" بجانب الطيرة (التشاؤوم)؛ الطيرة واحدة من الحالات التسع المذكورة في حديث الرفع؛ وبحسب رأي العلماء المشهورين لم يتم إنكار حقیقة الحالات التسع من حديث الرفع لكن آثار أو أحكام تلك الحالات أزالها الله عن المسلمين؛ و العدوى کالطيرة وغيرها تم إزالة الحكم و نفي آثارها القانونية و مبدأها كان و لا يزال حقيقة لا يمكن إنكارها. وهذا المعنى يؤكده قول الإمام علي علیه السلام: "و الطیره لیست بحق والعدوی لیست بحق؛"[12] في هذه الرواية لم يقصد الإمام علیه السلام عدم وجود عدوى و لكنه ينفي حكمها و من انتشر منه المرض؛ انتشار المرض لا یسبب الضمان و في حالة العدوى لا يوجد للمریض أي حقوق علی من انتقل منه المرض؛ و لا يمكنه المطالبة بتعويضاته أو تحميله مسؤولية مرضه.

المصادر

  • هذا المقال مأخوذ من مقال "الجراثیم و العدوى و الحجر الصحي في الإسلام" بقلم روح الله رضوي ، مجلة الردود ، العدد 18 ، صيف 2019.

[1] مجلسی، محمدباقر، بحار الأنوار الجامعه لدرر أخبار الأئمه الأطهار(ع)، بیروت: دار إحیاء التراث العربی، ۱۴۰۴ق، ج۶۲، ص۸۲. [2] مجلسی، بحار الأنوار، ج72، ص131 [3] مجلسی، بحار الأنوار، ج۶۲، ص۸۳. [4] مجلسی، بحار الأنوار، ج۶۲، ص۸۲. [5] کلینی، محمدبن‌یعقوب بن اسحق، الأصول، فروع، الروضه من الکافی، مصحح علی‌اکبر الغفاری، تهران: دارالکتب الإسلامیه، ۱۴۰۷ق، ج۲، ص۱۲۳. [6] حرعاملی، محمدبن‌حسن، تفصیل وسائل الشیعه، قم: مؤسسه آل‌البیت(ع)، ۱۴۱۶ق، ج۲، ص۴۳۰. [7] مجلسی، محمدباقر، بحار الأنوار الجامعه لدرر أخبار الأئمه الأطهار(ع)، بیروت: دار إحیاء التراث العربی، ۱۴۰۴ق، ج۶۲، ص۸۳. [8] صحیفه سجادیه، دعای۲۷. [9] بخاری، محمدبن‌إسماعیل، صحیح البخاری، محقق: محمد زهیربن‌ناصر الناصر، بیروت: دارطوق النجاه، ۱۴۲۲ق، ج۷، ص۱۹، ۲۶، ۲۷ و ۳۱. [10] انظروا الي: أبوالحسن القشیری النیسابوری، مسلم بن الحجاج، صحیح مسلم، محقق: محمد فؤاد عبدالباقی، بیروت: دار إحیاء التراث العربی ۱۴۲۱ق، ج۷، ص۳۱و۳۲. [11] مجلسی، محمدباقر، بحار الأنوار الجامعه لدرر أخبار الأئمه الأطهار(ع)، بیروت: دار إحیاء التراث العربی، ۱۴۰۴ق، ج۵۵، ص۳۱۸. [12] نهج البلاغه، حکمت۴۰۰.