التوسل بغير الله تعالی

مراجعة ١٨:٠٢، ٩ أكتوبر ٢٠٢٢ بواسطة Rezvani (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
المسألة

هل یجوز التوسل بالانبیاء و المعصومین (ع)؟


يعتبر المسلمون التوسل بغير الله أمرًا موصی به ما دام في سبیل الاقتراب من الله تعالی؛ كما أن سیرة المسلمين و علماء الدين و طريقتهم كانت التوسل بالمعصومين (ع). یشمل التوسل بغير الله التوسل بالأنبياء و الأئمة؛ و هذا النوع من التوسل الذی هو للتقرب إلى الله أكده القرآن و الأحاديث.


ضرورة التوسل

استخدام التوسل للتوصل الی نتیجة أمر طبيعي و لا شك فيه؛ من أجل الوصول الی درجات روحية عالية وفر الله الوسیلة التي يمكن للإنسان من خلالها بلوغ الدرجات العليا. ولهذا فقد جاء في القرآن: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(الماعدة:35)

التوسل بغیر الله تعالی فی القرآن و الروایات

المقصود من كلمة "الوسیلة" كل ما يقرب الإنسان من الله و أحيانًا يكون مرتبطًا به مثل المعرفة و الوعي والصلاة والحج والزكاة و الجهاد في سبيل الله و ... أو الأشخاص الذين يمسكون بيد الإنسان في هذا الطریق؛ و في تفسير الآية 35 من المائدة فقد ورد أن عليّ (ع) قال: "أنا وسیلته"[١] او تَقَرَّبُوا اِلیهِ بِالاِمام.

لهذا السبب في آيات القرآن تذكر أمثلة مختلفة من الأنبياء السابقين حول التوسل مثل توسل النبي آدم (عليه السلام) بأهل البيت (البقرة ، 37). من إخوة النبي يوسف إلى يعقوب (ع) ، فلما أدرك إخوة النبي يوسف أنهم أخطأوا ، طلبوا من أبيهم أن يغفر لهم ، ووعدهم النبي يعقوب بأن يغفر لهم: ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ۝۹۷قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(يوسف:97-98)

التوسل بالانبیاء و الائمة علیهم السلام

كان توسل المسلمين بنبي الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) موجود في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبعد وفاته؛ کان يأتي الناس و يطلبون منه المساعدة أو المغفرة و سيتم تلبية احتياجاتهم؛ على سبيل المثال يُروى أن رجلاً من عرب البدو كرّمه الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) و تلا بضع ابیات شعرية و جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم كوسيلة ليرسل الله المطر و كان بیته الأخير على النحو التالي: لا خيار لنا إلا أن نهرب إليك إلا إلى نبي الله حيث يتجه الناس. صعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المنبر حزينًا و صلى و أمطر غزيرًا.[٢]

كما أن سیرة المسلمين و علماء الدين و طريقتهم هي أنهم یتوسلون بالأئمة (ع) في ذلك كما أن التجمعات التي تقام للإمام الحسين (ع) والحداد والرضاعة من هذا القبیل.

التوسل بالشخصيات الوجیهة الكريمة

المؤمنون والصالحون الذين لهم مكانة خاصة و قداسة في نظر الله تعالی و كانت لهم حياة روحية جيدة في العالم، من أجل القرب من الله و الوصول إلى استجابة الدعوات نجعلهم وسطاء بیننا و بین الله تعالی، و نقسم علی الله بارواحهم الطیبة کی ننال الرحمة الإلهية و المغفرة.[٣]



الهوامش

  1. طباطبائي، سيد محمد حسين، تفسير الميزان، ج 5 ، ص 333.
  2. كشف الأرتياب، ص 310.
  3. حسيني نسب، سيد رضا، شیعه پاسخ می‌دهد، نشر المشعر، الطبعة الثانية، ص 144.