أفكار تقريبية لآية الله البروجردي

    مراجعة ١٤:٣٧، ١٩ مارس ٢٠٢٥ بواسطة Translation (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب' {{شروع متن}} {{سوال}} ما هي الأفكار والرؤى التي كان يحملها آية الله البروجردي حول تقريب المذاهب؟ {{پایان سوال}} {{پاسخ}} {{درگاه|حوزه وروحانیت}} كان آية الله البروجردي من أولئك الذين أولوا اهتمامًا كبيرًا للتقريب بين المذاهب. كان يرى أن تنظ...')
    (فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)


    سؤال

    ما هي الأفكار والرؤى التي كان يحملها آية الله البروجردي حول تقريب المذاهب؟

    درگاه‌ها


    كان آية الله البروجردي من أولئك الذين أولوا اهتمامًا كبيرًا للتقريب بين المذاهب. كان يرى أن تنظيم قضية "الوحدة بين المذاهب" هو من المهامّ الحيوية لكل عالم شيعي، ويجب السعي لتحقيقها. وبحسب الشهيد مطهري: "كان المرحوم البروجردي عاشقًا ومولعًا بالوحدة الإسلامية."

    تمثّل اهتمام البروجردي بقضية الوحدة الإسلامية في دعمه لدار التقريب بين المذاهب الإسلامية وإقامة علاقات ودية مع مفتي مصر ورؤساء جامعة الأزهر - الشيخ عبد المجيد سليم والشيخ محمود شلتوت - مما أدى في النهاية إلى الفتوى التاريخية لشلتوت في 7 ربيع الأول 1378 هـ، والتي أجازت فيها اتباع المذهب الجعفري.

    تُعتبر أفكار آية الله البروجردي التقريبية من أبرز ملامح فترة مرجعيته.

    سيرته

    السيد حسين الطباطبائي البروجردي (1254-1340 هـ ش)، كان فقيهًا مشهورًا ومن مراجع الإمامية البارزين. وُلد في عائلة روحانية وثريّة في بروجرد، وكان أسلافه من سادات الطباطبائي في أصفهان، الذين ينسبون إلى إسماعيل الديباج.[١]

    والده السيد علي الطباطبائي، كان من علماء المدينة، وأمه السيدة آغا بيگم، ابنة السيد محمد علي الطباطبائي. ينتهي نسب البروجردي باثنين وثلاثين واسطة إلى الإمام الحسن (ع). كان البروجردي زعيم الحوزة العلمية في قم لمدة سبعة عشر عامًا، ومرجعًا عامًا للشيعة في العالم لمدة خمسة عشر عامًا. كان آية الله البروجردي من تلامذة الآخوند الخراساني، وبعد عودته من النجف استقر في بروجرد. بعد عدة سنوات من وفاة عبد الكريم الحائري اليزدي، استجاب لدعوة المراجع الثلاثة (الحجة، الخوانساري، الصدر) وانتقل إلى قم وتولى رئاسة الحوزة العلمية فيها. بعد وفاة السيد أبي الحسن الأصفهاني، أصبح البروجردي أهمّ مرجع للشيعة، وفي عقد 1330 هـ ش كان يُعتبر المرجع العام للشيعة. توسعت في عهده، الحوزة العلمية في قم وازداد عدد الطلاب بشكل غير مسبوق. وتمّ بدعمه إحياء ونشر العديد من الأعمال الحديثية والفقهية. كما تم تدوين مجموعة "جامع أحاديث الشيعة" الكبيرة تحت إشرافه.[٢]

    الفقه المقارن

    كان آية الله البروجردي يولى أهمية كبيرة للفقه المقارن في المسائل الخلافية. كان يعتقد أن المسائل الفقهية يجب أن تُناقش ليس فقط على مستوى المذهب الإمامي، بل على مستوى جميع المذاهب الفقهية الإسلامية، مع الأخذ بعين الاعتبار أدلة جميع المذاهب. ومن هذا المنطلق، قام بطباعة كتاب مسائل الخلاف للشيخ الطوسي. كان البروجردي يعتقد أن "فقه الشيعة هو في حاشية فقه أهل السنة". وأكّد على أن تتمّ كتابة روايات أهل السنة تحت كل باب في كتاب "جامع الأحاديث الفقهية"، وإن كان قد تراجع عن ذلك لاحقًا بسبب ردود الفعل المعارضة.[٣]

    كانت الأساليب الجديدة والاستراتيجية التي اتّبعها آية الله البروجردي في استنباط الأحكام قد فتحت المجال لأبحاث واسعة في فقه أهل السنة، وأقرّ بأنّه بمعرفة محتوى الروايات والفتاوى السائدة لدى أهل السنة في عصر الأئمة المعصومين (ع) يمكن فهم محتوى الأحاديث ومقاصد أقوال الأئمة بشكل أفضل وأسهل. لم يكن البروجردي ينظر إلى آراء أهل السنة بنظرة سلبية؛ بل كان يسعى لفهم أدلتهم وتحليل الموضوع بشكل صحيح.[٤]

    أهدى آية الله البروجردي كتاب المبسوط للشيخ الطوسي إلى الشيخ عبد المجيد سليم من شيوخ الأزهر. وكان البروجردي حريصًا على أن يتعرّف فقهاء الشيعة على روايات وأسس فقه أهل السنّة، وفي المقابل، أن يطّلع أهل السنة على روايات وفقه الشيعة. وفعلًا نجح في هذين الأمرين، حيث تعرّف العديد من أعضاء دار التقريب على فقه الشيعة، حتى أن بعض كبار جامعة الأزهر في مصر مثل عبد المجيد سليم والشيخ محمود شلتوت أصدروا فتاوى تجيز العمل وفق الفقه الشيعي الإمامي، أو أفتوا في بعض المسائل مثل شرط شهادة عدلين في الطلاق، متوافقين مع رأي الشيعة، وهو ما تم تسجيله في القانون المدني المصري.[٥]

    في تلك الفترة، قامت وزارة الأوقاف المصرية بطباعة كتاب المختصر النافع للمحقّق الحلي (ت 676 هـ)، وهو ملخّص لفقه الإمامية، مع مقدمة كتبها وزير الأوقاف آنذاك، الشيخ أحمد حسن الباقوري. زار الباقوري إيران والتقى بآية الله البروجردي. تناولت هذه المقدمة موضوع التقريب الفقهي والمشتركات الفقهية بين الفريقين.[٦]

    ضرورة الوحدة الإسلامية

    كان آية الله البروجردي يرى أن تنظيم قضية الوحدة بين المذاهب يُعدّ من المهام الأساسية والحيوية التي تقع على عاتق كل عالم شيعي ويجب السعي لتحقيقها.[٧] وبحسب الشهيد مطهري: "كان المرحوم البروجردي عاشقًا ومولعًا بالوحدة الإسلامية، وكان قلبه يرفرف لهذا الموضوع." يُذكر أنّ البروجردي عندما تعرض لأزمة قلبية وأغمي عليه لفترة، وبعد أن أفاق، اهتمّ‌ أولاً - وقبل أن ينتبه إلى بحالته الصحية - بموضوع التقريب والوحدة الإسلامية وقال: "كان لدي آمال كبيرة في هذا المجال."[٨]

    كتب مرتضى مطهري في مقال بعنوان "مزايا وخدمات آية الله البروجردي": إنّ من مزايا سماحته الاهتمام الكبير الذي كان يوليه لقضية الوحدة الإسلامية، وتحسين التفاهم والتقريب بين المذاهب الإسلامية. كان هذا الرجل، بسبب معرفته بتاريخ الإسلام والمذاهب الإسلامية، يدرك مدى تأثير سياسات الحكام السابقين في إثارة الفرقة وإشعال نار الخلاف. كما كان يدرك أنّ السياسات الاستعمارية في العصر الحالي تستغلّ هذه الفرقة إلى أقصى حد، بل وتعمل على تأجيجها. كما كان يدرك أن ابتعاد الشيعة عن الفرق الأخرى أدّى إلى عدم معرفتهم بالشيعة وتشكيل تصورات خاطئة عنهم. ولهذه الأسباب، كان حريصًا على إقامة تفاهم بين الشيعة والسنة، بحيث يتمّ تحقيق الوحدة الإسلامية، التي هي الهدف الأسمى لهذا الدين المقدس، ومن ناحية أخرى، يتم تعريف أهل السنة - الذين يشكلون أغلبية المسلمين - بفقه الشيعة ومعارفه كما هي.[٩]

    أدت العلاقات الودّية والمراسلات بين آية الله البروجردي والشيخ محمود شلتوت إلى إصدار الفتوى التاريخية الشهيرة لشلتوت، التي اعترفت بالمذهب الشيعي.[١٠]

    وفي مؤتمر عُقد في طهران لتكريم آية الله البروجردي والشيخ محمود شلتوت، طرح هاشمي رفسنجاني فكر البروجردي التقريبي، قائلًا: "كان آية الله البروجردي يقول في دروسه: إنّ الخلاف بيننا وبين أهل السنة في اتجاهين: الأول هو مسألة الخلافة، والثاني هو أقوال الأئمة. وما يهمّنا هو مسألة الحُجّية، أما الخلافة فهي مسألة تاريخية لا يمكن تكرارها اليوم. ويجب مناقشة أهل السنة حول حجية أقوال الأئمة، لأنّ ذلك هو المؤثر في عصرنا. لم يكن الهدف من التقريب والوحدة في نظر آية الله البروجردي هو اندماج مجموعة في أخرى، بل كان يؤكّد على أن يتمّ تعزيز الصداقة والمحبة بين جميع المجموعات من خلال إبراز النقاط المشتركة، بحيث يصبح الجميع "يدًا واحدة" في مواجهة أعداء الإسلام."[١١]

    دعم دار التقريب

    تأسست دار التقريب بين المذاهب الإسلامية في عام 1327 هـ ش بمبادرة من مجموعة من علماء أهل السنة والمذاهب المختلفة وعلماء الشيعة، وبجهود محمد تقي القمي، الذي أقام لسنوات في لبنان ومصر، وتولّى الأمانة العامة لها. وضمّت عضويتُها أساتذة من الأزهر مثل الشيخ عبد المجيد سليم، والشيخ محمود شلتوت، والشيخ أبو زهرة، وحسن البنا، ومن علماء الشيعة محمد حسين كاشف الغطاء في النجف، والسيد شرف الدين، ومحمد جواد مغنية في لبنان.[١٢]

    على الرغم من أنّ آية الله البروجردي لم يكن من مؤسسي دار التقريب، إلا أنّه دعمها بقوة منذ بداية نشاطها، ولم يبخل في تقديم الدعم المالي لها. وبالإضافة إلى المراسلات مع شيخ الأزهر عبد المجيد سليم، ومن بعده مع الشيخ محمود شلتوت، عزّز البروجردي علاقات العالَم الشيعي مع العالَم الإسلامي، وحوّل العديد من سوء الفهم وعدم الثقة إلى صداقة ومحبة.[١٣]

    كان آية الله البروجردي يقدّم الدعم المالي والعلمي للمؤسسة، وبعد وفاته توقّف هذا الدعم، وتوقّفت أعمال دار التقريب التي كانت تعتمد على هذه المساعدات.[١٤] تمثّل اهتمام البروجردي بقضية الوحدة الإسلامية في دعمه لـ "دار التقريب بين المذاهب الإسلامية" وإقامة علاقات ودّية مع مفتي مصر ورؤساء جامعة الأزهر - الشيخ عبد المجيد سليم والشيخ محمود شلتوت - مما أدّى في النهاية إلى الفتوى التاريخية لشلتوت في 7 ربيع الأول 1378 هـ، التي أجازت الالتزام بالمذهب الجعفري.[١٥]

    منع الإساءة إلى الخلفاء وكبار أهل السنة

    يذكر واعظ زاده خراساني في إحدى ذكرياته عن آية الله البروجردي كيف تعامل مع الإساءة إلى كبار أهل السنة، حيث قال البروجردي: "كتب شخصٌ ما كتابًا وأساء فيه إلى الخلفاء قدر استطاعته، وذكر اسمي في بداية الكتاب، فأمرت بجمع جميع نسخ الكتاب. في أي عصر نعيش؟ ما الفائدة من هذه الكلمات إلا الضرر وإثارة العداوة؟" كما يُذكر أن البروجردي لم يكن موافقًا على طباعة مجلدات "الفتن والمحن" من بحار الأنوار، وتمكن من منع طباعتها بناءً على طلب محمد تقي القمي.[١٦]

    للمزيد من القراءة

    • دواني، علي، شرح زندگاني آيت الله العظمي بروجردي، مركز دراسات تاريخ إيران المعاصر.
    • واعظ زاده خراساني، زندگي آيت الله العظمي بروجردي، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، ۱۳۷۹ هـ ش.

    المصادر

    1. تولاّيي، علي، «بروجردي»، دانشنامه بزرگ اسلامي (دائرة المعارف الإسلامية الكبرى)، مركز دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ج۱۲، ذيل المدخل.
    2. «آيت‌الله سيد حسين بروجردي»، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، تاريخ النشر: ۱۲ دي ۱۳۹۷ش، تاريخ المشاهدة: ۸ مهر ۱۴۰۲ هـ ش.
    3. «آيت‌الله سيد حسين بروجردي»، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، تاريخ النشر: ۱۲ دي ۱۳۹۷ش، تاريخ المشاهدة: ۸ مهر ۱۴۰۲هـ ش.
    4. أبو الحسيني، رحيم، «پيشگامان تقريب: آيت الله بروجردي: آيت اخلاص»، مجلّة انديشه تقريب، ۱۳۸۴ش، رقم ۵، ص۹۹ تا ۱۱۸.
    5. «آيت‌الله سيد حسين بروجردي»، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، تاريخ النشر: ۱۲ دي ۱۳۹۷ش، تاريخ المشاهدة: ۸ مهر ۱۴۰۲هـ ش.
    6. «آيت‌الله سيد حسين بروجردي»، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، تاريخ النشر: ۱۲ دي ۱۳۹۷ش، تاريخ المشاهدة: ۸ مهر ۱۴۰۲هـ ش.
    7. أبو الحسيني، رحيم، «پيشگامان تقريب: آيت الله بروجردي: آيت اخلاص»، مجلّة انديشه تقريب، ۱۳۸۴ش، رقم ۵، ص۹۹ تا ۱۱۸.
    8. مطهري، مرتضى، مجموعة آثار، طهران، صدرا، ۱۳۸۸ش، ج۲۰، ص۱۵۵.
    9. مطهري، مرتضى، مجموعة آثار، طهران، صدرا، ۱۳۸۸ش، ج۲۰، ص۱۵۴.
    10. جودكي، محبوبه، «تقريب»، دانشنامه جهان اسلام (دائرة معارف العالم الإسلامي، طهران، مؤسسة دايرة المعارف الإسلامي، ج۷، ۱۳۹۳ش، ذيل المدخل.
    11. أبو الحسيني، رحيم، «پيشگامان تقريب: آيت الله بروجردي: آيت اخلاص»، مجلّة انديشه تقريب، ۱۳۸۴ش، رقم ۵، ص۹۹ تا ۱۱۸.
    12. «آيت‌الله سيد حسين بروجردي»، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، تاريخ النشر: ۱۲ دي ۱۳۹۷ش، تاريخ المشاهدة: ۸ مهر ۱۴۰۲هـ ش.
    13. أبو الحسيني، رحيم، «پيشگامان تقريب: آيت الله بروجردي: آيت اخلاص»، مجلّة انديشه تقريب، ۱۳۸۴ش، رقم ۵، ص۹۹ تا ۱۱۸.
    14. واعظ زاده خراساني، «فقه مقارن وتقريب مذاهب در نگاه «آيت‌الله بروجردي»، مركز دايرةالمعارف بزرگ اسلامي، تاريخ المشاهدة: ۸ مهر ۱۴۰۲هـ ش.
    15. تولاّيي، علي، «بروجردي»، دانشنامه بزرگ اسلامي (دائرة المعارف الإسلامية الكبرى)، مركز دائرة المعارف بزرگ اسلامي، ج۱۲، ذيل مدخل.
    16. «آيت‌الله سيد حسين بروجردي»، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، تاريخ النشر: ۱۲ دي ۱۳۹۷ش، تاريخ المشاهدة: ۸ مهر ۱۴۰۲هـ ش.

    رده:دانشمندان بزرگ شیعهرده:شیعه امامیه

    قالب:تکمیل مقاله