البرزخ

من ويكي باسخ
مراجعة ٠٠:٥١، ٢٢ يناير ٢٠٢٥ بواسطة Hamedhakimipoor (نقاش | مساهمات) (←‏المصادر)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
  1. تغییر_مسیر الگو:پاسخ
سؤال

ما هو البرزخ؟


البرزخ هو العالم الذي يبدأ بموت الإنسان، ويستمرّ حتى يوم القيامة. يختلف عالم البرزخ عن القيامة من عدة أمور، منها أنّ في البرزخ يكون البدن مثالياً، بينما يكون المعاد في القيامة جسمانياً، كما أنّ شفاعة الأئمة تقتصر على يوم القيامة ولا توجد شفاعة لأهل البيت في البرزخ.

في الروايات، يُشار إلى عالم البرزخ بتعبير "القبر"؛ حيث اعتبر الإمام علي (ع) البرزخ هو نفسه القبر، ويعتقد أن المنحرفين يعيشون حياة مريرة هناك ويتعذبون.

يرى المحققون أن أوصاف البرزخ في الروايات تشبه كثيراً أوصاف عالم المثال، ويعتقدون أن الاثنين يشيران إلى حقيقة خارجية واحدة. ووفقاً للروايات الشيعية، فإن لقاء الأرواح بعضها ببعض ومع أهل الدنيا ممكن في البرزخ.

حقيقة البرزخ

قالب:انظر أيضًا: الفرق بين البرزخ وعالم المثال، والفرق بين البرزخ والقيامة، والبرزخ المتصل والبرزخ المنفصل. اعتبر العلماء أن عالم البرزخ يمتد من بداية الموت حتى يوم القيامة.[١] وقد استخدم القرآن الكريم تعبير البرزخ للإشارة إلى العالم الذي يقع بين الدنيا والآخرة: ﴿حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ • لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ(المؤمنون:٩٩-١٠٠). وقد أشار القرآن إلى البرزخ في مواضع أخرى.[٢]

يرى المحققون أن أوصاف البرزخ في الروايات تشبه كثيراً أوصاف عالم المثال، ويعتقدون أن الاثنين يشيران إلى حقيقة خارجية واحدة. وقد أجاب الإمام الصادق (ع) شخصاً كان يظن أن الروح تنتقل بعد الموت على شكل طائر، بأن كرامة المؤمن أعلى من أن توضع على شكل طائر. وذكر الإمام أن أرواح المؤمنين تكون في أجساد تشبه أجسادهم الدنيوية.[٣]

وقد ذُكرت عدة فروق بين عالمي البرزخ والقيامة، منها وجود البدن المثالي في البرزخ[٤] والمعاد الجسماني في القيامة.[٥] كما توضح روايات الأئمة (ع) أن الشفاعة في عالم البرزخ لا تشمل المذنبين والمبتلين، وإنما تختص بيوم القيامة. وقد ذكر الإمام الصادق (ع) أن الشيعة سيكونون جميعاً من أهل الجنة بشفاعة النبي (ص) والأئمة المعصومين (ع) في القيامة، ولكنه أبدى حزنه على أحوال الشيعة في البرزخ.[٦]

القبر والبرزخ

معظم الآيات التي تحدّثت عن القبر ومراحله قد فُسّرت بأنها تشير إلى عالم يتجاوز القبر الظاهري.[٧] وفي الروايات أيضاً، يُعبَّر عن عالم البرزخ بالقبر.[٨] اعتبر الإمام علي (ع) البرزخ هو نفسه القبر، ويعتقد أن المنحرفين يعيشون حياة مريرة هناك ويتعذبون[٩] وقد عرَّف الإمام الصادق (ع) البرزخ بأنه الفترة من الموت إلى الآخرة[١٠]، مما يدل على أن القبر والبرزخ واحد.

== العقاب والثواب في البرزخ == 

توجد في البرزخ نِعَم وعذاب كما في الآخرة؛ ينقل القرآن على لسان مؤمن استشهد على يد قومه ودخل الجنة:﴿يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ • بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ(يس:٢٦-٢٧). يعتقد الطبرسي، من مفسري الشيعة، أن هذه الآية تدل على نِعَم البرزخ.[١١] وهناك آيات أخرى تشير إلى النِعَم والعذاب في البرزخ. وبالإضافة إلى هذه الآيات، تحدثت الروايات أيضاً عن العذاب والنِعَم البرزخية.[١٢]

التواصل مع الآخرين في البرزخ

وردت روايات مختلفة عن لقاء أرواح المؤمنين والكافرين في البرزخ مع أهل الدنيا، وقد خُصص لها باب مستقل في كتاب الكافي، أحد أهم المصادر الحديثية الشيعية.[١٣]

كما أنه وفقاً للروايات الشيعية، يمكن للأرواح أن تلتقي ببعضها في البرزخ. فقد نُقل عن الإمام الصادق (ع) أن الأرواح في البرزخ تتعرف على بعضها وتتساءل فيما بينها.[١٤]

المصادر

  1. الكليني، محمد بن يعقوب، الفروع من الكافي، ج 3، ص 242، ح 3.
  2. سورة البقرة، آية 154. سورة مريم، آية 62. سورة المؤمن، آية 11.
  3. الكليني، محمد بن يعقوب، الفروع من الكافي، ج 3، ص 244، ح 1.
  4. السعيدي مهر، محمد، تعليم الكلام الإسلامي، 1381 ش، ج 2، ص 240.
  5. السبحاني، جعفر، منشور جاويد، مؤسسة سيد الشهداء، ط 1، 1369 ش، ج 9، ص 140.
  6. الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1365 ش، ج 3، ص 242.
  7. المفردات، ص 390.
  8. الحسن زاده، عيون مسائل النفس، ج 2، ص 365.
  9. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 6، ص 218.
  10. الكليني، محمد بن يعقوب، الفروع من الكافي، ج 3، ص 242، ح 3. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 6، ص 267.
  11. الطبرسي، فضل بن حسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 8، ص 659.
  12. الكليني، محمد بن يعقوب، الفروع من الكافي، ج 3، ص 244، ح 2. المجلسي، محمد باقر، حق اليقين، ص 477.
  13. الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، 1407 هـ، ج 3، ص 230.
  14. الكليني، محمد بن يعقوب، الفروع من الكافي، ج 3، ص 244، ح 3. المكارم الشيرازي، ناصر، بيام القرآن، قم، ج 5، ص 459.