خطبة الإمام السجاد (ع) في الشام

    مراجعة ٠٢:٤٤، ٦ أبريل ٢٠٢٥ بواسطة Translation (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'{{شروع متن}} {{سوال}} قيل أن الإمام السجاد (ع) خطب في مجلس يزيد؛ فما الذي قاله الإمام في هذه الخطبة؟ {{پایان سوال}} {{پاسخ}} {{درگاه|اندازه=گوچک|امام حسین}} '''خطبة الإمام السجّاد (ع) في الشام''' من أشهر الخُطب التي ألقاها بعد واقعة عاشوراء، والتي بواسطتها تمكّن الإمام (ع)...')
    (فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
    سؤال

    قيل أن الإمام السجاد (ع) خطب في مجلس يزيد؛ فما الذي قاله الإمام في هذه الخطبة؟

    خطبة الإمام السجّاد (ع) في الشام من أشهر الخُطب التي ألقاها بعد واقعة عاشوراء، والتي بواسطتها تمكّن الإمام (ع) من زعزعة شرعية الحكم الأموي وإبطال دعاياته التي استمرت أربعين عاماً ضد الإمام علي (ع) وأهل بيته (ع). يُعتبر المحور الرئيسي لمضمون هذه الخطبة هو بيان مكانة أهل البيت (عليهم السلام)، وذلك توضيحاً لمدى الظلم والجور الذي أصابهم من السلطة الحاكمة جرّاء تعاملها معهم خلال واقعة كربلاء. كما تُظهر خطبة الإمام السجاد (ع) في الشام شجاعة الإمام، وفصاحته، ودوره في إضاءة طريق الحق من خلال إحياء رسالة نهضة عاشوراء، وقد ورد أن هذه الخطبة كان لها تأثير تنويري فوري؛ حيث قامت اعتراضات الناس على أفعال يزيد بن معاوية، وامتلأ مجلس الخطبة بالبكاء والعويل.

    بحسب المصادر التاريخية، أُلقيت هذه الخطبة بعد واقعة عاشوراء، أثناء أسر سبايا آل البيت (عليهم السلام) وإجلائهم إلى الشام. ووفقاً لبعض الروايات، أمر يزيد خطيب البلاط أن يصعد المنبر ويمدح معاوية بن أبي سفيان، ويقدح في الإمام الحسين (ع) وأهل بيته، ففعل الخطيب ذلك، فتصدّى له الإمام السجاد (ع) وطلب الإذن بإلقاء كلمة، ورُفض طلبه في البداية، لكن بعد إصرار الحاضرين، وافق يزيد على أن يخطب الإمام (عليه السلام).

    الأهمية

    تُعتبر خطبة الإمام السجاد (ع) في الشام من أشهر خطبه وأكثرها فرادةً وقوّةً وبلاغةً، بل ووُصفت بأنها كلامٌ فوق العادة وكلامٌ مُزلزل، فقد استطاعت هذه الخطبة أن تُهزّ شرعيةَ حكم بني أمية، وتُبطلَ حملاتهم الدعائية التي استمرت أربعين عاماً ضد الإمام علي وأهل بيته (عليهم السلام)، [١]

    كما جسّدت هذه الخطبة شجاعةَ الإمام السجاد (ع) وفصاحته، ومكانته الرائدة في كشف الحق وإحياء رسالة نهضة عاشوراء، وقد كان لخطبته تأثيرٌ تنويري فوري، حيث انتفض الحاضرون ضد أفعال يزيد، وامتلأ المجلس بالبكاء والنحيب، بل إن بعض الحضور غادروا المكان رافضين الاعتراف بشرعية يزيد كخليفة للمسلمين. [٢]

    يرى بعض الباحثين أن هذه الخطبة قدّمت نموذجاً للمنابر الحسينية، حيث يمكن للخطباء أن يستلهموا منها منهجاً يجعل كلامهم أكثرَ عمقاً وتأثيراً في قلوب الناس. [٣]


    ظروف إلقاء الخطبة

    وفقاً للمصادر التاريخية، أُلقيت خطبة الإمام السجاد (عليه السلام) في الشام بعد واقعة عاشوراء، أثناء أسر سبايا أهل البيت (عليهم السلام) وإجلائهم إلى الشام،[٤] ووفقاً لبعض الروايات، أمر يزيد بن معاوية خطيب البلاط أن يصعد المنبر، ويستغل حالة السبايا ليمدح معاوية بن أبي سفيان، ويهجو الإمام الحسين (ع) وأهل بيته، فقام الخطيب بذلك، وأسرف في سب الإمام علي والإمام الحسين (عليهما السلام). [٥]

    عندما كان الخطيب يخطب بتلك الأقوال الباطلة ضد أهل البيت (ع)، نهض الإمام زين العابدين (ع) فجأةً وصاح به: "وَيْلَكَ أَيُّهَا الْخَاطِبُ! لَقَدِ اشْتَرَيْتَ مَرْضَاةَ الْمَخْلُوقِ بِسَخَطِ الْخَالِقِ، فَتَبَوَّأْ مَقْعَدَكَ مِنَ النَّارِ"،[٦] ثم التفت الإمام (ع) إلى يزيد قائلاً: "أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَرْقَى هَذِهِ الْأَعْوَادَ فَأَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ فِيهِ لِلَّهِ رِضًا، وَلِهَؤُلَاءِ أَجْرٌ وَثَوَابٌ؟". رفض يزيد طلب الإمام (ع) في البداية، لعلمه بأن كلام الإمام سيكشف زيف حكمه ويُفضحه، لكن الحاضرين أصرّوا على منح الإمام الفرصة، فظل يزيد يرفض حتى قال له الناس: "يا أمير المؤمنين! ائذن له ليصعد، فلعلّنا نسمع منه شيئا" فقال لهم: "إن صعد المنبر هذا لم ينزل إلاّ بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان" فقالوا: "وما قدر ما يحسن هذا؟" فقال: "إنّه من أهل بيت قد زقّوا العلم زقاً"، وظل الناس يصرّون على يزيد حتى أذن للإمام (ع) بالصعود إلى المنبر، فبدأ الإمام بحمد الله والثناء عليه، ثم ألقى خطبته المشهورة. [٧]

    المحاور الرئيسية لمضمون الخطبة

    يُعتبر بيان مكانة أهل البيت هو جوهر الخطبة التي ألقاها الإمام السجاد (ع) في الشام، وذلك لكشف حجم الظلم والجور الذي مارسته سلطة الخلافة ضدهم في واقعة كربلاء، ولتحقيق هذا الهدف، بدأ الإمام (ع) بتعريف الحاضرين بالنبي محمد (ص)، ثم بالإمام علي (ع) والسيدة فاطمة الزهراء (ع)، مؤكداً أنه ابنهم ووريث فضائلهم، كما ذكر انتسابه للإمام الحسين (ع) والسيدة خديجة الكبرى (ع). [٨]

    بيّن الإمام السجاد (ع) في خطبته هذه أبرز ست صفات تميز بها أهل البيت (عليهم السلام)، وهي: العلم، والحلم، والسماحة، والفصاحة، والشجاعة، والمحبة في قلوب المؤمنين، كما عدّد الإمام (ع) سبع خصائص أوجبت الفضيلة لأهل البيت (عليهم السلام) على سواهم، وهي:

    1. أن منهم رسول الله (صلى الله عليه وآله).
    2. أن منهم الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).
    3. أن منهم جعفر الطيار (عليه السلام).
    4. أن منهم حمزة سيد الشهداء (عليه السلام).
    5. أن منهم الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام).
    6. أن منهم الإمام الحسين سيد الشهداء (عليه السلام).
    7. أنهم ورثة أفضل عباد الله الصالحين. [٩]

    متن الخطبة

    المصادر

    1. الشهيدي، السيد جعفر، حياة علي بن الحسين(ع)، طهران، ۱۳۶۷ش، ص۷۵؛ مكارم الشيرازي، ناصر، عاشوراء: الجذور الدوافع الأحداث والتداعيات، قم، مدرسه الإمام علي بن أبي‌ طالب (ع)، ۱۳۸۴ش، ص۶۱۰؛ المدرسي، السيد محمد تقي، حياة سيد الساجدين علي بن الحسين (ع)، طهران، انتشارات محبان الحسين(ع)، ۱۳۸۸ش، ص۶۹.
    2. مكارم الشيرازي، ناصر، عاشوراء: الجذور الدوافع الأحداث والتداعيات، قم، مدرسه الإمام علي بن أبي‌ طالب (ع)، ۱۳۸۴ش، ص612.
    3. المدرسي، السيد محمد تقي، حياة سيد الساجدين علي بن الحسين (ع)، طهران، انتشارات محبان الحسين(ع)، ۱۳۸۸ش، ص۶۹.
    4. الشهيدي، السيد جعفر، حياة علي بن الحسين(ع)، طهران، ۱۳۶۷ش، ص۷۵.
    5. مكارم الشيرازي، ناصر، عاشوراء: الجذور الدوافع الأحداث والتداعيات، قم، مدرسه الإمام علي بن أبي‌ طالب (ع)، ۱۳۸۴ش، ص604.
    6. ابن ‌طاووس، علي بن موسى، الملهوف على قتلى الطّفوف، تحقيق: فارس حسّون، قم، انتشارات أسوة، ۱۴۱۷هـ، ص۲۱۹.
    7. الخوارزمي، موفق بن أحمد، مقتل الحسين عليه السلام، تحقيق محمد السماوي، قم، انتشارات أنوار الهدى، ۱۴۲۳هـ، ج۲، ص۷۶.
    8. المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، ۱۴۰۳هـ، ج۴۵، ص۱۳۸.
    9. المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، ۱۴۰۳هـ، ج۴۵، ص۱۳۸.
    10. المجلسي، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، بيروت - لبنان، 1414 هـ، ج 45، ص 137.

    رده:امام سجاد(ع)رده:تاریخ و سیره معصومان