مستخدم:Translation/ملعب1
كيف كان وضوء النبي (ص)؟ وأي من وضوء الشيعة وأهل السنة يشبه وضوء النبي؟
ينسب الشيعة طريقة وضوئهم إلى سيرة النبي محمد (ص). وفقًا للأدلة التاريخية، لم يُنقل أي خلاف في طريقة الوضوء حتى عهد الخليفة الثالث. في عهد عثمان، انتشرت طريقة جديدة للوضوء. وبعد عهد عثمان، كان الإمام علي (ع) يذكّر الناس بطريقة النبي (ص)، ولكن طريقة عثمان هي التي انتشرت بين أهل السنة.
الخلاف بين الشيعة وأهل السنة في كيفية الوضوء
///
المصادر الرئيسية للأحكام الشرعية والفقهية في الإسلام هي القرآن والسنة. ويجب أن تتوافق كل مسألة مع هذين المصدرين. إنّ الوضوء من الطهارات الشرعية التي يجب أن تؤخذ آدابها وشروطها من هذين المصدرين. وهناك خلافات بين الشيعة وأهل السنة في طريقة الوضوء، وهذا الخلاف ناتج عن الاختلاف في فهم آية الوضوء:
///﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ (المائدة: 6).
من وجهة نظر الشيعة، يجب غسل الوجه واليدين من المرفقين إلى أطراف الأصابع، ومسح الرأس والقدمين في الوضوء. أما أهل السنة فيرون أن غسل اليدين من أطراف الأصابع إلى المرفقين (عكس الشيعة) وغسل القدمين من شروط صحة الوضوء.
بداية الخلاف في كيفية الوضوء بين المسلمين
عدم الخلاف في كيفية الوضوء حتى عهد الخليفة الثالث
لم يكن هناك أي خلاف في كيفية الوضوء بين المسلمين في عهد النبي (ص) وأبي بكر وعمر. النقل الوحيد الذي يشير إلى خلاف في كيفية الوضوء في عهد عمر يتعلق بالمسح على الخفّين، حيث نُقل أن رجلاً توضأ ومسح على خفيه، ثم دخل المسجد ليصلّي. فقال له الإمام علي (ع): ويلك! أتصلي بغير وضوء؟ (إشارة إلى أن وضوءه غير صحيح). فقال الرجل: إنّ عمر أمر بذلك. فأخذه الإمام علي (ع) إلى عمر وقال: انظر ما ينسبه هذا الرجل إليك. فقال عمر: نعم، أنا أمرت بذلك، لأنّ رسول الله (ص) كان يمسح هكذا. فقال الإمام علي (ع): هل كان هذا المسح قبل نزول سورة المائدة أم بعدها؟ فقال عمر: لا أعلم. فقال الإمام علي (ع): فكيف تفتي وأنت لا تعلم؟
من هذا النقل يتّضح أن المسح على القدمين كان معمولًا به وشائعًا. هذا الخلاف غير موجود الآن بين المذاهب، والخلاف الحالي يتعلق بغسل القدمين أو مسحهما.
الخلاف في كيفية الوضوء في عهد عثمان
سعى عثمان إلى بيان كيفية وضوء النبي (ص)، ونسب وضوءه الخاص إلى النبي (ص). وتؤكد هذا الأمر أهمّ مصادر أهل السنة، حيث يذكر كتاب كنز العمال أن مصدر الخلاف هو عثمان، وذلك في عهد خلافته.
كما ينقل مسلم في صحيح البخاري أن عثمان توضأ وقال: يا أيها الناس، ينقلون عن رسول الله (ص) أشياء لا أعلمها، ولكنني رأيت رسول الله (ص) يتوضأ مثل وضوئي هذا. ثم غسل وجهه ويديه ثلاث مرات، وبعد مسح رأسه غسل قدميه بدلًا من مسحهما، وقال: من توضأ هكذا غُفرت ذنوبه الماضية.
هذا الشكل من الوضوء نقله فقط ثلاثة أشخاص: عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن زيد، وربيعة، في حين أن الإمام علي (ع) والصحابة وزوجات النبي (ص) لم ينقلوا مثل هذا الوضوء عن النبي (ص).
إجراءات الإمام علي (ع) لمنع الخلاف في كيفية الوضوء
قام الإمام علي (ع) بعدة إجراءات لمنع الابتداع في كيفية الوضوء:
- في بعض الروايات، طلب الإمام علي (ع) إبريق ماء، فغسل وجهه ويديه (كل منهما مرتين)، ومسح رأسه وقدميه، ثم قال: من سأل عن وضوء رسول الله (ص)، فوضؤه هكذا، وهذا وضوء من لا يبتدع.
- أمر الإمام علي (ع) مجموعة من الأشخاص بتسجيل وتدوين السنة النبوية في العلوم والأحكام المختلفة. على سبيل المثال، كُلّف علي بن أبي رافع وأخوه عبيد الله من قبل الإمام بتأليف كتاب في الفقه (الوضوء والصلاة وغيرها).
مصدر المقال
هذا المقال مأخوذ من كتاب وضوء النبي، تأليف السيد علي شهرستاني، بيروت، دار المؤرخ العربي.