مستخدم:Translation/ملعب1

    من ويكي باسخ

    ما هي خصائص الحرب والجهاد من وجهة نظر الإمام علي (ع)؟

    يُعتبر الدافع الإلهي والسير في سبيل الله من أهم خصائص الحرب والجهاد في نظر الإمام علي (ع). فقد أوصى الإمام بأن لا يُدخل المجاهدون أحقادهم الشخصية في صراعهم مع العدو. وكان الإمام (ع) يعتبر الحرب آخر الحلول، ويؤكّد على ضرورة منع نشوب الحرب من خلال النصيحة والإرشاد. کما كان يرى أن السلام أفضل من الحرب، حيث أوصى مالك الأشتر بالسلام إذا رأى فيه مصلحة البلاد ورضا الله. وكان الإمام علي (ع) يعتبر بدء الحرب دون إتمام الحجة عملاً خاطئًا، وكان يسعى جاهدًا لإرشاد الطرف الآخر.

    خصائص الجهاد في كلام الإمام علي (ع)

    من وجهة نظر الإمام علي (ع)، يجب على جبهة الإسلام، بالإضافة إلى مراعاة المبادئ العامة للحرب، الالتزام بمجموعة من الخصائص والآداب الخاصة التي تؤثر في انتصارهم وتثبت حقانية جبهة الإسلام. بعض هذه المبادئ والخصائص هي:

    الحرب والجهاد في سبيل الله (الإخلاص في النية)

    من وجهة نظر الإمام علي (ع)، الحرب والجهاد تكون ذات قيمة وأهمية إذا كانت بدافع إلهي وفي سبيل الله. كان الإمام يوصي أصحابه بعدم القتال بدافع الأحقاد الشخصية، بل أن يكون قتالهم في سبيل الله. فقد أوصى الإمام "معقل بن قيس"، أحد قادته العسكريين، قائلاً: ///////"وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ شَنَآنُهُمْ عَلَى قِتَالِهِم؛ لا تقاتلوا العدو بدافع الكراهية الشخصية". [1]

    ونقل عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه عندما واجه جيشُ الإمام علي (ع) جيش الشام في صفين، ألقى الإمام خطابًا قال فيه: "أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ إِنَّهُ مَنْ رَأَى عُدْوَاناً يُعْمَلُ بِهِ وَ مُنْكَراً يُدْعَى إِلَيْهِ فَأَنْكَرَهُ بِقَلْبِهِ فَقَدْ سَلِمَ وَ بَرِئ". [2]

    كما أوصى الإمام علي (ع) أولاده قبل وفاته قائلاً: "وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الْجِهَادِ بِأَمْوَالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ وَ أَلْسِنَتِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ اتقوا الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله". [3]

    الحرب كحلّ أخير

    كان الإمام علي (ع) يعتبر الحرب آخر الحلول، وكان يؤكد على ضرورة منع نشوبها من خلال النصيحة والإرشاد. كان يرى أن السلام أفضل من الحرب، حيث قال لمالك الأشتر: "وَ لَا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ إِلَيْهِ عَدُوُّكَ و لِلَّهِ فِيهِ رِضًا فَإِنَّ فِي الصُّلْحِ دَعَةً لِجُنُودِكَ وَ رَاحَةً مِنْ هُمُومِكَ وَ أَمْناً لِبِلَادِكَ". [4]

    وكان الإمام يعتقد أنه إذا لم تنجح الأساليب السياسية في منع الحرب، فيجب استخدام كل فرصة لإنهاء الحرب وإعادة السلام. فقد كتب الإمام إلى أحد قادته حول مجموعة من المتمردين قائلاً: "فَإِنْ عَادُوا إِلَى ظِلِّ الطَّاعَةِ فَذَاكَ الَّذِي نُحِبُّ". [5]

    وقبل معركة الجمل، قال الإمام إنّه يأمل في السلام إذا قبل الطرف الآخر، ولكن إذا رفضوا، فلا بدّ من اللجوء إلى الحرب كحلّ أخير. [6] وقبل المعركة، سأل رفاعة بن رافع الإمام علي (ع): "يا أمير المؤمنين، أيّ شي‌ء تريد و أين تذهب بنا؟ قال أما الذي نريد و ننوي فإصلاح إن قبلوا منا و أجابوا إليه. قال: فإن لم يقبلوا؟ قال: ندعوهم و نعطيهم من الحق ما نرجو أن يرضوا به‌. قال: فإن لم يرضوا؟ قال: ندعهم ما تركونا. قال: فإن لم يتركونا؟ قال: نمتنع منهم. قال فنِعم إذا." [7]

    وقبل معركة صفين، أعرب جيش الإمام عن استيائهم من التأخير في القتال. فأوضح الإمام أن التأخير كان على أمل أن ينضمّ بعض الأعداء إليه ويهتدوا: "فَوَاللَّهِ مَا دَفَعْتُ الْحَرْبَ يَوْماً إِلَّا وَ أَنَا أَطْمَعُ أَنْ تَلْحَقَ بِي طَائِفَةٌ فَتَهْتَدِيَ بِي وَ تَعْشُوَ إِلَى ضَوْئِي وَ ذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْتُلَهَا عَلَى ضَلَالِهَا وَ إِنْ كَانَتْ تَبُوءُ بِآثَامِهَا". [8]

    منع الحرب قبل إقامة الحجة

    يُقال إن الإمام علي (ع) لم يبدأ الحرب أبدًا دون إقامة الحجة وإتمامها. فقد كتب الشيخ المفيد عن معركة الجمل أن الإمام قال لجيشه: لا تعجلوا ببدء الحرب حتى أُتمّ الحجة على هذا القوم. ثم استدعى عبد الله بن عباس وأعطاه قرآنًا ليذهب إلى طلحة والزبير وعائشة ويدعوهم إلى أحكام القرآن. [9] وعندما عاد ابن عباس، قال إنّ القوم يريدون الحرب فقط. بدأ رماة العدو بإطلاق السهام، وطلب ابن عباس من الإمام أن يأمر بالقتال، لكن الإمام رفض وأصر على إتمام الحجة مرة أخرى. [10]

    التخلي عن العصبيات القبلية والوطنية

    يجب على المجاهد أن يتخلّى عن كل العصبيات الجاهلية والقبلية والوطنية، ويجاهد فقط من أجل الحق. إذا تجمع الأقارب والأقرباء حول الحق، فإنّ الجهاد يكون معهم، ولكن إذا تجمّعوا تحت راية الباطل، فإنّ الجهاد يكون ضدهم. قال الإمام: "وَ لَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص نَقْتُلُ آبَاءَنَا وَ أَبْنَاءَنَا وَ إِخْوَانَنَا وَ أَعْمَامَنَا مَا يَزِيدُنَا ذَلِكَ إِلَّا إِيمَاناً وَ تَسْلِيماً وَ مُضِيّاً عَلَى‏ اللَّقَمِ". [11]

    عدم البدء بالحرب

    مدرسة الإمام هي مدرسة السلام والمحبة والهداية، ويجب منع الحرب وسفك الدماء قدر الإمكان. إذا لم يكن هناك مفرّ من الحرب، فيجب في ساحة المعركة انتظار بدء الحرب من قبل العدو. فقد أوصى الإمام مالك الأشتر، أحد قادته في معركة صفين، بهذا المبدأ [12][13]، وقال لجيشه: "لَا تُقَاتِلُوهُمْ حَتَّى يَبْدَءُوكُمْ فَإِنَّكُمْ بِحَمْدِ اللَّهِ عَلَى حُجَّةٍ وَ تَرْكُكُمْ إِيَّاهُمْ حَتَّى يَبْدَءُوكُمْ حُجَّةٌ أُخْرَى لَكُمْ عَلَيْهِمْ". [14][15]

    الدعاء والمناجاة

    المجاهد الديني يجاهد من أجل الله، وفي كل لحظات الحرب، يطلب النصر والعون من الله تعالى. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الدعاء والارتباط بالله يقوّي روح المجاهد ويجعله أكثر ثباتًا في جهاده ضد الكفار. كان الإمام علي (ع) حتى في مواجهة العدو وفي ساحة الجهاد لا يتوقف عن الدعاء والمناجاة. كان يدعو لجيشه ولإرشاد الطرف المقابل، وهذه الأدعية لا يمكن حصرها في هذا المقال. [16][17][18][19]

    الشعارات والدعاية الحربية

    منذ القدم، كان إطلاق الشعارات والدعاية في الحروب وسيلة لتقوية معنويات الجنود وإضعاف العدو. كان رفع الأعلام من المحاور الرئيسية في الدعاية الحربية القديمة، حيث كان يعبّر عن نشاط الجيش واستعداده للهجوم. لذلك، كان الإمام يوصي بأن تظلّ الرایات مرفوعة دائمًا، وأن یحفّوا بها، وأن تُسند إلى الأشخاص الشجعان. [20][21]

    التعامل الإنساني مع العدو

    في مدرسة الإمام، المبدأ الأساسي هو التعامل الإنساني مع جميع البشر، حتى الأعداء. كان الإمام يوصي جيشه بهذه المبادئ الأخلاقية والإنسانية، ويطلب منهم عدم تمثيل بجثث الأعداء [22]، وعدم دخول منازل الناس ونهب أموالهم [23][24][25]، وعدم قتل الأطفال والنساء والشيوخ