الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مستخدم:Translation/ملعب1»
Translation (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
Translation (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢١: | سطر ٢١: | ||
تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني أيضًا محل خلاف؛ فالبعض يعتبرون وفاته بعد استشهاد الإمام الهادي (ع)، وبالتالي يعتبرون هذه الرواية غير صحيحة. حجتهم في ذلك هي ذكر اسم عبدالعظيم الحسني بين أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع). بينما يرفض آخرون هذا الاستدلال ولا يعتبرون عبدالعظيم من أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع). ومع ذلك، فإن تحديد تاريخ وفاة عبدالعظيم بدقة غير ممكن. | تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني أيضًا محل خلاف؛ فالبعض يعتبرون وفاته بعد استشهاد الإمام الهادي (ع)، وبالتالي يعتبرون هذه الرواية غير صحيحة. حجتهم في ذلك هي ذكر اسم عبدالعظيم الحسني بين أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع). بينما يرفض آخرون هذا الاستدلال ولا يعتبرون عبدالعظيم من أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع). ومع ذلك، فإن تحديد تاريخ وفاة عبدالعظيم بدقة غير ممكن. | ||
==تعريف موجز بعبدالعظيم الحسني== | |||
عبدالعظيم الحسني هو أحد المحدثين الجليلين الذين جمعوا بين شرف النسب وفضيلة العلم والتقوى. كان سيدًا شريفًا وعظيمًا، ومن مشايخ الحديث ومن الزهاد والعباد في زمانه. ينتهي نسبه بأربع وسائط إلى الإمام الحسن المجتبى (ع). [1] | عبدالعظيم الحسني هو أحد المحدثين الجليلين الذين جمعوا بين شرف النسب وفضيلة العلم والتقوى. كان سيدًا شريفًا وعظيمًا، ومن مشايخ الحديث ومن الزهاد والعباد في زمانه. ينتهي نسبه بأربع وسائط إلى الإمام الحسن المجتبى (ع). [1] | ||
وقد ورد في شخصيته: "في عبادته أنه كان يقضي معظم أيام حياته صائمًا، وكان يقضي لياليه في العبادة وتمجيد الله تعالى". [2] كان لديه إخلاص واعتقاد كامل بأئمة أهل البيت (ع)، وقد التقى بثلاثة من الأئمة المعصومين (ع) وروى عنهم الحديث. وتشير الروايات بوضوح إلى أنه كان محبوبًا وموثوقًا لدى الأئمة الأطهار (ع). الرسالة التي أرسلها الإمام الرضا (ع) إلى شيعته، وحديث "عرض الدين" الذي حدث في خدمة الإمام الهادي (ع) وتصديق اعتقادات عبدالعظيم من قبله، كلها أدلة واضحة على إيمانه وقداسته وثبات عقيدته بأئمة أهل البيت (ع) والمذهب الجعفري. [3] | وقد ورد في شخصيته: "في عبادته أنه كان يقضي معظم أيام حياته صائمًا، وكان يقضي لياليه في العبادة وتمجيد الله تعالى". [2] كان لديه إخلاص واعتقاد كامل بأئمة أهل البيت (ع)، وقد التقى بثلاثة من الأئمة المعصومين (ع) وروى عنهم الحديث. وتشير الروايات بوضوح إلى أنه كان محبوبًا وموثوقًا لدى الأئمة الأطهار (ع). الرسالة التي أرسلها الإمام الرضا (ع) إلى شيعته، وحديث "عرض الدين" الذي حدث في خدمة الإمام الهادي (ع) وتصديق اعتقادات عبدالعظيم من قبله، كلها أدلة واضحة على إيمانه وقداسته وثبات عقيدته بأئمة أهل البيت (ع) والمذهب الجعفري. [3] | ||
==ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني== | |||
وردت توصيات من الإمام المعصوم (ع) بأهمية زيارة عبدالعظيم الحسني. في رواية نقلها ابن قولويه القمي في كتاب "كامل الزيارات"، عن رجل من "الري" قال: كنت في طريق عودتي من كربلاء، فدخلت إلى سامراء ولقيت الإمام الهادي (ع)، فقال لي: أين كنت؟ فقلت: كنت في زيارة سيد الشهداء (ع). فقال لي: {{عربي|أَمَا إِنَّكَ لَوْ زُرْتَ قَبْرَ عَبْدِ الْعَظِيمِ عِنْدَكُمْ لَكُنْتَ كَمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ (ع)؛ أي لو زرت قبر عبدالعظيم الذي عندكم، لكان كمن زار الحسين (ع). [4][5] | وردت توصيات من الإمام المعصوم (ع) بأهمية زيارة عبدالعظيم الحسني. في رواية نقلها ابن قولويه القمي في كتاب "كامل الزيارات"، عن رجل من "الري" قال: كنت في طريق عودتي من كربلاء، فدخلت إلى سامراء ولقيت الإمام الهادي (ع)، فقال لي: أين كنت؟ فقلت: كنت في زيارة سيد الشهداء (ع). فقال لي: {{عربي|أَمَا إِنَّكَ لَوْ زُرْتَ قَبْرَ عَبْدِ الْعَظِيمِ عِنْدَكُمْ لَكُنْتَ كَمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ (ع)؛ أي لو زرت قبر عبدالعظيم الذي عندكم، لكان كمن زار الحسين (ع). [4][5] | ||
وفي رواية أخرى، أن شيعيًا من الري ذهب إلى الإمام الهادي (ع)، وعندما سأله الإمام أين كان، أجاب أنه كان في زيارة الإمام الحسين (ع). فقال له الإمام: «أَمَا إِنَّكَ لَوْ زُرْتَ قَبْرَ عَبْدِ الْعَظِيمِ عِنْدَكُمْ لَكُنْتَ كَمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ؛ أي لو زرت قبر عبدالعظيم الذي عندكم، لكان كمن زار الحسين (ع)». [6] | وفي رواية أخرى، أن شيعيًا من الري ذهب إلى الإمام الهادي (ع)، وعندما سأله الإمام أين كان، أجاب أنه كان في زيارة الإمام الحسين (ع). فقال له الإمام: «أَمَا إِنَّكَ لَوْ زُرْتَ قَبْرَ عَبْدِ الْعَظِيمِ عِنْدَكُمْ لَكُنْتَ كَمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ؛ أي لو زرت قبر عبدالعظيم الذي عندكم، لكان كمن زار الحسين (ع)». [6] | ||
==تحليل السند== | |||
رواية تساوي ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني والإمام الحسين (ع) وردت في كتابي "كامل الزيارات" لابن قولويه (توفي 368 هـ) [7] و"ثواب الأعمال" للشيخ الصدوق (توفي 381 هـ). [8] | رواية تساوي ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني والإمام الحسين (ع) وردت في كتابي "كامل الزيارات" لابن قولويه (توفي 368 هـ) [7] و"ثواب الأعمال" للشيخ الصدوق (توفي 381 هـ). [8] | ||
==ضعف السند== | |||
نقل الشيخ الصدوق [9] وابن قولويه هذه الرواية بسندين مختلفين، ولكن كلاهما عن محمد بن يحيى العطار، وهو عن رجل من أهل الري، عن الإمام الهادي (ع). في كلا السندين، لم يذكر اسم الراوي الذي نقل الحديث عن الإمام (ع)، وبالتالي فإن الرواية مرسلة وضعيفة. [10] | نقل الشيخ الصدوق [9] وابن قولويه هذه الرواية بسندين مختلفين، ولكن كلاهما عن محمد بن يحيى العطار، وهو عن رجل من أهل الري، عن الإمام الهادي (ع). في كلا السندين، لم يذكر اسم الراوي الذي نقل الحديث عن الإمام (ع)، وبالتالي فإن الرواية مرسلة وضعيفة. [10] | ||
==قرائن تقوية ضعف السند== | |||
هناك قرائن تعزز ضعف السند، منها: | هناك قرائن تعزز ضعف السند، منها: | ||
سطر ٤٤: | سطر ٤٤: | ||
3. البعض يرى أن الظاهر يدل على أن هذا الرجل لم يكن يعرف مقام عبدالعظيم أو فضله، لذا أراد الإمام الهادي (ع) أن يعرفه بمقامه وفضله، ويُعرِّف الآخرين بشخصيته الروحية العظيمة. [16] | 3. البعض يرى أن الظاهر يدل على أن هذا الرجل لم يكن يعرف مقام عبدالعظيم أو فضله، لذا أراد الإمام الهادي (ع) أن يعرفه بمقامه وفضله، ويُعرِّف الآخرين بشخصيته الروحية العظيمة. [16] | ||
==الخلاف حول تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني== | |||
تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني محل خلاف. فقد سجل آقا بزرك الطهراني تاريخ وفاته في 15 شوال 252 هـ. وبالتالي، فإن وفاته كانت قبل استشهاد الإمام الهادي (ع) (254 هـ). [17] | تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني محل خلاف. فقد سجل آقا بزرك الطهراني تاريخ وفاته في 15 شوال 252 هـ. وبالتالي، فإن وفاته كانت قبل استشهاد الإمام الهادي (ع) (254 هـ). [17] | ||
مراجعة ٠٢:٤١، ٢٢ مارس ٢٠٢٥
(((هذه الصفحة لمستخدم أحمد)))
.
===========
.
هل سند حديث تساوي ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني والإمام الحسين (ع) موثوق؟ هذا الحديث منقول عن الإمام الهادي (ع)، فهل كانت وفاة عبدالعظيم الحسني بعد استشهاد الإمام الهادي (ع)؟ إذا كان الأمر كذلك، فكيف يمكن قبول مضمون هذا الحديث؟
حديث تساوي ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني والإمام الحسين (ع) ورد في كتابي "ثواب الأعمال" للشيخ الصدوق و"كامل الزيارات" لابن قولويه، وهو من حيث السند ضعيف. سبب ضعفه هو عدم ذكر اسم أحد الرواة في سلسلة السند. ومع ذلك، هناك قرائن تقلل من ضعف السند؛ مثل وجود رواية تشير إلى أن ثواب زيارة الأصدقاء الصالحين لأهل البيت (ع) يعادل ثواب زيارة أهل البيت (ع)، مما يؤيد مضمون هذه الرواية.
تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني أيضًا محل خلاف؛ فالبعض يعتبرون وفاته بعد استشهاد الإمام الهادي (ع)، وبالتالي يعتبرون هذه الرواية غير صحيحة. حجتهم في ذلك هي ذكر اسم عبدالعظيم الحسني بين أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع). بينما يرفض آخرون هذا الاستدلال ولا يعتبرون عبدالعظيم من أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع). ومع ذلك، فإن تحديد تاريخ وفاة عبدالعظيم بدقة غير ممكن.
تعريف موجز بعبدالعظيم الحسني
عبدالعظيم الحسني هو أحد المحدثين الجليلين الذين جمعوا بين شرف النسب وفضيلة العلم والتقوى. كان سيدًا شريفًا وعظيمًا، ومن مشايخ الحديث ومن الزهاد والعباد في زمانه. ينتهي نسبه بأربع وسائط إلى الإمام الحسن المجتبى (ع). [1]
وقد ورد في شخصيته: "في عبادته أنه كان يقضي معظم أيام حياته صائمًا، وكان يقضي لياليه في العبادة وتمجيد الله تعالى". [2] كان لديه إخلاص واعتقاد كامل بأئمة أهل البيت (ع)، وقد التقى بثلاثة من الأئمة المعصومين (ع) وروى عنهم الحديث. وتشير الروايات بوضوح إلى أنه كان محبوبًا وموثوقًا لدى الأئمة الأطهار (ع). الرسالة التي أرسلها الإمام الرضا (ع) إلى شيعته، وحديث "عرض الدين" الذي حدث في خدمة الإمام الهادي (ع) وتصديق اعتقادات عبدالعظيم من قبله، كلها أدلة واضحة على إيمانه وقداسته وثبات عقيدته بأئمة أهل البيت (ع) والمذهب الجعفري. [3]
ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني
وردت توصيات من الإمام المعصوم (ع) بأهمية زيارة عبدالعظيم الحسني. في رواية نقلها ابن قولويه القمي في كتاب "كامل الزيارات"، عن رجل من "الري" قال: كنت في طريق عودتي من كربلاء، فدخلت إلى سامراء ولقيت الإمام الهادي (ع)، فقال لي: أين كنت؟ فقلت: كنت في زيارة سيد الشهداء (ع). فقال لي: {{عربي|أَمَا إِنَّكَ لَوْ زُرْتَ قَبْرَ عَبْدِ الْعَظِيمِ عِنْدَكُمْ لَكُنْتَ كَمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ (ع)؛ أي لو زرت قبر عبدالعظيم الذي عندكم، لكان كمن زار الحسين (ع). [4][5]
وفي رواية أخرى، أن شيعيًا من الري ذهب إلى الإمام الهادي (ع)، وعندما سأله الإمام أين كان، أجاب أنه كان في زيارة الإمام الحسين (ع). فقال له الإمام: «أَمَا إِنَّكَ لَوْ زُرْتَ قَبْرَ عَبْدِ الْعَظِيمِ عِنْدَكُمْ لَكُنْتَ كَمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ؛ أي لو زرت قبر عبدالعظيم الذي عندكم، لكان كمن زار الحسين (ع)». [6]
تحليل السند
رواية تساوي ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني والإمام الحسين (ع) وردت في كتابي "كامل الزيارات" لابن قولويه (توفي 368 هـ) [7] و"ثواب الأعمال" للشيخ الصدوق (توفي 381 هـ). [8]
ضعف السند
نقل الشيخ الصدوق [9] وابن قولويه هذه الرواية بسندين مختلفين، ولكن كلاهما عن محمد بن يحيى العطار، وهو عن رجل من أهل الري، عن الإمام الهادي (ع). في كلا السندين، لم يذكر اسم الراوي الذي نقل الحديث عن الإمام (ع)، وبالتالي فإن الرواية مرسلة وضعيفة. [10]
قرائن تقوية ضعف السند
هناك قرائن تعزز ضعف السند، منها:
1. الراوي الرئيسي للحديث هو محمد بن يحيى، وهو من أساتذة الشيخ الكليني، وقد وثقه علماء الرجال الشيعة ومدحوه بالصدق والعلم والتقوى. [11][12] لذلك، فإن تجاوز هذه الرواية، وإن كان الراوي مجهولًا، ليس بالأمر السهل. 2. وفقًا لرواية نقلها الشيخ الصدوق في كتاب "من لا يحضره الفقيه"، فقد أوصى الإمام بأن من لا يستطيع زيارة أهل البيت (ع)، فليزر أصدقاءهم الصالحين، لأنه سيُكتب له ثواب زيارة أهل البيت (ع). [13][ملاحظة 1] هذه الرواية وردت أيضًا في كتاب "كامل الزيارات". [14] وقد اعتبر محمد تقي المجلسي هذه الرواية صحيحة. [15] 3. البعض يرى أن الظاهر يدل على أن هذا الرجل لم يكن يعرف مقام عبدالعظيم أو فضله، لذا أراد الإمام الهادي (ع) أن يعرفه بمقامه وفضله، ويُعرِّف الآخرين بشخصيته الروحية العظيمة. [16]
الخلاف حول تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني
تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني محل خلاف. فقد سجل آقا بزرك الطهراني تاريخ وفاته في 15 شوال 252 هـ. وبالتالي، فإن وفاته كانت قبل استشهاد الإمام الهادي (ع) (254 هـ). [17]
ويعتبر رضا الاستادي، الأستاذ والباحث الشيعي، أن وفاة عبدالعظيم الحسني، بناءً على رواية "كامل الزيارات" و"ثواب الأعمال"، كانت قبل استشهاد الإمام الهادي (ع). ويقول إنه لا يوجد دليل لتحديد تاريخ وفاته بدقة، ويرفض تواريخ مثل 250 هـ أو قبل عامين من استشهاد الإمام الهادي (ع) أو في عام استشهاده. [18]
بينما يعتقد البعض أن وفاة عبدالعظيم الحسني كانت بعد استشهاد الإمام الهادي (ع)، وذلك لأن بعض كتب الرجال ذكرته ضمن أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع). [19] لكن رضا الاستادي يرفض هذا الاستدلال، لأنه يعتقد أن عبدالعظيم لم يكن من أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع)، ولم يروِ عنه أي حديث. ويشير إلى أن سبب خطأ بعض علماء الرجال قد يكون استخدام لقب "العسكري" للإمام الهادي (ع) في بعض الروايات.