الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مستخدم:Translation/ملعب1»

    من ويكي باسخ
    لا ملخص تعديل
    سطر ١٥: سطر ١٥:




    {{شروع متن}}
    هل سند حديث تساوي ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني والإمام الحسين (ع) موثوق؟ هذا الحديث منقول عن الإمام الهادي (ع)، فهل كانت وفاة عبدالعظيم الحسني بعد استشهاد الإمام الهادي (ع)؟ إذا كان الأمر كذلك، فكيف يمكن قبول مضمون هذا الحديث؟
    {{سوال}}
    هل الحديث الذي يفيد أن الإمام الكاظم (ع) أحيى صورة أسد في مجلس هارون الرشيد موثوق وصحيح؟
    {{پایان سوال}}
    {{درگاه|سنت}}
    {{پاسخ}}
    '''إحياء صورة الأسد بأمر الإمام الكاظم (ع)'''، هو مضمون رواية وردت في كتاب الأمالي للشيخ الصدوق، وقد اعتُبرت من حيث السند صحيحة وموثوقة. وقد اعتبر علماء الرجال الشيعة جميع الرواة في سلسلة سند هذه الرواية من الثقات.


    وفقًا لهذه الرواية، فإن الإمام الكاظم (ع) أحيى صورة أسد في مجلس هارون الرشيد، فالتهم الأسد ساحرًا كان قد أتى بأمر هارون للسخرية من الإمام (ع). كان هارون يهدف إلى تقليل مكانة الإمام (ع) باستخدام الساحر، ولكن الإمام (ع) بكرامة في إحياء صورة الأسد، أبطل خطة هارون.
    حديث تساوي ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني والإمام الحسين (ع) ورد في كتابي "ثواب الأعمال" للشيخ الصدوق و"كامل الزيارات" لابن قولويه، وهو من حيث السند ضعيف. سبب ضعفه هو عدم ذكر اسم أحد الرواة في سلسلة السند. ومع ذلك، هناك قرائن تقلل من ضعف السند؛ مثل وجود رواية تشير إلى أن ثواب زيارة الأصدقاء الصالحين لأهل البيت (ع) يعادل ثواب زيارة أهل البيت (ع)، مما يؤيد مضمون هذه الرواية.


    ==نص الحديث وترجمته==
    تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني أيضًا محل خلاف؛ فالبعض يعتبرون وفاته بعد استشهاد الإمام الهادي (ع)، وبالتالي يعتبرون هذه الرواية غير صحيحة. حجتهم في ذلك هي ذكر اسم عبدالعظيم الحسني بين أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع). بينما يرفض آخرون هذا الاستدلال ولا يعتبرون عبدالعظيم من أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع). ومع ذلك، فإن تحديد تاريخ وفاة عبدالعظيم بدقة غير ممكن.


    {{نقل قول|عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ قَالَ: اِسْتَدْعَي اَلرَّشِيدُ رَجُلاً يُبْطِلُ بِهِ أَمْرَ أَبِي اَلْحَسَنِ مُوسَي بْنِ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ وَ يَقْطَعُهُ وَ يُخْجِلُهُ فِي اَلْمَجْلِسِ فَانْتُدِبَ لَهُ رَجُلٌ مُعَزِّمٌ فَلَمَّا أُحْضِرَتِ اَلْمَائِدَةُ عَمِلَ نَامُوساً عَلَي اَلْخُبْزِ فَكَانَ كُلَّمَا رَامَ خَادِمُ أَبِي اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ تَنَاوُلَ رَغِيفٍ مِنَ اَلْخُبْزِ طَارَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ اِسْتَفَزَّ هَارُونَ اَلْفَرَحُ وَ اَلضَّحِكُ لِذَلِكَ فَلَمْ يَلْبَثْ أَبُو اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنْ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَي أَسَدٍ مُصَوَّرٍ عَلَي بَعْضِ اَلسُّتُورِ فَقَالَ لَهُ يَا أَسَدَ اَللَّهِ خُذْ عَدُوَّ اَللَّهِ قَالَ فَوَثَبَتْ تِلْكَ اَلصُّورَةُ كَأَعْظَمِ مَا يَكُونُ مِنَ اَلسِّبَاعِ فَافْتَرَسَتْ ذَلِكَ اَلْمُعَزِّمَ فَخَرَّ هَارُونُ وَ نُدَمَاؤُهُ عَلَي وُجُوهِهِمْ - مَغْشِيّاً عَلَيْهِمْ وَ طَارَتْ عُقُولُهُمْ خَوْفاً مِنْ هَوْلِ مَا رَأَوْهُ فَلَمَّا أَفَاقُوا مِنْ ذَلِكَ بَعْدَ حِينٍ قَالَ هَارُونُ لِأَبِي اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَسْأَلُكَ بِحَقِّي عَلَيْكَ لَمَّا سَأَلْتَ اَلصُّورَةَ أَنْ تَرُدَّ اَلرَّجُلَ فَقَالَ إِنْ كَانَتْ عَصَا مُوسَي رَدَّتْ مَا اِبْتَلَعَتْهُ مِنْ حِبَالِ اَلْقَوْمِ وَ عِصِيِّهِمْ فَإِنَّ هَذِهِ اَلصُّورَةَ تَرُدُّ مَا اِبْتَلَعَتْهُ مِنْ هَذَا اَلرَّجُلِ فَكَانَ ذَلِكَ أَعْمَلَ اَلْأَشْيَاءِ فِي إِفَاقَةِ نَفْسِهِ.<ref>الشيخ الصدوق، محمد بن علي، الأمالي، ترجمة محمد باقر كمره‌اي، طهران، كتابچي، 1376ش، ج1، ص148.</ref>}}
    **تعريف موجز بعبدالعظيم الحسني** 
    عبدالعظيم الحسني هو أحد المحدثين الجليلين الذين جمعوا بين شرف النسب وفضيلة العلم والتقوى. كان سيدًا شريفًا وعظيمًا، ومن مشايخ الحديث ومن الزهاد والعباد في زمانه. ينتهي نسبه بأربع وسائط إلى الإمام الحسن المجتبى (ع). [1]


    ==سند الرواية==
    وقد ورد في شخصيته: "في عبادته أنه كان يقضي معظم أيام حياته صائمًا، وكان يقضي لياليه في العبادة وتمجيد الله تعالى". [2] كان لديه إخلاص واعتقاد كامل بأئمة أهل البيت (ع)، وقد التقى بثلاثة من الأئمة المعصومين (ع) وروى عنهم الحديث. وتشير الروايات بوضوح إلى أنه كان محبوبًا وموثوقًا لدى الأئمة الأطهار (ع). الرسالة التي أرسلها الإمام الرضا (ع) إلى شيعته، وحديث "عرض الدين" الذي حدث في خدمة الإمام الهادي (ع) وتصديق اعتقادات عبدالعظيم من قبله، كلها أدلة واضحة على إيمانه وقداسته وثبات عقيدته بأئمة أهل البيت (ع) والمذهب الجعفري. [3]
    رواية إحياء صورة الأسد بأمر الإمام الكاظم (ع) ذكرها الشيخ الصدوق في كتاب "الأمالي". وقد اعتبر علماء الرجال الشيعة رواة هذه الرواية موثوقين:


    * محمد بن حسن بن أحمد بن الوليد: موثوق ومحترم لدى القميين.<ref>النجاشي، أحمد، رجال النجاشي، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة 6، 1365، ص383. الحلي، الحسن، رجال العلامة الحلي، النجف، دار الذخائر، الطبعة 2، 1411ق، ص147.</ref>
    **ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني** 
    * محمد بن حسن الصفار: مؤلف كتاب "بصائر الدرجات"، من كبار الشيعة في قم وموثوق.<ref>النجاشي، أحمد، رجال النجاشي، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة 6، 1365، ص354.</ref>
    وردت توصيات من الإمام المعصوم (ع) بأهمية زيارة عبدالعظيم الحسني. في رواية نقلها ابن قولويه القمي في كتاب "كامل الزياراتعن رجل من "الري" قال: كنت في طريق عودتي من كربلاء، فدخلت إلى سامراء ولقيت الإمام الهادي (ع)، فقال لي: أين كنت؟ فقلت: كنت في زيارة سيد الشهداء (ع). فقال لي: {{عربي|أَمَا إِنَّكَ لَوْ زُرْتَ قَبْرَ عَبْدِ الْعَظِيمِ عِنْدَكُمْ لَكُنْتَ كَمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ (ع)؛ أي لو زرت قبر عبدالعظيم الذي عندكم، لكان كمن زار الحسين (ع). [4][5]
    * سعد بن عبد الله: كبير الطائفة، فقيه، ومن الشخصيات البارزة والموثوقة في قم.<ref>حلي، حسن، رجال ابن داود، طهران، جامعة طهران، الطبعة 1، 1342، ص168.</ref>
    * أحمد بن محمد بن عيسى: فقيه قم وموثوق.<ref>الحلي، الحسن، رجال العلامة الحلي، النجف، دار الذخائر، الطبعة 2، 1411ق، ص14.</ref>
    * حسن بن علي بن يقطين: فقيه ومتكلم وموثوق.<ref>الحلي، الحسن، رجال العلامة الحلي، النجف، دار الذخائر، الطبعة 2، 1411ق، ص39.</ref>
    * حسين بن علي بن يقطين: أخو حسن بن علي بن يقطين، ثقة وموثوق.<ref>الطوسي، محمد، رجال الطوسي، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة 3، 1373، ص355. رجال العلامه الحلي، پيشين، ص49.</ref>
    * علي بن يقطين: وهو الذي ضَمِنَ له الإمام الكاظم (ع) الجنة وفقًا لبعض الروايات،<ref>الكشي، محمد، رجال الكشي (اختيار معرفه الرجال مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، قم، مؤسسة آل البيت، الطبعة 1، 1363، ج‏2، ص729.</ref> وكان ثقة وذا منزلة عالية لدى الإمام الكاظم (ع).<ref>الطوسي، محمد، فهرست كتب الشيعة وأصولهم وأسماء المصنّفين وأصحاب الأصول، قم، مكتبة المحقق الطباطبائي، الطبعة 1، 1420 ق، ص270. رجال ابن داود، پيشين، ص254. رجال العلامه الحلي، پيشين، ص91.</ref>


    لذلك، اعتُبرت هذه الرواية من حيث السند موثوقة وصحيحة.
    وفي رواية أخرى، أن شيعيًا من الري ذهب إلى الإمام الهادي (ع)، وعندما سأله الإمام أين كان، أجاب أنه كان في زيارة الإمام الحسين (ع). فقال له الإمام: «أَمَا إِنَّكَ لَوْ زُرْتَ قَبْرَ عَبْدِ الْعَظِيمِ عِنْدَكُمْ لَكُنْتَ كَمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ؛ أي لو زرت قبر عبدالعظيم الذي عندكم، لكان كمن زار الحسين (ع)». [6]


    ==معجزات الأئمة في المصادر الدينية==
    **تحليل السند** 
    <nowiki>{{انظر أيضًا: معجزات وكرامات أئمة الشيعة}}</nowiki>
    رواية تساوي ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني والإمام الحسين (ع) وردت في كتابي "كامل الزيارات" لابن قولويه (توفي 368 هـ) [7] و"ثواب الأعمال" للشيخ الصدوق (توفي 381 هـ). [8]


    إن إجراء المعجزة هو دليل وبرهان لإثبات مقام إلهي، وقد أجرى أئمة الشيعة معجزات في حالات رأوا فيها صلاحًا لإثبات مقام الإمامة لبعض الأفراد. وفقًا لرواية عن الإمام الصادق (ع)، فإن المعجزة هي علامة يُعطيها الله للأنبياء وحججه لإثبات صدق أقوالهم وتمييزهم عن الكذابين ومدّعي النبوة والإمامة.<ref>ابن بابويه، محمد، علل الشرائع، ترجمه: مسترحمي، طهران، مكتبة مصطفوي، الطبعة 6، 1366، ص264.</ref> وبالتالي، فإنّ المعجزة والكرامة هي إحدى علامات صدق الأنبياء والأئمة (ع) وإلهية مقامهم.
    **ضعف السند** 
    نقل الشيخ الصدوق [9] وابن قولويه هذه الرواية بسندين مختلفين، ولكن كلاهما عن محمد بن يحيى العطار، وهو عن رجل من أهل الري، عن الإمام الهادي (ع). في كلا السندين، لم يذكر اسم الراوي الذي نقل الحديث عن الإمام (ع)، وبالتالي فإن الرواية مرسلة وضعيفة. [10]


    ومن الأمثلة المشابهة لهذه الكرامة؛ معجزة النبي موسى (ع) المذكورة في القرآن، حيث تحولت عصاه إلى ثعبان ضخم والتهمت حبال السحرة وعصيهم.<ref>سورة الأعراف، الآية 117؛ سورة النمل، الآية 10؛ سورة القصص، الآية 31؛ سورة الشعراء، الآية 32 و45.</ref> ولا يبعد حدوث مثل هذه الكرامات من الأنبياء وخلفائهم (الأئمة).<ref>كذلك انظر إلى معجزة ناقه النبي صالح في الآيات التالية: الأعراف/ 73 وهود/ 64 والشعراء/ 155 والشمس/ 13؛ ومعجزة بقرة بني إسرائيل في سورة البقرة/ 73–67.</ref>
    **قرائن تقوية ضعف السند** 
    هناك قرائن تعزز ضعف السند، منها:


    {{پایان پاسخ}}
    1. الراوي الرئيسي للحديث هو محمد بن يحيى، وهو من أساتذة الشيخ الكليني، وقد وثقه علماء الرجال الشيعة ومدحوه بالصدق والعلم والتقوى. [11][12] لذلك، فإن تجاوز هذه الرواية، وإن كان الراوي مجهولًا، ليس بالأمر السهل.
    2. وفقًا لرواية نقلها الشيخ الصدوق في كتاب "من لا يحضره الفقيه"، فقد أوصى الإمام بأن من لا يستطيع زيارة أهل البيت (ع)، فليزر أصدقاءهم الصالحين، لأنه سيُكتب له ثواب زيارة أهل البيت (ع). [13][ملاحظة 1] هذه الرواية وردت أيضًا في كتاب "كامل الزيارات". [14] وقد اعتبر محمد تقي المجلسي هذه الرواية صحيحة. [15]
    3. البعض يرى أن الظاهر يدل على أن هذا الرجل لم يكن يعرف مقام عبدالعظيم أو فضله، لذا أراد الإمام الهادي (ع) أن يعرفه بمقامه وفضله، ويُعرِّف الآخرين بشخصيته الروحية العظيمة. [16]


    == مقالات ذات صلة ==
    **الخلاف حول تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني** 
    * [[حديث إحياء صورة الأسد بأمر الإمام الرضا (ع)]]
    تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني محل خلاف. فقد سجل آقا بزرك الطهراني تاريخ وفاته في 15 شوال 252 هـ. وبالتالي، فإن وفاته كانت قبل استشهاد الإمام الهادي (ع) (254 هـ). [17]


    == منابع ==
    ويعتبر رضا الاستادي، الأستاذ والباحث الشيعي، أن وفاة عبدالعظيم الحسني، بناءً على رواية "كامل الزيارات" و"ثواب الأعمال"، كانت قبل استشهاد الإمام الهادي (ع). ويقول إنه لا يوجد دليل لتحديد تاريخ وفاته بدقة، ويرفض تواريخ مثل 250 هـ أو قبل عامين من استشهاد الإمام الهادي (ع) أو في عام استشهاده. [18]
    {{پانویس|۲}}


    {{شاخه
    بينما يعتقد البعض أن وفاة عبدالعظيم الحسني كانت بعد استشهاد الإمام الهادي (ع)، وذلك لأن بعض كتب الرجال ذكرته ضمن أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع). [19] لكن رضا الاستادي يرفض هذا الاستدلال، لأنه يعتقد أن عبدالعظيم لم يكن من أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع)، ولم يروِ عنه أي حديث. ويشير إلى أن سبب خطأ بعض علماء الرجال قد يكون استخدام لقب "العسكري" للإمام الهادي (ع) في بعض الروايات.
    | شاخه اصلی = حدیث
    | شاخه فرعی۱ = فقه الحدیث
    | شاخه فرعی۲ = اعتبار حدیث
    | شاخه فرعی۳ =
    }}
    {{ارزیابی
    | شناسه = شد
    | عکس = <!--خالی | شد-->
    | درگاه = شد
    | ادبیات = شد
    | پیوند = شد
    | ناوبری = <!--خالی | شد-->
    | تغییرمسیر = <!--خالی | شد-->
    | ارجاعات = شد
    | ارزیابی کمی = شد
    | ارزیابی کیفی = شد
    | اولویت = ج
    | کیفیت = خوب
    }}
    {{پایان متن}}
    {{پانویس}}
     
    [[Category:منبع‌شناسی]]
    [[Category:امام کاظم(ع)]]
    [[Category:فقه الحدیث]]
     
    [[رده:امام کاظم(ع)]]
    [[رده:فقه الحدیث]]
    [[رده:منبع‌شناسی]]

    مراجعة ٠٢:٢٩، ٢٢ مارس ٢٠٢٥


    (((هذه الصفحة لمستخدم أحمد)))
    


    .


    ===========

    .


    هل سند حديث تساوي ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني والإمام الحسين (ع) موثوق؟ هذا الحديث منقول عن الإمام الهادي (ع)، فهل كانت وفاة عبدالعظيم الحسني بعد استشهاد الإمام الهادي (ع)؟ إذا كان الأمر كذلك، فكيف يمكن قبول مضمون هذا الحديث؟

    حديث تساوي ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني والإمام الحسين (ع) ورد في كتابي "ثواب الأعمال" للشيخ الصدوق و"كامل الزيارات" لابن قولويه، وهو من حيث السند ضعيف. سبب ضعفه هو عدم ذكر اسم أحد الرواة في سلسلة السند. ومع ذلك، هناك قرائن تقلل من ضعف السند؛ مثل وجود رواية تشير إلى أن ثواب زيارة الأصدقاء الصالحين لأهل البيت (ع) يعادل ثواب زيارة أهل البيت (ع)، مما يؤيد مضمون هذه الرواية.

    تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني أيضًا محل خلاف؛ فالبعض يعتبرون وفاته بعد استشهاد الإمام الهادي (ع)، وبالتالي يعتبرون هذه الرواية غير صحيحة. حجتهم في ذلك هي ذكر اسم عبدالعظيم الحسني بين أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع). بينما يرفض آخرون هذا الاستدلال ولا يعتبرون عبدالعظيم من أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع). ومع ذلك، فإن تحديد تاريخ وفاة عبدالعظيم بدقة غير ممكن.

      • تعريف موجز بعبدالعظيم الحسني**

    عبدالعظيم الحسني هو أحد المحدثين الجليلين الذين جمعوا بين شرف النسب وفضيلة العلم والتقوى. كان سيدًا شريفًا وعظيمًا، ومن مشايخ الحديث ومن الزهاد والعباد في زمانه. ينتهي نسبه بأربع وسائط إلى الإمام الحسن المجتبى (ع). [1]

    وقد ورد في شخصيته: "في عبادته أنه كان يقضي معظم أيام حياته صائمًا، وكان يقضي لياليه في العبادة وتمجيد الله تعالى". [2] كان لديه إخلاص واعتقاد كامل بأئمة أهل البيت (ع)، وقد التقى بثلاثة من الأئمة المعصومين (ع) وروى عنهم الحديث. وتشير الروايات بوضوح إلى أنه كان محبوبًا وموثوقًا لدى الأئمة الأطهار (ع). الرسالة التي أرسلها الإمام الرضا (ع) إلى شيعته، وحديث "عرض الدين" الذي حدث في خدمة الإمام الهادي (ع) وتصديق اعتقادات عبدالعظيم من قبله، كلها أدلة واضحة على إيمانه وقداسته وثبات عقيدته بأئمة أهل البيت (ع) والمذهب الجعفري. [3]

      • ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني**

    وردت توصيات من الإمام المعصوم (ع) بأهمية زيارة عبدالعظيم الحسني. في رواية نقلها ابن قولويه القمي في كتاب "كامل الزيارات"، عن رجل من "الري" قال: كنت في طريق عودتي من كربلاء، فدخلت إلى سامراء ولقيت الإمام الهادي (ع)، فقال لي: أين كنت؟ فقلت: كنت في زيارة سيد الشهداء (ع). فقال لي: {{عربي|أَمَا إِنَّكَ لَوْ زُرْتَ قَبْرَ عَبْدِ الْعَظِيمِ عِنْدَكُمْ لَكُنْتَ كَمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ (ع)؛ أي لو زرت قبر عبدالعظيم الذي عندكم، لكان كمن زار الحسين (ع). [4][5]

    وفي رواية أخرى، أن شيعيًا من الري ذهب إلى الإمام الهادي (ع)، وعندما سأله الإمام أين كان، أجاب أنه كان في زيارة الإمام الحسين (ع). فقال له الإمام: «أَمَا إِنَّكَ لَوْ زُرْتَ قَبْرَ عَبْدِ الْعَظِيمِ عِنْدَكُمْ لَكُنْتَ كَمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ؛ أي لو زرت قبر عبدالعظيم الذي عندكم، لكان كمن زار الحسين (ع)». [6]

      • تحليل السند**

    رواية تساوي ثواب زيارة عبدالعظيم الحسني والإمام الحسين (ع) وردت في كتابي "كامل الزيارات" لابن قولويه (توفي 368 هـ) [7] و"ثواب الأعمال" للشيخ الصدوق (توفي 381 هـ). [8]

      • ضعف السند**

    نقل الشيخ الصدوق [9] وابن قولويه هذه الرواية بسندين مختلفين، ولكن كلاهما عن محمد بن يحيى العطار، وهو عن رجل من أهل الري، عن الإمام الهادي (ع). في كلا السندين، لم يذكر اسم الراوي الذي نقل الحديث عن الإمام (ع)، وبالتالي فإن الرواية مرسلة وضعيفة. [10]

      • قرائن تقوية ضعف السند**

    هناك قرائن تعزز ضعف السند، منها:

    1. الراوي الرئيسي للحديث هو محمد بن يحيى، وهو من أساتذة الشيخ الكليني، وقد وثقه علماء الرجال الشيعة ومدحوه بالصدق والعلم والتقوى. [11][12] لذلك، فإن تجاوز هذه الرواية، وإن كان الراوي مجهولًا، ليس بالأمر السهل. 2. وفقًا لرواية نقلها الشيخ الصدوق في كتاب "من لا يحضره الفقيه"، فقد أوصى الإمام بأن من لا يستطيع زيارة أهل البيت (ع)، فليزر أصدقاءهم الصالحين، لأنه سيُكتب له ثواب زيارة أهل البيت (ع). [13][ملاحظة 1] هذه الرواية وردت أيضًا في كتاب "كامل الزيارات". [14] وقد اعتبر محمد تقي المجلسي هذه الرواية صحيحة. [15] 3. البعض يرى أن الظاهر يدل على أن هذا الرجل لم يكن يعرف مقام عبدالعظيم أو فضله، لذا أراد الإمام الهادي (ع) أن يعرفه بمقامه وفضله، ويُعرِّف الآخرين بشخصيته الروحية العظيمة. [16]

      • الخلاف حول تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني**

    تاريخ وفاة عبدالعظيم الحسني محل خلاف. فقد سجل آقا بزرك الطهراني تاريخ وفاته في 15 شوال 252 هـ. وبالتالي، فإن وفاته كانت قبل استشهاد الإمام الهادي (ع) (254 هـ). [17]

    ويعتبر رضا الاستادي، الأستاذ والباحث الشيعي، أن وفاة عبدالعظيم الحسني، بناءً على رواية "كامل الزيارات" و"ثواب الأعمال"، كانت قبل استشهاد الإمام الهادي (ع). ويقول إنه لا يوجد دليل لتحديد تاريخ وفاته بدقة، ويرفض تواريخ مثل 250 هـ أو قبل عامين من استشهاد الإمام الهادي (ع) أو في عام استشهاده. [18]

    بينما يعتقد البعض أن وفاة عبدالعظيم الحسني كانت بعد استشهاد الإمام الهادي (ع)، وذلك لأن بعض كتب الرجال ذكرته ضمن أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع). [19] لكن رضا الاستادي يرفض هذا الاستدلال، لأنه يعتقد أن عبدالعظيم لم يكن من أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع)، ولم يروِ عنه أي حديث. ويشير إلى أن سبب خطأ بعض علماء الرجال قد يكون استخدام لقب "العسكري" للإمام الهادي (ع) في بعض الروايات.