الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مستخدم:Translation/ملعب1»
Translation (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
Translation (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ١٦: | سطر ١٦: | ||
هل الحديث الذي يفيد أن الإمام الكاظم (ع) أحيى صورة أسد في مجلس هارون الرشيد موثوق وصحيح؟ | هل الحديث الذي يفيد أن الإمام الكاظم (ع) أحيى صورة أسد في مجلس هارون الرشيد موثوق وصحيح؟ | ||
'''إحياء صورة الأسد بأمر الإمام الكاظم (ع)'''، هو مضمون رواية وردت في كتاب الأمالي للشيخ الصدوق، وقد اعتُبرت من حيث السند صحيحة وموثوقة. وقد اعتبر علماء الرجال الشيعة جميع الرواة في سلسلة سند هذه الرواية ثقات وموثوقين. | |||
وفقًا لهذه الرواية، فإن الإمام الكاظم (ع) أحيى صورة أسد في مجلس هارون الرشيد، فالتهم الأسد ساحرًا كان قد أتى بأمر هارون للسخرية من الإمام (ع). كان هارون يهدف إلى تقليل مكانة الإمام (ع) باستخدام الساحر، ولكن الإمام (ع) بكرامته في إحياء صورة الأسد، أبطل خطة هارون. | وفقًا لهذه الرواية، فإن الإمام الكاظم (ع) أحيى صورة أسد في مجلس هارون الرشيد، فالتهم الأسد ساحرًا كان قد أتى بأمر هارون للسخرية من الإمام (ع). كان هارون يهدف إلى تقليل مكانة الإمام (ع) باستخدام الساحر، ولكن الإمام (ع) بكرامته في إحياء صورة الأسد، أبطل خطة هارون. | ||
==نص الحديث وترجمته== | |||
«عن أبيه علي بن يقطين قال: استدعى الرشيد رجلاً يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ويقطعه ويخجله في المجلس، فانتدب له رجل معزم. فلما أحضرت المائدة عمل ناموسًا على الخبز، فكان كلما رام خادم أبي الحسن عليه السلام تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه، واستفز هارون الفرح والضحك لذلك. فلم يلبث أبو الحسن عليه السلام أن رفع رأسه إلى أسد مصور على بعض الستور فقال له: يا أسد الله خذ عدو الله. قال: فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع فافترست ذلك المعزم، فخر هارون وندماؤه على وجوههم مغشيًا عليهم، وطارت عقولهم خوفًا من هول ما رأوه. فلما أفاقوا من ذلك بعد حين قال هارون لأبي الحسن عليه السلام: أسألك بحقي عليك لما سألت الصورة أن ترد الرجل. فقال: إن كانت عصا موسى ردت ما ابتلعته من حبال القوم وعصيهم، فإن هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل. فكان ذلك أعمل الأشياء في إفاقة نفسه.» | «عن أبيه علي بن يقطين قال: استدعى الرشيد رجلاً يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ويقطعه ويخجله في المجلس، فانتدب له رجل معزم. فلما أحضرت المائدة عمل ناموسًا على الخبز، فكان كلما رام خادم أبي الحسن عليه السلام تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه، واستفز هارون الفرح والضحك لذلك. فلم يلبث أبو الحسن عليه السلام أن رفع رأسه إلى أسد مصور على بعض الستور فقال له: يا أسد الله خذ عدو الله. قال: فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع فافترست ذلك المعزم، فخر هارون وندماؤه على وجوههم مغشيًا عليهم، وطارت عقولهم خوفًا من هول ما رأوه. فلما أفاقوا من ذلك بعد حين قال هارون لأبي الحسن عليه السلام: أسألك بحقي عليك لما سألت الصورة أن ترد الرجل. فقال: إن كانت عصا موسى ردت ما ابتلعته من حبال القوم وعصيهم، فإن هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل. فكان ذلك أعمل الأشياء في إفاقة نفسه.» | ||
==ترجمة النص== | |||
قال علي بن يقطين: أمر هارون الرشيد بإحضار رجل ليُخجل الإمام الكاظم (ع) في المجلس [وبذلك يُفقد الإمام المكانة التي كان يتمتع بها بين الناس]. فأُحضر ساحر، وعندما تم إعداد مائدة الطعام، قام الساحر بخدعة مع أرغفة الخبز، حيث كان الخادم الخاص بالإمام (ع) كلما حاول تناول رغيف خبز، كان الرغيف يطير من بين يديه. فكان هارون يضحك ويفرح بشدة. بعد فترة قصيرة، رفع الإمام الكاظم (ع) رأسه نحو صورة أسد مرسومة على أحد الستائر وقال: "يا أسد الله، خذ عدو الله". فخرجت الصورة من الستارة مثل وحش ضخم والتهمت الساحر. فأصيب هارون ومرافقوه بالإغماء من شدة الخوف مما رأوه. وعندما أفاقوا بعد فترة، قال هارون للإمام (ع): "أسألك بحقي عليك أن تطلب من الصورة إعادة الرجل". فأجاب الإمام (ع): "إذا كانت عصا موسى (ع) قد أعادت ما ابتلعته من حبال السحرة وعصيهم، فإن هذه الصورة ستعيد ما ابتلعته من هذا الرجل". فكانت هذه المعجزة من أكثر الأشياء تأثيرًا في قتل الإمام الكاظم (ع). [1] | قال علي بن يقطين: أمر هارون الرشيد بإحضار رجل ليُخجل الإمام الكاظم (ع) في المجلس [وبذلك يُفقد الإمام المكانة التي كان يتمتع بها بين الناس]. فأُحضر ساحر، وعندما تم إعداد مائدة الطعام، قام الساحر بخدعة مع أرغفة الخبز، حيث كان الخادم الخاص بالإمام (ع) كلما حاول تناول رغيف خبز، كان الرغيف يطير من بين يديه. فكان هارون يضحك ويفرح بشدة. بعد فترة قصيرة، رفع الإمام الكاظم (ع) رأسه نحو صورة أسد مرسومة على أحد الستائر وقال: "يا أسد الله، خذ عدو الله". فخرجت الصورة من الستارة مثل وحش ضخم والتهمت الساحر. فأصيب هارون ومرافقوه بالإغماء من شدة الخوف مما رأوه. وعندما أفاقوا بعد فترة، قال هارون للإمام (ع): "أسألك بحقي عليك أن تطلب من الصورة إعادة الرجل". فأجاب الإمام (ع): "إذا كانت عصا موسى (ع) قد أعادت ما ابتلعته من حبال السحرة وعصيهم، فإن هذه الصورة ستعيد ما ابتلعته من هذا الرجل". فكانت هذه المعجزة من أكثر الأشياء تأثيرًا في قتل الإمام الكاظم (ع). [1] | ||
==سند الرواية== | |||
رواية إحياء صورة الأسد بأمر الإمام الكاظم (ع) ذكرها الشيخ الصدوق في كتاب "الأمالي". وقد اعتبر علماء الرجال الشيعة رواة هذه الرواية موثوقين: | رواية إحياء صورة الأسد بأمر الإمام الكاظم (ع) ذكرها الشيخ الصدوق في كتاب "الأمالي". وقد اعتبر علماء الرجال الشيعة رواة هذه الرواية موثوقين: | ||
* محمد بن حسن بن أحمد بن الوليد: موثوق ومحترم لدى القميين. [2] | |||
* محمد بن حسن الصفار: مؤلف كتاب "بصائر الدرجات"، من كبار الشيعة في قم وموثوق. [3] | |||
* سعد بن عبد الله: كبير الطائفة، فقيه، ومن الشخصيات البارزة والموثوقة في قم. [4] | |||
* أحمد بن محمد بن عيسى: فقيه قم وموثوق. [5] | |||
* حسن بن علي بن يقطين: فقيه ومتكلم وموثوق. [6] | |||
* حسين بن علي بن يقطين: أخو حسن بن علي بن يقطين، ثقة وموثوق. [7] | |||
* علي بن يقطين: الشخص الذي ضَمِنَ له الإمام الكاظم (ع) الجنة وفقًا لبعض الروايات، وكان ثقة وذا منزلة عالية لدى الإمام الكاظم (ع). [8] [9] | |||
لذلك، اعتُبرت هذه الرواية من حيث السند موثوقة وصحيحة. | لذلك، اعتُبرت هذه الرواية من حيث السند موثوقة وصحيحة. | ||
==معجزات الأئمة في المصادر الدينية== | |||
انظر أيضًا: معجزات وكرامات أئمة الشيعة | انظر أيضًا: معجزات وكرامات أئمة الشيعة | ||
إن إجراء المعجزة هو دليل وبرهان لإثبات مقام إلهي، وقد أجرى أئمة الشيعة معجزات في حالات رأوا فيها صلاحًا لإثبات مقام الإمامة لبعض الأفراد. وفقًا لرواية عن الإمام الصادق (ع)، فإن المعجزة هي علامة يُعطيها الله للأنبياء وحججه لإثبات صدق أقوالهم وتمييزهم عن الكذابين ومدعي النبوة والإمامة. [10] وبالتالي، فإن المعجزة والكرامة هي إحدى علامات صدق الأنبياء والأئمة (ع) وإلهية مقامهم. | إن إجراء المعجزة هو دليل وبرهان لإثبات مقام إلهي، وقد أجرى أئمة الشيعة معجزات في حالات رأوا فيها صلاحًا لإثبات مقام الإمامة لبعض الأفراد. وفقًا لرواية عن الإمام الصادق (ع)، فإن المعجزة هي علامة يُعطيها الله للأنبياء وحججه لإثبات صدق أقوالهم وتمييزهم عن الكذابين ومدعي النبوة والإمامة. [10] وبالتالي، فإن المعجزة والكرامة هي إحدى علامات صدق الأنبياء والأئمة (ع) وإلهية مقامهم. | ||
ومن الأمثلة المشابهة لهذه الكرامة معجزة موسى (ع) المذكورة في القرآن، حيث تحولت عصاه إلى ثعبان ضخم والتهمت حبال السحرة وعصيهم. [11] ولا يبعد حدوث مثل هذه الكرامات من الأنبياء وخلفائهم (الأئمة). | ومن الأمثلة المشابهة لهذه الكرامة معجزة موسى (ع) المذكورة في القرآن، حيث تحولت عصاه إلى ثعبان ضخم والتهمت حبال السحرة وعصيهم. [11] ولا يبعد حدوث مثل هذه الكرامات من الأنبياء وخلفائهم (الأئمة). |
مراجعة ٠١:٥٤، ٢٢ مارس ٢٠٢٥
(((هذه الصفحة لمستخدم أحمد)))
.
===========
.
هل الحديث الذي يفيد أن الإمام الكاظم (ع) أحيى صورة أسد في مجلس هارون الرشيد موثوق وصحيح؟
إحياء صورة الأسد بأمر الإمام الكاظم (ع)، هو مضمون رواية وردت في كتاب الأمالي للشيخ الصدوق، وقد اعتُبرت من حيث السند صحيحة وموثوقة. وقد اعتبر علماء الرجال الشيعة جميع الرواة في سلسلة سند هذه الرواية ثقات وموثوقين.
وفقًا لهذه الرواية، فإن الإمام الكاظم (ع) أحيى صورة أسد في مجلس هارون الرشيد، فالتهم الأسد ساحرًا كان قد أتى بأمر هارون للسخرية من الإمام (ع). كان هارون يهدف إلى تقليل مكانة الإمام (ع) باستخدام الساحر، ولكن الإمام (ع) بكرامته في إحياء صورة الأسد، أبطل خطة هارون.
نص الحديث وترجمته
«عن أبيه علي بن يقطين قال: استدعى الرشيد رجلاً يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ويقطعه ويخجله في المجلس، فانتدب له رجل معزم. فلما أحضرت المائدة عمل ناموسًا على الخبز، فكان كلما رام خادم أبي الحسن عليه السلام تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه، واستفز هارون الفرح والضحك لذلك. فلم يلبث أبو الحسن عليه السلام أن رفع رأسه إلى أسد مصور على بعض الستور فقال له: يا أسد الله خذ عدو الله. قال: فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع فافترست ذلك المعزم، فخر هارون وندماؤه على وجوههم مغشيًا عليهم، وطارت عقولهم خوفًا من هول ما رأوه. فلما أفاقوا من ذلك بعد حين قال هارون لأبي الحسن عليه السلام: أسألك بحقي عليك لما سألت الصورة أن ترد الرجل. فقال: إن كانت عصا موسى ردت ما ابتلعته من حبال القوم وعصيهم، فإن هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل. فكان ذلك أعمل الأشياء في إفاقة نفسه.»
ترجمة النص
قال علي بن يقطين: أمر هارون الرشيد بإحضار رجل ليُخجل الإمام الكاظم (ع) في المجلس [وبذلك يُفقد الإمام المكانة التي كان يتمتع بها بين الناس]. فأُحضر ساحر، وعندما تم إعداد مائدة الطعام، قام الساحر بخدعة مع أرغفة الخبز، حيث كان الخادم الخاص بالإمام (ع) كلما حاول تناول رغيف خبز، كان الرغيف يطير من بين يديه. فكان هارون يضحك ويفرح بشدة. بعد فترة قصيرة، رفع الإمام الكاظم (ع) رأسه نحو صورة أسد مرسومة على أحد الستائر وقال: "يا أسد الله، خذ عدو الله". فخرجت الصورة من الستارة مثل وحش ضخم والتهمت الساحر. فأصيب هارون ومرافقوه بالإغماء من شدة الخوف مما رأوه. وعندما أفاقوا بعد فترة، قال هارون للإمام (ع): "أسألك بحقي عليك أن تطلب من الصورة إعادة الرجل". فأجاب الإمام (ع): "إذا كانت عصا موسى (ع) قد أعادت ما ابتلعته من حبال السحرة وعصيهم، فإن هذه الصورة ستعيد ما ابتلعته من هذا الرجل". فكانت هذه المعجزة من أكثر الأشياء تأثيرًا في قتل الإمام الكاظم (ع). [1]
سند الرواية
رواية إحياء صورة الأسد بأمر الإمام الكاظم (ع) ذكرها الشيخ الصدوق في كتاب "الأمالي". وقد اعتبر علماء الرجال الشيعة رواة هذه الرواية موثوقين:
- محمد بن حسن بن أحمد بن الوليد: موثوق ومحترم لدى القميين. [2]
- محمد بن حسن الصفار: مؤلف كتاب "بصائر الدرجات"، من كبار الشيعة في قم وموثوق. [3]
- سعد بن عبد الله: كبير الطائفة، فقيه، ومن الشخصيات البارزة والموثوقة في قم. [4]
- أحمد بن محمد بن عيسى: فقيه قم وموثوق. [5]
- حسن بن علي بن يقطين: فقيه ومتكلم وموثوق. [6]
- حسين بن علي بن يقطين: أخو حسن بن علي بن يقطين، ثقة وموثوق. [7]
- علي بن يقطين: الشخص الذي ضَمِنَ له الإمام الكاظم (ع) الجنة وفقًا لبعض الروايات، وكان ثقة وذا منزلة عالية لدى الإمام الكاظم (ع). [8] [9]
لذلك، اعتُبرت هذه الرواية من حيث السند موثوقة وصحيحة.
معجزات الأئمة في المصادر الدينية
انظر أيضًا: معجزات وكرامات أئمة الشيعة إن إجراء المعجزة هو دليل وبرهان لإثبات مقام إلهي، وقد أجرى أئمة الشيعة معجزات في حالات رأوا فيها صلاحًا لإثبات مقام الإمامة لبعض الأفراد. وفقًا لرواية عن الإمام الصادق (ع)، فإن المعجزة هي علامة يُعطيها الله للأنبياء وحججه لإثبات صدق أقوالهم وتمييزهم عن الكذابين ومدعي النبوة والإمامة. [10] وبالتالي، فإن المعجزة والكرامة هي إحدى علامات صدق الأنبياء والأئمة (ع) وإلهية مقامهم.
ومن الأمثلة المشابهة لهذه الكرامة معجزة موسى (ع) المذكورة في القرآن، حيث تحولت عصاه إلى ثعبان ضخم والتهمت حبال السحرة وعصيهم. [11] ولا يبعد حدوث مثل هذه الكرامات من الأنبياء وخلفائهم (الأئمة).