الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مستخدم:Translation/ملعب1»
Translation (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
Translation (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ٥: | سطر ٥: | ||
{{پایان سوال}} | {{پایان سوال}} | ||
{{پاسخ}} | {{پاسخ}} | ||
لقد نزل الوحي على النبي (ص) بأشكال متعددة، ولم يكن فقط عبر جبرائيل. في بداية النبوة، بُشّر النبي محمد (ص) | لقد نزل [[الوحي]] على [[النبي (ص)]] بأشكال متعددة، ولم يكن فقط عبر جبرائيل. في بداية النبوة، بُشّر النبي محمد (ص) ب<nowiki/>[[النبوة]] عبر رؤيا صادقة، وقد ورد في رواية عن [[الإمام علي (ع)]] أنّ رؤيا الأنبياء تعتبر وحياً. كما أنّ نزول [[جبرائيل]] على النبي (ص) هو أشهر أنواع الوحي إليه، وقد ذُكر ذلك في [[القرآن]] عدة مرات. أما النوع الثالث من الوحي، فهو الاتصال المباشر بين الله تعالى والنبي (ص) دون وساطة الملائكة. ورد عن [[الإمام الصادق (ع)]] في وصف حالات النبي (ص) أثناء الوحي أنّ الحالة التي كانت تعتريه من ذهول كانت بسبب عدم وجود أي وسيط بينه وبين الله تعالى، حيث كان الله يتجلّى له مباشرة. | ||
==أنواع نزول الوحي على النبي محمد (ص) == | ==أنواع نزول الوحي على النبي محمد (ص) == | ||
=== الرؤيا الصادقة === | === الرؤيا الصادقة === | ||
نقل علي بن إبراهيم القمي أن النبي محمد (ص) كان في سنّ السابعة والثلاثين عندما رأى في المنام شخصاً يأتيه ويقول له: "يا رسول الله!". فأخفى النبي (ص) هذا الأمر فترة، وأحياناً كان أثناء رعايته أغنام أبي طالب في الأودية يرى شخصاً يناديه بنبي الله، فيسأله: من أنت؟ فيجيب: "أنا جبرائيل، أرسلني الله لاختيارك نبياً".<ref>المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج18، ص184 و194.</ref> | نقل [[علي بن إبراهيم القمي]] أن [[النبي محمد (ص)]] كان في سنّ السابعة والثلاثين عندما رأى في المنام شخصاً يأتيه ويقول له: "يا رسول الله!". فأخفى النبي (ص) هذا الأمر فترة، وأحياناً كان أثناء رعايته أغنام [[أبو طالب|أبي طالب]] في الأودية يرى شخصاً يناديه بنبي الله، فيسأله: من أنت؟ فيجيب: "أنا جبرائيل، أرسلني الله لاختيارك نبياً".<ref>المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج18، ص184 و194.</ref> | ||
وقال الإمام الباقر (ع) في هذا الصدد: "وَ أَمَّا النَّبِيُّ فَهُوَ الَّذِي يَرَى فِي مَنَامِهِ نَحْوَ رُؤْيَا إِبْرَاهِيمَ وَ نَحْوَ مَا كَانَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ أَسْبَابِ النُّبُوَّةِ قَبْلَ الْوَحْيِ حَتَّى أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ | وقال الإمام الباقر (ع) في هذا الصدد: "وَ أَمَّا النَّبِيُّ فَهُوَ الَّذِي يَرَى فِي مَنَامِهِ نَحْوَ رُؤْيَا [[إبراهيم|إِبْرَاهِيمَ]] وَ نَحْوَ مَا كَانَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ أَسْبَابِ النُّبُوَّةِ قَبْلَ الْوَحْيِ حَتَّى أَتَاهُ [[جبرئيل|جَبْرَئِيلُ]] مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِالرِّسَالَةِ".<ref>الكليني، محمد بن يعقوب، أصول الكافي، ج1، ص176، بحارالانوار، ج18، ص266.</ref> | ||
والمقصود بـ "قبل الوحي" في الرواية أن محمداً (ص) لم يكن قد أُوحي إليه بعدُ برسالة يبلّغها، أي أنّه كان له اتصال روحي بالعالم العلوي، لكنّه لم يكن مأموراً بالتبليغ بعدُ. وعلى أيّ حال، فإنّ الرؤيا الصادقة كانت إحدى طرق نزول الوحي على النبي. وقد قال الإمام علي (ع): "رؤيا الأنبياء وحٌي".<ref>الطوسي، الأمالي، ص215؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج11، ص64.</ref> | والمقصود بـ "قبل الوحي" في الرواية أن محمداً (ص) لم يكن قد أُوحي إليه بعدُ برسالة يبلّغها، أي أنّه كان له اتصال روحي بالعالم العلوي، لكنّه لم يكن مأموراً بالتبليغ بعدُ. وعلى أيّ حال، فإنّ الرؤيا الصادقة كانت إحدى طرق نزول [[الوحي]] على النبي. وقد قال الإمام علي (ع): "رؤيا الأنبياء وحٌي".<ref>الطوسي، الأمالي، ص215؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج11، ص64.</ref> | ||
=== نزول الوحي عبر جبرائيل === | === نزول الوحي عبر جبرائيل === | ||
كان الملاك الذي ينزل على النبي (ص) ليبلّغه الوحي هو | كان الملاك الذي ينزل على النبي (ص) ليبلّغه الوحي هو [[جبرائيل]]، حيث كان ينقل كلام الله إلى سمع وقلب النبي (ص). وكان النبي (ص) يراه أحياناً ولا يراه أحياناً أخرى، كما قال تعالى: {{قرآن|نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ}}.<ref>سورة الشعراء، الآيتان 194 – 193.</ref> | ||
وقد أكد القرآن الكريم في آيات متعددة أن القرآن نزل بواسطة جبرائيل. | وقد أكد [[القرآن الكريم]] في آيات متعددة أن القرآن نزل بواسطة جبرائيل. | ||
=== الوحي المباشر دون وساطة === | === الوحي المباشر دون وساطة === | ||
كان جزء من الوحي ينزل مباشرة على النبي (ص) دون وساطة الملائكة. وقد روى أصحاب النبي (ص) أنّه أثناء الوحي كان يعتريه ألم شديدّ وحالة تشبه الإغماء، حيث كان يسقط (يميل) رأسه، ويتغيّر لون وجهه، ويجري العرق على جبينه، وكان الحاضرون يتأثّرون بهذا المشهد ويسقطون رؤوسهم خاشعين. قال الله تعالى: {{قرآن|إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا}}<ref>سورة المزمل، الآية 5.</ref> | كان جزء من الوحي ينزل مباشرة على النبي (ص) دون وساطة [[الملائكة]]. وقد روى [[أصحاب النبي (ص)]] أنّه أثناء الوحي كان يعتريه ألم شديدّ وحالة تشبه الإغماء، حيث كان يسقط (يميل) رأسه، ويتغيّر لون وجهه، ويجري العرق على جبينه، وكان الحاضرون يتأثّرون بهذا المشهد ويسقطون رؤوسهم خاشعين. قال الله تعالى: {{قرآن|إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا}}<ref>سورة المزمل، الآية 5.</ref> | ||
وقد ورد في كتاب | وقد ورد في [[كتاب التوحيد]] لـ<nowiki/>[[الشيخ الصدوق|لشيخ الصدوق]] أن [[الإمام الصادق (ع)]] سُئل عن حالة الذهول التي كانت تأتي النبي (ص) أثناء الوحي، فقال: "كان ذلك عندما لا يكون بينه وبين الله أي وسيط، وكان الله يتجلّى له مباشرة".<ref>طاهري، حبيب الله، درسهايي از علوم قرآن، طهران، الطبعة 1، 1377، ج1، ص251–258.</ref> | ||
وبالتالي، فقد تلقّى النبي محمد (ص) الوحي بأشكال مختلفة، وفي بعض الحالات، على الرغم من نزول الوحي مباشرةً، لم يكن يعتريه الضغط الروحي.<ref>مكارم الشيرازي، ناصر، پيام قرآن، قم، مطبوعاتي هدف، الطبعة 1، 1371، ج7، ص326.</ref> | وبالتالي، فقد تلقّى النبي محمد (ص) الوحي بأشكال مختلفة، وفي بعض الحالات، على الرغم من نزول الوحي مباشرةً، لم يكن يعتريه الضغط الروحي.<ref>مكارم الشيرازي، ناصر، پيام قرآن، قم، مطبوعاتي هدف، الطبعة 1، 1371، ج7، ص326.</ref> |
مراجعة ٢٠:٢٦، ١ أبريل ٢٠٢٥
مع أنّ مقام النبي الخاتم (ص) أعلى من جميع الأنبياء، فلماذا لم يخاطبه الله تعالى مباشرةً عند نزول الوحي والآيات القرآنية كما خاطب موسى (ع)، وجعل جبرائيل مبلّغاً عنه؟
لقد نزل الوحي على النبي (ص) بأشكال متعددة، ولم يكن فقط عبر جبرائيل. في بداية النبوة، بُشّر النبي محمد (ص) بالنبوة عبر رؤيا صادقة، وقد ورد في رواية عن الإمام علي (ع) أنّ رؤيا الأنبياء تعتبر وحياً. كما أنّ نزول جبرائيل على النبي (ص) هو أشهر أنواع الوحي إليه، وقد ذُكر ذلك في القرآن عدة مرات. أما النوع الثالث من الوحي، فهو الاتصال المباشر بين الله تعالى والنبي (ص) دون وساطة الملائكة. ورد عن الإمام الصادق (ع) في وصف حالات النبي (ص) أثناء الوحي أنّ الحالة التي كانت تعتريه من ذهول كانت بسبب عدم وجود أي وسيط بينه وبين الله تعالى، حيث كان الله يتجلّى له مباشرة.
أنواع نزول الوحي على النبي محمد (ص)
الرؤيا الصادقة
نقل علي بن إبراهيم القمي أن النبي محمد (ص) كان في سنّ السابعة والثلاثين عندما رأى في المنام شخصاً يأتيه ويقول له: "يا رسول الله!". فأخفى النبي (ص) هذا الأمر فترة، وأحياناً كان أثناء رعايته أغنام أبي طالب في الأودية يرى شخصاً يناديه بنبي الله، فيسأله: من أنت؟ فيجيب: "أنا جبرائيل، أرسلني الله لاختيارك نبياً".[١]
وقال الإمام الباقر (ع) في هذا الصدد: "وَ أَمَّا النَّبِيُّ فَهُوَ الَّذِي يَرَى فِي مَنَامِهِ نَحْوَ رُؤْيَا إِبْرَاهِيمَ وَ نَحْوَ مَا كَانَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ أَسْبَابِ النُّبُوَّةِ قَبْلَ الْوَحْيِ حَتَّى أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِالرِّسَالَةِ".[٢]
والمقصود بـ "قبل الوحي" في الرواية أن محمداً (ص) لم يكن قد أُوحي إليه بعدُ برسالة يبلّغها، أي أنّه كان له اتصال روحي بالعالم العلوي، لكنّه لم يكن مأموراً بالتبليغ بعدُ. وعلى أيّ حال، فإنّ الرؤيا الصادقة كانت إحدى طرق نزول الوحي على النبي. وقد قال الإمام علي (ع): "رؤيا الأنبياء وحٌي".[٣]
نزول الوحي عبر جبرائيل
كان الملاك الذي ينزل على النبي (ص) ليبلّغه الوحي هو جبرائيل، حيث كان ينقل كلام الله إلى سمع وقلب النبي (ص). وكان النبي (ص) يراه أحياناً ولا يراه أحياناً أخرى، كما قال تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ﴾.[٤]
وقد أكد القرآن الكريم في آيات متعددة أن القرآن نزل بواسطة جبرائيل.
الوحي المباشر دون وساطة
كان جزء من الوحي ينزل مباشرة على النبي (ص) دون وساطة الملائكة. وقد روى أصحاب النبي (ص) أنّه أثناء الوحي كان يعتريه ألم شديدّ وحالة تشبه الإغماء، حيث كان يسقط (يميل) رأسه، ويتغيّر لون وجهه، ويجري العرق على جبينه، وكان الحاضرون يتأثّرون بهذا المشهد ويسقطون رؤوسهم خاشعين. قال الله تعالى: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا﴾[٥]
وقد ورد في كتاب التوحيد لـلشيخ الصدوق أن الإمام الصادق (ع) سُئل عن حالة الذهول التي كانت تأتي النبي (ص) أثناء الوحي، فقال: "كان ذلك عندما لا يكون بينه وبين الله أي وسيط، وكان الله يتجلّى له مباشرة".[٦]
وبالتالي، فقد تلقّى النبي محمد (ص) الوحي بأشكال مختلفة، وفي بعض الحالات، على الرغم من نزول الوحي مباشرةً، لم يكن يعتريه الضغط الروحي.[٧]
المصادر
- ↑ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج18، ص184 و194.
- ↑ الكليني، محمد بن يعقوب، أصول الكافي، ج1، ص176، بحارالانوار، ج18، ص266.
- ↑ الطوسي، الأمالي، ص215؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج11، ص64.
- ↑ سورة الشعراء، الآيتان 194 – 193.
- ↑ سورة المزمل، الآية 5.
- ↑ طاهري، حبيب الله، درسهايي از علوم قرآن، طهران، الطبعة 1، 1377، ج1، ص251–258.
- ↑ مكارم الشيرازي، ناصر، پيام قرآن، قم، مطبوعاتي هدف، الطبعة 1، 1371، ج7، ص326.