الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مستخدم:Translation/ملعب3»

    من ويكي باسخ
    لا ملخص تعديل
    لا ملخص تعديل
    سطر ١: سطر ١:
    بعضٌ يتّهمون الإمام عليّاً (ع) باستخدام الخدعة في مواجهة "عمر بن عبد ودّ" ويَزعُمون أنه كذب!


    {{شروع متن}}
    {{سوال}}


    اشتهرت قراءات سبعة من قراء القرآن بين الناس. فمن هؤلاء القراء؟ وهل هذه القراءات معتبرة ويجوز قراءة القرآن بإحداها؟
    الخدعة في الحرب تُعتبر أداة استراتيجية تُستخدم لهزيمة العدو. وقد قال النبي محمد (ص): "الحرب خدعة"، وأكّد في مراحل مختلفة من المعارك جواز استخدام الخدعة. وعندما استخدم الإمام علي (ع) الذكاء والخدعة خلال معركة الخندق لهزيمة عمر بن عبد ودّ، كان هذا الفعل - الذي حظي بتأييد النبي (ص) - مثالًا على مشروعية الخدعة في الحرب لتحقيق أهداف مشروعة.
    ==معركة الخندق==


    {{پایان سوال}}
    معركة "الخندق" أو "غزوة الأحزاب"، هي إحدى معارك رسول الله (ص) ضد المشركين والأحزاب المعادية، وقد وقعت في السنة الخامسة للهجرة غرب المدينة المنورة. سُمّيت بـ"الخندق" بسبب الحفر الذي حفره المسلمون حول المدينة، وبـ"الأحزاب" بسبب تحالف الفصائل المشركة المختلفة وتعاون اليهود الداخليين معهم.
    {{پاسخ}}
    '''القراء السبعة''' هم:


    عبد الله بن عامر اليحصبي (توفي 118 هـ)، وعبد الله بن كثير الداري (توفي 120 هـ)، وعاصم بن أبي النجود الأسدي (توفي 128 هـ)، وأبو عمرو بن العلاء المازني (توفي 154 هـ)، وحمزة بن حبيب الزيات (توفي 156 هـ)، ونافع بن عبد الرحمن الليثي (توفي 169 هـ)، وعلي بن حمزة الكسائي (توفي 189 هـ).
    في هذه المعركة، حوصرت المدينة لأكثر من عشرين يومًا دون وقوع قتال، حتى تمكن بعض مقاتلي المشركين مثل عمر بن عبد ودّ وعكرمة بن أبي جهل من عبور الخندق وطلب المبارزة. وعندما طلب عمر بن عبد ودّ المبارزة ثلاث مرات، لم يُجبه أحد إلا الإمام علي (ع). وعندما خرج علي (ع) لمواجهته، أعطاه النبي (ص) سيفه، وربط له العمامة، ودعا الله له بالنصر، وقال كلمته التاريخية:
    "بَرَزَ الْإِيمَانُ كُلُّهُ إِلَى الشِّرْكِ كُلِّهِ" (كل الإيمان واجه كل الشرك).


    وللعلماء [[الشيعة]] ثلاثة آراء حول اعتبار القراءات السبع:
    ردّد عمر بن عبد ودّ بعض الأبيات ثم قال: "لا أرغب في قتلك!"، فأجابه الإمام علي (ع): "لكنّي أرغب في قتلك!". فغضب عمر ونزل عن فرسه، وخلع غطاء وجهه، واشتبك مع الإمام علي (ع) حتى قتله.
    ==الخدعة في الحرب: /////تعريفها وحكمها==
    ////
    الخدعة هي ما يُستخدم لخداع الآخر. وفي الحرب، تُعتبر أداة لهزيمة العدو وتكتيكًا لإلحاق أشد الضربات به. وفي الصراعات العسكرية، يحاول كل طرف هزيمة العدو وإجباره على الاستسلام من خلال اتباع سياسات خادعة. منذ الماضي البعيد وحتى الوقت الحاضر، كان الخداع العسكري يستخدم على نطاق واسع في الحروب.


    # يعتبر بعض العلماء أنّ القراءات السبع متواترة.
    ذكر المسعودي في كتابه مروج الذهب:
    # يرى بعضهم جواز قراءة [[الصلاة]] وتلاوة [[القرآن]] بأي من هذه القراءات، حتى لو لم يقبلوا بتواترها.
    "ثم إخباره(ص) عن الحرب وقوله « الحرب خدعَة » فعلم بهذا اللفظ اليسير والكلام الوجيز أنّ آخر مكايد الحرب القتال بالسيف، إذ كان بدؤها خدعة، كما قال عليه السلام، وهذا يعرفه كل ذي رأي صحيح وذي رياسة وسياسة."
    # يعتقد بعضهم أنّ بعض هذه القراءات متواترة، بينما البعض الآخر غير متواترة.


    ==أسباب اختلاف القراءات==
    من الناحية الفقهية، فإنّ جواز الخدعة في الحرب أمر مُجمع عليه. فقد كتب العلاّمة الحلي في "تذكرة الفقهاء":
    لم يختلف المسلمون في أصل القرآن، لكن اختلف القراء في كيفية قراءة بعض كلماته، حيث كان كلّ منهم يبرّر قراءته وفق اجتهاده وما لديه من أدلة. ومن العوامل التي أدّت لظهور هذه الاختلافات:
    "الخدعة في الحرب جائزة، ويجوز للمقاتل أن يخدع خصمه ليقضي عليه، وهذا إجماع."
    ==خدعة الإمام علي (ع) لعمر بن عبد ودّ==


    # '''بدائية الخط:''' كان الخط العربي بدائياً، ولم يكن معظم الناس على دراية بفنون الكتابة، فكانوا يكتبون العديد من الكلمات حسب النطق. وفي الرسم الأولي، كانت بعض الكلمات تكتب بشكل يحتمل أوجه قراءة متعددة. مثلاً: بعضهم قرأ {{قرآن|لإيلافِ قُرَيْشٍ}}<ref>سورة قريش، الآية 1.</ref> بحذف الهمزة وإثبات الياء (ليلاف قريش). وبعضهم قرأها (لئلاف قريش). كما قرأ بعض القراء {{قرآن|إيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ}}<ref>سورة قريش، الآية 2.</ref> بحذف الياء وإثبات الهمزة (إلافهم).<ref>الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، طهران، ناصر خسر، الطبعة 3، 1372ش، ج10، ص827.</ref>
    في أحد المصادر الروائية، وردت رواية تفصيلية عن هذه الواقعة، حيث ذكرت أن الإمام علي (ع) استخدم خدعةً أثناء القتال:
    # '''عدم تنقيط الحروف:''' في الرسم الأولي لم تكن الحروف منقوطة، فلم يكن هناك فرق بين (س، ش)، وبين (ب، ت، ث)، وبين (ج، ح، خ)، وبين (د، ذ) وغيرها. وكان القارئ مضطراً للاعتماد على معنى الجملة لتحديد الحرف. مثال: بحسب قراءة الكسائي تُقرأ كلمة{{قرآن|فَتَبَيَّنُوا}} في آية 6 من [[سورة الحجرات]] (فتثبّتوا).<ref>نشار، عمر بن قاسم، المكرر فيما تواتر من القراءات السبع وتحرر، بيروت، دار الكتب العلمية، 1422هـ، ص93.</ref>
    # '''عدم وجود علامات التشكيل:''' كانت الكلمات القرآنية تكتب دون حركات أو علامات إعراب، مما شكل صعوبة للقارئ غير العربي في تحديد الحركات. مثال: قرأ حمزة والكسائي الآية {{قرآن|قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}}<ref>سورة البقرة، الآية 259.</ref> بصيغة الأمر. بينما قرأها الآخرون بصيغة المضارع.<ref>بن حموش، مكي، الكشف عن وجوه القراءآت السبع وعللها وحججها، تحقيق: محيي الدين رمضان، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1402هـ، ج1، ص312.</ref>
    # '''حذف الألف في الكلمات:''' كان حذف الألف الوسطى من الكلمات سبباً آخر للاختلاف. مثال: قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير {{قرآن|وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ}}<ref>سورة البقرة، الآية 9.</ref> بإثبات الألف (وما يخادعون). وذلك لأنّ هذه الكلمة وردت في بداية الآية بهذا الشكل (بالألف): {{قرآن| يُخادِعُونَ اللَّهَ}}، فظنّوا أنّ هذه الكلمة أيضًا لا بدّ‌ أن تكتب هكذا.<ref>بن حموش، مكي، الكشف عن وجوه القراءآت السبع وعللها وحججها، تحقيق: محيي الدين رمضان، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1402هـ، ج1، ص224.</ref> بينما يتطلب المعنى قراءتها بدون ألف.
    # '''اختلاف لهجات العرب وعوامل أخرى.'''<ref>معرفة، محمد هادي، التمهيد، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة 1، 1411هـ، ج 2، ص60–9؛ الزركشي، البرهان، بيروت، دار المعرفة، 1410 هـ، ج1، ص 318. حجتي، محمّد باقر، پژوهشي در تاريخ قرآن كريم، دفتر نشر فرهنگ اسلامي، الطبعة 9، 1375، ص277.</ref>
    ==القراء السبعة==
    هناك خلاف حول طبقات القرّاء، سواء في أصل الطبقات، أو في أسماء من ينتمون إليها. فذكر البعض خمس طبقات فقط،<ref>الطباطبائي، محمد حسين، قرآن در اسلام، قم، بوستان كتاب قم، 1388ش، ص155.</ref> وآخرون ثماني طبقات.<ref>طاهري، حبيب الله، درسهايي از علوم قرآني، قم، أسوة، 1377ش، ج1، ص366.</ref> الطبقة الأولى هم صحابة [[رسول الله (ص)]] الذين تلقّوا القرآن منه مباشرة، مثل: [[أمير المؤمنين علي (ع)]]، وعبد الله بن مسعود، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت.<ref>الذهبي، محمد بن أحمد، معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، استانبول - تركيه، مركز البحوث الإسلامية التابع لوقف الديانة التركي، 1416هـ، ج1، ص102.</ref> ثم جاء [[التابعون]] الذين لم يدركوا حياة النبي (ص).<ref>السخاوي، محمد بن عبدالرحمان، فتح المغيث شرح الفية الحديث، بيروت، طبعة صلاح محمد محمد عويضه، 1417هـ، ج3، ص123. خطيب، محمد عجاج، اصول الحديث، علومه ومصطلحه، بيروت1417هـ، ص410.</ref> وتعلّموا من [[الصحابة]]، مثل: [[عبد الله بن عباس]]، و<nowiki/>[[أبو الأسود الدؤلي]]، وعلقمة بن قيس النخعي، وعبد الله بن حبيب السلمي،‌ الذي أخذ هذه القراءة من ابن مسعود وعرضها على الإمام علي (ع).<ref>معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم، مؤسسه فرهنگي انتشاراتي التمهيد، 1388ش، ج2، ص174.</ref>


    كان عدد القراء وطبقاتهم في ازدياد مستمر في كل عصر، حيث كان لكل قارئ رواة يتلقّون عنه كيفية القراءة وينقلونها إلى الآخرين. وكان الناس يقرؤون القرآن بقراءات متعدّدة، مما أدّى إلى ظهور اختلافات في قراءة القرآن. وفي النهاية، قام أبو بكر أحمد بن موسى بن عباس بن مجاهد (245-324 هـ)، المشهور بـ"ابن مجاهد"، باختيار سبعة من أشهر القراء الذين تميزوا بإتقان خاص في قراءة القرآن، وكانت قراءاتهم متصلة برسول الله (ص) بعدد قليل من الوسائط. فجمع قراءاتهم ودوّنها في كتب، ومنع بعد ذلك تدريس أيّ قراءات غير هذه القراءات السبع.<ref>محيسن، محمد سالم، معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ، بيروت، دار الجيل، 1412هـ، ج1، ص120؛ الجرمي، إبراهيم، معجم علوم القرآن، دمشق، دار القلم، 1422هـ، ص219.</ref>
    «مر أمير المؤمنين يهرول في مشيه ...  فقال له عمرو من أنت؟ قال: أنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله وختنه فقال: والله ان أباك كان لي صديقا قديما واني اكره أن أقتلك ما آمن ابن عمك حين بعثك إلي ان أختطفك برمحي هذا فأتركك شائلا بين السماء والارض لا حي ولا ميت، فقال له أمير المؤمنين : قد علم ابن عمي انك ان قتلتني دخلت الجنة وأنت في النار وان قتلتك فأنت في النار وأنا في الجنة، فقال عمرو وكلتاهما لك يا علي؟ تلك إذا قسمة ضيزى، قال علي دع هذا يا عمر واني سمعت منك وانت متعلق بأستار الكعبة تقول لا يعرضن علي أحد في الحرب ثلاث خصال إلا أجبته إلى واحدة منها وأنا أعرض عليك ثلاث خصال فأجبني إلى واحدة قال: هات يا علي ! قال: أحدها تشهد ان لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله، قال: نح عني هذه فاسأل الثانية، فقال أن ترجع وترد هذا الجيش عن رسول الله فان يك صادقا فانتم أعلى به عينا وان يك كاذبا كفتكم ذؤبان العرب أمره، فقال: إذا لا تتحدث نساء قريش بذلك ولا تنشد الشعراء في أشعارها اني جبنت ورجعت على عقبي من الحرب وخذلت قوما رأسوني عليهم؟ فقال أمير المؤمنين : فالثالثة ان تنزل إلي فانك راكب وأنا راجل حتى أنا بذك فوثب عن فرسه وعرقبه وقال هذه خصلة ما ظننت ان احدا من العرب يسومني عليها ثم بدا فضرب أمير المؤمنين بالسيف على راسه فالقاه امير المؤمنين بدرقته فقطعها وثبت السيف على رأسه، فقال له علي يا عمرو أما كفاك اني بارزتك وانت فارس العرب حتى استعنت علي بظهير؟ فالتفت عمرو إلى خلفه فضربه أمير المؤمنين مسرعا على ساقيه قطعهما جميعا وارتفعت بينهما عجاجة فقال المنافقون قتل علي بن ابي طالب، ثم انكشف العجاجة فنظروا فاذا امير المؤمنين على صدره قد أخذ بلحيته يريد ان يذبحه فذبحه ثم اخذ رأسه وأقبل إلى رسول الله 6 والدماء تسيل على رأسه من ضربة عمرو وسيفه يقطر منه الدم وهو يقول والرأس بيده:
    :::أنا علي وابن عبدالمطلب    الموت خير للفتى من الهرب
    فقال رسول الله يا علي ماكرته؟ قال: نعم يا رسول الله الحرب خديعة
    ==ملاحظات حول هذه الروایة==


    أصبح هؤلاء القراء السبعة الذين اختارهم ابن مجاهد معروفين بـ"القراء السبعة".<ref>الخوئي، أبو القاسم، البيان في تفسير القرآن، قم، موسسة إحياء آثار الامام الخوئي، الطبعة 1، 1430هـ، ص140–125.</ref> وقد نقل قراءة كل واحد منهم مجموعةٌ من الرواة، اشتهر منهم اثنان لكل قارئ.<ref>الطباطبائي، محمد حسين، قرآن در اسلام، قم، بوستان كتاب، 1388ش، ص158.</ref>
    من المهم الانتباه إلى عدة نقاط فيما يتعلق بهذا التقرير:


    :'''1. ابن عامر:‌''' عبد الله بن عامر اليحصبي (ت 118 هـ)، قارئ دمشق، وهو من كبار التابعين. تلقّى القراءة عن المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، عن عثمان بن عفان، عن رسول الله (ص).<ref>الزرقاني، محمد عبد العظيم، مناهل العرفان في علوم القرآن، ترجمة: محسن آرمين، طهران، معهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية، 1385ش، ص519.</ref> وقد روى عنه شخصان هذه القراءة بالواسطة، وهما: هشام بن عمار الدمشقي، وعبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان.<ref>البيلي، أحمد، الاختلاف بين القراءات، بيروت، دار الجيل، ص80.</ref>
    * تُعد الحرب النفسية أحد العناصر المهمة في الصراع مع العدو، وهي تعتمد على الخدع والمبالغات وما شابه ذلك. وبما أن هذا الخداع يهدف إلى تحقيق غاية أهم، فلا ينبغي مساواته بالكذب الذي يُقال لمصالح شخصية أو جماعية غير مشروعة.
    :'''2. ابن كثير:''' عبد الله بن كثير الداري (ت 122 هـ)، من قراء مكة.<ref>الذهبي، محمد بن أحمد، معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، استانبول - تركيه، مركز البحوث الإسلامية التابع لوقف الديانة التركي، 1416هـ، ج1، ص197.</ref> وراوياه المشهوران هما: أحمد بن محمد بن عبد الله (المشهور بالبزّي)، ومحمد بن عبد الرحمن بن خالد (الملقّب بقنبل)<ref>الزرقاني، محمد عبد العظيم، مناهل العرفان في علوم القرآن، ترجمة: محسن آرمين، طهران، معهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية، 1385ش، ص521.</ref>
    :'''3. عاصم:''' عاصم بن أبي النجود الأسدي (ت 127 أو 128 هـ)، قارئ الكوفة، وهو من الطبقة الثالثة من التابعين.<ref>الداني، عثمان بن سعيد، جامع البيان في القراءات السبع، الشارقة - الإمارات المتحدة، جامعة الشارقة، كلية الدراسات العليا والبحث العلمي، 1428هـ، ج1، ص192.</ref> وراوياه هما: حفص بن سليمان (وكان عاصم قد تبنّاه) (90-180 هـ)، وشعبة أبو بكر بن عياش (95-193 هـ). وكان حفص يرى أن قراءة عاصم أكثر دقة وضبطاً، وقد انتشرت قراءة عاصم عن طريق حفص وهي القراءة السائدة اليوم.<ref>العقرباوي، زيدان محمود، المرشد في علم التجويد، دار الفرقان- عمان، 1427هـ، ج2، ص84.</ref> وقراءة حفص عن عاصم هي نفس القراءة الشائعة في أغلب البلاد الإسلامية اليوم.
    :'''4. أبو عمرو:''' أبو عمرو بن العلاء المازني (ت 154 هـ)، قارئ البصرة. وراوياه هما: الدوري حفص بن عمر (ت 246 هـ)، والسوسي صالح بن زياد (ت 261 هـ). ولم يدرك هذان الراويان أبا عمرو مباشرة، بل تلقّيا القراءة عنه بواسطة اليزيدي.<ref>الزرقاني، محمد عبد العظيم، مناهل العرفان في علوم القرآن، ترجمة: محسن آرمين، طهران، معهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية، 1385ش، ص523.</ref>
    :'''5. حمزة:''' حمزة بن حبيب الزيات (ت 156 هـ)، قارئ الكوفة. وراوياه هما: خلف بن هشام (150-229 هـ)، وخلاد بن خالد (ت 220 هـ)، وقد تلقّيا القراءة عنه بواسطة أبي عيسى سليمان بن عيسى الحنفي الكوفي.<ref name=":0">الزرقاني، محمد عبد العظيم، مناهل العرفان في علوم القرآن، ترجمة: محسن آرمين، طهران، معهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية، 1385ش، ص524.</ref>
    :'''6. نافع:''' نافع بن عبد الرحمن الليثي (ت 169 هـ)، قارئ المدينة. وراوياه هما: عيسى بن مينا (120-220 هـ) (المشهور بقالون، وكان نافع قد تبنّاه)، وعثمان بن سعيد الملقّب بورش (110-197 هـ). وهذه القراءة منتشرة اليوم في بعض دول المغرب العربي.<ref name=":0" />
    :'''7. الكسائي''': علي بن حمزة الكسائي (ت 189 هـ)، قارئ الكوفة. وراوياه هما: الليث بن خالد (ت 240 هـ)، وحفص بن عمر الدوري (ت 246 هـ) (وهو راوي أبي عمرو أيضاً).<ref>الزرقاني، محمد عبد العظيم، مناهل العرفان في علوم القرآن، ترجمة: محسن آرمين، طهران، معهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية، 1385ش، ص526.</ref>


    إنّ خمسة من القراء السبعة من أصل إيراني (باستثناء ابن عامر وأبي عمرو).<ref>علامي، أبو الفضل، پژوهشي در علم تجويد، قم، ياقوت، 1381ش، ص28.</ref> كما أنّ أربعة منهم كانوا شيعة (عاصم، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي).<ref>معرفة، محمد هادي، تاريخ قرآن، طهران، سمت، 1382ش، ص149.</ref>
    وهناک روایات أخرى فی هذا الموضوع:


    == اعتبار القراءات السبع عند علماء الشيعة==
    قال النبي محمد (ص): "الحرب خدعة" [23].
    روى ابن عباس أن النبي (ص) أرسل أحد أصحابه لقتل رجل يهودي، فقال الصحابي: "يا رسول الله، لن أستطيع ذلك إلا إذا أطلقت يدي". فأجابه النبي (ص): "إن الحرب خدعة، فافعل ما شئت" [24].
    روى عدي بن حاتم أن الإمام علي (ع) كان يرفع صوته أثناء مواجهة معاوية في صفين ليسمعه أصحابه، قائلاً: "والله لأقتلن معاوية وأصحابه!"، ثم يخفض صوته ويقول: "إن شاء الله!". عندما سأله عدي بن حاتم عن سبب ذلك، أجاب الإمام (ع): "الحرب خدعة، ولم أكذب على المؤمنين. إنما أردت أن أثير حماسة أصحابي كي لا يتراخوا في القتال. وسيستفيد الأذكياء منهم من هذا الكلام إن شاء الله" [25].
    قال الإمام جعفر الصادق (ع): "إن الله لا يعذب من يخادع عدوه في الحرب ويكذب عليه" [26].


    لعلماء [[الشيعة]] ثلاثة آراء حول اعتبار القراءات السبع:
    * ورد في بعض الروايات أن عمرو بن عبدود لم يكن وحده في المبارزة، بل كان معه عدد من المقاتلين، منهم: هبيرة بن أبي وهب، وضرار بن خطاب، [27] وعكرمة بن أبي جهل، ومرداس الفهري. لذلك، فإن كلام الإمام علي (ع) أثناء المبارزة عندما قال: "لقد أحضرت معي رجالاً" لم يكن كذبًا، بل كان جزءًا من الخدعة الحربية [28][29].
     
    * لم يعترض النبي (ص) على تصرف الإمام علي (ع) أثناء المبارزة. وقد اعتبر علماء المسلمين عدم اعتراض النبي (ص) دليلاً على صحة فعل الإمام علي (ع) وموافقته لمبادئ الحرب المشروعة.
    # الرأي الأول: يرى بعض العلماء أن القراءات السبع متواترة. ومن هؤلاء: ابن المطهر، وابن فهد، و<nowiki/>[[المحقق الثاني]]، و<nowiki/>[[الشهيد الثاني]]، و<nowiki/>[[الشيخ حر العاملي]].<ref>كمالي دزفولي، علي، شناخت قرآن، طهران، أسوة، 1370ش، ص173.</ref> والمقصود بالتواتر هنا القراءة التي كانت شائعة في عصر الأئمة (ع) ولم ينهوا عنها، مما يدل على تأكيدهم لصحتها.<ref>النجفي، محمد حسن، جواهر الكلام، ج9، باب القراءة، ص292.</ref>
    # الرأي الثاني: يرى بعض العلماء جواز قراءة الصلاة والقرآن بهذه القراءات، حتى لو لم يقبلوا بتواترها.<ref>الخوئي، أبو القاسم، بيان در علوم ومسائل كلي قرآن، ترجمة: محمد صادق نجمي، طهران، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي- منظمة الطباعة والنشر، 1382ش، ص222.</ref>
    # الرأي الثالث: يرى فريق ثالث أن بعض هذه القراءات متواترة وبعضها غير متواترة.<ref>ميرمحمدي زرندي، أبو الفضل، تاريخ وعلوم قرآن، قم. مكتب النشر الإسلامي، 1377ش، ص171.</ref>
     
    أما [[الشيخ الطوسي]]، فيذكر أن علماء الشيعة أجازوا قراءة القرآن وفق القراءات المشهورة بين الناس، وقالوا بجواز التلاوة بأي من القراءات المتداولة بين المسلمين.<ref>الطوسي، محمد، التبيان في تفسير القرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة 1، بدون تاريخ، ج1، ص7.</ref> ولم يتطرق الشيخ الطوسي لمسألة التواتر من عدمه، بل أكّد أنّ قراءة القرآن بالقراءة الشائعة بين الناس هي القراءة الصحيحة.
    ==مقالات ذات صلة==
    *[[القراءات القرآنية المختلفة]]
     
    == المصادر==
    {{پانویس|۲}}
    {{شاخه
    | شاخه اصلی = علوم و معارف قرآن
    | شاخه فرعی۱ = قرائات
    | شاخه فرعی۲ =
    | شاخه فرعی۳ =
    }}
    {{پایان متن}}

    مراجعة ١٨:٤١، ٢٦ مارس ٢٠٢٥

    بعضٌ يتّهمون الإمام عليّاً (ع) باستخدام الخدعة في مواجهة "عمر بن عبد ودّ" ويَزعُمون أنه كذب!


    الخدعة في الحرب تُعتبر أداة استراتيجية تُستخدم لهزيمة العدو. وقد قال النبي محمد (ص): "الحرب خدعة"، وأكّد في مراحل مختلفة من المعارك جواز استخدام الخدعة. وعندما استخدم الإمام علي (ع) الذكاء والخدعة خلال معركة الخندق لهزيمة عمر بن عبد ودّ، كان هذا الفعل - الذي حظي بتأييد النبي (ص) - مثالًا على مشروعية الخدعة في الحرب لتحقيق أهداف مشروعة.

    معركة الخندق

    معركة "الخندق" أو "غزوة الأحزاب"، هي إحدى معارك رسول الله (ص) ضد المشركين والأحزاب المعادية، وقد وقعت في السنة الخامسة للهجرة غرب المدينة المنورة. سُمّيت بـ"الخندق" بسبب الحفر الذي حفره المسلمون حول المدينة، وبـ"الأحزاب" بسبب تحالف الفصائل المشركة المختلفة وتعاون اليهود الداخليين معهم.

    في هذه المعركة، حوصرت المدينة لأكثر من عشرين يومًا دون وقوع قتال، حتى تمكن بعض مقاتلي المشركين مثل عمر بن عبد ودّ وعكرمة بن أبي جهل من عبور الخندق وطلب المبارزة. وعندما طلب عمر بن عبد ودّ المبارزة ثلاث مرات، لم يُجبه أحد إلا الإمام علي (ع). وعندما خرج علي (ع) لمواجهته، أعطاه النبي (ص) سيفه، وربط له العمامة، ودعا الله له بالنصر، وقال كلمته التاريخية: "بَرَزَ الْإِيمَانُ كُلُّهُ إِلَى الشِّرْكِ كُلِّهِ" (كل الإيمان واجه كل الشرك).

    ردّد عمر بن عبد ودّ بعض الأبيات ثم قال: "لا أرغب في قتلك!"، فأجابه الإمام علي (ع): "لكنّي أرغب في قتلك!". فغضب عمر ونزل عن فرسه، وخلع غطاء وجهه، واشتبك مع الإمام علي (ع) حتى قتله.

    الخدعة في الحرب: /////تعريفها وحكمها

    //// الخدعة هي ما يُستخدم لخداع الآخر. وفي الحرب، تُعتبر أداة لهزيمة العدو وتكتيكًا لإلحاق أشد الضربات به. وفي الصراعات العسكرية، يحاول كل طرف هزيمة العدو وإجباره على الاستسلام من خلال اتباع سياسات خادعة. منذ الماضي البعيد وحتى الوقت الحاضر، كان الخداع العسكري يستخدم على نطاق واسع في الحروب.

    ذكر المسعودي في كتابه مروج الذهب: "ثم إخباره(ص) عن الحرب وقوله « الحرب خدعَة » فعلم بهذا اللفظ اليسير والكلام الوجيز أنّ آخر مكايد الحرب القتال بالسيف، إذ كان بدؤها خدعة، كما قال عليه السلام، وهذا يعرفه كل ذي رأي صحيح وذي رياسة وسياسة."

    من الناحية الفقهية، فإنّ جواز الخدعة في الحرب أمر مُجمع عليه. فقد كتب العلاّمة الحلي في "تذكرة الفقهاء": "الخدعة في الحرب جائزة، ويجوز للمقاتل أن يخدع خصمه ليقضي عليه، وهذا إجماع."

    خدعة الإمام علي (ع) لعمر بن عبد ودّ

    في أحد المصادر الروائية، وردت رواية تفصيلية عن هذه الواقعة، حيث ذكرت أن الإمام علي (ع) استخدم خدعةً أثناء القتال:

    «مر أمير المؤمنين يهرول في مشيه ... فقال له عمرو من أنت؟ قال: أنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله وختنه فقال: والله ان أباك كان لي صديقا قديما واني اكره أن أقتلك ما آمن ابن عمك حين بعثك إلي ان أختطفك برمحي هذا فأتركك شائلا بين السماء والارض لا حي ولا ميت، فقال له أمير المؤمنين : قد علم ابن عمي انك ان قتلتني دخلت الجنة وأنت في النار وان قتلتك فأنت في النار وأنا في الجنة، فقال عمرو وكلتاهما لك يا علي؟ تلك إذا قسمة ضيزى، قال علي دع هذا يا عمر واني سمعت منك وانت متعلق بأستار الكعبة تقول لا يعرضن علي أحد في الحرب ثلاث خصال إلا أجبته إلى واحدة منها وأنا أعرض عليك ثلاث خصال فأجبني إلى واحدة قال: هات يا علي ! قال: أحدها تشهد ان لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله، قال: نح عني هذه فاسأل الثانية، فقال أن ترجع وترد هذا الجيش عن رسول الله فان يك صادقا فانتم أعلى به عينا وان يك كاذبا كفتكم ذؤبان العرب أمره، فقال: إذا لا تتحدث نساء قريش بذلك ولا تنشد الشعراء في أشعارها اني جبنت ورجعت على عقبي من الحرب وخذلت قوما رأسوني عليهم؟ فقال أمير المؤمنين : فالثالثة ان تنزل إلي فانك راكب وأنا راجل حتى أنا بذك فوثب عن فرسه وعرقبه وقال هذه خصلة ما ظننت ان احدا من العرب يسومني عليها ثم بدا فضرب أمير المؤمنين بالسيف على راسه فالقاه امير المؤمنين بدرقته فقطعها وثبت السيف على رأسه، فقال له علي يا عمرو أما كفاك اني بارزتك وانت فارس العرب حتى استعنت علي بظهير؟ فالتفت عمرو إلى خلفه فضربه أمير المؤمنين مسرعا على ساقيه قطعهما جميعا وارتفعت بينهما عجاجة فقال المنافقون قتل علي بن ابي طالب، ثم انكشف العجاجة فنظروا فاذا امير المؤمنين على صدره قد أخذ بلحيته يريد ان يذبحه فذبحه ثم اخذ رأسه وأقبل إلى رسول الله 6 والدماء تسيل على رأسه من ضربة عمرو وسيفه يقطر منه الدم وهو يقول والرأس بيده:

    أنا علي وابن عبدالمطلب الموت خير للفتى من الهرب

    فقال رسول الله يا علي ماكرته؟ قال: نعم يا رسول الله الحرب خديعة

    ملاحظات حول هذه الروایة

    من المهم الانتباه إلى عدة نقاط فيما يتعلق بهذا التقرير:

    • تُعد الحرب النفسية أحد العناصر المهمة في الصراع مع العدو، وهي تعتمد على الخدع والمبالغات وما شابه ذلك. وبما أن هذا الخداع يهدف إلى تحقيق غاية أهم، فلا ينبغي مساواته بالكذب الذي يُقال لمصالح شخصية أو جماعية غير مشروعة.

    وهناک روایات أخرى فی هذا الموضوع:

    قال النبي محمد (ص): "الحرب خدعة" [23]. روى ابن عباس أن النبي (ص) أرسل أحد أصحابه لقتل رجل يهودي، فقال الصحابي: "يا رسول الله، لن أستطيع ذلك إلا إذا أطلقت يدي". فأجابه النبي (ص): "إن الحرب خدعة، فافعل ما شئت" [24]. روى عدي بن حاتم أن الإمام علي (ع) كان يرفع صوته أثناء مواجهة معاوية في صفين ليسمعه أصحابه، قائلاً: "والله لأقتلن معاوية وأصحابه!"، ثم يخفض صوته ويقول: "إن شاء الله!". عندما سأله عدي بن حاتم عن سبب ذلك، أجاب الإمام (ع): "الحرب خدعة، ولم أكذب على المؤمنين. إنما أردت أن أثير حماسة أصحابي كي لا يتراخوا في القتال. وسيستفيد الأذكياء منهم من هذا الكلام إن شاء الله" [25]. قال الإمام جعفر الصادق (ع): "إن الله لا يعذب من يخادع عدوه في الحرب ويكذب عليه" [26].

    • ورد في بعض الروايات أن عمرو بن عبدود لم يكن وحده في المبارزة، بل كان معه عدد من المقاتلين، منهم: هبيرة بن أبي وهب، وضرار بن خطاب، [27] وعكرمة بن أبي جهل، ومرداس الفهري. لذلك، فإن كلام الإمام علي (ع) أثناء المبارزة عندما قال: "لقد أحضرت معي رجالاً" لم يكن كذبًا، بل كان جزءًا من الخدعة الحربية [28][29].
    • لم يعترض النبي (ص) على تصرف الإمام علي (ع) أثناء المبارزة. وقد اعتبر علماء المسلمين عدم اعتراض النبي (ص) دليلاً على صحة فعل الإمام علي (ع) وموافقته لمبادئ الحرب المشروعة.