الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مستخدم:Translation/ملعب1»

    من ويكي باسخ
    لا ملخص تعديل
    لا ملخص تعديل
    سطر ١: سطر ١:
    ما هي خصائص الحرب والجهاد من وجهة نظر الإمام علي (ع)؟


    يُعتبر الدافع الإلهي والسير في سبيل الله من أهم خصائص الحرب والجهاد في نظر الإمام علي (ع). فقد أوصى الإمام بأن لا يدخل المجاهدون أحقادهم الشخصية في صراعهم مع العدو. كان الإمام (ع) يعتبر الحرب آخر الحلول، وكان يؤكد على ضرورة منع نشوب الحرب من خلال النصيحة والإرشاد. كما كان يرى أن السلام أفضل من الحرب، حيث أوصى مالك الأشتر بالسلام إذا رأى فيه مصلحة البلاد ورضا الله. وكان الإمام علي (ع) يعتبر بدء الحرب دون إتمام الحجة عملاً خاطئًا، وكان يسعى جاهدًا لإرشاد الطرف الآخر.
    ==خصائص الجهاد في كلام الإمام علي (ع)==


    من وجهة نظر الإمام علي (ع)، يجب على جبهة الإسلام، بالإضافة إلى مراعاة المبادئ العامة للحرب، الالتزام بمجموعة من الخصائص والآداب الخاصة التي تؤثر في انتصارهم وتثبت حقانية جبهة الإسلام. بعض هذه المبادئ والخصائص هي:
    === الحرب والجهاد في سبيل الله (الإخلاص في النية)===


    <big>'''(((هذه الصفحة لمستخدم أحمد)))'''</big>
    من وجهة نظر الإمام علي (ع)، الحرب والجهاد تكون ذات قيمة وأهمية إذا كانت بدافع إلهي وفي سبيل الله. كان الإمام يوصي أصحابه بعدم القتال بدافع الأحقاد الشخصية، بل أن يكون قتالهم في سبيل الله. فقد أوصى الإمام "معقل بن قيس"، أحد قادته العسكريين، قائلاً: "وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ شَنَآنُهُمْ عَلَى قِتَالِهِم؛ لا تقاتلوا العدو بدافع الكراهية الشخصية". [1]


    ونقل عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه عندما واجه جيش الإمام علي (ع) جيش الشام في صفين، ألقى الإمام خطابًا قال فيه: "أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ إِنَّهُ مَنْ رَأَى عُدْوَاناً يُعْمَلُ بِهِ وَ مُنْكَراً يُدْعَى إِلَيْهِ فَأَنْكَرَهُ بِقَلْبِهِ فَقَدْ سَلِمَ وَ بَرِئ؛ أيها المؤمنون، إذا قمنا في وجه العدوان حتى يرتفع كلام الله وينخفض كلام الظالمين، فقد وجدنا طريق النجاة". [2]


    كما أوصى الإمام علي (ع) أولاده قبل وفاته قائلاً: "وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الْجِهَادِ بِأَمْوَالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ وَ أَلْسِنَتِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ اتقوا الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله". [3]
    ===الحرب كحل أخير===


    .
    كان الإمام علي (ع) يعتبر الحرب آخر الحلول، وكان يؤكد على ضرورة منع نشوبها من خلال النصيحة والإرشاد. كان يرى أن السلام أفضل من الحرب، حيث قال لمالك الأشتر: "وَ لَا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ إِلَيْهِ عَدُوُّكَ و لِلَّهِ فِيهِ رِضًا فَإِنَّ فِي الصُّلْحِ دَعَةً لِجُنُودِكَ وَ رَاحَةً مِنْ هُمُومِكَ وَ أَمْناً لِبِلَادِكَ؛ إذا دعاك العدو إلى الصلح ورأيت فيه رضا الله ومصلحة البلاد، فعليك أن تقبل الصلح، لأن السلام أفضل من الحرب". [4]


    وكان الإمام يعتقد أنه إذا لم تنجح الأساليب السياسية في منع الحرب، فيجب استخدام كل فرصة لإنهاء الحرب وإعادة السلام. فقد كتب الإمام إلى أحد قادته حول مجموعة من المتمردين قائلاً: "فَإِنْ عَادُوا إِلَى ظِلِّ الطَّاعَةِ فَذَاكَ الَّذِي نُحِبُّ؛ إذا عادوا إلى طاعة الله، فهذا ما نريده". [5]


    <nowiki>===========</nowiki>
    وقبل معركة الجمل، قال الإمام إنه يأمل في السلام إذا قبل الطرف الآخر، ولكن إذا رفضوا، فلا بد من اللجوء إلى الحرب كحل أخير. [6] وقبل المعركة، سأل رفاعة بن رافع الإمام علي (ع): "يا أمير المؤمنين، على أي قرار عزمت؟" فأجاب الإمام: "ما عزمت عليه هو الإصلاح، إذا قبلوه منا." فقال رفاعة: "وإذا لم يقبلوا؟" فأجاب الإمام: "ندعوهم ونعطيهم من الحق ما نأمل أن يرضوا به." فقال رفاعة: "وإذا لم يرضوا؟" فأجاب الإمام: "إذا تركوا لنا، نترك لهم." فقال رفاعة: "وإذا لم يتركوا لنا؟" فأجاب الإمام: "ندافع عن أنفسنا." فقال رفاعة: "قرار جيد." [7]


    .
    وقبل معركة صفين، أعرب جيش الإمام عن استيائهم من التأخير في القتال. فأوضح الإمام أن التأخير كان على أمل أن ينضم بعض الأعداء إليه ويهتدوا: "فَوَاللَّهِ مَا دَفَعْتُ الْحَرْبَ يَوْماً إِلَّا وَ أَنَا أَطْمَعُ أَنْ تَلْحَقَ بِي طَائِفَةٌ فَتَهْتَدِيَ بِي وَ تَعْشُوَ إِلَى ضَوْئِي؛ والله ما أخرت الحرب يومًا إلا وأنا أطمع أن تلحق بي طائفة فتهتدي بي". [8]
    === منع الحرب قبل إتمام الحجة===


    يُقال إن الإمام علي (ع) لم يبدأ الحرب أبدًا دون إتمام الحجة. فقد كتب الشيخ المفيد عن معركة الجمل أن الإمام قال لجيشه: "لا تعجلوا ببدء الحرب حتى أتم الحجة على هذا القوم". ثم استدعى عبد الله بن عباس وأعطاه قرآنًا ليذهب إلى طلحة والزبير وعائشة ويدعوهم إلى أحكام القرآن. [9] وعندما عاد ابن عباس، قال إن القوم يريدون الحرب فقط. بدأ رماة العدو بإطلاق السهام، وطلب ابن عباس من الإمام أن يأمر بالقتال، لكن الإمام رفض وأصر على إتمام الحجة مرة أخرى. [10]
    === التخلي عن العصبيات القبلية والوطنية===


    يجب على المجاهد أن يتخلى عن كل العصبيات الجاهلية والقبلية والوطنية، ويجاهد فقط من أجل الحق. إذا تجمع الأقارب والأقرباء حول الحق، فإن الجهاد يكون معهم، ولكن إذا تجمعوا تحت راية الباطل، فإن الجهاد يكون ضدهم. قال الإمام: "وَ لَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص نَقْتُلُ آبَاءَنَا وَ أَبْنَاءَنَا وَ إِخْوَانَنَا وَ أَعْمَامَنَا مَا يَزِيدُنَا ذَلِكَ إِلَّا إِيمَاناً وَ تَسْلِيماً؛ كنا مع رسول الله (ص) نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وعمومتنا، ولم يزدنا ذلك إلا إيمانًا وتسليمًا". [11]
    === عدم البدء بالحرب===


    مدرسة الإمام هي مدرسة السلام والمحبة والهداية، ويجب منع الحرب وسفك الدماء قدر الإمكان. إذا لم يكن هناك مفر من الحرب، فيجب في ساحة المعركة انتظار بدء الحرب من قبل العدو. فقد أوصى الإمام مالك الأشتر، أحد قادته في معركة صفين، بهذا المبدأ [12][13]، وقال لجيشه: "لَا تُقَاتِلُوهُمْ حَتَّى يَبْدَءُوكُمْ فَإِنَّكُمْ بِحَمْدِ اللَّهِ عَلَى حُجَّةٍ؛ لا تقاتلوهم حتى يبدأوا، فأنتم بحمد الله على حجة". [14][15]
    === الدعاء والمناجاة===


    المجاهد الديني يجاهد من أجل الله، وفي كل لحظات الحرب، يطلب النصر والعون من الله تعالى. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدعاء والارتباط بالله يقوي روح المجاهد ويجعله أكثر ثباتًا في جهاده ضد الكفار. كان الإمام يدعو لجيشه ولإرشاد العدو، وهذه الأدعية لا تتسع لها هذه المقالة. [16][17][18][19]
    === الشعارات والدعاية الحربية===


    منذ القدم، كان إطلاق الشعارات والدعاية في الحروب وسيلة لتقوية معنويات الجنود وإضعاف العدو. كان رفع الأعلام من المحاور الرئيسية في الدعاية الحربية القديمة، حيث كان يعبر عن نشاط الجيش واستعداده للهجوم. لذلك، كان الإمام يوصي بأن تظل الأعلام مرفوعة دائمًا وأن تُسند إلى الأشخاص الشجعان. [20][21]
    === التعامل الإنساني مع العدو===


    {{شروع متن}}
    في مدرسة الإمام، المبدأ الأساسي هو التعامل الإنساني مع جميع البشر، حتى الأعداء. كان الإمام يوصي جيشه بهذه المبادئ الأخلاقية والإنسانية، ويطلب منهم عدم تمثيل بجثث الأعداء [22وعدم دخول منازل الناس ونهب أموالهم [23][24][25]، وعدم قتل الأطفال والنساء والشيوخ
    {{سوال}}
    في الرسالة 31 من نهج البلاغة، يوصي أمير المؤمنين علي (ع) ابنه الإمام الحسن المجتبى (ع) قائلًا: «اعلم أنّه لا خير في علم لا ينفع، ولا يُنتفع بعلم لا يحقّ تعلّمه». فما هي العلوم التي لا فائدة من معرفتها ولا يجوز تعلّمها؟
    {{پایان سوال}}
    {{پاسخ}}
    '''العلم الذي لا يستحق التعلّم لا فائدة منه'''، وهذا جزء من كلام [[الإمام علي (ع)]] في وصيته لابنه [[الإمام الحسن (ع)]]. حيث يؤكّد سماحته أنّه لا خير في علم لا منفعة فيه. كما ورد في [[الدعاء|الأدعية]] أنّه يجب اللجوء إلى الله من العلم الذي لا ينفع. وقد عدّد بعض الباحثين علومًا لا فائدة منها ولا ثمرة لها:
     
    * العلوم التي تسبب ضررًا للنفس أو للآخرين، مثل السحر والشعوذة.
    * العلوم التي تُلبّي فقط المصالح الشخصية للأفراد دون الاهتمام بالمعنويات، والإنسانية ونمو المجتمع والآخرة، مثل علم صناعة الأسلحة ذات الدمار الشامل.
    * العلوم التي تُهدر عمر الإنسان ولا تُثمر شيئًا للفرد، مثل الألعاب التافهة والألغاز غير المفيدة.
    * العلوم التي تتجاوز فهم البشر، مثل التعمق والتفكير في ذات الله.
     
    ==نص الحديث ==
    في [[الرسالة 31 من نهج البلاغة]يكتب [[أمير المؤمنين علي (ع)]] لابنه [[الإمام الحسن المجتبى (ع)]]:
    {{نقل قول|وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَ لَا يُنْتَفَعُ بِعِلْمٍ لَا يَحِقُ تَعَلُّمُهُ<ref>الشريف الرضي، محمد بن حسين، نهج البلاغة، قم، الهجرة، الطبعة 1، 1414هـ، الرسالة 31، ص393.</ref> }}
     
    ==دلالة الحديث ==
    العلم الذي لا يستحق التعلّم هو علم لا فائدة منه ولا خير فيه. يتخذ الإنسان مواقفه في حياته بناءً على مقدار علمه، وبالنظر إلى عمر الإنسان المحدود، فإن العقل يقول: تعلّم علمًا يُسعدك في الدنيا والآخرة، ولا ينبغي للعقل أن ينشغل بأمور غير مهمة.
     
    هذه المسألة مهمّة لدرجة أنّه ورد في الأدعية الاستعاذة من العلم الذي لا ينفع.<ref>المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1404هـ، ج83، ص18. ‏</ref>
     
    ==العلوم غير المفيدة ==
    :1. العلوم التي تسبب ضررًا للنفس أو للآخرين، مثل السحر والشعوذة، والتي ورد النهي عن تعلّمها في الروايات.<ref>حر العاملي، محمد، وسائل الشيعة، قم، مؤسسة آل البيت عليهم السلام، 1409هـ، ج17، ص94.</ref>
    :2. العلوم التي تُلبّي فقط المصالح الشخصية دون الاهتمام بالمعنويات والإنسانية ونمو المجتمع والآخرة، مثل علم صناعة المشروبات الكحولية،<ref>المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1404هـ، ج76، ص130، باب 86.</ref> وفي عصرنا الحاضر، علم صناعة أسلحة الدمار الشامل وغيرها، والتي تُلبّي فقط أطماع دول معيّنة.
    :3. العلوم التي لا تُعتبر علمًا محدّدًا، وتُهدر عمر الإنسان دون فائدة، مثل تعلّم العديد من الألعاب، أو معرفة تفاصيل شخصية أو عائلية لبعض أفراد المجتمع، أو الألغاز التافهة التي لا تُثمر شيئًا.
    روي عن [[الإمام الكاظم (ع)]] أنّ [[رسول الله (ص)]] دخل المسجد فرأى جماعة مجتمعين حول رجل، فسأل: ما الخبر؟ قالوا: هذا رجل علّامة. فسأل: ما العلّامة؟ قالوا: أعلم الناس بأنساب العرب وأحداثها وأيام الجاهلية وأشعارهم. فقال النبي (ص): <blockquote>ذَاكَ عِلْمٌ لَا يَضُرُّ مَنْ جَهِلَهُ، وَ لَا يَنْفَعُ مَنْ عَلِمَهُ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ (ص): إِنَّمَا الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ: آيَةٌ مُحْكَمَةٌ، أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ، أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ، وَ مَا خَلَاهُنَّ فَهُوَ فَضْلٌ‌.<ref>الكليني، محمد، الكافي، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1365ش، ج1، ص32.</ref></blockquote>فبجملة «لا يضرّ مَن جهله»، بيّن النبي (ص) أنّ معلومات هذا الشخص ليست علمًا حقيقيًا، والعلم الحقيقي هو ما ينفع الإنسان بمعرفته ويضرّه بجهله.<ref>الكليني، محمد، الكافي، ترجمة: مصطفوي، طهران،الإسلامية، الطبعة 1، ج1، ص38.</ref>
     
    :4. بعض العلوم التي تتجاوز فهم البشر، مثل التعمق والتفكير في ذات الله، والتي ورد النهي عنها.<ref>الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة 4، 1407 هـ، ج1، ص91، بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْكَلَامِ فِي الْكَيْفِيَّة.</ref>
    العلوم التي لا يضرّ الجهل بها، لا يستحق تعلّمها؛ أما العلوم المادية التي تخدم الإنسانية وتُعتبر ضرورية، فإن تعلّمها واجب.<ref>المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1404هـ، ج1، ص220.</ref> مثل الطب، والهندسة، والعلوم السياسية، وغيرها. وإذا اقترن تعلّم هذه العلوم بنيّة إلهيّة، فإنّها يمكن أن تحقّق فوائد دنيوية وأخروية.
     
    ==مقالات ذات صلة==
    *[[اعتبار الرسالة 31 من نهج البلاغة]]
     
    == المصادر==
    {{پانویس|۲}}
    {{شاخه
    | شاخه اصلی = حدیث
    | شاخه فرعی۱ = روایت‌های اخلاقی
    | شاخه فرعی۲ =
    | شاخه فرعی۳ =
    }}
     
    {{پایان متن}}
     
     
    [[es:El conocimiento que no es digno de ser aprendido no tiene utilidad]]

    مراجعة ٢١:٥٠، ٢٣ مارس ٢٠٢٥

    ما هي خصائص الحرب والجهاد من وجهة نظر الإمام علي (ع)؟

    يُعتبر الدافع الإلهي والسير في سبيل الله من أهم خصائص الحرب والجهاد في نظر الإمام علي (ع). فقد أوصى الإمام بأن لا يدخل المجاهدون أحقادهم الشخصية في صراعهم مع العدو. كان الإمام (ع) يعتبر الحرب آخر الحلول، وكان يؤكد على ضرورة منع نشوب الحرب من خلال النصيحة والإرشاد. كما كان يرى أن السلام أفضل من الحرب، حيث أوصى مالك الأشتر بالسلام إذا رأى فيه مصلحة البلاد ورضا الله. وكان الإمام علي (ع) يعتبر بدء الحرب دون إتمام الحجة عملاً خاطئًا، وكان يسعى جاهدًا لإرشاد الطرف الآخر.

    خصائص الجهاد في كلام الإمام علي (ع)

    من وجهة نظر الإمام علي (ع)، يجب على جبهة الإسلام، بالإضافة إلى مراعاة المبادئ العامة للحرب، الالتزام بمجموعة من الخصائص والآداب الخاصة التي تؤثر في انتصارهم وتثبت حقانية جبهة الإسلام. بعض هذه المبادئ والخصائص هي:

    الحرب والجهاد في سبيل الله (الإخلاص في النية)

    من وجهة نظر الإمام علي (ع)، الحرب والجهاد تكون ذات قيمة وأهمية إذا كانت بدافع إلهي وفي سبيل الله. كان الإمام يوصي أصحابه بعدم القتال بدافع الأحقاد الشخصية، بل أن يكون قتالهم في سبيل الله. فقد أوصى الإمام "معقل بن قيس"، أحد قادته العسكريين، قائلاً: "وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ شَنَآنُهُمْ عَلَى قِتَالِهِم؛ لا تقاتلوا العدو بدافع الكراهية الشخصية". [1]

    ونقل عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه عندما واجه جيش الإمام علي (ع) جيش الشام في صفين، ألقى الإمام خطابًا قال فيه: "أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ إِنَّهُ مَنْ رَأَى عُدْوَاناً يُعْمَلُ بِهِ وَ مُنْكَراً يُدْعَى إِلَيْهِ فَأَنْكَرَهُ بِقَلْبِهِ فَقَدْ سَلِمَ وَ بَرِئ؛ أيها المؤمنون، إذا قمنا في وجه العدوان حتى يرتفع كلام الله وينخفض كلام الظالمين، فقد وجدنا طريق النجاة". [2]

    كما أوصى الإمام علي (ع) أولاده قبل وفاته قائلاً: "وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الْجِهَادِ بِأَمْوَالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ وَ أَلْسِنَتِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ اتقوا الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله". [3]

    الحرب كحل أخير

    كان الإمام علي (ع) يعتبر الحرب آخر الحلول، وكان يؤكد على ضرورة منع نشوبها من خلال النصيحة والإرشاد. كان يرى أن السلام أفضل من الحرب، حيث قال لمالك الأشتر: "وَ لَا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ إِلَيْهِ عَدُوُّكَ و لِلَّهِ فِيهِ رِضًا فَإِنَّ فِي الصُّلْحِ دَعَةً لِجُنُودِكَ وَ رَاحَةً مِنْ هُمُومِكَ وَ أَمْناً لِبِلَادِكَ؛ إذا دعاك العدو إلى الصلح ورأيت فيه رضا الله ومصلحة البلاد، فعليك أن تقبل الصلح، لأن السلام أفضل من الحرب". [4]

    وكان الإمام يعتقد أنه إذا لم تنجح الأساليب السياسية في منع الحرب، فيجب استخدام كل فرصة لإنهاء الحرب وإعادة السلام. فقد كتب الإمام إلى أحد قادته حول مجموعة من المتمردين قائلاً: "فَإِنْ عَادُوا إِلَى ظِلِّ الطَّاعَةِ فَذَاكَ الَّذِي نُحِبُّ؛ إذا عادوا إلى طاعة الله، فهذا ما نريده". [5]

    وقبل معركة الجمل، قال الإمام إنه يأمل في السلام إذا قبل الطرف الآخر، ولكن إذا رفضوا، فلا بد من اللجوء إلى الحرب كحل أخير. [6] وقبل المعركة، سأل رفاعة بن رافع الإمام علي (ع): "يا أمير المؤمنين، على أي قرار عزمت؟" فأجاب الإمام: "ما عزمت عليه هو الإصلاح، إذا قبلوه منا." فقال رفاعة: "وإذا لم يقبلوا؟" فأجاب الإمام: "ندعوهم ونعطيهم من الحق ما نأمل أن يرضوا به." فقال رفاعة: "وإذا لم يرضوا؟" فأجاب الإمام: "إذا تركوا لنا، نترك لهم." فقال رفاعة: "وإذا لم يتركوا لنا؟" فأجاب الإمام: "ندافع عن أنفسنا." فقال رفاعة: "قرار جيد." [7]

    وقبل معركة صفين، أعرب جيش الإمام عن استيائهم من التأخير في القتال. فأوضح الإمام أن التأخير كان على أمل أن ينضم بعض الأعداء إليه ويهتدوا: "فَوَاللَّهِ مَا دَفَعْتُ الْحَرْبَ يَوْماً إِلَّا وَ أَنَا أَطْمَعُ أَنْ تَلْحَقَ بِي طَائِفَةٌ فَتَهْتَدِيَ بِي وَ تَعْشُوَ إِلَى ضَوْئِي؛ والله ما أخرت الحرب يومًا إلا وأنا أطمع أن تلحق بي طائفة فتهتدي بي". [8]

    منع الحرب قبل إتمام الحجة

    يُقال إن الإمام علي (ع) لم يبدأ الحرب أبدًا دون إتمام الحجة. فقد كتب الشيخ المفيد عن معركة الجمل أن الإمام قال لجيشه: "لا تعجلوا ببدء الحرب حتى أتم الحجة على هذا القوم". ثم استدعى عبد الله بن عباس وأعطاه قرآنًا ليذهب إلى طلحة والزبير وعائشة ويدعوهم إلى أحكام القرآن. [9] وعندما عاد ابن عباس، قال إن القوم يريدون الحرب فقط. بدأ رماة العدو بإطلاق السهام، وطلب ابن عباس من الإمام أن يأمر بالقتال، لكن الإمام رفض وأصر على إتمام الحجة مرة أخرى. [10]

    التخلي عن العصبيات القبلية والوطنية

    يجب على المجاهد أن يتخلى عن كل العصبيات الجاهلية والقبلية والوطنية، ويجاهد فقط من أجل الحق. إذا تجمع الأقارب والأقرباء حول الحق، فإن الجهاد يكون معهم، ولكن إذا تجمعوا تحت راية الباطل، فإن الجهاد يكون ضدهم. قال الإمام: "وَ لَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص نَقْتُلُ آبَاءَنَا وَ أَبْنَاءَنَا وَ إِخْوَانَنَا وَ أَعْمَامَنَا مَا يَزِيدُنَا ذَلِكَ إِلَّا إِيمَاناً وَ تَسْلِيماً؛ كنا مع رسول الله (ص) نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وعمومتنا، ولم يزدنا ذلك إلا إيمانًا وتسليمًا". [11]

    عدم البدء بالحرب

    مدرسة الإمام هي مدرسة السلام والمحبة والهداية، ويجب منع الحرب وسفك الدماء قدر الإمكان. إذا لم يكن هناك مفر من الحرب، فيجب في ساحة المعركة انتظار بدء الحرب من قبل العدو. فقد أوصى الإمام مالك الأشتر، أحد قادته في معركة صفين، بهذا المبدأ [12][13]، وقال لجيشه: "لَا تُقَاتِلُوهُمْ حَتَّى يَبْدَءُوكُمْ فَإِنَّكُمْ بِحَمْدِ اللَّهِ عَلَى حُجَّةٍ؛ لا تقاتلوهم حتى يبدأوا، فأنتم بحمد الله على حجة". [14][15]

    الدعاء والمناجاة

    المجاهد الديني يجاهد من أجل الله، وفي كل لحظات الحرب، يطلب النصر والعون من الله تعالى. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدعاء والارتباط بالله يقوي روح المجاهد ويجعله أكثر ثباتًا في جهاده ضد الكفار. كان الإمام يدعو لجيشه ولإرشاد العدو، وهذه الأدعية لا تتسع لها هذه المقالة. [16][17][18][19]

    الشعارات والدعاية الحربية

    منذ القدم، كان إطلاق الشعارات والدعاية في الحروب وسيلة لتقوية معنويات الجنود وإضعاف العدو. كان رفع الأعلام من المحاور الرئيسية في الدعاية الحربية القديمة، حيث كان يعبر عن نشاط الجيش واستعداده للهجوم. لذلك، كان الإمام يوصي بأن تظل الأعلام مرفوعة دائمًا وأن تُسند إلى الأشخاص الشجعان. [20][21]

    التعامل الإنساني مع العدو

    في مدرسة الإمام، المبدأ الأساسي هو التعامل الإنساني مع جميع البشر، حتى الأعداء. كان الإمام يوصي جيشه بهذه المبادئ الأخلاقية والإنسانية، ويطلب منهم عدم تمثيل بجثث الأعداء [22]، وعدم دخول منازل الناس ونهب أموالهم [23][24][25]، وعدم قتل الأطفال والنساء والشيوخ