الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مستخدم:Translation/ملعب2»

(أنشأ الصفحة ب'هذه الصفحة لمستخدم فخر الدین')
 
لا ملخص تعديل
 
(٣٦ مراجعة متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
هذه الصفحة لمستخدم فخر الدین
 
 
ألم يكن عدم اهتمام الإمام علي (ع) بالخلافة التي أوكلها إليه النبي (ص) إهمالًا للواجب؟ وإن كان عاجزًا فلماذا لم يقدّم عذرًا؟
 
 
كان السلوك السياسي للإمام علي (ع) خلال فترة الخلفاء الثلاثة مبنيًا على مراعاة مصلحة وحدة المسلمين ومنع التزلزل العقائدي. ومع ذلك، بذل أمير المؤمنين (ع) جهودًا متعددة لاستعادة أمر الخلافة. من بين أدلة اعتراضه يمكن ذكر: إبراز الأدلة على أفضليته مثل الوصية والنص من رسول الله، وكونه المؤهل الوحيد للخلافة، وعلاقته القريبة بالنبي (ص) نسبيًا وروحيًا، ونقده لأداء الخلفاء، بالإضافة إلى امتناعه عن مبايعة أبي بكر طواعية ومحاولته القيام ضد الخليفة، وهي أمور تُذكر في الجانب العملي لجهوده لاستعادة الخلافة بعد النبي (ص).
 
==السلوك السياسي للإمام علي بعد النبي (ص)==
أظهر السلوك السياسي للإمام علي (ع) خلال السنوات الخمس والعشرين الصعبة من حكم الخلفاء اليقظة والتقوى الإلهية. رغم أن بعض معارضي الإسلام مثل أبي سفيان حاولوا استغلال الظروف لتصفية حساباتهم مع الإسلام والمسلمين، إلا أن الإمام رفض ذلك.[1] اختار الإمام الصمت والتسامح مع الخلفاء حفاظًا على وحدة المسلمين ومنعًا للتزلزل العقائدي للمسلمين الجدد، حتى ظُن أنه راضٍ عن أفعالهم.[2] لم يكن صمته خوفًا أو طلبًا للراحة، بل لأن الثورة والاستشهاد في تلك الظروف كانا سيكونان ضد مصلحة الإسلام. قال الإمام في دفاعه عن منهجه الحكيم:
 
{{نقل قول|فرأيت أنّ الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين و سفك دمائهم، و الناس حديثو عهد بالإسلام، و الدين يمخض مخض الوطب، يفسده أدنى وهن، و يعكسه أقل خلف"[3]}}
 
==أساليب الإمام علي (ع) في التعبير عن الاعتراض==
لم يمنع سياسة الصمت والتسامح أن يعبر عن اعتراضه بطرق مختلفة، منها:
 
===بيان أدلة أفضليته===
بعد أن بايع بعض الناس أبا بكر في سقيفة بني ساعدة، ثم تمت البيعة العامة، تحدث الإمام عن حقه الشرعي في الخلافة وانتقد بيعة الآخرين،[4] وذكر فضائله التي تؤهله للخلافة.[5] في نهج البلاغة، استدل على أحقيته بالخلافة بثلاثة أمور: أولًا الوصية والنص من رسول الله (في الخطبة رقم 2)، ثانيًا أهليته وأن لباس الخلافة لا يليق إلا به (في الخطبة رقم 3 المعروفة بالشقشقية)، ثالثًا قرابته الروحية والنسبية من رسول الله (ص) (في الخطبة 195).[6]
 
=== الامتناع عن البيعة===
بعد كشف عدم أهلية أبي بكر للخلافة، امتنع الإمام عن مبايعته، ورد على عمر الذي هدده بالبيعة قائلًا: "احلبوا لبنَكم (أي الخلافة) على غرارٍ (أي بقوة)، فإنه سيعود إليكم غدًا، وأحكموا اليوم لأبي بكر أمره ليُسلمه إليكم غدًا."[7] يعتقد معظم المفكرين أن البيعة القسرية للإمام مع أبي بكر كانت بعد استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (ع)، أي بعد حوالي ستة أشهر من بدء خلافته.[8] وصف الإمام في رسالة إلى معاوية كيف أُجبر على البيعة: "قلت إنهم قادوني كالجمل المخشوش (المربوط بأنفه) حتى بايعت، والله لقد أردت الذم فمدحت، وأردت الفضيحة فافتضحت! وما عسى أن يضر المسلم أن يكون مظلومًا وهو واثق بدينه، ثابت اليقين، بعيد عن الشك؟"[9]
 
=== انتقاد أداء الخلفاء===
وجه الإمام انتقادات عامة وخاصة للخلفاء. انتقد أبا بكر في نقطتين: الأولى توليه الخلافة رغم أفضيلة الإمام، والثانية تهيئته لخلافة عمر رغم عدم اعتباره نفسه أهلًا لها.[10] في موضع آخر من نفس الخطبة، انتقد صفتين في عمر: شدته وقسوته، وكثرة أخطائه واعتذاراته.[11] أما عثمان، فقد ذكره الإمام ست عشرة مرة، معظمها يتعلق بحادثة مقتله.
 
=== الإجراء العملي لاستعادة الخلافة===
سعى الإمام لاستعادة الخلافة إلى مسارها الصحيح باستغلال المكانة الرفيعة للسيدة فاطمة الزهراء (ع)، حيث زار ليلًا منازل المهاجرين والأنصار وحثهم على حلق رؤوسهم كعلامة على البيعة والتضحية، والاستعداد صباحًا لإعلان موقفهم، لكن القلة فقط وفوا بعهدهم.

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٥:٥١، ١ أبريل ٢٠٢٥


ألم يكن عدم اهتمام الإمام علي (ع) بالخلافة التي أوكلها إليه النبي (ص) إهمالًا للواجب؟ وإن كان عاجزًا فلماذا لم يقدّم عذرًا؟


كان السلوك السياسي للإمام علي (ع) خلال فترة الخلفاء الثلاثة مبنيًا على مراعاة مصلحة وحدة المسلمين ومنع التزلزل العقائدي. ومع ذلك، بذل أمير المؤمنين (ع) جهودًا متعددة لاستعادة أمر الخلافة. من بين أدلة اعتراضه يمكن ذكر: إبراز الأدلة على أفضليته مثل الوصية والنص من رسول الله، وكونه المؤهل الوحيد للخلافة، وعلاقته القريبة بالنبي (ص) نسبيًا وروحيًا، ونقده لأداء الخلفاء، بالإضافة إلى امتناعه عن مبايعة أبي بكر طواعية ومحاولته القيام ضد الخليفة، وهي أمور تُذكر في الجانب العملي لجهوده لاستعادة الخلافة بعد النبي (ص).

السلوك السياسي للإمام علي بعد النبي (ص)

أظهر السلوك السياسي للإمام علي (ع) خلال السنوات الخمس والعشرين الصعبة من حكم الخلفاء اليقظة والتقوى الإلهية. رغم أن بعض معارضي الإسلام مثل أبي سفيان حاولوا استغلال الظروف لتصفية حساباتهم مع الإسلام والمسلمين، إلا أن الإمام رفض ذلك.[1] اختار الإمام الصمت والتسامح مع الخلفاء حفاظًا على وحدة المسلمين ومنعًا للتزلزل العقائدي للمسلمين الجدد، حتى ظُن أنه راضٍ عن أفعالهم.[2] لم يكن صمته خوفًا أو طلبًا للراحة، بل لأن الثورة والاستشهاد في تلك الظروف كانا سيكونان ضد مصلحة الإسلام. قال الإمام في دفاعه عن منهجه الحكيم:

أساليب الإمام علي (ع) في التعبير عن الاعتراض

لم يمنع سياسة الصمت والتسامح أن يعبر عن اعتراضه بطرق مختلفة، منها:

بيان أدلة أفضليته

بعد أن بايع بعض الناس أبا بكر في سقيفة بني ساعدة، ثم تمت البيعة العامة، تحدث الإمام عن حقه الشرعي في الخلافة وانتقد بيعة الآخرين،[4] وذكر فضائله التي تؤهله للخلافة.[5] في نهج البلاغة، استدل على أحقيته بالخلافة بثلاثة أمور: أولًا الوصية والنص من رسول الله (في الخطبة رقم 2)، ثانيًا أهليته وأن لباس الخلافة لا يليق إلا به (في الخطبة رقم 3 المعروفة بالشقشقية)، ثالثًا قرابته الروحية والنسبية من رسول الله (ص) (في الخطبة 195).[6]

الامتناع عن البيعة

بعد كشف عدم أهلية أبي بكر للخلافة، امتنع الإمام عن مبايعته، ورد على عمر الذي هدده بالبيعة قائلًا: "احلبوا لبنَكم (أي الخلافة) على غرارٍ (أي بقوة)، فإنه سيعود إليكم غدًا، وأحكموا اليوم لأبي بكر أمره ليُسلمه إليكم غدًا."[7] يعتقد معظم المفكرين أن البيعة القسرية للإمام مع أبي بكر كانت بعد استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (ع)، أي بعد حوالي ستة أشهر من بدء خلافته.[8] وصف الإمام في رسالة إلى معاوية كيف أُجبر على البيعة: "قلت إنهم قادوني كالجمل المخشوش (المربوط بأنفه) حتى بايعت، والله لقد أردت الذم فمدحت، وأردت الفضيحة فافتضحت! وما عسى أن يضر المسلم أن يكون مظلومًا وهو واثق بدينه، ثابت اليقين، بعيد عن الشك؟"[9]

انتقاد أداء الخلفاء

وجه الإمام انتقادات عامة وخاصة للخلفاء. انتقد أبا بكر في نقطتين: الأولى توليه الخلافة رغم أفضيلة الإمام، والثانية تهيئته لخلافة عمر رغم عدم اعتباره نفسه أهلًا لها.[10] في موضع آخر من نفس الخطبة، انتقد صفتين في عمر: شدته وقسوته، وكثرة أخطائه واعتذاراته.[11] أما عثمان، فقد ذكره الإمام ست عشرة مرة، معظمها يتعلق بحادثة مقتله.

الإجراء العملي لاستعادة الخلافة

سعى الإمام لاستعادة الخلافة إلى مسارها الصحيح باستغلال المكانة الرفيعة للسيدة فاطمة الزهراء (ع)، حيث زار ليلًا منازل المهاجرين والأنصار وحثهم على حلق رؤوسهم كعلامة على البيعة والتضحية، والاستعداد صباحًا لإعلان موقفهم، لكن القلة فقط وفوا بعهدهم.