الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مستخدم:Translation/ملعب1»

    لا ملخص تعديل
     
    (٢٩ مراجعة متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
    سطر ١: سطر ١:
    ما المقصود من الآية 189 من سورة البقرة التي تقول: "وليس البرّ بأن تأتوا البيوت من ظهورها"؟
    {{شروع متن}}
    {{سوال}}
    مَن هم فرقة المخمسة وما هي معتقداتهم؟
    {{پایان سوال}}
    {{پاسخ}}
    تنتمي فرقة المخمسة إلى [[الغلاة|الغُلاة]]، وهم أتباع [[أبو الخطاب|أبي الخطاب]] مؤسس [[فرقة الخطابية]]. يعتقد المخمسة أن الله تعالى قد تجلّى في صورة [[النبي محمد (ص)]]، و<nowiki/>[[الإمام علي (ع)]]، و<nowiki/>[[السيدة فاطمة (ع)]]، و<nowiki/>[[الإمام الحسن (ع)]]، و<nowiki/>[[الإمام الحسين (ع)]]، وحلّ فيهم. كما آمنوا بأن هؤلاء الخمسة أنوار أزلية، واعتقدوا بتناسخ الأرواح. ومن معتقداتهم أيضًا الإباحية. ومن المعتقدات الأخرى المنسوبة إليهم أنّ [[سلمان الفارسي]]، و<nowiki/>[[المقداد]]، و<nowiki/>[[عمار بن ياسر|عمار]]، و<nowiki/>[[أبو ذر الغفاري|أبا ذر الغفاري]]، و<nowiki/>[[عمر بن أمية الضمري]] قد أوكل الله إليهم إدارة شؤون العالم، كما منحوا سلمان منصب الرسالة.


    كان لدى بعض العرب في الجاهلية عادة دخول البيوت من الخلف في أوقات معينة - مثل حال الإحرام{{يادداشت|يُعتبر الإحرام ولبس ملابس الإحرام أول أعمال الحج والعمرة، حيث يتحقق بالنية وقول "لبيك اللهم لبيك". الإحرام من أركان الحج والعمرة الأساسية. ويُطلق على الشخص الذي يكون في حالة الإحرام اسم "مُحْرِم"، ويتميز المُحرِم بأحكام خاصة خلال فترة إحرامه «العلامة الحلي، الحسن بن يوسف، تحرير الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية، تصحيح: جعفر سبحاني، قم،‌ موسسة الإمام الصادق، 1420ق، ج1، ص576. مقدس الأردبيلي، أحمد بن محمد، مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان، قم، مكتب النشر الإسلامي، 1402ق، ج6، ص175. الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، بيروت،‌ دار الفكر، بدون تاريخ، ج3، ص2177.»}} - بدلاً من الدخول من الباب الرئيسي. فنزلت الآية 189 من سورة البقرة لتتصدى لهذه العادة وتعتبرها غير صالحة، داعية الناس إلى التقوى بدلاً منها، لأن البرّ الحقيقي هو في التقوى. واستفاد بعض المفسرين من هذه الآية أن الأعمال يجب أن تؤدى بطريقتها الصحيحة دون اختراع صعوبات غير ضرورية باسم الأعراف أو التقاليد.
    وكانت المخمسة تعتقد أن الإمام الحسين (ع) هو الغائب والحجة المنتظر.


    ==نص الآية وترجمتها==
    ==اتّباع أبي الخطاب والخطابية==
    {{قرآن|وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}} (البقرة: 189)
    المخمسة من أتباع أبي الخطاب مؤسس [[فرقة الخطابية]].<ref>سليماني البهبهاني، عبد الرحيم، «خطابيه»، دانشنامه جهان اسلام (دائرة معارف العالم الإسلامي)، مؤسسة دائرة المعارف الإسلامية، ج15، 1393، نص المقالة.</ref> كان [[أبو الخطاب]] - واسمه محمد بن مقلاص الأسدي الكوفي المعروف بأبي زينب الأسدي - في البداية من أصحاب [[الإمام الصادق (ع)]]، ثم انحرف إلى الغلو.<ref>الحلي، حسين بن يوسف، منتهى المطلب، مشهد، مجمع البحوث الإسلامية، الطبعة 1، 1415هـ، ج4، ص71.</ref> وهو مؤسس فرقة الخطابية.<ref>سليماني البهبهاني، عبد الرحيم، «خطابيه»، دانشنامه جهان اسلام (دائرة معارف العالم الإسلامي)، مؤسسة دائرة المعارف الإسلامية، ج15، 1393، نص المقالة.</ref> عندما علم الإمام الصادق (ع) بمعتقداته الغالية، تبرّأ منه ولعنه. بعد ذلك، بدأ أبو الخطاب يدعو الناس إليه، وادعى أنّه صنم، وزعم أنّ الأنبياء قد فوّضوا إليه أمر الطاعة. وكان يعتقد أنّ جميع الأئمة أنبياء، وآمن بألوهية الأئمة، وادّعى أنّ [[الحسن (ع)]] و<nowiki/>[[الحسين (ع)]] هما ابنا الله.<ref>الجزائري، السيد نعمة الله، نور البراهين، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1417هـ، ج2، ص310.</ref>


    ==سبب النزول==
    ==اعتقادهم بحلول الله في خمسة أشخاص (التناسخ)==
    في الجاهلية، كان الناس يدخلون البيوت من خلفها في حالات معينة، بدلاً من الدخول من الباب الأمامي. فعندما يفشلون في أمر ما، كانوا يحفرون ثقبًا في الحائط الخلفي ويدخلون منه، وكان السبب في هذا التصرف التطيّر، اعتقادًا منهم أن هذا يمثّل اعترافًا بالفشل وعدم التمكّن لأداء العمل بالأسلوب الطبيعي. وكانت هذه العادة تشمل من كان في حال الإحرام أيضًا. رغم أنّ البعض اختص هذه العادة للأنصار، إلا أنّه يستفاد من بعض الأخبار أنّها كانت شائعة بين العرب عامة،<ref>«[https://lib.eshia.ir/10265/7/4/%22وَ_لَيْسَ_الْبِرُّ_بِأَنْ_تَأْتُوا_الْبُيُوتَ_مِنْ_ظُهُورِها_وَ_لكِنَّ_الْبِرَّ_مَنِ_اتَّقى_وَ_أْتُوا_الْبُيُوتَ_مِنْ_أَبْوابِه%22#_ftn1 عبادت‌هاي جاهلي از منظر قرآن]» محمد رضا جبّاري.</ref><ref>طبرسي، فضل بن حسن، مجمع البيان، تهران، ناصر خسرو، 1372، ج2، ص27.</ref> إلا أن قريشًا كانت تستثنى من هذه العادة في حال الإحرام، فكانوا يدخلون من الأبواب الرئيسية.<ref>الواحدي، علي بن احمد، أسباب نزول القرآن، يروت، دار الكتب العلمية، 1311، ص56 ـ 57.</ref>
    كان أول من اعتقد بالتناسخ بين المسلمين هم الغُلاة، حيث فسّروا التناسخ بشكل خاص بنقل الروح الإلهية في الأئمة. ف<nowiki/>[[الكيسانية]] (أو المختارية) اعتقدوا أن روح الله حلّت في [[النبي (ص)]]، ثم انتقلت إلى [[الإمام علي (ع)]]، ثم إلى [[الإمام الحسن (ع)]]، ثم إلى [[الإمام الحسين (ع)]]، ثم إلى [[محمد بن الحنفية]]. كما آمنت الفرق المنشقة عنهم - مثل الحارثية والحربية والبيانية - وغيرها من فرق الغلاة مثل الخطابية والراوندية والجناحية والمخمسة والعلبائية، بتناسخ الروح الإلهية في إمامهم.<ref>مينايي، فاطمة، «تناسخ»، دانشنامه جهان اسلام (دائرة معارف العالم الإسلامي)، مؤسسة دائرة المعارف الإسلامية، ج7، 1393ش، نص المقالة.</ref>


    ورد أن رجلاً من الأنصار دخل بيته من الباب الرئيسي بعد حجه سخريةً بهذه العادة، فنزلت هذه الآية. وهناك سبب آخر للنزول ذكرها بعض مصادر أهل السنة، وهو أنّ رجلاً من الأنصار يدعى قُطْبَة بن عامر خرج مع النبي (ص) من الباب الرئيسي أثناء الإحرام، فلامه الناس (ولم يلاموا النبي لأن العادة لم تكن تشمل قريشًاوعندما احتج الأنصاري بأنّه يتبع النبي، نزلت الآية.<ref>الواحدي، علي بن أحمد، أسباب نزول القرآن، بيروت، دار الكتب العلمية، 1311، ص56 ـ 57.</ref>
    وكانت المخمسة تعتقد أن الله تجلى في خمسة أشخاص هم: النبي محمد (ص)، والإمام علي (ع)، والسيدة فاطمة (س)، والإمام الحسن (عوالإمام الحسين (ع).<ref>نوري الطبرسي، حسين، خاتمه المستدرك، قم، مؤسسة آل البيت، الطبعة 1، 1415هـ، ج1، ص163.</ref> بينما ذهب آخرون إلى أن المخمسة كانت تعتبر هؤلاء الخمسة آلهة.<ref>مشكور، محمد جواد؛ مديرشانه جي، كاظم، فرهنگ فرق اسلامي، مشهد، العتبة الرضوية، بدون تاريخ، ص185.</ref>


    ==تفسير الآية في الروايات==
    === المخمسة الكرخية ===
    '''إنجاز الأمور بالطريقة الصحيحة:'''
    يُطلق اسم المخمسة أيضًا على فرقة أخرى منسوبة إلى عائلة الكرخيين، أسّسها قاسم بن علي بن محمد الكرخي. كانت هذه الفرقة تعتقد أنّ النبي محمد (ص)، والإمام علي (ع)، والسيدة فاطمة (س)، والإمام الحسن (ع)، والإمام الحسين (ع) هم خمسة أنوار قديمة أزلية ستظلّ موجودة إلى الأبد.<ref>أحاديث نور النبي وأهل بيته (ع)، تأليف مركز المصطفى، ص41.</ref> ويستنتج من معتقدات قاسم الكرخي وأبنائه أن المخمسة آمنوا بأنّ هؤلاء الخمسة هم أنوار أزلية خالدة، ومن هنا جاءت تسميتهم بالمخمسة.<ref>ياقوت الحموي، معجم البلدان، بيروت، دار صادر، 1995- 1996م، ج4، ص447، ذيل كرخ البصرة.</ref>


    فسّر الإمام الباقر (ع) الآية بأنّها تدعو إلى فعل الأشياء بالطريقة الطبيعية: «يَعْنِي أَنْ يَأْتِيَ الْأَمْرُ مِنْ وَجْهِهَا مِنْ أَيِّ الْأُمُورِ كَانَ».<ref>الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران، ناصر خسرو، 1372، ج2، ص508.</ref>
    ==الإباحية==
    <ref> المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403، ج2، ص104.</ref>
    تُعدّ المخمسة من الفرق الإباحية، ومن سماتها إبطال الفرائض والسُنن الإسلامية. وقد اتبعوا تعاليم الخطابية التي آمنت بألوهية الإمام الصادق (ع) ورسالة أبي الخطاب، وأجازت ارتكاب بعض المحرمات، وتهاونت في أداء الواجبات مثل الصلاة والصوم والحج والزكاة.<ref>لاشيء، حسين، «إباحيه»، دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، مؤسسة دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ج2، نص المقالة.</ref>
    <ref>البرقي، أحمد بن محمد بن خالد، المحاسن‏، قم، دار الكتب الإسلامية، 1371، ج1، ص224.</ref>


    '''آل محمد (ص) أبواب الله:''' وفقًا لبعض الروايات الشيعية، فإنّ أهل البيت (ع) يعتبرون الأبواب الإلهية، ومن خلال اتباعهم يتحقق الخير في الدنيا والآخرة.


    * روي عن الإمام الباقر (ع): سَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ الْآيَهِ {{قرآن|وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها}}فَقَالَ آلُ مُحَمَّدٍ أَبْوَابُ اللَّهِ وَ سَبِيلُهُ وَ الدُّعَاة إِلَي الْجَنَّة وَ الْقَادَة إِلَيْهَا وَ الْأَدِلَّاءُ عَلَيْهَا إِلَي يَوْمِ الْقِيَامَة»<ref>العياشي، محمد بن مسعود، كتاب التفسير، طهران، مطبعة العلمية، 1380، ج1، ص105.</ref>
    ==معتقدات أخرى==
    <ref>حر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، قم، مؤسسة آل البيت، 1409، ج20.</ref>
    اعتقدت المخمسة أنّه لا وجود للجمادات في العالم، وأنّ ما يعتبره الناس جمادًا هو في الحقيقة كائنات حيّة تعاني العذاب.<ref>مينايي، فاطمه، «تناسخ»، دانشنامه جهان اسلام (دائرة معارف العالم الإسلامي)، مؤسسة دائرة المعارف الإسلامية، ج7، 1393ش، نص المقالة.</ref> كما اعتقدوا أن الإمام الحسين (ع) هو الغائب المستتر والحجّة المنتظر.<ref>الموسوي الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، ج7، ص133.</ref>
    <ref>المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403، ج2، ص104.</ref>


    * وقال الإمام الباقر (ع): «{{قرآن|وأتوا البيوت من أبوابها}} يَعْنِي الْأَئِمَّة الَّذِينَ هُمْ بُيُوتُ الْعِلْمِ وَ مَعَادِنُهُ وَ هُمْ أَبْوَابُ اللَّهِ وَ وَسِيلَتُهُ وَ الدُّعَاة إِلَي الْجَنَّة وَ الْأَدِلَّاءُ عَلَيْهَا إِلَي يَوْمِ الْقِيَامَة»<ref>المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403، ج24، ص202.</ref>
    وتصوّروا أن الإمام علي (ع) هو خالق العالم.<ref>مجهول، «غلات در نظر گاه شيخ مفيد»، مجلة الحوزة، رقم 54، 1371.</ref> وقالوا إن سلمان الفارسي والمقداد وعمار وأبا ذر الغفاري وعمر بن أمية الضمري قد كلّفهم الله بإدارة شؤون العالم، ومنحوا سلمان منصب الرسالة.<ref>إقبال، عباس، خاندان نوبختي، طهران، طهوري، 1357ش، ص 263؛ ريحانة الأدب، طهران، مكتبة خيام، 1369، ج 5 265.</ref>


    * وقال أمير المؤمنين علي (ع): «نَحْنُ الْبُيُوتُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تُؤْتَي مِنْ أَبْوَابِهَا نَحْنُ بَابُ اللَّهِ وَ بُيُوتُهُ الَّتِي يُؤْتَي مِنْهُ فَمَنْ بَايَعَنَا وَ أَقَرَّ بِوَلَايَتِنَا فَقَدْ أَتَي الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَ مَنْ خَالَفَنَا وَ فَضَّلَ عَلَيْنَا غَيْرَنَا فَقَدْ أَتَي الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا».<ref>الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج‏، 1403، ج1، ص227.</ref><ref>الأسترآبادي‏، علي، تأويل الآيات الظاهرة، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1409، ص91.</ref><ref>المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403، ج24، ص248.</ref>
    == لمزيد من القراءة ==
     
    * الملل والنحل، عبد الكريم الشهرستاني، بيروت، دار المعرفة، 1415هـ.
     
    {{مطالعه بیشتر}}
     
    == المصادر==
    {{پانویس|۲}}
    {{شاخه
    | شاخه اصلی =ادیان و مذاهب
    | شاخه فرعی۱ =اسلام
    | شاخه فرعی۲ = شیعه
    | شاخه فرعی۳ = فرقه‌های شیعه
    }}
    {{پایان متن}}

    المراجعة الحالية بتاريخ ٢٣:٣١، ٣٠ مارس ٢٠٢٥

    سؤال

    مَن هم فرقة المخمسة وما هي معتقداتهم؟

    تنتمي فرقة المخمسة إلى الغُلاة، وهم أتباع أبي الخطاب مؤسس فرقة الخطابية. يعتقد المخمسة أن الله تعالى قد تجلّى في صورة النبي محمد (ص)، والإمام علي (ع)، والسيدة فاطمة (ع)، والإمام الحسن (ع)، والإمام الحسين (ع)، وحلّ فيهم. كما آمنوا بأن هؤلاء الخمسة أنوار أزلية، واعتقدوا بتناسخ الأرواح. ومن معتقداتهم أيضًا الإباحية. ومن المعتقدات الأخرى المنسوبة إليهم أنّ سلمان الفارسي، والمقداد، وعمار، وأبا ذر الغفاري، وعمر بن أمية الضمري قد أوكل الله إليهم إدارة شؤون العالم، كما منحوا سلمان منصب الرسالة.

    وكانت المخمسة تعتقد أن الإمام الحسين (ع) هو الغائب والحجة المنتظر.

    اتّباع أبي الخطاب والخطابية

    المخمسة من أتباع أبي الخطاب مؤسس فرقة الخطابية.[١] كان أبو الخطاب - واسمه محمد بن مقلاص الأسدي الكوفي المعروف بأبي زينب الأسدي - في البداية من أصحاب الإمام الصادق (ع)، ثم انحرف إلى الغلو.[٢] وهو مؤسس فرقة الخطابية.[٣] عندما علم الإمام الصادق (ع) بمعتقداته الغالية، تبرّأ منه ولعنه. بعد ذلك، بدأ أبو الخطاب يدعو الناس إليه، وادعى أنّه صنم، وزعم أنّ الأنبياء قد فوّضوا إليه أمر الطاعة. وكان يعتقد أنّ جميع الأئمة أنبياء، وآمن بألوهية الأئمة، وادّعى أنّ الحسن (ع) والحسين (ع) هما ابنا الله.[٤]

    اعتقادهم بحلول الله في خمسة أشخاص (التناسخ)

    كان أول من اعتقد بالتناسخ بين المسلمين هم الغُلاة، حيث فسّروا التناسخ بشكل خاص بنقل الروح الإلهية في الأئمة. فالكيسانية (أو المختارية) اعتقدوا أن روح الله حلّت في النبي (ص)، ثم انتقلت إلى الإمام علي (ع)، ثم إلى الإمام الحسن (ع)، ثم إلى الإمام الحسين (ع)، ثم إلى محمد بن الحنفية. كما آمنت الفرق المنشقة عنهم - مثل الحارثية والحربية والبيانية - وغيرها من فرق الغلاة مثل الخطابية والراوندية والجناحية والمخمسة والعلبائية، بتناسخ الروح الإلهية في إمامهم.[٥]

    وكانت المخمسة تعتقد أن الله تجلى في خمسة أشخاص هم: النبي محمد (ص)، والإمام علي (ع)، والسيدة فاطمة (س)، والإمام الحسن (ع)، والإمام الحسين (ع).[٦] بينما ذهب آخرون إلى أن المخمسة كانت تعتبر هؤلاء الخمسة آلهة.[٧]

    المخمسة الكرخية

    يُطلق اسم المخمسة أيضًا على فرقة أخرى منسوبة إلى عائلة الكرخيين، أسّسها قاسم بن علي بن محمد الكرخي. كانت هذه الفرقة تعتقد أنّ النبي محمد (ص)، والإمام علي (ع)، والسيدة فاطمة (س)، والإمام الحسن (ع)، والإمام الحسين (ع) هم خمسة أنوار قديمة أزلية ستظلّ موجودة إلى الأبد.[٨] ويستنتج من معتقدات قاسم الكرخي وأبنائه أن المخمسة آمنوا بأنّ هؤلاء الخمسة هم أنوار أزلية خالدة، ومن هنا جاءت تسميتهم بالمخمسة.[٩]

    الإباحية

    تُعدّ المخمسة من الفرق الإباحية، ومن سماتها إبطال الفرائض والسُنن الإسلامية. وقد اتبعوا تعاليم الخطابية التي آمنت بألوهية الإمام الصادق (ع) ورسالة أبي الخطاب، وأجازت ارتكاب بعض المحرمات، وتهاونت في أداء الواجبات مثل الصلاة والصوم والحج والزكاة.[١٠]


    معتقدات أخرى

    اعتقدت المخمسة أنّه لا وجود للجمادات في العالم، وأنّ ما يعتبره الناس جمادًا هو في الحقيقة كائنات حيّة تعاني العذاب.[١١] كما اعتقدوا أن الإمام الحسين (ع) هو الغائب المستتر والحجّة المنتظر.[١٢]

    وتصوّروا أن الإمام علي (ع) هو خالق العالم.[١٣] وقالوا إن سلمان الفارسي والمقداد وعمار وأبا ذر الغفاري وعمر بن أمية الضمري قد كلّفهم الله بإدارة شؤون العالم، ومنحوا سلمان منصب الرسالة.[١٤]

    لمزيد من القراءة

    • الملل والنحل، عبد الكريم الشهرستاني، بيروت، دار المعرفة، 1415هـ.

    قالب:مطالعه بیشتر

    المصادر

    1. سليماني البهبهاني، عبد الرحيم، «خطابيه»، دانشنامه جهان اسلام (دائرة معارف العالم الإسلامي)، مؤسسة دائرة المعارف الإسلامية، ج15، 1393، نص المقالة.
    2. الحلي، حسين بن يوسف، منتهى المطلب، مشهد، مجمع البحوث الإسلامية، الطبعة 1، 1415هـ، ج4، ص71.
    3. سليماني البهبهاني، عبد الرحيم، «خطابيه»، دانشنامه جهان اسلام (دائرة معارف العالم الإسلامي)، مؤسسة دائرة المعارف الإسلامية، ج15، 1393، نص المقالة.
    4. الجزائري، السيد نعمة الله، نور البراهين، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1417هـ، ج2، ص310.
    5. مينايي، فاطمة، «تناسخ»، دانشنامه جهان اسلام (دائرة معارف العالم الإسلامي)، مؤسسة دائرة المعارف الإسلامية، ج7، 1393ش، نص المقالة.
    6. نوري الطبرسي، حسين، خاتمه المستدرك، قم، مؤسسة آل البيت، الطبعة 1، 1415هـ، ج1، ص163.
    7. مشكور، محمد جواد؛ مديرشانه جي، كاظم، فرهنگ فرق اسلامي، مشهد، العتبة الرضوية، بدون تاريخ، ص185.
    8. أحاديث نور النبي وأهل بيته (ع)، تأليف مركز المصطفى، ص41.
    9. ياقوت الحموي، معجم البلدان، بيروت، دار صادر، 1995- 1996م، ج4، ص447، ذيل كرخ البصرة.
    10. لاشيء، حسين، «إباحيه»، دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، مؤسسة دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ج2، نص المقالة.
    11. مينايي، فاطمه، «تناسخ»، دانشنامه جهان اسلام (دائرة معارف العالم الإسلامي)، مؤسسة دائرة المعارف الإسلامية، ج7، 1393ش، نص المقالة.
    12. الموسوي الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، ج7، ص133.
    13. مجهول، «غلات در نظر گاه شيخ مفيد»، مجلة الحوزة، رقم 54، 1371.
    14. إقبال، عباس، خاندان نوبختي، طهران، طهوري، 1357ش، ص 263؛ ريحانة الأدب، طهران، مكتبة خيام، 1369، ج 5 265.

    رده:فرقه‌های شیعهرده:اسلام